الحملات الصّليبيّة والإعلام المدجّن
**
**
بمرور الأيّام يزداد الإعلام العربيّ المدجّن سوءًا وغيًّا ، ببرامجه التي تشهد على وفاة المروءة والأخلاق، وما الصُوَرُ التي تُبثّ عبر أقمار النايل سات وغيرها ، سوى وسيلة من وسائل الصّليب الحاقدة.
وعادت حروبهم عبر هذا الإعلام المزيّف الذي أنتج لنا جيلاً هجينًا بلا روح ولا همّة ، وسلوكه المريض الذي لا يمت بصلة إلى تاريخ الأمّة. منذ الثورة الصناعية التي عرف الصّليبيّون كيف يستثمرونها في هذا الغزو الشّنيع عبر وسائلهم الخبيثة وإلى يومنا هذا ، ما انفكّت آلة التدمير تخرّب عقولنا وتقتل النّخوة والمروءة والشّهامة فينا ، بالترويج للرّداءة والدّعارة وتزيين الأنثى، في المحافل الرّسميّة وشبه الرّسميّة ، وعرض مفاتنها ،حتى صارت نظرة البعض للمرأة في هذا الزمان الكئيب نظرة عار واحتقار، ليجعل منها ومن المجون ثقافة وأدبًا وموضة العصر ، وبضاعة تُسوّق عبر أقمار" فخاخ " نصبوها فوق رؤوسنا .
لم يقتصر دور الإِعلام السّاقِط في طريق محاربته للمبادئ والقِيَم على هذه المهمّة وحدها ، بل تعدّاها إلى تسطيح العقول وقولبة الفكر ، فصرنا نتكلّم بألسنة عجماء ، ونتقمّص ثقافة غيرنا ، وصار ديننا الحنيف تُهمة خطيرة،والأخلاق جريمة لا تُغتفر، واستهنّا في الدّفاع عن حرمة مقدّساتنا خوفًا من العواقب؛ وما يحدث الآن للقدس الشّريف من محاولات تهويد ليكون عاصمة لكيان غاشم ، لخير دليل على الحرب النّفسيّة المعلنة ضدّنا.
الإعلام الخبيث الذي لطالما شغل رؤوسنا بقصص الغرام التّافهة ، وسوّقه لنا بعض الرّموز الفاسدين بأسمائهم المستعارة ومظاهرهم المزيّفة ، ولأن الدهر كشّاف ، وبمرور الزمن انخرم القناع وسقط فبانت الخيانة على وجوههم السَّافِلة التي لا تستحي من الزَّورِ .
ليست الرّجولة مظهرا للأرتداء ، وكما ليس كل ذكر رجلاً ، فليس كل إعلاميٍّ خائنًا و حاقدًا خبيثًا و فاقدًا للمروءة ، من الأشراف من لم يبع ضميره رغم كل المتاعب ، والمصاعب ، والمصائب ، والمشاكل التي لحقت بهم ، والمضايقات التي تعترض سبيلهم وتعيق رسالتهم النبيلة المتمثّلة في تنوير الرّاي العام إلاّ أنّهم قليلون رغم وفرة الوسائل .
وأجمل ما قيل في المروءة :
من كانت مروءته كاملةً من الرجال فقد كمُلت رجولته و علا مقامه
وقال الشّاعر :إذا الفتى جمع المروءة والتُقى **** وحوى مع الأدب الحياء فقد كمُل
وأضاف آخر :إذا المرءُ أعيتْهُ المروءةُ ناشِئاً *** فمطلبُها كهلاً عليه عَسِيـرُ
ونعى المروءة أحدهم بقوله :مررتُ على المروءةِ وهي تبـكي *** فقلتُ : عَلامَ تنتـحبُ الفتاة ؟
فقالت : كيف لا أبكي وأهلي *** جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا
تعليق