أنت شخص لم يجعل الله لك في الخَلق شبيهاً و لا في الخُلق مثيلا. لله درك ما أروعك! لِم التواضع، و التواضع في حق شخصك مذلة!؟ أنت وحيد زمانك، و فريد عصرك؛ لا تلتفت لأحد فالكل يمشي على هواك، و الجميع قابع على عتبة باب شفقتك ينتظر نظرة من سموك أو التفاتة من حضرتك. و بما أنك في غنى عن العباد، و العباد بأمس الحاجة إليك، فما موعظتي إياك بتطاول على واسع علمك أو خدش في بالغ حكمتك؛ أرجوك اغفر زلتي فما أنا إلا مُسَيْكين أتى بين يديك يرجو البركة في الرزق و العيال فتقبل مني، أدام الله نعمه عليك، و نعمه علينا بك، فهذه كليمات لا تفيك حقك، خذها مني كقربان خالص بإذن الله و بعد إذنك:
- إياك أن تضعف يوماً و تنقص من فظاظتك. الابتسامة؟ ما الابتسامة؟ أنت في غنى عن التودد للعبيد، الوجه العبوس عنوان الجدية و أنت أبرز رموزها.
- تمسك على الدوام بغلظة قلبك (نِعْمَ القلب قلبك) لأنك تعلم - و أنت إمام العارفين - على أن الغلظة برهان الصدق و نقيض المجاملة. أنت حكيم، و فلسفتك في الحياة : أنا فظ القلب إذن أنا صادق.
- لا تعف عن ضعيف سولت له نفسه ان يخطيء في تعامله مع سيادتك (سوف يتأدب معك في القادمة).
- آه، فقط للتنويه: أنت عادة لا تغفر لبشر، علا شأنه أم صغر، واصل! سمعت ذلك الفتى الجبان ينشد يوماً : "لم يخلق الله في بريته/ أكرم ممن عفا إذا قَدَرا"؟ أنت لست بحاجة إلى زيادة كرم، فالكرم و الجود أنت.
- أخيرا، معذرة إن أطلت و أخذت من وقتك الثمين بضع دقائق تفيض من حوض كرمك، لا تستشر مع مخلوق أيّاً كانت المسألة، ذات شأن عظيم أو حقير؛ فالخلق عقولهم لا تستوعب و أذهانهم لا تدرك كنه السر الدفين في عمق أسرار قراراتك حتى و لو كان مصيرهم رهينا بها. من هم حتى تستشير معهم؟ أنت وريث سر أسرار حياتهم، و ليكثروا من الحمد على أنهم يقتبسون قيد فتيل من نورك حكمتك الوهاج؛ ما عليهم سوى التعجيل بتقديم القرابين لحضرتك شكراً للآلهة على وجودك بينهم (هل نسيت أن أذكر تمثالك؟ معذرة!).
هيا، توكل على نفسك و امض قدما نحو السحاب...و في انتظار طلتك البهية، تقبل، سيدي، أسمى عبارات التقديس لروحك.
العبد الفقير، م.ش.
ملاحظة: تم استعمال صيغة المذكر للتخفيف.
استلهام أدبي
مضموناً:
الآية 159 من سورة آل عمران "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.
و شكلا: على طريقة Ben Stein في كتابه الماتع (How to Ruin your Life (2003
- إياك أن تضعف يوماً و تنقص من فظاظتك. الابتسامة؟ ما الابتسامة؟ أنت في غنى عن التودد للعبيد، الوجه العبوس عنوان الجدية و أنت أبرز رموزها.
- تمسك على الدوام بغلظة قلبك (نِعْمَ القلب قلبك) لأنك تعلم - و أنت إمام العارفين - على أن الغلظة برهان الصدق و نقيض المجاملة. أنت حكيم، و فلسفتك في الحياة : أنا فظ القلب إذن أنا صادق.
- لا تعف عن ضعيف سولت له نفسه ان يخطيء في تعامله مع سيادتك (سوف يتأدب معك في القادمة).
- آه، فقط للتنويه: أنت عادة لا تغفر لبشر، علا شأنه أم صغر، واصل! سمعت ذلك الفتى الجبان ينشد يوماً : "لم يخلق الله في بريته/ أكرم ممن عفا إذا قَدَرا"؟ أنت لست بحاجة إلى زيادة كرم، فالكرم و الجود أنت.
- أخيرا، معذرة إن أطلت و أخذت من وقتك الثمين بضع دقائق تفيض من حوض كرمك، لا تستشر مع مخلوق أيّاً كانت المسألة، ذات شأن عظيم أو حقير؛ فالخلق عقولهم لا تستوعب و أذهانهم لا تدرك كنه السر الدفين في عمق أسرار قراراتك حتى و لو كان مصيرهم رهينا بها. من هم حتى تستشير معهم؟ أنت وريث سر أسرار حياتهم، و ليكثروا من الحمد على أنهم يقتبسون قيد فتيل من نورك حكمتك الوهاج؛ ما عليهم سوى التعجيل بتقديم القرابين لحضرتك شكراً للآلهة على وجودك بينهم (هل نسيت أن أذكر تمثالك؟ معذرة!).
هيا، توكل على نفسك و امض قدما نحو السحاب...و في انتظار طلتك البهية، تقبل، سيدي، أسمى عبارات التقديس لروحك.
العبد الفقير، م.ش.
ملاحظة: تم استعمال صيغة المذكر للتخفيف.
استلهام أدبي
مضموناً:
الآية 159 من سورة آل عمران "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.
و شكلا: على طريقة Ben Stein في كتابه الماتع (How to Ruin your Life (2003
تعليق