الميلاد الجديد - رساله الى الام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    الميلاد الجديد - رساله الى الام

    الميلاد الجديد
    لن أنسى نشيدك يا أمي ، لن أنسى فيه ذكراك ،
    كنا نصطف صغارا وننشد:
    عيدك يا أمي ، أجمل أعيادي ، لولاك يا أمي ما كان ميلادي !!!
    وتمر السنين ، ونغدو رجالا أمام العالمين ، وعندك نبقى أطفالا ، كأن الأعوام لم تمض ، فتصعب علينا الحياة ، ويقسو علينا الزمان ، والرهان بين الرجولة والطفولة ، في الصراع بين : الأم الانسانه والأم الوطن !!! وما بينهما أعيش الحياة ، وبدون إحداها اشعر باليتم والضياع ، وما أقسى حياة اليتيم يا أمي .
    تعلمت من الميلاد أن أكون شفافا ومحبا ، لا يستطيع الحب مقروءا أو مكتوبا ، ومسموعا ، ان يعيش ترجمته ، فخرجت من الأحشاء إلى الدنيا ، محبوبا ، ومحبا ، لا أعرف الكره ، ولا أطيقه ، وكيف أكره ، والحب عنوان ميلادي ، وعند الميلاد ترعرع الحب في قلبي ، للوطن والأم ، وما بين أحشاء الإنسانة أمي ، وطينة الوطن ، لحظة ، أو تكاد ، فكان ميلادي يوجهني ، ويعلمني الحب بكبرياء ، ومواجهة الكراهية بالصلابة والثبات ،وزادت جرعات الحب عندي ، بحب الأقارب والجيران والأساتذة ، والزملاء ، والتقينا على حب الوطن ، والانتماء لنفس الحي والمدرسة ، ونما الشعر على وجهي ، وأصبح غزيرا على صدري ، فكل شي ينمو بسرعة ، مادام بالحب يعيش .
    فجأة وأنا ابشر بالحب لكل الناس ، وأدعو لحب القضية والوطن أمي ، كانت الإنسانة أمي تذبل ، وتذوي ، بأمراض العصر ، ولعنة الله على المرض ، فقد ماتت أمي ، وكان الثرى في الوطن
    ورغم الموت ، وكابته ، فقد استمرت تعاليم أمي نارا ونورا على البغض ، واستمر التبشير بالحب عندي ، ولم انس وصيتها وهي تشجعني على الموهبة ، قائلة : بشر بالحب يا ولدي ، بدون البشارة والمبشر ، سنخسر حب الناس والوطن ، والأرض ، وطن بالناس والشعب هو الأهل والخلان خبروني بالله عليكم كيف يحيا الإنسان بلا حب ، خبروني كيف طعم الحياة دون أم وبلا وطن ، وكيف يجرؤ إنسان في هذه الدنيا على اعتقال المحبين أينما وجدوا ؟ ليسوا بشرا !! أولئك الذين يقمعون الحب ، بقمع المحبين للوطن ؟ ليسوا بشر وهم يقفون في وجه الحب بين الإنسان وأرضه ؟ ألا لعنة الله على الغادر المحتل المستبد بالإنسان في وطنه .
    اصرخ واصرخ في وجه كل الذين جربوا الحب : انتبهوا ، انتبهوا ، هناك ذئب في وطني يعوى ويعوى ، وأطفال وطني بالحجارة في المواجهة معه أيها السادة الكرام :
    لماذا انتم صامتون ؟ لماذا تسكتون على الحاقد والحقد ؟ إنهم يغرسون بذور الشر في ارض الرباط والخير ... انتفضوا ... انتفضوا !
    هناك كان السلام ، يا أهل الأرض اتحدوا ، يا من أنجبتهم أقران أمي في كل الكون ، بلغوا أهل الحقد فوق الأرض ، إننا بالحب عشنا , وسيبقى الحب عالمنا ، بلغوا ذئاب الشر ، بأننا ولدنا ولن نموت أبدا ، ميلاد جديد عند كل الشعب ، بالحجارة ولد مرة أخرى ، ليس إرهابي ، ولكنه طفل صغير يبحث عن حضن أمه الوطني ، ونحن في هذا الميلاد أقوى واشد ، أيها الحاقدون ، اعتقدتم أن الظهر كسر ، وان عنوان الحياة تهدم ، ولم تعلموا أننا بحب الله والوطن وقفنا وتأملنا وعشنا ، ولن نموت .
    ماتت أمي بالجسم ، والروح فيها حية ، لا تزال حية بالحب ، وهكذا الوطن لن يموت أبدا ، فالأبناء والأحفاد أحياء ، ولا زالوا بتعاليم الأم يعيشون ، والوطن أمهم ، لان البديل لا يغني عن الوطن .
    أمي لا تزال حية تعيش في نفس الأرض ، وقد غمر حبها الدنيا ، ولم يعد هناك متسعا فاختارها الله بجواره الأعلى , ولم يتركني وحيدا ، بل زادني قوة وتجميعا ، وأعطاني دفعات من المحبين بين العالمين ، حب فيه طعم الأرض والوطن ، يجدد الحياة ، يتفاعل معها وبها ، هو حكاية الحق والجمال والخير ، حكاية الأرض أمي ، والإنسانة أمي ، حكاية فصولها مستمرة ، لن تزول ولن تنتهي ، باقية إلى ما شاء الله لنا أن نبقى .
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    الاقدار مرة اخرى

    الأقدار
    تغوص الأقدار باحثة عن الظل والمأوى ،
    تختار إذا ما عن لها الهوى ،
    الظل في مدينة سرعان ما تنسى ،
    تهز الجفن وتذبل الرمش في العين ،
    وتجعل الأحداق قاحلة داخل الوجه ،
    كما الصحراء عطشى إلى ماء ،
    من السماء أو النهر والبحر ،
    يا قدرا ذهبت إلى الدنيا بالفرح ،
    أعطنا حفنة من الأمل ،
    تجمعنا الأقدار ، لا تفرقنا ؟!
    ينقلب الزمان بالإنسان ،
    فيأخذه إلى قدره ،
    يتغير المكان ، وينقلب الزمان ،
    وتمنح الأبله ، الأقدار ،
    وتمنع عن راسخ القدم
    ترفع المعتوه إلى مكانة أعلى ،
    وتوصم الراسخ بالأحمق الغر ،
    تجمعنا الأقدار
    فكيف بالله تفرقنا ؟
    أيا قدر أخذت الوطن والحب والأمل ،
    رب فوق الجميع مقتدر ،
    سيعطي يوما للتعساء ولن يبخل ،
    رب السماء يغير الأحوال
    على الأرض بمشيئته ،
    يعز ويذل في كل الأحوال بقدرته ،
    وعلى الرباط
    نحن نعيش بحكمته ،
    تجمعنا الأقدار مرة أخرى
    فهل تفرقنا ؟
    كل الدنيا لنا الوطن والأهل ،
    وفيها لنا أمل ،
    تجمعنا الأقدار
    والله معنا لا يفارقنا !!
    يبيع ويشتري فينا ،
    كل من هب ودب على الأرض ،
    تجمعنا الأقدار
    فلماذا تفرقنا ؟
    مراهق شهد له التاريخ بالخبل ،
    يوزع في أعراضنا الشرف ،
    ومن رجالنا يأخذ ولا يعطي ،
    وآخر يسرق الفرح
    من عينين مشرقتين بالأمل ،
    وثالث يريد جنتنا ،
    ويتركنا للنار واللهب ،
    هي الأقدار تجمعنا ،
    تقربنا ، تحاصرنا ،
    تبعدنا ، تشردنا ، تفرقنا ،
    لكنها أبدا لا تقتلنا ،
    الأقدار ، لنا وطن ،
    هي الأمل ، رغم قسوة الزمن ،
    تجمعنا الأقدار
    فلماذا تفرقنا ؟
    وكيف تفرقنا ؟ ولن تفرقنا ؟!
    خواطر / يسري شراب

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأستاذ الفاضل يسري راغب

      وجدت هذا المخزون في الذاكرة في مخزون الرسائل الأدبية
      لم أتمالك نفسي من إخراج درر الكلم لتطفو على سطح قسم
      فنون النثر لكنه أمام هذا الجمال يصبح قسم نثر الفنون
      المشرقة في فضاء الملتقى
      نتمنى أستاذ يسري أن يعاود قلمك الرائع كتابة الرسائل
      و يشرفنا بحضوره على صفحات نثر الفنون
      كل التحية و التقدير

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #4
        الاديبة المفكرة
        الاستاذة منجية الموقرة
        تحياتي
        جين كتبت تلك الرسالة كنت في مقتبل العمر قبل ثلاثين سنة
        كانت الدنيا الاجمل والارقى والحياة المفعمة بالحب والامل
        وكانت الام وطن
        والوطن امنا
        تلتقي الاحاسيس فيهما فتكون رسالتي
        دمت سالمة منعمة وغانمة مكرمه
        التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 09-03-2011, 15:09.

        تعليق

        • منجية بن صالح
          عضو الملتقى
          • 03-11-2009
          • 2119

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          أستاذي الكريم يسري

          و الآن أنت مازلت في مقتبل عمر الفكر و الكلمة
          الرائعة الصادقة و تبقى دائما الأم هي الوطن والوطن
          هو الأم الحنون و الذي تضم بين جنباتها الإنسان المناضل بالحرف و القلم
          أخي الكريم لك كل التحية و التقدير و الود

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            رسالة الى منجية الصالح
            ------------------------
            كيف يكون اسمك معبرا عن كينونتك وصفاتك التي تنجي الصالح
            لانك الشفافية والمصداقية المفكرة التي تحيي امال الوطن في المواطنه
            وانك الرفيقة التي تأخذ بيد الرفاق الى زورق النجاة امنة مطمئنة مستبشرة
            وانك التي قالت نبض الجمار تونسية الصدى في بحرها شاطئا حانيا
            وانت التي تنجي الخليل حين يلوذ اليك بقلبه وعواطفه اليك متدفقه
            وانت هي ذاتها عنوان شعب لم يحترق و نيران العزة ترتجي العلى
            وبالذات التي استوطنت القداسة في مشاعر تقدمت الى هوى امة في أوراقها
            منجية الصالح ماذا يقال في اسمك الذي لا يلتقي الا بالصالحين من جنسها
            الا أنك ترتقي بالوطن نشيدا زاعق هادر مارد ثائر مبدع مفكر مكرم مبجل
            ايها المنجية للصالح
            دمت سالمة منعمة وغانمة مكرمه

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


              رسالتي إلى يسري راغب

              اليسر أنت و راغبة هي مفرداتي في التواصل و مهما خط قلمي و رسم من كلمي لن يصل إلى شموخ و إيباء أمي الفلسطينية الأبية وطن الصمود و العطاء و الشهادة و الكرامة
              أين أنا من قطرة دم شهيد و من تنهيدة أم مفارقة و من طفل يتيم كل أسمائي و كلماتي لا تجرأ على التعبير و لا النطق في حضرة العزة العربية و لا التعبير عما يكنه شعب خضراء الحرية من مشاعر حب و عشق لحبات تراب أمي الفلسطينية

              لكم من الأرض التونسية الأبية ألف وردة و تحية

              تعليق

              • يسري راغب
                أديب وكاتب
                • 22-07-2008
                • 6247

                #8
                سيدتي الراقية الرائعة
                وازيد عليها المنجية الصالحة
                رسالتي الى الام ميلادا وذكرى دائمه
                هي الام التي ايقنت ان فيها صلاح المجتمع ونجاة ابناءها وعمار بيتها
                ايها المنجية الصالحة
                في يوم عيدها تكون المعايدة
                أن أطل على حرف أديبة ثائرة تمتليْ صدقا وشفافية
                لها احساس الخجل وخجل القراءة والكتابة المبدعة
                بلاغة في صور وصور
                تتداعى لوحات والحان
                وتملا الاماكن حيث تواجدها يزهز بها أمل
                والحياة انتظار لامل مشرق مقبل بكل الفرح
                دمت منجية صالحة
                سالمة منعمة وغانمة مكرمه
                التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 21-03-2011, 16:37.

                تعليق

                • مها راجح
                  حرف عميق من فم الصمت
                  • 22-10-2008
                  • 10970

                  #9
                  ياأغصان ..يا منبع العطر والشذى ..يا أمي وياوطني
                  تكبيرات عينيك تسرقني ..تشرد الكلام ..تأسرني بالحكايات الطويلة
                  صباحكم عبق ينهمر كالمطر..مساؤكم أحلى وأنقى ..وأخضرا

                  حرفك استاذ يسري يسافر بي خلف السحاب
                  دام قلمك عطرا
                  رحمك الله يا أمي الغالية

                  تعليق

                  يعمل...
                  X