تسيير العواطف لا تسيير الموارد البشرية وغيرها.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    تسيير العواطف لا تسيير الموارد البشرية وغيرها.

    تسيير العواطف لا تسيير الموارد البشرية وغيرها
    (مقالة)

    [align=justify]أذكر أنني لما كنت، عامَ 2000، مديرَ وحدة تجارية في مؤسسة عمومية محلية في البُليْدة قلت لرئيس قسم الموارد البشرية، في الوحدة طبعا، "إننا كمسئولين في المؤسسة نسير عواطف الموظفين والعمال وليس الموارد البشرية والمالية والمادية التي في أمانتنا" لأن الجهد الذي نبذله في فك أزمات الشغل اليومية الكثيرة والمتنوعة والتي يختلقها الموظفون والعمال أكبر من الجهد الذي نبذله في تسيير تلك الموارد المختلفة مجتمعة؛ ولم يأت قولي ذاك من فراغ وإنما هو ناتج عن خبرة ميدانية وتجربة حياتية في الحياة عموما وفي الشغل خصوصا.

    ليس في الشغل في حد ذاته كشغل أية صعوبة لمن يملك الثقافة العملية والخبرة الميدانية والممارسة الفعلية، فإن وُجدتْ صعوبة ما فإننا نستعين عليها بالخبراء أو بالزملاء العارفين في جهات أخرى، لكن الصعوبة، كل الصعوبة، تكمن في التصادم مع نفسيات الموظفين والعمال لأن لكل واحد منهم كمًّا هائلا من المشاكل العائلية والصحية والمالية الخاصة به ويريد أن يعيشها في مقر عمله أو ينقلها - من غير إرادة الإساءة طبعا- إلى الشغل، وعلى المسئولين، المباشرين أو غير المباشرين، أن يتفهموا مشاكله الخاصة وأن يتعاطفوا معه وأن يعذروه فيها فلا مؤاخذة عليه إن هو جاء متأخرا إلى مقر عمله لسبب من الأسباب، ولا لوم عليه إن لم يركِّز في عمله فضيَّع المال أو أتلف العتاد وحطم الأدوات فهو مشغول بمشاكله المنزلية والاجتماعية، فاعذروه!

    ومن الطُّرَف المضحكة المبكية في الوقت نفسه أنك تسمع "العامل" يقول إن سئل في الصباح:"إلى أين أنت ذاهب؟" فيرد "إلى الشغل" ولا يقول:"أنا ذاهب لأشتغل" والفرق بيْن القولين بيِّن لمن له تدقيق في فحوى الخطاب، فـ"أنا ذاهب إلى الشغل" تعني "أنا ذاهب لتمضية الوقت في الشغل" وليس بالشغل، فلنلاحظ هذا جيدا؛ وأما "أنا ذاهب لأشتغل" فتعني "أنا ذاهب للكد والجد في الشغل".

    نفسية العامل في العالم المتخلف نفسية مُتعَبة أصلا لما يعيشه من أزمات كثيرة ومتنوعة وهي متعِبة لغيرها بالتبيعة لأن تعب العامل النفسي ينعكس سلبا ليس عليه وحده فحسب بل على نوعية العمل الذي يقوم به، وعلى زملائه في الشغل، وعلى نفسية المسئول عنه المباشر وغير المباشر، في سلسلة من السلبيات المحبطة والمثبطة بلا توقف، فإذا أضفنا إلى تلك المشاكل المادية الكثيرة مشاكل العامل النفسية المَرَضِيَّة والتي يصعب، بل يستحيل، اكتشافها صار تحمل المسئولية في المؤسسات الاقتصادية وغيرها مغامرة خطرة قد تودي بصحة المسئول نفسه الجسدية والنفسية وهذه قبل تلك في كثير من الأحيان.

    والآن، هل تلك العقلية السلبية الموجودة في العمال والموظفين خاصة بهم وحدهم فقط أم هي موجودة كذلك في الإنسان العربي المعاصر؟ هذا ما أعرضه على القراء الكرام لنناقشه معا في هذا المتصفح الخاص.

    [/align]
    قراءة ممتعة وإلى لقاء آخر قريب إن شاء الله تعالى لنواصل الحديث في هذا الشأن.

    البُليدة، عشية يوم الخميس 30 ربيع الثاني 1439، الموافق 18 يناير/جانفي/كانون الثاني 2018.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    نفسية العامل في العالم المتخلف نفسية مُتعَبة أصلا لما يعيشه من أزمات كثيرة ومتنوعة وهي متعِبة لغيرها بالتبيعة لأن تعب العامل النفسي ينعكس سلبا ليس عليه وحده فحسب بل على نوعية العمل الذي يقوم به، وعلى زملائه في الشغل، وعلى نفسية المسئول عنه المباشر وغير المباشر، في سلسلة من السلبيات المحبطة والمثبطة بلا توقف، فإذا أضفنا إلى تلك المشاكل المادية الكثيرة مشاكل العامل النفسية المَرَضِيَّة والتي يصعب، بل يستحيل، اكتشافها صار تحمل المسئولية في المؤسسات الاقتصادية وغيرها مغامرة خطرة قد تودي بصحة المسئول نفسه الجسدية والنفسية وهذه قبل تلك في كثير من الأحيان.

    والآن، هل تلك العقلية السلبية الموجودة في العمال والموظفين خاصة بهم وحدهم فقط أم هي موجودة كذلك في الإنسان العربي المعاصر؟ هذا ما أعرضه على القراء الكرام لنناقشه معا في هذا المتصفح الخاص.

    سلام الله عليك
    بعد العمل في سلك التربية والتعليم قرابة أربعين عاماً وفي سلك الاعلام مدة تزيد على عشرين عاماً ..
    عملت في أكثر من مؤسسة وكان المسؤولون عني كثراً .. ألواناً وأشكالاً وجنسيات مختلفة حيث عملت في أكثر من دولة عربية
    أستطيع من خلال هذه المدة الطويلة أن أخرج بنتيجة رداً على موضوعك ..
    ها أنت قلت في العالم المتخلف ..
    وما دام العالم متخلفاً .. لا شك بأن يكون العامل فيه مختلفاً ..
    نفسية متعبة وجسد منهك ..
    والأسباب كثيرة ..
    - عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )
    لم يقل هذا القول عبثاً ... إنما كان على دراية كاملة بنفسية الإنسان الذي يتعب كيف يزول تعبه إن هو أعطي أجره كاملاً غير منقوص
    وهذا يقود إلى أول الأسباب وهو عدم مناسبة الراتب الذي يتقاضاه العامل مع جهده المبذول
    - لا تخلو مؤسسة من المتسلقين والمتملقين للمسؤولين الذين يأكلون جهد الآخرين ويسرقون نجاحاتهم والسبب ألسنتهم الحادة ولياقتهم الاجتماعية عالية المستوى القادرة على استملاء المسؤول وجعله في صفهم .. أما فئة الدراويش الذين يكلون ويتعبون ولا يحصلون على ترقية ولا زيادة ويعملون أكثر من غيرهم في المؤسسة ورواتبهم وحوافزهم وترقياتهم أقل من رواتب وحوافز وترقيات الفئة الباغية ( إذا صحت التسمية )
    - الموظف أو العامل في معظم مؤسساتنا الحكومية والخاصة يعتبر بليداً حتى يثبت عكس ذلك
    لا تقبل له مشورة .. ولا يؤخذ برأيه .. وليس لإبداعاته محل ..
    - إذا اعتاد العامل على أن يؤدي أكثر مما عليه من واجب استمرؤوه .. وركبوه ( أكرمك الله ) واعتبروا ما يفعله واجباً وفي اللحظة التي يقلّ عمله عما عوّدهم عليه اعتبروه مقصراً .
    - معظم الحكومات تتعامل مع موظفي مؤسساتها على أنهم أجهزة أو آلات متحركة بالكهرباء .. لا اعتبار لمشاعرهم ولا تقدير لعواطفهم
    إضافة إلى كل ذلك .. الأوضاع السياسية التي غطت بجراحها على كل شيء وطالت قلب العامل الصادق الذي كان يذهب للعمل قائلاً أنا ذاهب لأشتغل .. لا للشغل
    وعندنا في فلسطين .. الأمر يزيد مكيالين عما في باقي الدول العربية .. فالعامل أو الموظف يتعرض للمهانة والمذلة والوقوف للتفتيش المهين لساعات قبل وصوله إلى عمله .. وقد يتعرض للضرب .. وقد يمشي لساعات في طرق التفافية طويلة لكي يصل إلى مكان عمله

    فقلة الرواتب وعدم الراحة النفسية في العمل .. وضغوطات الأوضاع السياسية وما يتبعها
    كلها تساهم في قتل روح العمل وكراهية العمل .. فيعمل العامل في النهاية بلا نفس
    أطلت عليك .. أرجو المعذرة ولكن موضوعك في الصميم
    ولدي الكثير من القول في هذا الشأن
    تحية ... ناريمان الشريف

    التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 19-01-2018, 04:14.
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
      سلام الله عليك
      بعد العمل في سلك التربية والتعليم قرابة أربعين عاماً وفي سلك الإعلام مدة تزيد على عشرين عاماً .. عملت في أكثر من مؤسسة وكان المسؤولين [
      المسئولون] عني كثر [كُثُرا] .. ألوان وأشكال
      [ألوانا وأشكالا (أنا أشك في الإعراب لذا لم أجزم بالتصحيح فلم ألونه بالأحمر)]وجنسيات مختلفة حيث عملت في أكثر من دولة عربية أستطيع من خلال هذه المدة الطويلة أن أخرج بنتيجة رداً على موضوعك ..
      ها أنت قلت في العالم المتخلف .. وما دام العالم متخلف [
      متخلفا].. لا شك بأن يكون العامل فيه مختلف [متخلفا] ..نفسية متعبة وجسد منهك [أو منهكا] .. والأسباب كثيرة:
      - عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعط العامل أجره قبل أن يجف عرقه" [
      أعطوا الأجيرَ أجرَه قبلَ أن يَجِفَّ عَرَقُه] لم يقل هذا القول عبثاً ... إنما كان على دراية كاملة بنفسية الإنسان الذي يتعب كيف يزول تعبه إن هو أعطي أجره كاملاً غير منقوص، وهذا يقود إلى أول الأسباب وهو عدم مناسبة الراتب الذي يتقاضاه العامل مع جهده المبذول؛
      - لا تخلو مؤسسة من المتسلقين والمتملقين للمسؤولين الذين يأكلون جهد الآخرين ويسرقون نجاحاتهم والسبب ألسنتهم الحادة ولياقتهم الاجتماعية عالية المستوى القادرة على استملاء المسؤول وجعله في صفهم .. أما فئة الدراويش الذين يكلون ويتعبون ولا يحصلون على ترقية ولا زيادة ويعملون أكثر من غيرهم في المؤسسة ورواتبهم وحوافزهم وترقياتهم أقل من رواتب وحوافز وترقيات الفئة الباغية (إذا صحت التسمية)؛
      - الموظف أو العامل في معظم مؤسساتنا الحكومية والخاصة يعتبر بليداً حتى يثبت عكس ذلك لا تقبل له مشورة .. ولا يؤخذ برأيه .. وليس لإبداعاته محل؛
      - إذا اعتاد العامل على أن يؤدي أكثر مما عليه من واجب استمرؤوه .. وركبوه ( أكرمك الله ) واعتبروا ما يفعله واجباً وفي اللحظة التي يقلّ عمله عما عوّدهم عليه اعتبروه مقصراً؛
      - معظم الحكومات تتعامل مع موظفي مؤسساتها على أنهم أجهزة أو آلات متحركة بالكهرباء .. لا اعتبار لمشاعرهم ولا تقدير لعواطفهم، إضافة إلى كل ذلك .. الأوضاع السياسية التي غطت بجراحها على كل شيء وطالت قلب العامل الصادق الذي كان يذهب للعمل قائلاً أنا ذاهب لأشتغل .. لا للشغل.
      وعندنا في فلسطين .. الأمر يزيد مكيالين عما في باقي الدول العربية .. فالعامل أو الموظف يتعرض للمهانة والمذلة والوقوف للتفتيش المهين لساعات قبل وصوله إلى عمله .. وقد يتعرض للضرب .. وقد يمشي لساعات في طرق إِلتفافية طويلة لكي يصل إلى مكان عمله.
      فقلة الرواتب وعدم الراحة النفسية في العمل .. وضغوطات الأوضاع السياسية وما يتبعها كلها تساهم في قتل روح العمل وكراهية العمل .. فيعمل العامل في النهاية بلا نفس.
      أطلت عليك .. أرجو المعذرة ولكن موضوعك في الصميم ولدي الكثير من القول في هذا الشأن.
      تحية ... ناريمان الشريف

      وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
      أهلا بك أختي الفاضلة الأستاذة ناريمان الشريف في متصفح أخيك.

      ثم أما بعد، أنا ممنون لك جدا على هذه المداخلة القيمة الضافية حتى وإن لم تقولي فيها كل ما عندك، فأول الغيث قطر ثم ينهمر، وأنا أنتظر منك ما ستتحفيننا به من خبرتك وتجربتك ومعرفتك ونحن زملاء في الإعلام حيث إنني قضيت فيه عشرين عاما (08/88) وإن كانت غير متواصلة دائما مع عملي في جهات أخرى كذلك منها الاقتصادي ومنها الجامعي الأكاديمي.

      نعم "عالم متخلف" بكل مستوياته ومجالاته وشخصياته من الأمير إلى الغفير، عالم رديء قد استمرأ الرداءة واعتادها ولا يريد بديلا عنها إلى أن يأتي الله بأمر من عنده فتتغير الأوضاع إن شاء الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.

      عندنا في الجزائر مثل يقول:"شوية من الحنة وشوية من رطابة اليدين" [بمعني "قليل من جودة الحناء وقليل من نعومة اليدين" وهو مثل يضرب عند الحديث عن النتائج السيئة التي تأتي من شخص ما عندما يسيء في عمله كأن تكون المواد رديئة والعامل غير كفءٍ]، وهكذا النتائج التي نراها سيئة في المجتمعات العربية فهي مقسومة على الإنسان العربي في حد ذاته كصاحب عقلية متخلفة رديئة وعلى المؤسسات التي تسير هذا الإنسان العربي وهي مؤسسات تسيرها العقلية العريية المتخلفة أصلا لأن الذين يتحكمون في رقاب الناس، الشعوبَ، لا يريدون لهم أن يتطوروا وأن يزدهروا فصاروا وبقوا كما كانوا وأريد لهم "أمة تضحك من جهلها الأمم".

      القضية معقدة جدا ومع ذلك حلها سهل بسيط ميسور غير أنه يحتاج إلى شجاعة وجرأة ورباطة جأش لإعلانه والدعوة إليه والثبات على طريقه إلى أن يتحقق بإذن الله تعالى وهو أن تعود الأمة إلى دينها الحنيف تتداوى بعلاجاته الفعالة حتى وإن كانت مرة لا تُتجرع بسهولة، فالإسلام هو الحل ولا حل للأمة في غيره مهما كان مغريا أو خادعا فعندها سيعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه فيزدهر وتزدهر معه أسرته وعائلته ومن ثمة يزدهر مجتمعه.

      هذا ما عنَّ لي إضافته مما استدعاه في خاطري كلامك الطيب مع الاعتذار إليك عن تصحيح الهفوات التي جاءت في مشاركتك القمية ولعلها ناجمة عن التركيز في الكلام فتسربت إليه على حين غفلة منك.

      تحياتي إليك وتقديري لك.

      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • ناريمان الشريف
        مشرف قسم أدب الفنون
        • 11-12-2008
        • 3454

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
        أهلا بك أختي الفاضلة الأستاذة ناريمان الشريف في متصفح أخيك.

        ثم أما بعد، أنا ممنون لك جدا على هذه المداخلة القيمة الضافية حتى وإن لم تقولي فيها كل ما عندك، فأول الغيث قطر ثم ينهمر، وأنا أنتظر منك ما ستتحفيننا به من خبرتك وتجربتك ومعرفتك ونحن زملاء في الإعلام حيث إنني قضيت فيه عشرين عاما (08/88) وإن كانت غير متواصلة دائما مع عملي في جهات أخرى كذلك منها الاقتصادي ومنها الجامعي الأكاديمي.

        نعم "عالم متخلف" بكل مستوياته ومجالاته وشخصياته من الأمير إلى الغفير، عالم رديء قد استمرأ الرداءة واعتادها ولا يريد بديلا عنها إلى أن يأتي الله بأمر من عنده فتتغير الأوضاع إن شاء الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.

        عندنا في الجزائر مثل يقول:"شوية من الحنة وشوية من رطابة اليدين" [بمعني "قليل من جودة الحناء وقليل من نعومة اليدين" وهو مثل يضرب عند الحديث عن النتائج السيئة التي تأتي من شخص ما عندما يسيء في عمله كأن تكون المواد رديئة والعامل غير كفءٍ]، وهكذا النتائج التي نراها سيئة في المجتمعات العربية فهي مقسومة على الإنسان العربي في حد ذاته كصاحب عقلية متخلفة رديئة وعلى المؤسسات التي تسير هذا الإنسان العربي وهي مؤسسات تسيرها العقلية العريية المتخلفة أصلا لأن الذين يتحكمون في رقاب الناس، الشعوبَ، لا يريدون لهم أن يتطوروا وأن يزدهروا فصاروا وبقوا كما كانوا وأريد لهم "أمة تضحك من جهلها الأمم".

        القضية معقدة جدا ومع ذلك حلها سهل بسيط ميسور غير أنه يحتاج إلى شجاعة وجرأة ورباطة جأش لإعلانه والدعوة إليه والثبات على طريقه إلى أن يتحقق بإذن الله تعالى وهو أن تعود الأمة إلى دينها الحنيف تتداوى بعلاجاته الفعالة حتى وإن كانت مرة لا تُتجرع بسهولة، فالإسلام هو الحل ولا حل للأمة في غيره مهما كان مغريا أو خادعا فعندها سيعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه فيزدهر وتزدهر معه أسرته وعائلته ومن ثمة يزدهر مجتمعه.

        هذا ما عنَّ لي إضافته مما استدعاه في خاطري كلامك الطيب مع الاعتذار إليك عن تصحيح الهفوات التي جاءت في مشاركتك القمية ولعلها ناجمة عن التركيز في الكلام فتسربت إليه على حين غفلة منك.

        تحياتي إليك وتقديري لك.

        صباحك طيب
        وسلام الله عليك ..
        جزيل شكري وامتناني على ردك
        وأعلمك أني قمت بتصحيح الأخطاء .. وهي كما قلتَ جاءت نتيجة التركيز في الرد
        وسأتابع ..
        تحية
        sigpic

        الشـــهد في عنــب الخليــــل


        الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
          صباحك طيب
          وسلام الله عليك ..
          جزيل شكري وامتناني على ردك
          وأعلمك أني قمت بتصحيح الأخطاء .. وهي كما قلتَ جاءت نتيجة التركيز في الرد
          وسأتابع ..
          تحية
          وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وصباحك أطيب.
          لا شكر عليك لي، تكرم عينك، نحن إخوة والتناصح علينا واجب.
          أهلا بك في كل حين فحضورك الطيب تشريف للمتصفحات وأنت ناريمان الشريف.
          بارك الله فيك وتحياتي الإسلامية الأخوية.

          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            حدثوا الناس على قدر قلوبهم وعواطفهم.



            الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

            [align=justify]ثم أما بعد، يبدو أن المقولة التي تريد منا أن نحدث الناس على قدر عقولهم لم تعد مجدية في أيام الناس هذه ومنذ حين من الدهر ولم تعد تنفع ولا تفيد وعلينا أن نستبدل بها مقولة أخرى أجدى وأنفع وأفيد وهي "حدثوا الناس على حسب قلوبهم" لأن الإنسان تسيره عواطفه ومشاعره وليس عقله وفكره ومن يخالط الناس في معايشهم وحيواتهم يوميا يدرك هذا تمام الإدراك وأحسنه، والإنسان حيوان اجتماعي لا يستطيع أن يعيش منفردا منعزلا لا يتصل ببني جينه ولا يخالطهم، فمخالطة الناس ومعاشرتهم ضرورة حياتية لا يمكن لأحد أن يستغني عنها مهما كان غنيا ثريا مرفها وقديما قال أبو العلاء المعري:

            الناس للناس من بدو وحاضرة = بعضٌ لبعض وإن لم يشعروا خدم

            ولقد صدق أبو العلاء وأصاب كبد الحقيقة إذ هذا هو أساس التعايش بين البشر وهو محور حيواتهم كلها في المجالات كلها والناس في هذا كله يتعاملون بقلوبهم وعواطفهم وليس بعقولهم وأفكارهم إلا نادرا وعلى العاقل (؟!!!) أن يعاملهم على هذا الأساس فيارعي مشاعرهم وعواطفهم ليسلم من ألسنتهم ومن أيديهم ومن أسلحتهم ما ظهر منها وما خفي وما عُلم منها ما جُهل.

            الإنسان، عموما، كتلة متحركة من العواطف والمشاعر والأحاسيس ولو رحنا نعرف هذا الإنسان لقلنا إن "
            الإنسان حيوان عاطفي بالفطرة" بلا تردد ولا شك ولا مواربة ولا مخاتلة، وهل ينجح التردد أو الشك أو هل تفلح المواربة أو المخاتلة ونحن نحاول فهم هذا الإنسان المحير بموضوعية كبيرة وإن شابتها بعض الذاتية؟

            يحتاج المرء في مواجهة نفسه، أو غيره، إلى نوع خاص من الشجاعة وهي الشجاعة النفسية أو ما أسميه "المتانة النفسية" (solidité spychologique) سواء في إبداء رأيه أو في قبول الرأي المضاد وقد عبَّرت عن هذه الشجاعة مرة بـ "الشجاعة العقلية" في مقابل "الشجاعة القلبية" التي يحتاجها المرء ولا سيما في قبول النقد الموجه ضده، أقول "الموجه ضده" ولكنني في قريرة نفسي أقصد "الموجه لصالحه أو لفائدته" لأن النقد من أي نوع كان، ومهما كان شديدا أو قاسيا أو عنيفا، إنما هو لفائدة الموجه إليه، المنقود، فهو حيتما سيقويه ويعضده في مسيرته في هذه الدنيا وفي العصر الحديث قال زعيم الأمة بحق الشهيد البطل عمر المختار، رحمه الله تعالى وألحقه بالصالحين في عليين، اللهم آمين:"إن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك".


            وحتى نربط كلامنا هذا بما يجري في المنتديات "السيبيرية" في "الشبكة العنكبية العالمية"، أو "الشبكة" اختصارا، يمكنني الزعم أن الخلافات والمشادات الكلامية التي نشاهدها بين الناس إنما مردها إلى تلك النزعة العاطفية الجياشة التي تتحكم في الناس و لا تكاد تغيب عنهم لحظة حتى بعد مغادرتهم أجهزتهم وابتعادهم عنها فقد تبقى تدور وتدور في أذهانهم ومنها في نفوسهم تنغص عليهم حياتهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون ولله في خلقه شئون.

            هذا ما أحببت إضافته الآن وهنا تنشطيا لمتصفحي المتواضع عسى ما أضفته يفيد قارئه فيضيف إليه ما يراه إثراءً وتنويعا، والله من وراء القصد وهو، سبحانه، يهدي السبيل القويم، والحمد لله في الأول والأخير.
            [/align]
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            يعمل...
            X