رحلة من بيتك .. إلى المقبرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    رحلة من بيتك .. إلى المقبرة



    بسم الله الرحمن الرحيم
    أيها الأحياء الأموات عما قريب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الحسن البصري: يا ابن ادم إنما أنت عدد فإذا مضى يومك فقد مضى بعضك
    إنما الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط بينهما , ونحن في أضغاث أحلام

    ولأن الدنيا كذا ..
    أنتم مدعوون للمشاركة
    معي في رحلة جماعية إلى المقبرة
    = بيانات الرّحلة
    محطة المغادرة : الحياة الدنيا
    محطة الوصول : الدار الآخرة
    = موعد الاقلاع :
    ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا
    وما تدري نفس بأيّ أرضٍ تموت)

    = موعد الحضور :
    ( وجاءتْ سكرة الموتِ بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)

    = المتاع المسموح به :
    1) متران من القماش الأبيض
    2) قليل من القطن الأبيض
    3) حناء وبعض الحنوط
    4) العمل الصالح - صدقة جارية - وعلم ينتفع به –
    وولد صالح يدعو له

    ملاحظة : الوزن الزائد المسموح به خلال الرحلة :
    ما تطـوّعت من العبادات

    = تعليمات الوصول بأمان
    1) طاعة الله تعالى فيما أمربه ونهى عنه في كتابه الكريم
    وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
    فيما أمربه ونهى عنه في سنته الشريفة

    = ملاحظات هامة لجميع المسافرين
    1) يشترط على كل مسافر أن يحمل معه
    ( لا اله إلا الله محمد رسول الله )
    ومن أراد الاستمتاع بالرحلة فليكثرمن ذكر الله والاستغفار والصلاة على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

    2) للمزيد من المعلومات ولتأكيد سلامة الوصول الى القبر
    يرجى الاتصال الدائم بكتاب الله وسنة نبيه
    علما بأن الاتصال مباشر وبالمجان

    اللهم بلـّغنا الجنة بغير سابقة عذاب-
    ولامشقة سفر ومتعنا اللهم بالنظر الى وجهك الكريم
    وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد أشرف الخلق والمرسلين
    هذا البرنامج برعاية الله تعالى

    *********

    السادة الكرام أعضاء الملتقى والزوار
    هذا البرنامج يتكون من ثلاثين حلقة ..
    قدمتها خلال شهر رمضان المبارك ذات عام
    عبر أثير اذاعة محلية في الخليل
    كما سأقوم بنشره في كتاب في الأيام القادمة
    مرفقا ب ( سي .. دي ) بصوتي - إن شاء الله
    وارتأيت أن أقوم بعرضه على صفحات هذا الملتقى الطيب
    راجية أن أنال الأجر والثواب من الله تعالى

    علما بأنني قمت بتحضير هذا البرنامج خلال أربعة أشهر متواصلة معتمدة في التحضير على المراجع التالية :

    1= القرآن الكريم –
    2= رياض الصالحين
    3= قوت القلوب في معاملة المحبوب
    للشيخ أبي طالب محمد بن علي المكي
    4= سراج القلوب وعلاج الذنوب –
    للشيخ أبي طالب محمد بن علي المكي
    5= مع الأنبياء في القرآن الكريم \ عفيف عبد الفتاح طبّارة
    6= ديوان الامام أبي عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه
    7= ديوان الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
    8= الكبائر\ مؤرخ الاسلام الامام الحافظ شمس الدين الذهبي
    9= قصص الصالحين \ الدكتور مصطفى مراد
    10= بستان الواعظين ورياض السامعين \أبي الفرج بن الجوزي
    11= لا تحزن فان مع العسر يسرا\ محمد عبد العاطي بحيري
    12= البداية والنهاية لابن كثير
    13= المنامات لابن ابي الدنيا
    14= المستظرف في كل فن مستطرف \ شهاب الدين محمد الأبشيهي
    15= ثمرات الأوراق للامام تقي الدين بن بكر الحموي
    وغيرها



    .... يتبع
    ناريمان الشريف
    التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 21-01-2018, 18:07.
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!
  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    ملاحظـــــة هامة (1):
    كثيرون منا لا يحبون ذكر الموت .. لكنه تحصيل حاصل
    والكل سيرحل ( هذه حقيقة )
    خط سير الرحلة :
    من فراش الموت في بيتك .. حتى القبر أول منازل الآخرة

    وستكون الرحلة عبارة عن مشاهد
    في كل حلقة مشهد
    بدءاً من فراش الموت ووصف الموت وسكراته
    ولقاء ملك الموت
    وخروج الروح من الجسد
    وعلى المغتسل وفي النعش
    وصولاً الى القبر والمبيت بداخله


    ملاحظة (2)

    يشتمل البرنامج على قصص كثيرة واقعية
    من قصص الاحتضار وخروج الروح وعذاب القبر
    أتمنى لكم جميعاً رحلة موفقة وأخذ العبرة المرجوة


    .... يتبع
    ناريمان
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • ناريمان الشريف
      مشرف قسم أدب الفنون
      • 11-12-2008
      • 3454

      #3
      المشهد بالمختصر


      السلام عليكم أيها الأحياء الميتون عما قريب
      سأذهب أنا وأنتم الى المقابر
      والخطاب والنداء في هذا البرنامج موجه للجميع – رجالا ونساء – شيبة وشبابا – صغارا وكبارا-
      ولكنني سأخاطب المفرد المذكر للسهولة –

      نعم إن لكل بداية نهاية .. هو الموت لا ملاذ منه ولا مهرب وهذا مصير كل إنسان
      وبعد القوة يحل الضعف وبعد الحياة لا بد من الموت
      قال تعالى ( إنّك ميتٌ وإنهم ميّتون ) –
      أنت الآن على فراش الموت .. يحضرك ملك الموت –
      يقف عند رأسك
      لقد جاءت ساعتك
      ولا بد أن يقبض روحك
      ها قد خرجت روحك من بدنك
      والتقفها ملآئكة الموت
      وصعدوا بها الى باريها – وماذا بعد ؟

      هذا أنت الآن يا ابن آدم اصبحت جثة هامدة بلا حرك
      وقد جردت من الثياب والزينة
      وما بقي إلا قطعة واحدة من القماش الأبيض
      تستر بها عورتك
      أنت الآن مسجى على ألواح خشبية لتغسل وتطهر

      فأين العينان لتبصر وترى ؟
      وأين اليدان لتتحرك وتبطش ؟
      وأين ذلك الجسد القوي؟! لقد انتهى
      أنت الآن ممـدّد على لوح وقد جردت من ملابسك
      جسد بلا روح لا حول لك ولا قوة
      الكل حولك يبكي على رحيلك
      فاليوم آخر يوم يراك أهلك ومحبوك
      ومهما بكوك فلا عودة

      هل تدري ما سيفعل بك المغسل الآن ؟
      انه يضغط على بطنك ويعتصره ليخرج منه آخر ما كان من طعام في أمعائك ؟
      ثم يصبّ عليك الماء ويغسلك المغسل


      وأودعوني على الألواح منطرحا******وصار فوقي خريرالمـــــاء يُنظفن
      وأسكبَ الماء من فوقي وغسّلني*****غسلا ثلاثا ونادى هلموا اليه بالكفن

      ها قد غسلك المغسّل وطهرك من كل قشور الدنيا
      وكفنوك بقماش أبيض لا يزيد عن مترين
      هذا ما خرجت فيه من هذه الدنيا ..
      وها هم يربطونك من فوقك ومن أسفلك
      حتى لا يتزحزح عنك الكفن ..
      وماذا بعد ؟

      أنت الآن جاهز لتوضع في التابوت ملفوفا بكفنك
      وفوقك سجادة أو بطانية لتحمل على الأكتاف
      إنهم يحملونك على أكتاف الرجال يذهبون بك الى المسجد
      وهم يهللون ويكبرون
      فاذا كانت الجنازة صالحة أسرعت وكانت خفيفة الحمل على الأكتاف وقالت : قدموني قدموني
      واذا كانت والعياذ بالله غير صالحة
      قالت : يا ويلتي أين تذهبون بي ؟
      لقد وصلت جنازتك الى المسجد
      الآن توضع أمام المصلين للصلاة عليك صلاة الجنازة
      ويدعو لك الامام بالرحمة والمغفرة
      – فرحمة الله عليك –
      رحمة الله عليك
      رحمة الله عليك
      .
      .
      .
      الآن لقد صرت من الأموات الذين يترحم الناسُ على روحه عند ذكر اسمه
      - يا لقصر الدنيا !!! –
      ويا لهذا العمر الذي مرّ كلمح البصر
      – أرأيت ؟
      والآن ستخرج مرة أخرى محمولاً على الأكتاف من المسجد للذهاب بك الى مثواك الأخير
      ستصل بعد قليل الى مسكنك الجديد – القبر –
      فيا لوحشة المنزل الجديد
      - القبر –
      انه حفرة مظلمة معتمة تملؤها رطوبة الأرض
      لا تدخلها شمس-
      القبر : بيت الغربة .. بيت الوحشة .. بيت الهوام والحشرات والديدان
      حفرة في الأرض .. فمن الأرض خرجتَ وإليها تعود.

      انظر إلى منزلك وقصرك والفيلا والتي قضيت عمرك في بنائها
      - لم تعد تنفع
      انظر وتأمل منزلك الجديد ، بيت حقير ، اسمه القبر
      وقارن
      يا للقبرما أوحشه !! – انه بيت الغربة –
      هذا القبر الذي أبكى الأنبياء
      و أخاف الصالحين وأرعب العلماء و المجتهدين
      فهلا بكيت الآن على هذا المثوى
      لقد وصلت جنازتك إلى المقبرة
      واقتربت من قبرك
      هنيهات وتوضع في القبر
      هذا هو قبرك تخيل معي – حفرة في الأرض –
      ستترك فيه وحدك، ليس معك أحد من أهلك يسليك
      أنت الآن غريب غريب، في غربة اللحد والقبر

      .
      .
      .
      ليس الغريبُ غريبَ الشام واليمن***** إن الغريبَ غريبُ اللحد والكفن
      الكل يتعلق بك يريد مرافقتك وأنت حي
      والآن وأنت ميت من الذي يرغب بمرافقتك ؟
      لا أحد ، حتى أكثر الناس محبة لك وعطفاً عليك
      لن يرافقك أحد
      - هنا ستبقى وحدك –
      الان تحمل بين الأيادي وتوضع في قبرك -
      سيلقي بك محبّوك في القبر بأيديهم
      ويغادرونك
      وتبقى وحدك
      وحدك !!!
      فسبحان الله!!!!!!
      أتى ابن آدم وحيدا
      ويخرج من الدنيا وحيدا
      لا مال ولا ولد ولا زوج
      إنما خرج من الدنيا بعمل وكفن .
      وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      توضع الآن على الأرض
      دون فراش ولا وسائد ولا مكيف
      وتـُحل عنك الآربطة
      ويوجـّه وجهك نحو القبلة
      ويغلق عليك القبر بالطوب
      وتسد منافذ الهواء عنك
      إذا كان قبرك فوق الآرض
      فهو غرفة طولها لا يزيد عن مترين
      وعرضها لا يزيد عن متر واحد
      المعذرة ( فهذا هو العرض الموجود )
      وإذا كان قبرك محفوراً في التراب
      يوضع بلاطة على وجهك ثم يحثى عليك التراب
      ويسوى فوقك التراب
      وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
      ها قد سكنت مسكنك الجديد
      وحان الآن موعد مغادرة من أحضروك
      إنك تسمع وقع أقدامهم تغادر القبر
      ويروحون عنك ، فتحاول اللحاق بهم .............................
      لكنك لا تستطيع !!!-
      كل يغادرك ويذهب لحال سبيله
      سائلين المولى لك الرحمة والمغفرة
      وتبقى في القبر وحدك بانتظار منكر ونكير
      فما عليك الآن إلا الاستعداد للسؤال
      وعليك الاجابة دون تلكؤ ولا تردد
      من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟
      تذكر – أنت بالتأكيد تحفظ الاجابة جيداً
      ولا تعتقد انك لا تستطيع الاجابة –
      ولكن نسأل الله لك الثبات ؟
      فاللهم ثبتنا بالقول الثابت
      – انتهى كل شيء –
      لم يسكن معك في قبرك إلا عملك الصالح
      وإن كان لك ولد صالح يدعو لك ستنال من دعائه خيراً
      وإن كنت قد تصدقت بصدقة جارية في حياتك الدنيا يصلك أجرها
      فقط هذه الثلاثة
      وما دون ذلك من زينة الدنيا فقد تركته لورثتك
      انظر الآن بنفسك – ما الذي ينفعك ؟
      هل كان للكفن جيوب –
      هل أخذت معك شيئاً ؟
      لا والله – لم تأخذ شيئاً –
      تركت المصنع والشركة والفيلا والقصر والسيارة
      والأموال في البنوك وكل شيء تركته خلفك ؟
      فماذا أنت فاعل ؟
      أنت الآن في قبرك وحدك
      ستبيت على الأرض عاريا لا يفصلك عنها سوى هذا الكفن - وما هي إلا أيام حتى ينتفخ بطنك
      ثم ينفجر كالقنبلة بداخل القبر
      – ليستمتع الدود بأكلك !!-
      فأول ما يبدأ الدود يبدأ بأكل الحدقتين
      وبعدها يأكل ما تبقى من جلدك ولحمك
      وكل ما في أحشائك
      وبعد سنوات يذوب العظم ولا يبقى إلا ((( عجْبَ الذنَب )))
      وعجب الذنب: هو عظمة العصعص-
      منها يعاد خلق الانسان من جديد يوم البعث
      وقبل أن أتركك في رعاية الله – أذكرك -
      قد يكون القبرُ روضة من رياض الجنة
      وقد يكون حفرة من حفر النار، فانظر أيها تختار-
      اخي الكريم
      لا تخف أنت لم تمت بعد
      وهذا الميت ليس أنت
      انه واحد من أحبابك الذين سبقوك
      ولا بد أنك ستلحق به
      فاعمل لتلك الحفرة .. وجهز لتلك الرحلة
      فهذه هي مشاهد الرحلة بالمختصر
      وقي الحلقات القادمة سأبدأ بتفصيل المشاهد
      ألقاكم غدا – هذا إن عشنا ليوم الغد ؟ ومن يدري ؟
      لا تنسوني من الدعاء
      باذن الله الى اللقاء أيها الميتون عما قريب




      .... تابع الرحلة
      .... ناريمان
      sigpic

      الشـــهد في عنــب الخليــــل


      الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

      تعليق

      • ناريمان الشريف
        مشرف قسم أدب الفنون
        • 11-12-2008
        • 3454

        #4
        المشهد الثاني من مشاهد الرحلة
        ( حاسبوا أنفسكم .. قبل أن تحاسبوا )





        أيها الأحياء الأموات عما قريب -
        قبل أن نبدأ بمشاهد الرحلة – لا بد من الاجابة على سؤال - لماذا كان هذا البرنامج –
        الغاية الأولى هي الرجوع الى الله تعالى وانا أولكم عن طريق تذكر القبر والموت الذي لا يذكره الناس إلا قليلا وان تذكروه ففي المآتم فقط ولمدة ثلاثة أيام
        فما أن ينتهي العزاء بالميت حتى يروح كل لحال سبيله
        لا يكاد يذكر الواحد منا من الموت إلا وجه الميت –
        وبما أننا سنموت لا محالة اذن لا بد أن من أن نستعد للموت ودخول القبر - ذلك المكان الموحش
        وهو آخر محطة ينزل فيها الانسان –
        وآخر فصل من فصول حياته –
        فبالموت يسدل الستار على آخرمشهد من مشاهد الحياة
        ويقطع للمرء آخر خيط له في الحياة الفانية الزائلة-
        بعد أن قضى فيها سنين طوال مرت كلمح البصر –


        = انني على يقين تام من أن بعض المستمعين–
        قالوا ربما بصوت مرتفع وربما في أنفسهم –
        ما هذا البرنامج الشؤم – لماذا الموت ؟؟؟
        فالكثيرون من الناس يكرهون أن يطرح الموت مادة للحديث حتى أنني كنت ألاحظ أن البعض يغيّر مجال الحديث
        خوفا من هذه السيرة المرعبة –
        واذا قلت لكم أن الحديث عن الموت وتذكره هو الصواب ونسيانه هو الخطأ- فماذا تقولون؟
        وعلى أي حال لكم الخيار فمن أحب منكم أن يحظى بالجزاء فليستمع- ومن كره هذا الحديث فله أن يغلق الاذاعة أو يغير على اذاعة أخرى
        أنادي بصوتي وأي صوت ما أقرب الحياة من المـوتْ
        كأن أهل الحي في غيّهـم قد أخذواالأمان من الموتْ
        كم من صحيح ٍعمّربيتـَه لم يُمـس ِإلاّ خـارب البيتْ
        كم وكم حي ٍ بكى ميْتا فأصـبح الحـيُ مع الميْـــتْ
        فأهلا بكم مستمعين راغبين وخائفين -
        = من منا يضمن أن يعيش ليوم غد ؟
        بالطبع لا أحد - فقد لا تصبحُ غدا
        فما رأيك أن نقوم أنا وأنت بهذه التجربة ؟؟–
        نحاسِبُ أنفسَنا قبل أن نحاسَبَ..
        ولكن قبل أن نبدأ بمحاسبة أنفسنا
        سأحكي لك هذه الحكاية :
        = كان أحد الصالحين محاسبا لنفسه كثيرا
        ويُذكر أنه عاش ستين عاما – فحسبَ ذات يوم أيام عمره فوجدها واحدا وعشرين ألفا وتسعمئة يوم
        فقال :
        يا ويلتي أألقى المليك بواحد وعشرين ألف ذنب
        وتسعمئة ذنب ؟؟ فكيف وفي كل يوم أذنب مئة ذنب –
        فخرّ مغشيا عليه من خشية الله فاذا هو ميت.


        =يقال : إعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا
        واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا أليس كذلك ؟؟
        = تخيل معي الآن أنك ستموت غدا – فماذا أنت فاعل ؟
        الآن أحضرْ ورقة وقلما واحسب أيام عمرك التي مضت
        – ثم احسب ساعاتها – واحسب كم ذنبا أذنبت في كل ساعة منها – فتكون بذلك قد أحصيت ذنوبك –
        والآن سجل عليها : كم واحد من الناس عرفته في حياتك آذيته فعلا وعليك أن تعتذر منه الآن قبل أن يأخذ من حسناتك يوم الموقف العظيم بين يدي الله –
        وتذكر ان الله تعالى يغفر ما بينك وبينه –
        أما ما بينك وبين الناس فيؤخذ لهم من حسناتك –
        سجل : وكم واحد من الناس عليك أن تطلبَ منه السماح لأنك آذيته بلسانك وأكلت لحمه ميتا ؟
        كم مرة آذيت أمك وأغضبتها ؟
        احسب كم من الحقوق أكلتها ؟
        سجل : كم من قرش حرام دخل بطنك أو أطعمته لأولادك ؟ استرجع من ذاكرتك : كم من انسان مرّ عليك
        وازدريته واستهزأت به ؟
        كم واحد وصفته بما ليس فيه وافتريت عليه ؟
        كم مرة تكبرت وتجبرت وتعاليت على عباد الله
        بمالك وحسبك ونسبك ؟ لحظة من فضلك
        عندما يأخذ الناس صحائفهم يوم القيامة يجدون قد سجل فيها كل شيء من الأعمال فيتساءلون مستغربين
        ( ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )
        وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
        فقالوا : أما الكبيرة فعرفناها فما الصغيرة فقال عليه الصلاة والسلام : الغمز واللمز
        أرأيت؟؟ اذن وأنت تحاسب نفسك لا تنسى الصغائر أيضا ولا تنسى زلا ّت اللسان !!
        وتذكر أن الناس لا يكبّون على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم - وأن عذاب القبر يكون بسبب النميمة –
        احسب الآن في كل جلسة تجلسها –
        كم من انسان تنمّ عليه ؟
        الوقت يمضي ولم يعد لديك الوقت الكافي لكل هذا –
        فأنت ما زلت تسترجع الأسماء من ذاكرتك -
        فكثيرون هم الذين آذيتهم أليس كذلك ؟
        – ياللهول !!!– ما العمل ؟
        لا تقل أنك لا تخطيء –
        فأفدح الأخطاء أن تعد نفسك منزها عن الخطأ -
        الوقت يمضي بسرعة
        وأنت بعد لم تنته من ايفاء حقوق العبادعليك
        فكيف بحقوق الله
        احسب : كم من صلاة أضعتها ؟
        كم مرة سمعت النداء ولم تصل جماعة في المسجد
        يقول الرسول (ص) : لقد هممت أن آمرَ فتيتي أن يجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم )
        وكم مرة كنت تملك مؤونة السفر ولم تحج لبيت الله ؟ والرسول يقول : من ملك زادا وراحلة تبلـّغه حج بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا )
        وكم مرة حال الحول على مالك ولم تؤدِ زكاته للفقراء والمساكين ؟
        والرسول يقول : من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثـل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه أي بشدقيه
        فيقول : أنا مالك .. أنا كنزك )
        وذنوب أخرى وأخرى عليك أن تتوب منها قبل أن تغرغر
        انتهى الوقت
        انتهى الوقت
        انتهى الوقت
        فلا مجال الآن لمحاسبة النفس
        فربما تموت قبل أن تحاسب نفسك
        وان حاسبتها هل ستنجو من الحساب يوم الحساب ؟
        لن تنجو ما دمت لا تندم وتستغفر وتتوب قبل أن يحل بك الموت


        يا عجبا للناس لو أبصروا وحاسبوا النفس ولو فكروا
        واعتبروا الدنيا الى غيرها فانما الدنيا لهم معبـــــــــُر
        والموعد الموت وما بعده حشر فـذاك الموعـد الأكبــــر
        عجبت للانسان في فخره وهو غـدا في وحشــة يُقبــرُ
        ما بالُ من أولـُــــه نطفة ٌ وجيفـــــــة آخــــره يفخــرُ
        أصبح لا يملك تعجيل ما يرجـو ولا تأخيــر ما يحــــذر


        هلا حاسبت نفسك الآن ؟؟ فلربما لا تعيش ليوم الغد
        دمتم في رعاية الله .. لا تنسوني من الدعاء
        والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته ...





        ......يتبع
        تحية... ناريمان الشريف


        sigpic

        الشـــهد في عنــب الخليــــل


        الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

        تعليق

        • ناريمان الشريف
          مشرف قسم أدب الفنون
          • 11-12-2008
          • 3454

          #5
          هل من مشارك في هذه الرحلة ؟!
          sigpic

          الشـــهد في عنــب الخليــــل


          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

          تعليق

          • فكري النقاد
            أديب وكاتب
            • 03-04-2013
            • 1875

            #6
            كلنا مشتركون في الرحلة شئنا ام ابينا ، اقلعت بنا الطائرة وﻻ ندري متى تحط ...

            كلنا مشينا الى حفرة اسمها القبر ندري كم مضى وﻻ ندري كم بقي ...
            مضى من عمري خمسون سنة يعني انني مشيت باتجاه قبري خمسين سنة وﻻ ادري متى ادخل وهكذا ...
            فلنجهز ولنستعد ...


            تحياتي اخت ناريمان
            وجزاك الله خيرا
            ورزقنا واياك حسن الخاتمة
            التعديل الأخير تم بواسطة فكري النقاد; الساعة 01-04-2018, 05:44.
            " لا يبوح الورد باحتياجه للماء ...
            إما أن يسقى ،
            أو يموت بهدوء "

            تعليق

            • ناريمان الشريف
              مشرف قسم أدب الفنون
              • 11-12-2008
              • 3454

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فكري النقاد مشاهدة المشاركة
              كلنا مشتركون في الرحلة شئنا ام ابينا ، اقلعت بنا الطائرة وï»» ندري متى تحط ...

              كلنا مشينا الى حفرة اسمها القبر ندري كم مضى وï»» ندري كم بقي ...
              مضى من عمري خمسون سنة يعني انني مشيت باتجاه قبري خمسين سنة وï»» ادري متى ادخل وهكذا ...
              فلنجهز ولنستعد ...


              تحياتي اخت ناريمان
              وجزاك الله خيرا
              ورزقنا واياك حسن الخاتمة
              آمين يا رب العالمين
              أشكرك على المرور الطيب وجزاك الله خيراً
              sigpic

              الشـــهد في عنــب الخليــــل


              الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

              تعليق

              • فكري النقاد
                أديب وكاتب
                • 03-04-2013
                • 1875

                #8
                وانت كذلك اخت ام شادي
                بارك الله فيك
                وكم احب المواضيع المذكرة بمقصد خلق اﻻنسان
                فالانسان كثير الغفلة كثير النسيان
                دمت بخير وعافية
                " لا يبوح الورد باحتياجه للماء ...
                إما أن يسقى ،
                أو يموت بهدوء "

                تعليق

                • ناريمان الشريف
                  مشرف قسم أدب الفنون
                  • 11-12-2008
                  • 3454

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فكري النقاد مشاهدة المشاركة
                  وانت كذلك اخت ام شادي
                  بارك الله فيك
                  وكم احب المواضيع المذكرة بمقصد خلق اï»»نسان
                  فالانسان كثير الغفلة كثير النسيان
                  دمت بخير وعافية
                  أي والله ..
                  ما أشد حاجتنا لمن يذكرنا بمآلنا
                  اللهم أحسن لي ولك ولكل من يقرأ ولكل موحد
                  تحية
                  sigpic

                  الشـــهد في عنــب الخليــــل


                  الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #10
                    (المشهد الثالث)
                    ( طول الأمل )





                    أيها السادة الميتون عما قريب
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    ومرحبا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر


                    لا تخف فأنت لم تمت بعد
                    – وأمامك فرصة –


                    أنت الآن حي تتنفس - حي ترزق –
                    جميل الثياب لطيف الحديث عطر الرائحة


                    تعيش هانئا سعيدا لا يخطر لك الموت على بال –
                    تفكر في الدنيا – كيف تجمع وكيف تصرف ؟
                    وكيف تسافر وكيف تقضي وقتك بكل ما هو ممتع ؟


                    دون أن يخطر ببالك ولو مرة
                    كيف ستجيب عن الأسئلة التي ستطرح عليك لاحقا -
                    تذكر........!
                    سوف تسأل عن كل دقيقة قضيتها في حياتك


                    وعن كل فلس جمعته - من أين جمعته ؟وفيم صرفته؟
                    سوف تسأل عن كل كبيرة وصغيرة -


                    وحينا آخر يأخذك شيطانك اللعين بوسوساته الخبيثة
                    أن تقسو على الضعفاء-
                    ولا ترحم المسكين –
                    وتأكل حق الأجير الذي يعمل عندك -
                    ويزين لك ما تصنع –
                    فتشرب الخمر وتظلم وتسرق وتعصي والديك
                    ويغرك ستر الله عليك وامهاله لك وتغاضيه عن أخطائك


                    فتستمع الى الأغاني العابثة وتلهو وتلعب ظنا منك
                    أنك معمر لن تموت –


                    أو يقول لك الشيطان مهلا فالعمر ما زال في أوله – ا
                    لعب كما تشاء واله كما يحلو لك –
                    العمر طويل وعندما تكبر
                    تستعد بكامل ما أوتيت لرحلة القبر فعلام الاستعجال ؟
                    أليس هذا ما تسمعه في نفسك ؟



                    قد سقاك الهوى شراب الأماني *** فاستطبت المقام تحت التداني
                    وتصاممت عن نداء الأمانــي *** لاهيا عن وقائـع الحــدثان
                    واذا عارضتـك خطـرة ذِكـرٍ *** بادأتـك الطبــاع بالنسيان


                    = ابليس اللعين هذا الذي يسمى أبا كردوس
                    يمنـّيك ويلهيك ويمنحك طول الأمل بحياة طويلة
                    خالية من المرض الجسماني الذي قد يقصم ظهرك
                    فربما بعد حين لا تستطيع الوقوف كي تصلي –
                    وربما لا يكون معك أموال تتصدق بها
                    – وربما وربما –
                    وربما لا يطول عمرك كما كنت تخطط
                    وربما تموت بعد دقيقة وربما الآن -
                    الآن ينزل عليك ملك الموت –


                    فماذا أنت فاعل ؟؟-


                    كل الخطط قد فشلت ..
                    لا أنت عشت ولا ما كنت تخطط له قد حصل
                    ضاع كل شيء – بل انتهى كل شيء


                    احذر قد لا يتبقى لديك وقت حتى لأن تحاسب نفسك
                    فلا أحد من البشر يعلم متى يباغته الموت
                    ولا أحد يضمن أن يعيش دقيقة


                    عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله
                    (صلى الله عليه وسلم )
                    كان بقرب الماء فتيمم بالتراب
                    فأقول : يا رسول الله ان الماء منك قريب
                    يقول : ما يدريني لعلي لا أبلغه)


                    لاحظ الوقت الذي يستغرقه
                    رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
                    في تناول ماء قريب منه - انه بضع ثوان لا أكثر -


                    ومع هذا فهو لا يضمن حياته -
                    لا يضمن أن يعيش تلك الثواني
                    فلا تجعل الشيطان يمنيك –
                    فهذه الأماني كواذب وهذه الوعود رواسب


                    المرء يخدعنه منـــــاه والدهر يسرع في بلاه
                    يا ذا الشباب لا تـكــــن ممـــن تعبده هواه
                    واعلم بـأن المرء مرتهن**بما كسبت يداه
                    الحمد لله الذي يبقى ويهلك من سواه


                    تمشي في دنياك يحدوك الأمل
                    تبني وتعمر على أنك ستعيش طويلا
                    وتنسى الموت القريب
                    تبدأ مشروعا وتنهي آخر-
                    تعود من السفر وتحضر لسفرة أخرى
                    هذا لا يعني ألا تسعى لرزقك وحياتك
                    ولكن كل ما تفعله للدنيا فأين الآخرة ؟
                    تشتغل للدنيا كأنك ستعيش بعمر نوح
                    وتنسى الموت القريب الذي فوق رأسك كل يوم يلوح


                    فما أبشع طول الأمل !!


                    يامن بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
                    الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
                    انما الدنيا كظل زائل أو كضيف بات ليلا فارتحل
                    أو كطيف قد يراه نائم أو كبرق لاح في أفق الأمل


                    = فما هو طول الأمل ؟


                    يقول الله تبارك وتعالى


                    ( ألم يأن ِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
                    وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب
                    من قبل فطال عليهم الأمد
                    فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )


                    فطول الأمل يعني الغفلة عن أن الموت قريب
                    وبمعنى آخر استبعاد الموت -


                    ونحن كثيرا ما نستبعد الموت عن أحبائنا
                    واخواننا وأهلنا أليس كذلك ؟
                    فكل شيء نتوقعه إلا الموت
                    ونستبعد الموت عنا وكأننا لن نموت ....!!!


                    = فعن سفيان الثوري قال :
                    ليس الزهد في الدنيا بلبس الغليظ والخشن وقلة الأكل
                    انما الزهد في الدنيا قصرالأمل


                    = وسؤل آخر : ما أقرب شيء ؟ قال : الأجل
                    – وسؤل : ما أبعد شيء ؟ قال : الأمل


                    = روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
                    ليس بعاقل ولا ذاكر الموت من عد غدا من أجله
                    فرب مستقبل يوما لا يستكمله – ومؤمل غدا لا يبلغه
                    لو أبصرتم الأجل ومروره لأبغضتم الأمل وغروره
                    فيا عجبا للفروع ذهبت أصولها وللنجوم قد آن أفولها


                    = وروي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
                    أنه كان يقول :
                    أيها الناس ما الجزع مما لا بد منه –
                    وما الطمع فيما لا يرجى- وما الحيلة فيما لا يزول
                    وانما الشيء من أصله
                    وقد مضت من قبلنا أصول نحن فروعها
                    فما بقاء الفروع بعد اندثار الأصول
                    – فكل ما آت قريب -
                    أيها الناس انما أنتم في الدنيا أغراض
                    تتصل فيكم المنايا ونهب للمصائب
                    ومعدن للنوائب مع كل أكلة غصة ومع كل شربة شرقة
                    ولا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى
                    ولا يعمر فيكم معمر لا يهدم آخر من أجله
                    وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم
                    فأين المهرب مما هو كائن ؟


                    فاتقوا الله عباد الله وبادروا للموت الذي منه هربتم –
                    أدرككم وان أقمتم- يأخذكم وان نسيتموه -
                    عجبا لمن نسي الموت وهو يرى من يموت -
                    عجبا لمن يحمل حبيبه في التابوت –
                    يحمله الى القبر ويتركه ويغيب
                    كيف ينسى أن الموت آتيه
                    والله ان أمره لعجيب عجيب




                    =يروى عن علي رضي الله عنه أنه قال :
                    أخوف ما أخاف عليكم اثنان : طول الأمل واتباع الهوى
                    ألا وان طول الأمل ينسي الآخرة واتباع الهوى يصد عن الحق ؟


                    = هل ما زلت تحتجب بطول الأمل –
                    أو ما زلت تستتر بالأماني وتؤمل أن تحيا –
                    وأنت ترى في كل يوم ميت بل وأكثر من ميت



                    أؤمل أن أحيا وفي كل ساعة تمر بي الموتى تهز نعوشها
                    وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي بقايا ليال في الزمان أعيشها




                    = فاللهم عافنا من حب الدنيا ومن بلائها
                    وعافنا من عذاب القبر وقلة الصبر –
                    وعافنا من طول الأمل وعذاب الآخرة وتوفنا مسلمين


                    وألحقنا بالصالحين يا أرحم الراحمين
                    وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد




                    لا تنسوني من الدعاء


                    ألقاكم غدا بإذن الله تعالى .. هذا ان عشنا ليوم الغد




                    ..... يتبع
                    تحية ... ناريمان الشريف
                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • ناريمان الشريف
                      مشرف قسم أدب الفنون
                      • 11-12-2008
                      • 3454

                      #11
                      اللهم إني أسألك حسن الخاتمة
                      هذا الدعاء لي ولكم قبل أن أدخل في المشهد الرابع
                      تحية ... ناريمان
                      sigpic

                      الشـــهد في عنــب الخليــــل


                      الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                      تعليق

                      • فاطمة الزهراء العلوي
                        نورسة حرة
                        • 13-06-2009
                        • 4206

                        #12
                        كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "" صدق الله عز وجل
                        بارك الله فيك اختي الرائعة ناريمان
                        هي لحظة آتية حين انتهاء أجل
                        اللهم اجعلنا ممن قبلت توبتهم ورحمتهم يا أرحم الراحمين
                        التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الزهراء العلوي; الساعة 20-11-2019, 11:47.
                        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                        تعليق

                        • ناريمان الشريف
                          مشرف قسم أدب الفنون
                          • 11-12-2008
                          • 3454

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                          كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "" صدق الله عز وجل
                          بارك الله فيك اختي الرائعة ناريمان
                          هي لحظة آتية حين انتهاء أجل
                          اللهم اجعلنا ممن قبلت توبتهم ورحمتهم يا أرحم الراحمين
                          آمين يا رب العالمين
                          لنا ولك ولكل المسلمين
                          sigpic

                          الشـــهد في عنــب الخليــــل


                          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                          تعليق

                          • ناريمان الشريف
                            مشرف قسم أدب الفنون
                            • 11-12-2008
                            • 3454

                            #14

                            المشهد الرابع ( أسباب طول الأمل )




                            السلام عليكم أيها السادة الأموات عما قريب

                            ومرحبا بكم في المشهد الرابع من مشاهد الرحلة الى المقابر


                            = ما زلت أخي المستمع أحدثك عن طول الأمل

                            ولمن فاته ما تقدمت به – طول الأمل معناه : استبعاد الموت -

                            ترى ما هي أسباب طول الأمل ؟

                            يقول لله تعالى ( انما اموالكم وأولادكم فتنة )

                            أي اختبار وامتحان للعبد ليرى رب العزة

                            هل يشتغل بها عن الله فينساه ويعصيه ؟

                            والأموال والأولاد كما هو معروف زينة الحياة الدنيا

                            فتتزين الحياة لنا بالأموال والأولاد

                            ونحبها ونجري خلفها لاهثين باحثين عن السعادة فيها

                            ناسين أن حب الدنيا يجرنا الى نسيان الآخرة .


                            = واعلم أن طول الأمل له سببان أحدهما حب الدنيا –

                            يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : حب الدنيا رأس كل خطيئة -
                            لأنه اذا أنس بها واستلذ شهواتها وتعلق بعلائقها

                            ثقل على قلبه مفارقتها فامتنع قلبه عن التفكر في الموت

                            الذي هو سبب مفارقة الدنيا ويظل شغوفا بالأماني الباطلة

                            فيمنّي نفسه بما يوافق مراده وهو البقاء في الدنيا – ف
                            لا يزال يتوهم هذا ويقدره في نفسه

                            ويقدر توابع البقاء وما يحتاج اليه

                            من مال وأهل ودور وقصور وزروع وثمار وسائر أسباب الدنيا

                            فيصير قلبه عاكفا على تأمين هذا وذاك

                            فيلهيه كل هذا عن ذكر الموت

                            ولا يقدر قربه ولا يتوقع حضوره –

                            واذا حصل وان ذكر الموت أمامه سوّف ووعد نفسه

                            وقال لها : الأيام طوال طوال والعمر لا يزال في أوله –

                            أتوب عندما أكبر فاذا كبر

                            فقال في نفسه : عندما أصير شيخا واذا شاخ

                            - ولا زال يؤخر ويسوف ولايكاد ينهي شغلا من أشغال الدنيا

                            حتى ينشغل في آخر –

                            وهكذا الى أن يفاجأ بالموت

                            يحضره ويهجم عليه ويأكل عمره ويسرقه من أشغاله وأعماله

                            التي لم يستكملها بعد –

                            فلا هو أنجز لدنياه ولا هو استعد لأخراه –

                            في كل يوم يشيع جنازة ويحملها على كتفه

                            ولا يدري أنه سيحمل ذات يوم بنفس النعش
                            ويسير بنفس الطريق ويقبر في قبره وحيدا

                            ليس معه رفيق ولا صديق ولا حبيب

                            إلا العمل وان صح ان أسمي القبر لأسميته ( صندوق العمل ) –

                            = يا من بدنياه اشتغل- وغره طول الأمل

                            = الموت يأتي بغتة والقبرصندوق العمل

                            = وجاء في بعض الأخبار أن تحت العرش ملكا ينادي كل يوم وليلة

                            الويل لمن ترك عياله بخير وقدم على الله بشر .
                            سؤل أحدهم : أي الاصحاب أوفى ؟ قال: العمل الصالح –

                            وسئل أيهم أضر وأبلى –قال : النفس والهوى –

                            قيل له : فاين المخرج ؟ قال : في سلوك المنهج –
                            فسئل : وفيم ذاك ؟ قال : ببذل الجهد وخلع الراحات

                            = تذكر

                            حياتنا صلاة تنتهي بسجدة الموت

                            وأعجب العجب أن تحب الله ثم لا تحبه –
                            وان تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة –

                            وأن تعرف قدر البرح في معاملته وتعامل غيره –

                            وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له

                            وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته

                            = وحب الدنيا ظلمة والسراج لها التقوى

                            والذنب ظلمه وسراجه التقوى

                            والقبر ظلمة والسراج لا اله إلا الله محمد رسول الله –

                            والاخرة ظلمة وسراجها العمل الصالح

                            والصراط ظلمة وسراجه اليقين



                            =فحب الدنيا وحب الآخرة كالضرتان لا يجتمعان في قلب
                            فحب الدنيا يجر المرء الى طول الأمل

                            والى الغفلة عن قرب أجله وتقريب الموت القريب

                            أما السبب الثاني فهو الجهل

                            أما الجهل فيدفع بالفكر الصافي والسماع للموعظة والحكمة

                            والعبرة ممن ماتوا

                            فلو دامت الدنيا لغيرك ما كنت أنت فيها-
                            ولو دامت للخلف لكنت عشت مع السلف

                            أما حب الدنيا فإخراجه من القلب شديد

                            وهو الداء العضال الذي أعيا الأولين والآخرين –

                            وعلاجه الإيمان بالله واليوم الآخر-

                            والإيمان المطلق بأن الموت حق – والساعة حق –

                            وما في اليوم الآخر من عظيم العقاب وجزيل الثواب –

                            فإذا تيقن الإنسان من الموت ارتحل عن قلبه حب الدنيا



                            = ذكر عن بعض الصالحين أنه قال :

                            رأيت في المنام رجلا وهو في برية
                            وأمامه غزالة يجري خلفها وهي تفر منه –
                            وأسد كأعظم ما يكون خلفه وقد هم أن يلحقه –
                            والرجل يرد رأسه وينظر الى الأسد فلا يجزع منه –
                            ثم يجري خلف الغزالة حتى لحق به الأسد فقتله –
                            فوقفت الغزالة تنظر اليه وهو مقتول –
                            اذ جاء رجل آخر قد فعل ما فعله المقتول –
                            فقتله الأسد ولم يدرك الغزالة – فخرج آخر ففعل كذلك -
                            قال : فما زلت أعد واحدا بعد واحد
                            حتى عددت مئة رجل صرعى والغزالة واقفة
                            فقلت : ان هذا لعجب – فقال الأسد : مم تعجب ؟
                            أوما تدري من أنا ؟ ومن هذه الغزالة ؟
                            فقلت : لا
                            فقال الأسد : أنا ملك الموت وهذه الغزالة الدنيا
                            وهؤلاء أهلها يجدون في طلبها
                            وأنا أقتلهم واحدا بعد واحد حتى آتي على آخرهم
                            فاستيقظ فزعا مرعوبا



                            تأمل في الوجود بعين فكـر ** ترى الدنيـا الدنية كالخيال

                            ومن فيها جميعا سوف يفنى** ويبقى وجه ربك ذو الجلال

                            – فان حب الخطير هو الذي يمحق من القلب حب الحقير

                            فاذا رأى حقارة الدنيا ونفاسة الآخرة كف عن التمسك بالفاني

                            والتهاون في الباقي

                            حتى وان أعطي الدنيا بأسرها
                            فكيف وليس لكل عبد إلا قدر يسير منها

                            فيفرح بهذا اليسير ويركن اليها وينسى الموت
                            ويبني القصر ولا يعمر القبر-

                            – فهو السكن الذي علينا أن نعد العدة لإصلاحه
                            لأنه المثوى الأخير



                            = وذكر في بعض الأخبار أن جبريل عليه السلام
                            هبط على نوح عليه السلام فوجده
                            قد عمل بيتا من القصب على البحر
                            فقال : ما هذا يا نوح ؟
                            فقال نوح عليه السلام : يا جبريل هذا البيت لمن يموت
                            فقال له جبريل عليه السلام :
                            لتأتين أمة أعمارهم من الستين الى السبعين
                            يبنون بيوتهم بالحصى والآجرّ والحجر
                            فقال نوح عليه السلام :
                            ما كان على هؤلاء إلا أن يستفّوا الرماد حتى يموتوا




                            لو كنت تعقل يا مغرور ما برقـت ** عيناك من خوف ومن حـذر

                            ما بال قوم سهام الموت تخطفهم** يفاخرون برفع الطين والحجر

                            = فهذا نوح عليه السلام الذي عاش أكثر من ألف سنة

                            يبني بيته من القصب لأنه يستقرب الموت ويرى أنه يكفيه

                            والأمة التي تعيش ستين أو سبعين سنة هي نحن

                            فالواحد منا يبني البيوت ويعمرها وكأنه مخلد فيها
                            - وكأنه لن يموت أبدا –

                            فبالله عليك لو علمت أنك ستموت في يوم كذا وكذا

                            هل كنت تبني وتشيد وتجمع المال ؟
                            أم تفكر في الموت وماذا تجهز للموت قبل أن تغادر الدنيا بلا رجعة



                            = قال صالح البراد :

                            رأيت زرارة بن أوفى بعد موته فقلت :
                            رحمك الله ماذا قيل لك ؟ وماذا قلت ؟
                            فأعرض عني قلت : فما صنع الله بك ؟
                            قال : تفضل علي بجوده وكرمه
                            قلت : فبأي الأعمال بلغت ما بلغت ؟
                            قال : التوكل وقصر الأمل .
                            ..... الى هنا

                            ألقاكم غدا بإذن الله تعالى
                            هذا ان عشنا ليوم غد ٍ.. لا تنسوني من الدعاء
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






                            ..... يتبع
                            مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                            sigpic

                            الشـــهد في عنــب الخليــــل


                            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                            تعليق

                            • ناريمان الشريف
                              مشرف قسم أدب الفنون
                              • 11-12-2008
                              • 3454

                              #15
                              المشهد الخامس
                              ( ألهــــاكم التكــــاثر )






                              السلام عليكم أيها الميتون عما قريب
                              وأهلا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر

                              لم ننطلق بعد الى المقابر
                              ولكنني سأعـّزيكم بأنفسكم قبلها ب ( ألهاكم التكاثر)

                              قال ميمون بن مهران :
                              دخلت على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
                              وهو يقرأ ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )
                              فقال : انما يزورون المقابر بالموت
                              ولا بد لكل زائر أن يعود لوطنه من جنة أو نار

                              أرضيت دارا لا بقـاء لها ** تعد الشرور وتنصب الفتنا
                              ما يستقيم سرور صاحبها** حتى يعود سروره حزنـا
                              عجبا لها لا بل لموطنهـا ** المغرور حين يعدها وطنـا
                              فالحمـد لله اللطيف بنـا ** ستر القبيح وأظهر الحسـنا



                              = وقال زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه
                              قال : كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت ( ألهاكم التكاثر )
                              أي شغلكم التكاثر بالأبناء والأولاد عن ذكر الله وطاعته
                              واللهو : ما شغل – حتى زرتم المقابر – أي بيوتكم

                              = وقيل ألهاكم التكاثر في الدنيا : بجمع الحطام واكتساب الآثام
                              والتمادي في الإجرام .

                              كم تتناسى القبور يا مغرور حفرٌ ما بها لعاص سرور
                              وتتعامى عنها وأنت تراها ورحاها على الأنام تدور
                              فاتق الله حق تقواه واحذر كل هول يخافه المقبور
                              ودع اللهو والبطالة واعمل للتي عاجلا اليها تصير

                              = يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لما عـُرض عليه
                              ما يصيب أمته من بعده من عذاب
                              ما رؤي ضاحكا مستبشرا حتى قبضه الله تعالى اليه 0

                              = وهذا زكريا عليه السلام فقد ابنه يحيى ثلاثة أيام
                              فخرج يلتمسه في البرية
                              فاذا هو قد احتفر قبرا وأقام فيه يبكي على نفسه
                              فقال : يا بني أنا أطلبك من ثلاثة أيام وأنت في قبر
                              قد احتفرته قائم تبكي فيه ؟ فقال يحيى عليه السلام :
                              يا أبتي .. ألست أنت أخبرتني
                              إن بين الجنة والنار مفازة لا تقطع إلا بدموع البكائين ؟
                              فقال له زكريا عليه السلام : ابك يا بني – فبكيا جميعا 0

                              هذا حال نبي الله يحيى-
                              فكيف بحال ابن آدم الذي يزور القبور لدفن احد الأقارب
                              ولا نراه يعود بدمعة واحدة –
                              بل ان البعض يبتعد عن القبر أثناء الدفن حتى لا يرى القبر
                              ولا يحاول الواحد منا أن يلقي حتى بنظرة على القبر
                              الذي سينزل فيه ذات يوم ؟

                              = ويروى عن ابن أبي الدنيا عن حمزة الأعمى قال :
                              وكنت أدخل على الحسن البصري منزله وهو يبكي
                              وربما جئت اليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه
                              فقلت له يوما : إنك تكثر البكاء ؟
                              فقال : يا بني ما ذا يصنع المؤمن اذا لم يبك ؟
                              يا بني – ان البكاء داع الى الرحمة –
                              فان استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل
                              لعله تعالى أن يرحمك
                              وتنجو من النار .
                              وقال : ما هو إلا حلول الدار اما الى الجنة واما الى النار –
                              ما هناك منزل ثالث

                              = فمن منا يبكي على خطاياه ؟
                              ومن منا يبكي خوفا من القبر وما فيه ؟
                              ومن منا يبكي أن يستبدل نعيمه في الدنيا بجحيم الآخرة ؟
                              ان بكيت ..
                              فما تبكي إلا آسفا على عرض من عروض الدنيا الزائلة!!
                              فتبكي تارة على تجارة خسرت فيها
                              أو مال ضاع منك
                              أو قصة حب فشلت فيها
                              والبعض التافه منا يبكي على قصة فيلم مؤثرة
                              أليس هذا ما يحدث ؟
                              أما أن تبكي على صلاة ضاع وقتها منك ولم تصليها فلا
                              أليس هذا ما يحدث ؟
                              ألست تأسف على الدنيا الزائلة وتتمسك بنعيمها الفاني ؟
                              وقد تبكي على واحد من أحبائك أصيب بمرض عضال
                              وجلس قعيدا في قراشه ينتظر الموت
                              ومن المؤكد أنك تبكي على قريب لك مات وفارق الحياة ؟

                              أليس كذلك؟؟؟؟؟

                              لا تأســـفن على الدنيـا وما فيهـا فالموت لا شك يفنينا ويفنيهــــــا
                              واعمـل لـدار يكـن رضوان خازنها والجار احمد والرحمن عاليهـــا
                              من يشتري الدار في الفردوس يغمرها بركعة في ظلام الليل يُحييهـا
                              أين الملـــوك التي عن حظها غفلت حتى سقاهم بكأس الموت ساقيها
                              أفنى القرون وأفنـــى كل ذي عمر كـذلك الموت يفني كـــل من فيها
                              والموت أحدق بالدنيا وزخرفهـــا والناس في غفلة عن ترك ما فيها
                              لو أنها عقلــت ماذا يـراد بهــا ما طاب عيش لها يوما ويلهيهـــــا
                              تلهو تأمــل آمالا تسـر بهـــا شـريعة الموت تطوينا وتطويهـــــــــا
                              تلك المنازل في الآفاق خاويــــة أضحت خرابا وذاق الموت بانيهـــــا

                              واذا بكينا على ميت غادرنا
                              وبعد فترة ننسى ما كان وكيف كان

                              والأوجب ألا نبكي على الميت
                              ألأوجب أن نبكي على أنفسنا
                              وعلى أعمارنا التي ترحل من بين أيدينا
                              ونحن غارقون في اللهو لا نستذكر الموت والقبر
                              ولا نستذكرالهاكم التكاثر –
                              بل ونحتفل بالميلاد ونسميه عيدا ونقيم حفلة لذلك
                              ونطفيء الشموع ونغني له ونهنئ صاحبه بسنة جديدة من عمره
                              والأوجب في يوم ميلاد أحدنا
                              أن نأتيه فنعزيه على سنة أخرى ضاعت من عمره
                              لا أن نبارك له بأنه كبر عاما

                              = يا أخي انما أنت عدد فاذا ذهب يوم فانما ذهب بعضك

                              وان كان لا بد أن نبكي فعلينا أن نبكي على أمس
                              واذا عشنا للغد فعلينا أن نبكي على اليومأن نبكي عل

                              عجبا للزمان في حالتيــــه وبلاء ذهبت منه اليــــه
                              رب يوم بكيت منه فلمــــا صرت في غيره بكيت عليــه



                              = فالعيد لا أن نحتفل بيوم الميلاد
                              انما كما قال الشافعي لما سؤل عن رأيه في العيد ؟
                              فقال : كل يوم لا أعصي الله فيه فهو عيد0

                              = وهذا أحد الصالحين : مات له ولد – فجاء يعزيه أهل المدينة
                              فقال عجبا !!!!
                              لو أني أضعت فرضاً من صلاتي ما عزاني أحد
                              مع أن مصابي في اضاعة صلاتي أعظم من مصابي بولدي –

                              = أرأيت هذا الصالح الذي يعتبر اضاعة الصلاة أكبر
                              من ان يفقد ولده ؟
                              أما نحن فلا نأسف لصلاة راح وقتها
                              ولا نبكي على ذنب اقترفناه
                              مع أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) قال : ابك على خطيئتك

                              بل اننا اذا ما اقترفنا ذنبا
                              سرعان ما ننسى أليم العقاب من الله تعالى عليه
                              أما الأولون العارفون بالله تعالى فماذا يفعلون



                              = هذا الزهري أصاب ذات يوم ذنبا
                              فاستوحش من ذنبه وهام على وجهه وترك أهله
                              وجلس باكيا حزينا على ما أصاب من ذنب
                              لولا أنه التقى بعلي بن الحسين فقال له :
                              ما قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أعظم من ذنبك 0

                              = نعم ألهانا التكاثر –
                              وألهتنا الدنيا وما فيها من تجارة وزروع وأموال وأولاد
                              عن ذكر الله
                              بل أننا سرعان ما نصاب بالاكتئاب
                              اذا ارتحل عنا شيء من نعيم الدنيا
                              وكثيرا ما نكتئب بسبب معاملة الناس وقسوتهم
                              أما أن نبكي من خشية الوقوف بين يدي الله فلا –



                              = يروى عن مولى عمر بن عبد العزيز قال له :
                              رأيتك البارحة تبكي بكاء ما رأيتك بكيت مثله
                              قال : فبكى- ثم قال : يا بني
                              ان والله اذا ذكرت الله الوقوف بين يدي الله عز وجل
                              قال : ثم غشي عليه فلم يفق حتى علا النهار
                              فما رأيته بعد ذلك مبتسما حتى مات 0

                              = ويروى أنه كان يبكي بكاء مرا فسألته ابنه ما يبكيك ؟
                              فقال : ود أبوك أنه لم يعرف الدنيا ولم تعرفه
                              والله يا بني لقد خشيت أن أهلك وأن أكون من أهل النار

                              هذا عمر بن عبد العزيز الذي نادى مناد في السماء أن هلموا للصلاة على عمر بن عبد العزيز لما مات -
                              هكذا يقول !!!!!! فماذا نقول نحن ؟؟؟


                              سادتي الكرام ..
                              القاكم بنفس الموعد في الغد بإذن الله تعالى

                              هذا ان عشنا ليوم غد
                              لا تنسوني من الدعاء .. رحمة الله عليكم

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



                              تحية ودعاء ... ناريمان الشريف
                              sigpic

                              الشـــهد في عنــب الخليــــل


                              الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                              تعليق

                              يعمل...
                              X