العقلُ والغرائز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مزكتلي
    عضو الملتقى
    • 04-11-2010
    • 1618

    العقلُ والغرائز

    العقلُ والغرائز

    خَلَقَ اللَّهُ الملائكَةَ بلا غرائز، والحيوانَ بلا عقل.
    وخلقَ الإنسانَ ما بينهما
    وأقام له الجَنَّةَ وأَعَدَّ له النار وخيَّرَهُ بينهما.

    الاختيارُ في جوهرهِ هو اختبارٌ لمدى ادراكنا ووَعْيَنا.
    وإلّا ما كانَ لِلْجَنَّةِِ و النارِ أي مسوغٍ أو معنى
    الاختيارُ هو ابتلاءٌ، أنزَلَهُ اللَّهُ على إنْسِهِ وجِنِّهِ منَ العباد.
    ورَفَعَهُ عن الملائكةِ والحيوان، وتعالى اللَّهُ عن كل اعتراض او انتقاد.
    ما دامَ هناكَ اختيار.
    فَلا بُدَّ من أمرَين متناقضَيْن يؤخذ بشأنهِما القرار.
    ألا وهما العقْلُ والغرائز.

    ليست كل الغرائز خطايا، إنْ لم تتجاوز الأهداف وتتخطى الحدود.
    ولاَ كل العقول سجايا، إنْ لم تبلغ مرادها وهدفها المنشود.
    فغريزةُ الجوع تدفعنا لِنأكل كي نعيش، لا لِنعيش كي نأكل.
    وغريزةُ البقاء تدفعنا لِنحْيْا مع الآخرين، لا لنقتل الآخرين كي نَحْيْا.

    أما العقل فهو يُعلِّمنا بأنَّ الحاجة هي أُمُّ الاختراع.
    لا أن نخترع ما لا حاجة لنا به لمجرد الاختراع.
    العقلُ أطْلعنا على قوانين الحياة، لِنعيشها في أمان وحرِّيَّة.
    لا لِنخرقها ونتمرد عليها، ونحْيا في رِقٍّ وعبودية.
    العقل عَلَّمنا الحِكْمة والمعرفة، لِنمارسَ حياةً متوازِنة وطبيعية.
    لا لِنُسِلِّم بضعفنا ونتناهى الى الرهبانية.
    إنْ تَبِعنا غريزتنا تحولْنا الى بَهائم.
    والله لا يريد لنا ذلك.
    وإنْ أطَعنا عقولنا صُرْنا شِبه ملائكة.
    والله لا يريد لنا ذلك.
    انَّ الصراع الدائم بين العقل والغرائز في داخل النفس البشرية.
    يؤدي بها إلى التمزُقِ والتشتت والضياع.
    وإنكار ذاتها الانسانية.
    ولأنَّ الله رحيم، وعادِل وحكيم، وصاحب الحق والميزان.
    أَخرجَ الانسان من عدائه لنفسه ونسبه الى عدو خارجي سمّاه الشيطان.
    وهَكذا تخلَّص الانسان مِن عُقْدت صِراعه مع نفسه وصار الصراع مع الشيطان.

    إنَّ العقل مَهما ارتقى لا يمكنه أن يلغي الغرائز او يعطِّلها.
    فالغرائز هي ولِيدَةُ الحاجات التي تضْمَنُ البقاء.
    والعقْلُ نفسه محتاجٌ لها.
    لكنه يستطيع أن يتحكم بها ويسيطر عليها ويوزع أدْوارَها.
    فالعقل لا يثبط من غريزة، إلا ليحفز أخرى غيرها.
    تبعاً لظروفِ الزمان والمكان والحاجة الملحة لها.
    فالطالبُ قبل الامتحان يكبُت الكثير من غرائزه.
    لِيفسح المجال لغريزةِ النجاح والشُهرة.
    وغريزةُ الأُمومة تُهمِّشُ الكثيرَ من الغرائز في نفسِ المرأة.

    كلَّما زادت قدرة العقل بالمعرفة والإدراك.
    زادت براعته وحِكْمته في السيطرة على الغرائز المختلفة.
    لتزْهْو النَّفسُ بأخلاقها المشَرِّفة.
    وهنا يبرُزُ دَورُ الأسرة والمجتمع.
    في صناعةِ عقولٍ تجيدُ القيادة.
    لتقود أجسادها الى مَحاكمِ الأخلاق وعدالةِ الضمير وقوةِ الإرادة.
    ونحنُ لسْنا ببعيدين عن بلادٍ يسودها اللصوص والمنحرفين والجريمة والقتل.
    ومرَدُّ ذلك كله الى شيوعِ الأُمِّيَّة وهَوانِ الفكر وتفشي الجهل.
    وفي بعضِ الأحيان، ونتيجةً لطبيعةِ الإنسان.
    تتغلَّب إحدى الغرائز على العقل والإرادة وتفلت من مستوى الأمان.
    فَنَخضَع لها صاغرين أذِلّاء، وهذا ما يسمى بالإدمان.

    يتدخل الله مرة أخرى رحمةً منهُ بعبدهِ الإنسان.
    يُذَكِّره بأنَّهُ ليسَ مطالَباً ولا بقادرٍ على قتلِ الشيطان.
    يُطَمئِنْهُ بأنَّهُ لا يكلف نفسا إلا وسعَها.
    لا يلزمه بِقَهْرِ امورٍ لا يد له في صُنعها.

    وِسْعُ النفس هو الاستِطاعة، والاستِطاعة هي القدرة.
    القُدرةُ هي المعرفة، والمعرفة هي العقل.
    خَلَقَ اللَّهُ العُقولَ شَتَّى، متباينة في مستويات الذكاء والإدراك.
    خلقها من كلِّ صنْفٍ ولَون، لينسجِم الانسان مع تفاصيلِ هذا الكون.

    انارَ عقولاً وأظلمَ عقول، ليوجِبَ الخيرَ والشر.
    اعلمَ عقولاً وأجهلَ عقول، ليقدِّرَ العدْلَ والظلم.
    فَتَحَ على عقولٍ وخَتَمَ على عقول، لِيُلْهِمَ الحبَّ والكُرْه.
    هَدَى عقولاً وأضَلَّ عقول، ليوجِدَ الجَنَّةَ والنّار.

    إنَّ العقل والغرائز هما كفَّتاْ ميزانِ الضمير.
    وهوَ في داخلِ كل انسان، مَهما كان، وأيّاً كان.
    وَلابدَّ من أن تتساوى كفَّتاْ هذا الميزان.
    ليحقق الانسان انسانيته كإنسان.
    ويتدخل الله مرة أخرى ليُنزِل الإنجيل والقرآن.
    فأحكِم أيها الإنسان ضميرُك في كلِّ شؤونِك واقرأ قرآنك وإنجيلك.
    لتكونَ بحقٍّ إنسان، ولتشعر بأعماقِ نفسِك بالراحةِ والامتنان.
    لتبلغَ شاطئَ الأمان ، وتفوزُ برضا الرحمن.

    اللهم ان كنت قد أخطأت فأنتَ الذي لا يخطئ.
    وإن كنت قد أَصَبْت فأنتَ الذي يُجزِئ.
    أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
    لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله
    لأول مرة أقرأ لك مقالا.. كنت قرأت لك بعضا من "عجبي" التي تشبه شذرات فكرية
    المقال يستحق القراءة والتأمل
    سأعود إليه إن شاء الله تعالى وقد قرأت منه ما تيسر
    ملحوظة لكاتبك: لا تكثر من نقاط الوقف التي تجعل المقال غير مسترسل، خاصة بين الجمل المتبوعة بحرف العطف واو والمتصلة المعنى فيما بينها
    شكراً لتأملاتك.

    تعليق

    • أميمة محمد
      مشرف
      • 27-05-2015
      • 4960

      #3
      عدت لأني وعدت
      ستجد بعض تعليقي بين الأقواس أدناه.. الموضوع فكري متأمل وبعض ما نكتب اجتهاد يحتاج للتأكيد بالدراسة والاطلاع قد يصيب رأيي أو يخطئ لكني لم أجد غيره..

      العقلُ والغرائز

      خَلَقَ اللَّهُ الملائكَةَ بلا غرائز، والحيوانَ بلا عقل.
      وخلقَ الإنسانَ ما بينهما
      وأقام له الجَنَّةَ وأَعَدَّ له النار وخيَّرَهُ بينهما.

      الاختيارُ في جوهرهِ هو اختبارٌ لمدى ادراكنا ووَعْيَنا( ومدى إيماننا، الإيمان هداية، اللهم اهدنا فيمن هديت).
      وإلّا ما كانَ لِلْجَنَّةِِ و النارِ أي مسوغٍ أو معنى
      الاختيارُ هو ابتلاءٌ(وتكليف)، أنزَلَهُ اللَّهُ على إنْسِهِ وجِنِّهِ منَ العباد.
      ورَفَعَهُ عن الملائكةِ والحيوان، وتعالى اللَّهُ عن كل اعتراض او انتقاد.
      ما دامَ هناكَ اختيار.
      فَلا بُدَّ من أمرَين متناقضَيْن يؤخذ بشأنهِما القرار.
      ألا وهما العقْلُ والغرائز(الحق والباطل، الإيمان والضلال، العبودية لله والكفر هكذا أراها) (العقل يتحكم في الغريزة يهذبها ويضبطها أو يفترض ذلك... وتحكّم الغرائز فيه أهواء وانحراف وضلال عن الفطرة، والشيطان الرجيم يستغل الغرائز وانحراف الإنسان عن الحق).

      ليست كل الغرائز خطايا( انحرافها عن الفطرة خطايا)، إنْ لم تتجاوز الأهداف وتتخطى الحدود.
      ولاَ كل العقول سجايا، إنْ لم تبلغ مرادها وهدفها المنشود.
      فغريزةُ الجوع تدفعنا لِنأكل كي نعيش، لا لِنعيش كي نأكل.
      وغريزةُ البقاء تدفعنا لِنحْيْا مع الآخرين، لا لنقتل الآخرين كي نَحْيْا.

      أما العقل فهو يُعلِّمنا بأنَّ الحاجة هي أُمُّ الاختراع.( لاحظ أن العقل وحده لا يكفي للنجاة من الاخفاق في الاختيار الذي منحه الله تعالى لنا فالعقل هو من صنع الأسلحة الكيماوية والنووية وهو من يخطط لدمار والقتل لمجرد السيطرة أحيانا)
      لا أن نخترع ما لا حاجة لنا به لمجرد الاختراع.
      العقلُ أطْلعنا على قوانين الحياة، لِنعيشها في أمان وحرِّيَّة.
      لا لِنخرقها ونتمرد عليها، ونحْيا في رِقٍّ وعبودية.
      العقل عَلَّمنا الحِكْمة والمعرفة، لِنمارسَ حياةً متوازِنة وطبيعية.
      لا لِنُسِلِّم بضعفنا ونتناهى الى الرهبانية.
      إنْ تَبِعنا غريزتنا تحولْنا الى بَهائم.
      والله لا يريد لنا ذلك.
      وإنْ أطَعنا عقولنا صُرْنا شِبه ملائكة.
      والله لا يريد لنا ذلك.
      انَّ الصراع الدائم بين العقل والغرائز في داخل النفس البشرية.
      يؤدي بها إلى التمزُقِ والتشتت والضياع.
      وإنكار ذاتها الانسانية(ليس دائما بل حين تنازع الغرائز العقل ويسلط عليها الشيطان نعوذ بالله منه الوسوسة).
      ولأنَّ الله رحيم، وعادِل وحكيم، وصاحب الحق والميزان.
      أَخرجَ الانسان من عدائه لنفسه (ونسبه)(كيف؟؟) الى عدو خارجي سمّاه الشيطان.
      وهَكذا تخلَّص الانسان مِن عُقْدت صِراعه مع نفسه وصار الصراع مع الشيطان.

      إنَّ العقل مَهما ارتقى لا يمكنه أن يلغي الغرائز او يعطِّلها.(المطلوب منه تقنينها)
      فالغرائز هي ولِيدَةُ الحاجات التي تضْمَنُ البقاء.
      والعقْلُ نفسه محتاجٌ لها.
      لكنه يستطيع أن يتحكم بها ويسيطر عليها ويوزع أدْوارَها.
      فالعقل لا يثبط من غريزة، إلا ليحفز أخرى غيرها.
      تبعاً لظروفِ الزمان والمكان والحاجة الملحة لها.
      فالطالبُ قبل الامتحان يكبُت الكثير من غرائزه.
      لِيفسح المجال لغريزةِ النجاح والشُهرة.
      وغريزةُ الأُمومة تُهمِّشُ الكثيرَ من الغرائز في نفسِ المرأة.

      كلَّما زادت قدرة العقل بالمعرفة والإدراك.
      زادت براعته وحِكْمته في السيطرة على الغرائز المختلفة.( ليس دائما، فالغرب لهم عقول وليس بالضرورة يتحمون في غرائزهم الأمر يتعلق بالمبادئ والإيمان)
      لتزْهْو النَّفسُ بأخلاقها المشَرِّفة.
      وهنا يبرُزُ دَورُ الأسرة والمجتمع.
      في صناعةِ عقولٍ تجيدُ القيادة.
      لتقود أجسادها الى مَحاكمِ الأخلاق وعدالةِ الضمير وقوةِ الإرادة.
      ونحنُ لسْنا ببعيدين عن بلادٍ يسودها اللصوص والمنحرفين والجريمة والقتل.
      ومرَدُّ ذلك كله الى شيوعِ الأُمِّيَّة وهَوانِ الفكر وتفشي الجهل( وعدم الأخذ بثوابت الدين بقوة والتنازع على المختلف فيه، وعدم الفطنة لما تكيده لنا الأمم) .
      وفي بعضِ الأحيان، ونتيجةً لطبيعةِ الإنسان.
      تتغلَّب إحدى الغرائز على العقل والإرادة وتفلت من مستوى الأمان.
      فَنَخضَع لها صاغرين أذِلّاء، وهذا ما يسمى بالإدمان.

      يتدخل الله مرة أخرى رحمةً منهُ بعبدهِ الإنسان.
      يُذَكِّره بأنَّهُ ليسَ مطالَباً ولا بقادرٍ على قتلِ الشيطان.
      يُطَمئِنْهُ بأنَّهُ لا يكلف نفسا إلا وسعَها.
      لا يلزمه بِقَهْرِ امورٍ لا يد له في صُنعها.

      وِسْعُ النفس هو الاستِطاعة، والاستِطاعة هي القدرة.
      القُدرةُ هي المعرفة، والمعرفة هي العقل.
      خَلَقَ اللَّهُ العُقولَ شَتَّى، متباينة في مستويات الذكاء والإدراك.
      خلقها من كلِّ صنْفٍ ولَون، لينسجِم الانسان مع تفاصيلِ هذا الكون.

      انارَ عقولاً وأظلمَ عقول، ليوجِبَ الخيرَ والشر.
      اعلمَ عقولاً وأجهلَ عقول، ليقدِّرَ العدْلَ والظلم.
      فَتَحَ على عقولٍ وخَتَمَ على عقول، لِيُلْهِمَ الحبَّ والكُرْه.
      هَدَى عقولاً وأضَلَّ عقول، ليوجِدَ الجَنَّةَ والنّار.

      إنَّ العقل والغرائز هما كفَّتاْ ميزانِ الضمير( الغرائز حاجة واستمتاع بالحياة لا يقاس بها الضمير كما أظن إنها حاجات على الإنسان ضبطها) .
      وهوَ في داخلِ كل انسان، مَهما كان، وأيّاً كان.
      وَلابدَّ من أن تتساوى كفَّتاْ هذا الميزان.
      ليحقق الانسان انسانيته كإنسان.
      ويتدخل(ويقضي) الله مرة أخرى ليُنزِل الإنجيل والقرآن.
      فأحكِم أيها الإنسان ضميرُك في كلِّ شؤونِك واقرأ قرآنك وإنجيلك.
      لتكونَ بحقٍّ إنسان، ولتشعر بأعماقِ نفسِك بالراحةِ والامتنان.
      لتبلغَ شاطئَ الأمان ، وتفوزُ برضا الرحمن.

      اللهم ان كنت قد أخطأت فأنتَ الذي لا يخطئ.
      وإن كنت قد أَصَبْت فأنتَ الذي يُجزِئ.

      كانت هناك فقرات جميلة في الموضوع، لكن الفكرة العامة أن الإنسان بين عقل وغريزة عليها علامة استفهام والأقرب لقلبي أن الإنسان عقل وقلب
      فإذا صلح القلب يصلح العقل بإذن الله والعقل واحد لا يتغير في الكفار والمؤمنين والأشرار والخيرين لكن أظن أن ما يتغير هو في القلوب وليس الغرائز مثلا

      كنت هنا، مع التقدير.

      تعليق

      • محمد مزكتلي
        عضو الملتقى
        • 04-11-2010
        • 1618

        #4
        السيدة أميمة محمد الفاضلة:

        ملاحظات كثيرة وردت، سأحاول مناقشتها.

        أبدأ بالسؤال وهو كيف أن الله أخرج الإنسان من عدائه لنفسه ونسبه للشيطان؟

        هذا ما أخبرنا به كتاب الله المجيد.
        وهو يروي لنا قصة بداية الخلق.
        حين وضع الله الإنسان أمام أول اختبار له، أمام الشجرة.
        وقد فشل الإنسان فيه.
        ومرَدُّ ذلك هو الشيطان الملعون.
        فلولاه، ما كان ما كان وبقي آدم مع زوجه في محضر الله.
        من العبث التصور بأن كل ما جرى لم يكن تحت إرادة الله.

        العقل والغرائز والقلب والضمير.
        بالإضافة إلى المعرفة والإدراك والفطرة.
        والمشاعر والأحاسيس.
        هذه كلها هي النفس.

        العقل هو أن تتصور أو تفعل أو تقول أو تصنع.
        شيئاً غير موجود، ولم يكن موجود.
        بكلمة واحدة هو الإبداع.

        لا يجب الخلط بين العقل والدماغ والعلوم البشرية والماديات الأرضية.
        الدماغ والحواس ومراكز التنبيه الأخرى.
        والمعارف والعلوم والتجارب.
        هي أدوات العقل وليست العقل نفسه.
        هذه الأدوات يتم برمجتها عبر البيئة المحيطة.
        وهنا يأتي ما نسميه بالخبرة.
        فالطفل الصغير مثلاً يضع يده في النار وهو يراها لأول مرة.
        ثم لا يعيد ذلك طوال حياته.

        إن البيئة والوسط الأسري والتربية والتعليم.
        لهم الدور الأكبر في تكوين العقل.
        وهذا ما أكده رسول الله.

        من المنطقي أن نسمي الأشياء بمنتجها، وليس بمكوناتها.
        ونقول عن السكين بأنه سكين، وليس نصل فولاذي مع قبضة خشبية.
        السكين شيء اعتباري، ليس قائماً بحد ذاته.
        ولا يمكن أن يكون، لولا اجتماع النصل مع المقبض الخشبي.
        ونقول عن الكرسي بأنه كرسي دون أن نعدد القطع الخشبية المكونة له.
        هذه القطع الخشبية لو جمعناها بطريقة مختلفة.
        لحصلنا على منتج جديد لا يمت للكرسي بأية صلة.
        هذا ما يفيد قولي في عملية الإبداع.
        من لا يعرف الحروف الأبجدية والكلمات؟.
        لكن كم واحد منهم يستطيع أن يؤلف منهم قصيدة.
        وكل ما حولنا في هذا الكون يؤكد على وجود خالق له.
        لكن لماذا لا يؤمن الجميع به.
        ذلك لأن العقول تتباين في ما بينها.
        أما الأدمغة فهي متشابهة في كل شيء.

        القلب هو الضمير ، والضمير هو القلب والروح، هو الإيمان.
        هو إلهام الله لعبده الصالح.
        وهذه نعمة لم ينعم بها الله على الجميع.
        بل خص بها من أحب من عباده المؤمنين.
        ولا يسأل الله عن ما يفعل.
        الله لم يضع إيماناً جاهزاً في قلوب المؤمنين
        بل أنعم عليهم بالبصيرة والوعي والعلم والإدراك.
        وهذا كله يؤدي حتماً للإيمان.

        لا أعتقد بأن الغرب هم أصحاب عقول.
        رغم كل الحضارة والتقنية التي وصلوها.
        الغباء كل الغباء واللا عقل واللا معقول.
        أن نستبدل حياة قصيرة مهما طالت.
        بحياة أبدية...أين العقل في هذا!؟.
        العقل ليس هو من صنع القنبلة النووية، أبداً، أبداً.
        هي الغريزة المنفلتة من حبال العقل، غريزة السيطرة والتملك.
        ومن الممكن للغرائز ان تستخدم المعارف والعلوم بعيداً عن العقل.
        لتحقق مآربها.
        أخيراً أقول:
        لقد نظرت إلى الموضوع من منظارك الخاص المنسجم مع ثقافتك وعقيدتك.
        وهو منظاري أيضاً.
        لكن من واجب الكاتب أن يترك موضوعاً إنسانياً عاماً، ويفترض قراءته من قبل آخرين.
        يخالفوه في العقيدة والدين.
        ويروا أن في الموضوع ما يفيدهم.

        أشكرك على اهتمامك


        مساء الخير.
        أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
        لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

        تعليق

        • ناريمان الشريف
          مشرف قسم أدب الفنون
          • 11-12-2008
          • 3454

          #5
          أخي الكريم .. سلام الله عليك
          أعجبني ما جئت به في مقالتك .. ولكن
          تقول هنا :

          أَخرجَ الانسان من عدائه لنفسه ونسبه الى عدو خارجي سمّاه الشيطان.
          أعتقد والله أعلم أن الانسان عدو نفسه .. فهو باتباعه لشيطانه أشد عداوة لنفسه من أي أحد آخر
          أشكرك ..
          تحية
          sigpic

          الشـــهد في عنــب الخليــــل


          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

          تعليق

          • محمد مزكتلي
            عضو الملتقى
            • 04-11-2010
            • 1618

            #6
            السيدة ناريمان الشريف الفاضلة:

            الإنسانُ ليسَ عدو نفسه، أبداً، أبداً.
            هو أضعف من أن يكون كذلك.
            إتِّباعه للشيطان هو حُبٌّ لنفسه.
            يُمتِّعُها ويُرضيها على حسبِ ما يرى سعادته.
            هو جاهلٌ بأمورِ نفسه ظالمٌ لها.

            أسعدَني مروركِ، شكراً لكِ.

            صباح الخير.
            أنا لا أقولُ كلَّ الحقيقة
            لكن كل ما أقولهُُ هو حقيقة.

            تعليق

            • أميمة محمد
              مشرف
              • 27-05-2015
              • 4960

              #7
              السلام عليكم ورحمة الله أخي محمد مزكتلي
              " من واجب الكاتب أن يترك موضوعاً إنسانياً عاماً، ويفترض قراءته من قبل آخرين.
              يخالفوه في العقيدة والدين." (ما لم يكن الموضوع عقائديا وما يمس العقيدة)

              "الإنسانُ ليسَ عدو نفسه، أبداً، أبداً. ( هو عدو لنفسه عندما تكون نفسه أمارة بالسوء)
              هو أضعف من أن يكون كذلك.
              إتِّباعه للشيطان هو حُبٌّ لنفسه.
              يُمتِّعُها ويُرضيها على حسبِ ما يرى سعادته ( قال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) )
              هو جاهلٌ بأمورِ نفسه ظالمٌ لها. ( قال تعالى: (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) النمل )
              قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) القصص
              وذكر فضيلة الدكتور النابلسي أن النفس ثلاثة نفس أمارة بالسوء ونفس لوامة ونفس مطمئة
              والله أعلم
              تحيتي وتقديري

              تعليق

              يعمل...
              X