أين الأدباء والشعراء من المشهد السياسي ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
    وللإجابة.. ليس أي سياسيين يسيطرون على الوطن.. المسموح فقط من يوالون النظام ويؤازرونه سواء هو على حق أو باطل فهو دئما على حق، ولأن أغلبهم ليسوا شعراء فإن قصائدهم نثرية مقالية في مدح الوالي والوطن..

    السياسيون الذين يعارضون الأنظمة... يوصفون في الأغلب أنهم مثيرين للفتن والنعرات وأحيانا كفارا! بالحاكم والإله الذي أمر بطاعة الرعية..
    أقل ما يمكن وصفهم بالإخوان، سواء أكانوا أم لم يكونوا، وأقوى ما يمكن به تهمتهم بالداعشية ليصبحوا في عدد كان!



    الأستاذة الفاضلة أميمة محمد،

    لا توجد لدينا في المشرق العربي دول بالمفهوم الحديث للدول، لدينا مستعمرات للأجنبي وضع فيها من يقوم مقامه لإدارتها نيابة عنه بطريقة تفيده هو وتضر بأهلها. وغالبًا ما تُختار الأنظمة من أبناء الأقليات لترهن مصيرها بالحماية الخارجية (سوريا والعراق ولبنان أمثلة واضحة).

    وكذلك لا توجد في الدول العربية نخب حقيقية. ثمة مثقفو الدولة الذين يسمح لهم بالظهور في وسائل الإعلام. النخب الحقيقية إما في القبور، أو في السجون، أو في المنافي. ومن بقي حيًا منهم فإنه يصبح هدفًا للذين تخرجوا من الكباريهات والمواخير السياسية (= مثقفي الدولة). وهؤلاء ليسوا مثقفين بل مرتزقة يتحركون بالمال، مال الأجنبي ونائبه في العرب. وهذه عينة منهم:



    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
      فما بال السياسيين يسيطرون على الوطن ؟!
      من الساسة المسيطرون على الوطن اليوم؟ على إعلام الوطن ثم الفكر فيه..
      المقال وجيه أستاذة ناريمان.. وأذيله بسؤالي..!السابق
      وللإجابة.. ليس أي سياسيين يسيطرون على الوطن.. المسموح فقط من يوالون النظام ويؤازرونه سواء هو على حق أو باطل فهو دئما على حق، ولأن أغلبهم ليسوا شعراء فإن قصائدهم نثرية مقالية في مدح الوالي والوطن..

      السياسيون الذين يعارضون الأنظمة... يوصفون في الأغلب أنهم مثيرين للفتن والنعرات وأحيانا كفارا! بالحاكم والإله الذي أمر بطاعة الرعية..
      أقل ما يمكن وصفهم بالإخوان، سواء أكانوا أم لم يكونوا، وأقوى ما يمكن به تهمتهم بالداعشية ليصبحوا في عدد كان!

      من الغريب فيما شاهدته يزيحون رئيسا.. ليضعوا صورة غيره.. ولا صورة للوطن الوطن في الخلفية ولا يهم

      السياسة عندنا ليست الأصلح للوطن.... وهكذا يجب أن تكون بل السياسة هي اختيار بين هذا وذاك أو التسليم لهذا أو ذاك

      حسناً.. نأتي لغير السياسيين.. اثبت غير السياسيين أنهم ليسوا أهلاً للحديث في كل أمور السياسة! لماذا؟ لأنهم ليسوا على قدر من الفهم والمسئولية وأقل ما أستطيع أن أصفهم أنهم ليسوا على وعي بالقضية في العمق...

      ما حدث هنا من فترة... وما أشار إليه دكتور فوزي بيترو... هو صورة للتطبيل للأنظمة بدون تقنين أو تنظيم فالنت يتيح لك الرد عشرات المرات ومجانا
      لتغطي الأحداث الفرعية على لب القضية الجوهرية اليوم... والحجب ما هو إلا حجب العقول التي استغلت حرية الملتقى للترويج السياسي
      ولا أظن العميد الموجي، يحظر التنوير الذي لا يقصد بلدا أو ولا يروج لنظام، بل تعبير عن معاناة أمة

      ما يحدث في عالمنا المسلم العربي اليوم هو تغيير خارطة للعالم الإسلامي، وحرب لها إيديولجية، وستسمى هذه الحرب باسم بعد سنوات عديدة..
      أي منذ سنة 1911 وحتى اليوم وحتى انتهاء الحرب التي يبدو أنها لن تنتهي إلا بظروف معينة مثل استسلام كامل لشعوب الثورات العربية بسبب الضغط الكبير عليها والجهل بالقضية أيضا* واتعاظ الدول التي لم تقم بالثورات ورضوخها لما يشار لها.. وربما تقسيم بعض الدول أو وقوعها تحت انتداب معلن أو غير معلن خارجي بتولية حكام مختارين.. إلا إن رحم ربي.. ولا يخفى عليك أثر هذه الحروب والتضعضع العام المسلم العربي على القضية الفلسطينية

      *من التجهيل الجاري تم تضليل المواطن وإبعاده عن أهداف الثورات العربية، التي بدأت في أولها لنيل الحرية من نير التأخر وتحقيق التقدم الاقتصادي والعلمي والازدهار
      فحول هم المواطن للقمة العيش.. التي يدفع عرقه ودمه لأجلها.. وهمه الأمن والأمان في ظل وطن مليء بالتفجيرات وانعدام الأمن والكراهية
      ليعود المواطن ليس للصفر... صدقاً... بل لما قبل الصفر... عندما كان يحلم بلقمة كريمة وعقل نير وفكر حر.. فصار يبحث عن لقمة تقيم صلبه وزاوية مغلقة فيها عقل مستريح.

      تقديري لفكرك أستاذة ناريمان، وأهدافك النبيلة في العمق
      وطن مليء بالتفجيرات وانعدام الأمن والكراهية
      ليعود المواطن ليس للصفر... صدقاً... بل لما قبل الصفر


      وها هو الآن يحلم بالصفر الذي كان !


      ضربت على الوجع الزميلة أميمة .

      تعليق

      • أميمة محمد
        مشرف
        • 27-05-2015
        • 4960

        #18
        بارك الله فيك الدكتور الفاضل عبدالرحمن سليمان لإضافتك وشكرا لكل ما ذكرته.. بالفعل النخب المثقفة حقيقة لدينا قليلة خاصة لأن الإعلام المسموح به تابع وليس محايدا والحمد لله الذي عافاني من متابعة عمرو أديب ولا أصدق إعلامه

        الدكتور فوزي، بما أننا سنعود للصفر وهذا واقع فعلاً، فيجب أن نتعلم الحساب جيداً، وبالحق، فواحد زائد واحد يساوي اثنين وليس واحدا كما يريد الحاكم العربي!.
        شكراً الزميل فوزي.

        تعليق

        • فاطمة الزهراء العلوي
          نورسة حرة
          • 13-06-2009
          • 4206

          #19
          تساؤل يمسطرنا يوميا على حافة استغراب
          سألت يوما احد المبدعين قال لي : هي لحظة تمل بعدها ستاتي الكتابة
          الكتابة تلاحظ الآن وبعد ذلك ستنظر انها في مرحلة المراقبة
          وأضاف
          المبدع ليس ملزما عليه إيجاد الحلول
          قلت له /: إذا ما هي وظيفة الإبداع ؟ الكتابة .؟
          التنظير ؟ وما معنى التنظير ؟؟
          الحقيقة ان هناك لاءات ذهنية تمارس ضغوطات على القلم
          وما بقي في جعبة الكلام مفهوم
          من اليوم الذي يسيطر على الساحة الإبداعية ؟ لوبي ممنهج لدحض التفكير والابداع عن طريق الشكارة والمحسوبية
          فمن له الشكارة اليوم هو المبدع والمبدعون الحقيقيون ساكتون وهاربون من مواجهة ما يحدث من آثام شوهت معنى الإبداع وهمشته تهميشا مفكرا فيه حتى تبعد القلم عن السياسة لان الابداع والكلمة أكثر من الرصاص
          والحكومات والدول يوافقها ما يحدث من صمت وهزال اليوم
          {ّ""السياسة بيت الشيطان "" تنسف كل ما لا يمشي وما تريده والقلم يشكل خطرا خصوصا الاقلام المقروءة
          هذه وجهة نظر وقد أعود بحول الله
          تحيتي استاذة ناريمان
          لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
            تساؤل يمسطرنا يوميا على حافة استغراب
            سألت يوما احد المبدعين قال لي : هي لحظة تمل بعدها ستاتي الكتابة
            الكتابة تلاحظ الآن وبعد ذلك ستنظر انها في مرحلة المراقبة
            وأضاف
            المبدع ليس ملزما عليه إيجاد الحلول
            قلت له /: إذا ما هي وظيفة الإبداع ؟ الكتابة .؟
            التنظير ؟ وما معنى التنظير ؟؟
            الحقيقة ان هناك لاءات ذهنية تمارس ضغوطات على القلم
            وما بقي في جعبة الكلام مفهوم
            من اليوم الذي يسيطر على الساحة الإبداعية ؟ لوبي ممنهج لدحض التفكير والابداع عن طريق الشكارة والمحسوبية
            فمن له الشكارة اليوم هو المبدع والمبدعون الحقيقيون ساكتون وهاربون من مواجهة ما يحدث من آثام شوهت معنى الإبداع وهمشته تهميشا مفكرا فيه حتى تبعد القلم عن السياسة لان الابداع والكلمة أكثر من الرصاص
            والحكومات والدول يوافقها ما يحدث من صمت وهزال اليوم
            {ّ""السياسة بيت الشيطان "" تنسف كل ما لا يمشي وما تريده والقلم يشكل خطرا خصوصا الاقلام المقروءة
            هذه وجهة نظر وقد أعود بحول الله
            تحيتي استاذة ناريمان
            المبدع ليس ملزما عليه إيجاد الحلول


            الحالمون وحدهم القادرون على رسم خارطة الأوطان
            والمبدع ما هو سوي حالم ينحت بالصخر إلى أن تدب
            الروح بالتمثال الذي صنعه .


            تحياتي لك أستاذة فاطمة
            فوزي بيترو

            تعليق

            • فاطمة الزهراء العلوي
              نورسة حرة
              • 13-06-2009
              • 4206

              #21
              صحيح أستاذ بيترو
              الكتابة في ظل وسخ سياسي أثيم / قد تكون الوجهة الوحيدة التي لها سراب التغيير وكل ممتلكاته
              فعلى امتداد جغرافية الوطن وامتداد كرنولوجية الوجع / لم يحرك القلم شيئا ولم ينتج سوى أحلام سراب وسراب أحلام وفي النادر يؤسس لإعادة انتاج أفكار الغرب أو أفكار قديمة
              هذا الركود والصمت يحتويهما أيضا الابداع في شتى مواطنه المسرح الفن السابع الرسم القصة الشعر
              كل مواطن الحياة الثقافية

              على فكرة

              يقال بأن الفترة الراهنة هي فترة الرواية بامتياز
              وقد هرب الكثير الى الرواية حيث ان مساحاتها تمنح ظلال الهروب من خلال توسع دائرة الحكي وتغليف الحقيقة بالمتخيل
              وكم من بطل ورقي هو حقيقة مغلفة

              تحيتي أستاذ بيترو وشكرا على اهتمامك والاضافة
              لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                سجن Jamioulx في بلجيكا
                فائدة أخرى د. فوزي:
                سجن Jamioulx في بلجيكا يعادل فندقًا بنجمتين إلى نجمتين ونصف من فنادق الدول المتخلفة!


                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                  فائدة أخرى د. فوزي:
                  سجن Jamioulx في بلجيكا يعادل فندقًا بنجمتين إلى نجمتين ونصف من فنادق الدول المتخلفة!
                  شكرا للمعلومة
                  السجن يبقى سجن حتى لو كان خمس نجوم
                  كمعتقل ريتز كارلتون !
                  تحياتي

                  تعليق

                  • فاطمة الزهراء العلوي
                    نورسة حرة
                    • 13-06-2009
                    • 4206

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                    فائدة أخرى د. فوزي:
                    سجن Jamioulx في بلجيكا يعادل فندقًا بنجمتين إلى نجمتين ونصف من فنادق الدول المتخلفة!


                    يا وجعك يا تربتي السمراء
                    تحيتي أستاذ سليمان
                    لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                      شكرا للمعلومة
                      السجن يبقى سجن حتى لو كان خمس نجوم
                      كمعتقل ريتز كارلتون !
                      تحياتي
                      كان قبضايات الشام يقولون: "السجن للرجال" يا دكتور فوزي!
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #26
                        اسمحوا لي أن أبدأ بتوضيح وجهة نظري التي ذكرها دكتور فوزي وعلقت عليها الأستاذة ناريمان حيث تقول
                        المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                        أخي الكريم
                        بعد السلام عليك ..
                        نعم .. الكلمة أنكى من اللكمة .. !!
                        وأعتقد - والله أعلم -
                        أن مقالتي ليس فيها ما يؤذي أحداً أو يسيء إلى أحد
                        وليس فيها تحزباً لطرف ..
                        وليس فيها ما يثير أي نعرة .. ولا تعصب لأي جهة
                        كل ما في الأمر
                        أنني أتساءل : أين الكتاب ؟
                        الوطن بحاجة إليهم
                        ثم أنادي بأن يكون للأدباء كلمة مؤثرة لها شأنها في الساحة
                        وإذا ارتأى رئيس الملتقى حذف الموضوع ..
                        فليكن ..
                        عندها سيسجل هذا الحذف تحت عنوان ( عنف الأدب )
                        أشكرك جزيلاً على مداخلتك
                        وتحية ....

                        وهكذا تكون الأستاذة ناريمان قد أوضحت بنفسها لنفسها ولغيرها الأسباب التي دعت إلى التوقف عن تناول الخلافات السياسية والتي كانت من أهم الأسباب لانفضاض الكثيرين من حولنــا .. فلم تكن معظم الكتابات والمواضيع السياسية التي طرحت في الملتقى إلا من قبيل الأساليب الدعائية التي لم يقصد بها في الغالب إلا استفزاز الطرف الآخر الذي يمثل بدوره مجموعة من الأعضاء .. بمعنى أن الكتابة السياسية في الملتقى كانت تشكل ما يمكن تسميته بالاقتتال الداخلي بين الأعضاء .. فهناك من يؤيد النظام ويعتبر الأخرين عملاء ومأجورين وهناك من يعارض النظام ويعتبر مؤيديه مجرمين وشبيحه .. وهذه الأساليب الدعائية التي لايقصد من ورائها إلا إهانة الآخر أو استفزازه هي التي نرفضها .. وهي انغكاس مطابق للحالة التي تعيشها أمتنا .. فخلافتنا وانقساماتنا بيننا وبين أنفسكم في البيت الواحد وفي الشارع وفي الجامعة وفي كل مكان .. وهي حالة هدامة مدمرة لايمكن أن تؤدي لخير أبدا .. ناهيك عن نوع آخر من الكتابة انتشر في الملتقى وشوه ساحته .. ألا وهو تحويل الملتقى إلى نشرة أخبار وإلى مارشات وبيانات عسكرية صادرة من النظم الحاكمة ومن الميليشيات المسلحة والثورية عن عمليات عسكرية وقعت هنا وهناك .. كل هذه الكتابات المنسوخة لايمكن إدراجها بحال ضمن الأدب السياسي وليس فيها من رائحة الأدب شيئا .. وكلها تقع في اطار الحزبية السياسية المقيتة .. وكلها مدمر للأوطان وللكيانات الأدبية والفكرية .
                        أما عن الكتابات والدرسات السياسية المنهجية التي تنقل كل الآراء وترصد كل المواقف وتحلل وتفند وتخرج بنتائج فقد اختفت من منابرنا الأدبية والثقافية .. ليس هذا فحسب .. بل اختفت أيضا الأعمال الأدبية الداعمة للمبادىء والقيم والمؤثرة على الرأي العام وعلى استثارة الهمم في مواجهة المؤامرات التي تحاك لأمتنا .. وحتى بعض الأعمال الأدبية المعاصرة لم تكن على المستوى الأدبي والأخلاقي الذي يؤثر في الناس ويبقى في ذاكرتهم ويحرك ضمائرهم بالمقارنة بالأعمال الأدبية الرائعة التي كانت تحرك الوجدان بل وتؤثر أحيانا في تحريك الأحداث بل وحسم المعارك .. هذه النوعية اختفت لأسباب كثيرة أهمها انصراف الناس عن الأدب والشعر بشكل عام .. والانتشار الأفقي لألاف الفضائيات والمواقع ومواقع التواصل بالذات وانتشار الأعمال الأدبية المنحطة أو السطحية أو المملة .. حتى في مجال الغناء والفن .. كان الناس قديما ينتظرون صدور ديوان شعر جديد لأحد الشعراء أو قصيدة جديدة لأم كلثوم أو محمد عبد الوهاب أو مقال لصحفي شهير أو صدور عدد جديد من مجلة ثقافية كمجلة العربي مثلا ... الآن لاأحد ينتظر لا مقال ولا قصيدة ولا مجلة .. بعد أن أصبح لكل مواطن صحيفة مستقلة واذاعة مستقلة به وبث مباشر لو أراد .. كل هذا ساوى بين الرؤوس .. حيث اختفت القامات الأدبية والفكرية التي يشار إليها بالبنان وصار الأغمار ينافسون الأكابر ويحصلون على اهتمام أكبر .. وهناك أسباب أخرى كثيرة ليس من بينها الخوف من السلطة .. كما أشار بعض الأساتذة هنــا .. بل إن الخوف من السلطة يدفع الأدباء الحقيقيين إلى استعمال الأساليب الإبداعية غير المباشرة للتعبير عن آرائهم وهي ماتجعل الأدب أجمل وأعمق .. أتذكر هنا مثلا رواية شىء من الخوف قصة الكاتب الكبير ثروت أباظة وغيرها .
                        إذن لاأحد هنا يمانع من الكتابات السياسية المنهجية التي تعرض جميع الآراء ثم ترجح ماتشاء بناء على مبررات وحجج وانتصارا للمبادىء والقيم العليا .. كما أن أحدا لايمانع اطلاقا من الأعمال الأدبية سواء قصيدة أو قصة أو رسالة أدبية أو حتى مقالا ساخرة بشرط أن يكون عملا أدبيا تتوافر فيه الصنعة الأدبية غير المباشرة والتي تدفع القارىء إلى إعمال واجهاد عقله لفهم النص وفهم مراد الأديب أو الكاتب .. أما أن يعتبر البعض أن الشتائم وقلة الأدب وفش الغل واستفزاز الآخرين والترويج لحاكم أو جماعة أو حزب فهذا أمر يرفضه العقلاء خصوصا في منبر أدبي كملتقى الأدباء والمبدعين .. ثم إن منع هذه مواضيع الحزبية السياسية جاء بعد أن ضج الملتقى بالشكوى وبعد أن انصرف الكثيرون عن الكتابة لأن هناك من لايقبل أن تهان رموزه ولا توجهاته .. وبالتالي نحن نرفض الاقتتال الداخلي باسم الحرية السياسية فليكن هذا في مكان آخر لايتأثر بتلك المعارك التي تمطرنا كل ساعة بوابل من الشتائم والسباب وحرق الدم .. أما في الملتقى فأهلا بكل الكتابات المنهجية المحترمة .. وأهلا بكل بالأعمال الأدبية التي تعالج قضايانا السياسية بشرط عدم المباشرة أو تضمنها لألفاظ السباب والشتائم .
                        بقي أن أقول : أن هناك كتب كانت تؤرخ لتاريخ الأمة واتجاهاتها الفكرية من خلال قصائد الشعراء ومقالات الأدباء .. أذكر منها على سبيل المثال كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للكاتب محمد محمد حسين وكذلك هناك الكثير من كتب التراث التي انتهجت هذا النهج في التأريخ .. ولايخلو كتاب من كتب التراث من الاستشهادات الشعرية .. أيضا أذكر أن أغنية الله أكبر فوق كيد المعتدي كانت من أهم الأسباب لانتصار المقاومة الشعبية في بورسعيد .. ولايمكن أن ننسى القصائد الوطنية التي كانت تحرك الوجدان وكنا نتغنى بها أثناء الحروب .. مثل قصيدة أخي جاوز الظالمون المدى وقصيدة بلدي وغيرها الكثير .. أيضا هناك قصائد اسلامية أنتجتها المظالم التي تعرض لها الإسلاميون والمناضلون في سجون الاستبداد .. والتي يضيق المقام عن ذكرها ..
                        وأخيرا أتمنى ألا أكون قد أطلت عليكم وأتمنى كذلك أن أكون قد أوضحت وجهة نظري .
                        تحياتي للأستاذة الفاضلة ناريمان وللجميع
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • نورالدين لعوطار
                          أديب وكاتب
                          • 06-04-2016
                          • 712

                          #27
                          المثّقف والسّياسة

                          عادة نسمع بالمشاريع الإصلاحية، وعندما تنخرط في مشروع إصلاحي، فأنت بالضرورة تؤمن بوجود هيكل عام صالح، لا يحتاج أكثر من لمسات ليصبح جاهزا، أمّا التغيير فيمكن أن يكون جذريّا، وهنا أنت بحاجة إلى مشروع ثوري متكامل، تعززه بيئة مساعدة منخرطة في آليات المشروع، وأيديولوجية جديدة مغرية، أو قد يكون جزئيا يتوافر على أيديولوجية دون توافر بيئة مساعدة.
                          المثال الأول تندرج فيه الأحزاب السياسية وغالبا لا تحقق إلا نتائج ضئيلة على مستوى المردود العام للدولة عند مشاركتها في الحكومة، ويمكن التمثيل لهذا التوجّه مثلا حكومة التناوب التوافقي أو ما يصطلح عليه حكومة اليوسفي في المغرب، ويمكن أيضا استحضار مسيرة الإخوان في الأردن ومشاركتهم السياسية والتنفيدية، لكن المثال الأبرز الذي يمكن اعتباره ناجحا بهذا الصّدد هو مشاركة الإسلاميين الأتراك في تسيير الشأن العام، فرغم استبعادهم قسرا في شخص زعيمهم أربكان وحزب الرفاه فقد عادوا بقميص جديد بعد فترة قصيرة بزعامة أردغان وحزب العدالة والتنمية. هذا النجاح بالطبع فيه لمسة إصلاحية نظرا لتوافر بنية دولة قائمة وتم خلالها تفعيل المؤسسات ومحاربة البيروقراطية وأيضا مسح عن تركيا ذلك الوجه العسكري والدّيكاتوري وأعطاها طابع الاستقرار ممّا ساعد على تدفق رؤوس الأموال فكانت تركيا من البلدان المستفيدة من الأزمة المالية العالمية فهي ملجأ آمن للاستثمار لتوفرها على البنية التحتية اللازمة للنشاط الصناعي وكذلك توافر طاقات بشرية قابلة للتأهيل وكذا رخيصة الكلفة، فنجاح التجربة التركية لها من الأسباب ما يبرر هذا النجاح، وتستفيد تركيا إلى اليوم من اضطراب محيطها ممّا رشحها لتكون رقما صعبا له أجنداته الإقليمية، وهذه اللعبة التي دخلها الأتراك بقدرما لها فوائد كبيرة إن نجحت فستجعل تركيا هي المتحكمة في المنطقة ومستقبلها، لكن حسب المنظور الأقرب للواقعية فهي تنطوي على أخطار كبيرة في مقدمتها تراجع الحسّ الدّيمقراطي عند القادة الجدد، وانفتاح شهية السلطان وهي من الأسباب التي تؤدّي إلى استبدال معيار الكفاءة بالولاء وهو مؤشر من مؤشرات عودة البيروقراطية، والديكتاتورية والتركيز على الأيديولوجيا بدل التنمية. ولعل أمثلة كثيرة في الغرب سارت على نفس المنوال وفشلت كهتلر.
                          النموذج الثاني هو التغيير الجذري أي وجود أيديولوجية جديدة وأيضا أرضية صالحة للبناء، وهذا المثل لا يوجد في بلداننا، بل سجّله الروس والصينيون، الروس بدرجة أقوى فالبلاشفة تبنوا الشيوعية وركبوا على الحداثة الفكرية المقرونة بالتحول الصناعي في المجتمع الروسي ونجحوا في تحقيق امبراطورية وازنة وساعدهم على ذلك انشغال أوربا بالحرب وبعدها بإعادة الإعمار كما ساعدهم الامتداد الواسع جغرافيا أو ما يسمى بالأمن الجغرافي. لكن التركيز على الايديولوجيا بدل تنمية الإنسان وإحكام الرقابة وحجر الإبداع غالبا يؤدي إلى الانهيار، وكمثال على سطوة الرأي الواحد طرد حتى الحركة الشكلانية في الأدب، فحتى الأدب أراده البلاشفة مجرّد خادم للأيديولوجيا السفياتية، فحتى قراءة النصّ الأدبي شكليا وإحياء القيمة الجمالية بعيدا عن المضمون المجترّ للايديولوجيا الشيوعية مرفوض وغير مقبول، وكل تقوقع على الذات وغلق منافذها بالضرورة يؤدي إلى خنق ملكات التقدم. فيكون التملق هو العزف على وتر السلطان هو النموذج، وهذا يعني بالضرورة انغلاق الرؤية و السير العشوائي.
                          في الصين مارس ماو ثورة ثقافية تحديثية لكون المجتمع الصّيني مجتمع بدائي، لكن أتبعها الصينيون بسياسة انفتاح بعد ربيع بيكين، ورسمت الدولة انفتاحها على العالم، ولا تزال تسير بخطى باهرة تؤرق الغرب بشدّة.
                          عودة إلى المشروع القومي الناصري والمشروع السلفي الإيراني. تغيير جذري يحمل ايديولوجيا لكن بدون مقومات نهضة، عبد الناصر وكل القوميين بعده سواء البعث أو القذافي، ما أسسوا قواعد صلبة، فالمجتمعات ظلت زراعية أي يحكمها المنطق القبلي والعشائري ولم تصل فكرة الحزب إن وجد الحزب إلى الوجدان، بل هناك آلة دعائية تمثّلت في وسائل الإعلام "الراديو والجرائد" الانتاج الأدبي وهناك تضخيم مفرط للحقيقة، هناك محاولات تحديث البنية الإقتصادية والاجتماعية والثقافية، لم تستطع الوصول إلى عمق الشخصية المصرية أوالعراقية أو العربية عموما، وهذا ما جعل هزّة واحدة تكفي للتنصل من الشخصية القومية والوطنية والانضمام للمذهبية والعشائرية، لو أخذنا روسيا على سبيل المثال فرغم فشل الشيوعية هناك أرضية حديثة يمكن البناء عليها ويكفي تغيير الأيديولوجيا الشيوعية بالقومية الروسية لضمان استقرار وبحث عن تحقيق التوازن المفقود.
                          لكن مختلف الدّول القومية العربية حين فشل المشروع القومي ضاعت الدّول، وإن بقيت مصر تقاوم فلأنها حاولت الانخراط في التعددية منذ السّادات وجو الانفتاح يعطي الأمل لكن الانفتاح بدون مشروع، مجرّد سفر نحو المجهول، و إذا انهارت مصر فتلك طامة عظمى على المنطقة كلها لذلك وجب الحذر والحذر الشديد من طرف المثقف المصري تحديدا فهو لا يحمل رسالة دولته وحدها بل منطقة بأسرها، فتنمية الشعور بالقومية المصرية ربما كانت الحل الأمثل في منعطف كهذا الذي تشهده المنطقة.
                          إيران، حضور القومية الفارسية في إيران يعطيها أمان البقاء واستبعاد تقسيمها، و الخضوع لتغيير الخرائط، الحضارة الفارسية قائمة في عمق الوجدان الإيراني، كما حضور الحضارة المصرية في وجدان المصريين، رغم أن الأيديولوجية السلفية الشيعية هي المسيطرة حاليا فأحلامها التوسعية تسقطها في نفس أخطاء القومية العربية، فالتحديث في إيران بطيء جدّا رغم وجود حركة فكرية شبه مزدهرة تحاول الانفلات من ربقة الباطنية والاتجاه نحو العقلنة لكن الحرس القديم لا يزال هو المسيطر، وهنا من المستبعد أن يتم هناك انتقال سلس عند الإيرانيين، أوتحقيق تقدم معجز.

                          بعد هذه الإطلالة السريعة غير الوافية على المشهد السياسي ما دور المثقف، لا أرى دورا للمثقف أكثر من الانخراط في توعية المجتمع ليس بالشّكل الدّعائي، بل حث العقل على الحركة لإنتاج نماذج فكرية، قابلة للتطبيق، كيف يمكن الحفاظ على اللّحمة، كيف نبدع وننتج كيف نخلق سوقا ولو على الأقل معرفية، ننتج أفكارنا ونسوقها في مجالنا، نعيد الثقة لشخصيتنا الثقافية، التي تنهار وتتفتت. نتعلّم الواقعية ونقرأ التجارب الحيّة المعاشة، التي لا يصعب القفز عليها، نعيد الاعتبار دون مبالغة لأنفسنا نثق أنّنا قادرون على الفعل، لا على الحلم فقط، ويكفي من تبخيس أنفسنا، فنحن لانحتاج لكثير من جلد الذّات بقدر ما نحتاج لإحياء شعلة الإبداع فينا.

                          وشكرا

                          تعليق

                          • ناريمان الشريف
                            مشرف قسم أدب الفنون
                            • 11-12-2008
                            • 3454

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                            وعليكم السلام أختي الفاضلة.

                            هذا جواب على سؤالك الكريم من لسان العرب لابن منظور:

                            بلم
                            (لسان العرب)
                            البَلَمةُ: بَرَمةُ العِضاه؛ عن أَبي حنيفة.
                            والبَيلَمُ: القُطْنُ، وقيل: قُطْن القَصَب، وقيل: الذي في جَوْف القَصَبة، وقيل: قُطْن البَرْدِيِّ، وقيل: جَوْزُ القُطْن.
                            وسيف بَيْلَمِيٌّ: أَبْيضُ.
                            والإبْلِمُ والأَبْلَمُ والأُبْلُمُ والإبْلِمَةُ والأُبْلُمة، كل ذلك: الخُوصةُ. يقال: المالُ بيننا والأَمْرُ بيننا شِقّ الإبْلِمَة، وبعضهم يقول: شِقَّ الأُبْلُمة،وهي الخُوصة، وذلك لأَنها تؤخذ فتُشَقُّ طُولاً على السَّواء.
                            وفي حديث السقِيفَة: الأَمْرُ بيننا وبينكم كقَدِّ الأُبْلُمة؛ الأُبْلُمة، بضم الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما، أَي خُوصة المُقْلِ، وهمزتها زائدة، يقول: نحن وإِيَّاكم في الحُكْم سواء لا فَضْل لأَميرٍ على مأمور كالخُوصة إذا شُقَّتْ باثْنَتَيْن مُتَساوِيتين. الجوهري: الأَبْلَمخُوصُ المُقْل، وفيه ثلاثُ لُغات: أَبْلَم وأُبْلُم وإبْلِم، والواحدة بالهاء.


                            وقولنا كشق الأبلمة أو كقد الخوصة يعني أن الطرفين متساويان مائة بالمائة لأن الخوصة/الأبلمة تنشق إلى شقين لهما حجمان متساويان في القد والحجم وأنه لا فرق بينهما مهما دق.

                            تحياتي العطرة.
                            وصلت فكرتك ..
                            أشكرك على التوضيح
                            وتحية
                            sigpic

                            الشـــهد في عنــب الخليــــل


                            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                            تعليق

                            • ناريمان الشريف
                              مشرف قسم أدب الفنون
                              • 11-12-2008
                              • 3454

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                              اسمحوا لي أن أبدأ بتوضيح وجهة نظري التي ذكرها دكتور فوزي وعلقت عليها الأستاذة ناريمان حيث تقول

                              وهكذا تكون الأستاذة ناريمان قد أوضحت بنفسها لنفسها ولغيرها الأسباب التي دعت إلى التوقف عن تناول الخلافات السياسية والتي كانت من أهم الأسباب لانفضاض الكثيرين من حولنــا .. فلم تكن معظم الكتابات والمواضيع السياسية التي طرحت في الملتقى إلا من قبيل الأساليب الدعائية التي لم يقصد بها في الغالب إلا استفزاز الطرف الآخر الذي يمثل بدوره مجموعة من الأعضاء .. بمعنى أن الكتابة السياسية في الملتقى كانت تشكل ما يمكن تسميته بالاقتتال الداخلي بين الأعضاء .. فهناك من يؤيد النظام ويعتبر الأخرين عملاء ومأجورين وهناك من يعارض النظام ويعتبر مؤيديه مجرمين وشبيحه .. وهذه الأساليب الدعائية التي لايقصد من ورائها إلا إهانة الآخر أو استفزازه هي التي نرفضها .. وهي انغكاس مطابق للحالة التي تعيشها أمتنا .. فخلافتنا وانقساماتنا بيننا وبين أنفسكم في البيت الواحد وفي الشارع وفي الجامعة وفي كل مكان .. وهي حالة هدامة مدمرة لايمكن أن تؤدي لخير أبدا .. ناهيك عن نوع آخر من الكتابة انتشر في الملتقى وشوه ساحته .. ألا وهو تحويل الملتقى إلى نشرة أخبار وإلى مارشات وبيانات عسكرية صادرة من النظم الحاكمة ومن الميليشيات المسلحة والثورية عن عمليات عسكرية وقعت هنا وهناك .. كل هذه الكتابات المنسوخة لايمكن إدراجها بحال ضمن الأدب السياسي وليس فيها من رائحة الأدب شيئا .. وكلها تقع في اطار الحزبية السياسية المقيتة .. وكلها مدمر للأوطان وللكيانات الأدبية والفكرية .
                              أما عن الكتابات والدرسات السياسية المنهجية التي تنقل كل الآراء وترصد كل المواقف وتحلل وتفند وتخرج بنتائج فقد اختفت من منابرنا الأدبية والثقافية .. ليس هذا فحسب .. بل اختفت أيضا الأعمال الأدبية الداعمة للمبادىء والقيم والمؤثرة على الرأي العام وعلى استثارة الهمم في مواجهة المؤامرات التي تحاك لأمتنا .. وحتى بعض الأعمال الأدبية المعاصرة لم تكن على المستوى الأدبي والأخلاقي الذي يؤثر في الناس ويبقى في ذاكرتهم ويحرك ضمائرهم بالمقارنة بالأعمال الأدبية الرائعة التي كانت تحرك الوجدان بل وتؤثر أحيانا في تحريك الأحداث بل وحسم المعارك .. هذه النوعية اختفت لأسباب كثيرة أهمها انصراف الناس عن الأدب والشعر بشكل عام .. والانتشار الأفقي لألاف الفضائيات والمواقع ومواقع التواصل بالذات وانتشار الأعمال الأدبية المنحطة أو السطحية أو المملة .. حتى في مجال الغناء والفن .. كان الناس قديما ينتظرون صدور ديوان شعر جديد لأحد الشعراء أو قصيدة جديدة لأم كلثوم أو محمد عبد الوهاب أو مقال لصحفي شهير أو صدور عدد جديد من مجلة ثقافية كمجلة العربي مثلا ... الآن لاأحد ينتظر لا مقال ولا قصيدة ولا مجلة .. بعد أن أصبح لكل مواطن صحيفة مستقلة واذاعة مستقلة به وبث مباشر لو أراد .. كل هذا ساوى بين الرؤوس .. حيث اختفت القامات الأدبية والفكرية التي يشار إليها بالبنان وصار الأغمار ينافسون الأكابر ويحصلون على اهتمام أكبر .. وهناك أسباب أخرى كثيرة ليس من بينها الخوف من السلطة .. كما أشار بعض الأساتذة هنــا .. بل إن الخوف من السلطة يدفع الأدباء الحقيقيين إلى استعمال الأساليب الإبداعية غير المباشرة للتعبير عن آرائهم وهي ماتجعل الأدب أجمل وأعمق .. أتذكر هنا مثلا رواية شىء من الخوف قصة الكاتب الكبير ثروت أباظة وغيرها .
                              إذن لاأحد هنا يمانع من الكتابات السياسية المنهجية التي تعرض جميع الآراء ثم ترجح ماتشاء بناء على مبررات وحجج وانتصارا للمبادىء والقيم العليا .. كما أن أحدا لايمانع اطلاقا من الأعمال الأدبية سواء قصيدة أو قصة أو رسالة أدبية أو حتى مقالا ساخرة بشرط أن يكون عملا أدبيا تتوافر فيه الصنعة الأدبية غير المباشرة والتي تدفع القارىء إلى إعمال واجهاد عقله لفهم النص وفهم مراد الأديب أو الكاتب .. أما أن يعتبر البعض أن الشتائم وقلة الأدب وفش الغل واستفزاز الآخرين والترويج لحاكم أو جماعة أو حزب فهذا أمر يرفضه العقلاء خصوصا في منبر أدبي كملتقى الأدباء والمبدعين .. ثم إن منع هذه مواضيع الحزبية السياسية جاء بعد أن ضج الملتقى بالشكوى وبعد أن انصرف الكثيرون عن الكتابة لأن هناك من لايقبل أن تهان رموزه ولا توجهاته .. وبالتالي نحن نرفض الاقتتال الداخلي باسم الحرية السياسية فليكن هذا في مكان آخر لايتأثر بتلك المعارك التي تمطرنا كل ساعة بوابل من الشتائم والسباب وحرق الدم .. أما في الملتقى فأهلا بكل الكتابات المنهجية المحترمة .. وأهلا بكل بالأعمال الأدبية التي تعالج قضايانا السياسية بشرط عدم المباشرة أو تضمنها لألفاظ السباب والشتائم .
                              بقي أن أقول : أن هناك كتب كانت تؤرخ لتاريخ الأمة واتجاهاتها الفكرية من خلال قصائد الشعراء ومقالات الأدباء .. أذكر منها على سبيل المثال كتاب الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للكاتب محمد محمد حسين وكذلك هناك الكثير من كتب التراث التي انتهجت هذا النهج في التأريخ .. ولايخلو كتاب من كتب التراث من الاستشهادات الشعرية .. أيضا أذكر أن أغنية الله أكبر فوق كيد المعتدي كانت من أهم الأسباب لانتصار المقاومة الشعبية في بورسعيد .. ولايمكن أن ننسى القصائد الوطنية التي كانت تحرك الوجدان وكنا نتغنى بها أثناء الحروب .. مثل قصيدة أخي جاوز الظالمون المدى وقصيدة بلدي وغيرها الكثير .. أيضا هناك قصائد اسلامية أنتجتها المظالم التي تعرض لها الإسلاميون والمناضلون في سجون الاستبداد .. والتي يضيق المقام عن ذكرها ..
                              وأخيرا أتمنى ألا أكون قد أطلت عليكم وأتمنى كذلك أن أكون قد أوضحت وجهة نظري .
                              تحياتي للأستاذة الفاضلة ناريمان وللجميع
                              أخي الكريم ..
                              سلام الله عليك والرحمة
                              كلام موزون أحترم .. فكل التقدير
                              أما بالنسبة للقصائد والأناشيد في القرن العشرين وتحديداً في سنواته الأخيرة والتي ألهبت المشاعر وأذكت النفوس
                              فإنني وإن نسيت أن أذكرها هنا ... فأنا لم أنسها ..
                              فقصيدة ( أخي جاوز الظالمون المدى ) والتي غناها ( محمد عبد الوهاب ) كانت وما زالت من أكثر القصائد إثارة ضد المحتل
                              حتى أنها كانت ضمن المناهج الفلسطينية في كتب اللغة العربية ... لكن المحتل أجبر السلطة ووزارة التربية على حذفها من المنهاج واستبدال كل ما هو كفيل بإثارة الشارع الفلسطيني إلى نصوص هادئة بعيدة كل البعد عن الوطن والوطنية
                              ونحن هنا في فلسطين كثيراً ما تذاع هذه القصيدة وغيرها عبر أثير إذاعاتنا المحلية ...
                              ولتأثير الأغاني الحماسية على المستمعين .. قامت سلطات الاحتلال بتدمير إذاعة منبر الحرية في الخليل ( فلسطين )
                              - والتي أعمل بها حتى اللحظة - ثلاث مرات متتالية بسبب نشيد حماسي بعد إذاعته مباشرة تمتلئ الشوارع بالمتظاهرين الثائرين على المحتل ...

                              لا شك .. أن الأدب والشعر والغناء ومعظم أنواع الفنون لها تأثير كبير ...
                              لكنها عملياً لم تصنع شيئاً أمام قرارات الساسة
                              فبعد أن تقوم الدنيا بثورة بسبب أغنية أو قصيدة .. تراها تذوي وتتلاشى بعد تصريح سمج لأحد الساسة
                              أرجو أن تكون فكرتي قد وصلت
                              شكراً وتحية
                              sigpic

                              الشـــهد في عنــب الخليــــل


                              الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                              تعليق

                              • ناريمان الشريف
                                مشرف قسم أدب الفنون
                                • 11-12-2008
                                • 3454

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة


                                ما يحدث في عالمنا المسلم العربي اليوم هو تغيير خارطة للعالم الإسلامي، وحرب لها إيديولجية، وستسمى هذه الحرب باسم بعد سنوات عديدة..

                                عزيزتي أميمة ..
                                أحسنت رداً ..
                                غداً أو بعد غد سيوضع خريطة جديدة لعالمنا الاسلامي بعد أن تكون الشعوب قد أنهكت واستنفدت ما لديها من طاقة
                                حين صار رغيف الخبز هو المحتل للعقول والقلوب .. وصار همّ الانسان العربي لقمة العيش والعيش بأمن وسلامة
                                ولم يعد يفطن لا الأديب ولا الشاعر لقصيدة أو موضوع ما دامت المأساة أكبر حجماً من أي وصف ..

                                اللهم عجل بالفرج
                                تحية
                                التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 10-02-2018, 18:02.
                                sigpic

                                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                                تعليق

                                يعمل...
                                X