ومن الوفاء ما ... قتل !
الوفاء ثروة نادرة كالمعادن النفيسة يصعب الحصول عليها وتصعب كذلك المحافظة عليها ولذا قل في الناس الوفاء وكثر فيهم الغدر.
جميلة في نفسها وجميلة بلغتها وهكذا الإبداع في شكله ومضمونه.
تحياتي.
sigpic
(رسم نور الدين محساس)
(رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)
"القلم المعاند"
(قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
"رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"
زرعها في أرض روحه فنبتت . ومنذ ذلك الوقت
وهي تنمو وتنمو حتى اقتلعت سقف قلبه .
بدون شك أن أرض روحه كانت مهيأة لتقبل الزرع والإنبات ، لأنها تربة صالحة وطيبة . وكلمة " زرعها " تدل على زرع متسرع بحيث لم يختر البدرة جيدا .ربما كان اختياره مبنيا على المظهر الخارجي الذي يرتكز على المداهنة والمراوغة والتمسكن والتدلل حتى تدق وتدها جيدا . "فنبتت" شملتها رعاية وحماية منذ أن سكنت قلبه فتملكته بطرق عديدة ، فالنبتة كانت ضعيفة ،لم تكن لها مكانة اجتماعية ، ولكن انتقالها عبر الزمن" وهي تنمو وتنمو" كبرت ونضجت جسديا وفكريا وعقليا وحصلت على تجربة كبيرة تؤهلها لممارسة القوة والسلطة والقمع ، فبلغت بها الوقاحة أن تتنكر لجميله ، فعن طريق التتبع خلق منها كيانا ،فاغترت واعتزت بأنانيتها ، فنظرت لنفسها فقط.. وتجاهلت الوضعية التي كانت عليها قبل زرعها في أرض روحه .. بطل خاب ظنه ،وخاب في مسعاه بعدما قتلت كل أحاسيسه وشعوره ورغبته في الحياة ،وليس من السهل أن نتسامح مع من يهدم القلوب ويهيج الفتن في العقل والخواطر .. ومضة جميلة في بنائها وصياغتها ، منتزعة من الواقع المعيش ، ومضة ابتعدت عن طريق الحكي المباشر ، واتكأت على انزياحات جميلة وشيقة ، انزياحات إيحائية برمزية عالية تتقاطع مع هو ديني وأخلاقي واجتماعي .وقد قال الرسول الكريم :إياكم وخضراء الدمن ، قيل له :وما خضراء الدمن يارسول الله ،قال : المرأة الحسناء في منبت السوء .. جميل ما كتبت وأبدعت أختي المبدعة المتألقة عبير .. مودتي وتقديري
زرعها في أرض روحه فنبتت . ومنذ ذلك الوقت
وهي تنمو وتنمو حتى اقتلعت سقف قلبه .
أهلا وسهلا
تحية للأستاذة عبير هلال
وفاء نص جميل يسأل عن حقيقة الوفاء وحقيقة الحياة، فالمرأة رمز الخصوبة والأرض رمز العطاء، رمز الحياة التي نتعهدها بالعناية منذ الرشد أي منذ وعينا بها، فتنمو في أعمالنا ونستغرق فيها ونعطيها كما تعطينا، نستزيد منها العطاء ونزيد من اجتهادنا، تتوسع دنيانا التي صنعناها، تثمر وتزهر نتعلق بها تستهوينا، تكون لبّنا، قلبنا النابض، يدور الزمن دورته، يصيبنا الاجهاد، نقاوم نحاول الصمود، نواصل البناء بينما أجسادنا تهوي، تتحطم جزءا جزءا ، نحاول الوفاء إلى آخر رمق، لكن هل تستطيع الحياة الوفاء، نعم، هي وفاء للموت على الأقل كما عند هايدغر، فنحن نسير لنعانق الموت، ما هذا الوفاء؟ وفاء وجودي، تستمر الحياة لتتفرغنا من مشاعر التعلق بها، لكأنها تقول أنتم أهل للموت، هل صدق شوبنهاور حين اعتبر الموت هو الخلاص؟؟؟؟؟
لماذا نجح النص؟
هناك بطل وبطلة
ثنائية تستحضر روابط كثيرة، الزواج/الطلاق، الحب/الكراهية، الوفاء/الخيانة، العقل/العاطفة، الأنا/الآخر....
توظيف الضمائر هو، هي تحيل على الغياب، تحيل على الغموض، على المجهول، على الكينونة التي لا تستطيع القبض عليها.
فأنت تحاول صناعة وجودك تعمل بوفاء بإخلاص، فحقيقتك هي العمل كما عند سارتر، به تحاول أن تكون نفسك، أن تكون ذلك الذي يوجد، تنبهر بعالمك، يجرك لأحضانه، تكون أداة يستهلكك عنوانك، يسخّرك العالم الذي شيّدته، تكون من خدّامه، تتزيف تحس بالضجر، تعود لنفسك ماذا أفعل من أنا لست هذا الذي ينظر الناس إليه، لست هذه الصورة التي طبعت في آذان الناس ورأتها أبصارهم، لست هذا العنوان الذي التصق بي، أنا شيء مختلف على الأقل حسب انشتاين، تعود باحثا عن حقيقتك، تتحرر تبدأ مغامرة أخرى تحاول إظهار من أنت، ككاتب يحاول أن يقول شيئا فيكتب رواية، فيراها لم تعبر بما يكفي، يكتب أخرى فأخرى... وكل مرّة يحاول السيطرة على ذاته، على الحقيقة الوجودية، التي بالضرورة تسكن بين التكشف والتحجب كما عند هايدغر، فكلما انخرطت مع الموجودات وفي مشارع الآخرين، تاهت نفسك و اضمحلت في الجماعة وتحجبت حقيقتك و وجودك، وكلما عدت لذاتك ظهر وجودك وغاب عالمك، لتستمر قصة التكشف والتحجب و تسير نحو حقيقة الموت.
البناء الجمالي للنص:
حقيقة القصة القصيرة جدّا هي المفارقة
فالفارقة تصنعها اللغة أو الحدث
اللغة في تقابلاتها أو الحدث المختفي وراء الحدث الظاهر.
مفارقة لغوية تقابلية أو مفارقة بين الظاهر والباطن.
المفارقة اللّغوية، صيغت بشكل باهر جدّا في الجملة الأولى، ويحملها فعلان، زرع، نبتت فعل له وفعل لها ، زرع بمعنى الاستقرار والثبات، نبتت بمعنى الحركة، قوة عجيبة جعلت الجملة متحركة، تبتغي الوصول إلى شيء.
نزول الزرع وهبوط البذرة، وصعود النبتة و أحياء الجملة، هكذا تعمل موازين الجمل والنصوص.
الجملة الثانية.
تنمو وتنمو/ اقتلعت، كلها أفعل صعود من حيث الظاهر كدوال. لكن من حيث الإيجابية هناك حدثين إيجابيين فيهما نمو متبوعان بحدث سلبي وهو الاقتلاع، ممّا أعطى للمفارقة طعما آخر فالصعود مقرون بالهبوط الدلالي" المعنى"
هل كان من المكن بناء الجملة بدالّ فيه نزول هذا طبعا اختيار الكاتب، فمن الممكن استعمال نسف، هدّم ....، لكن هذا لم يحدث ضررا بالنص لكون المفارقة تحقّقت بشكل ظاهر في الجملة الثانية وربما يراها ذوو الذائقة الشعرية أحلى وأجمل.
المفارقة بين الظاهر والباطن
يسرد النص قصة زواج "حب"كان فيها البطل مبالغا في العناية بمحبوبته، التي تمسكنت حتى تمكنت، وبعدها جرت عليه الويلات، كان التمثيل برمزية البذرة الضئيلة التي تتحول إلى شجرة عملاقة، تمتد ومع امتدادها تسيطر على المكان وتستعمره وتستنزفه... فهذا الحضور تساءل عن الوفاء كقيمة إنسانية تعزز الروابط، وتمنح للحياة معنى إذ تقابل التضحية بالعرفان ويتأسس الوفاء، فالنص أسس حضوريا أو ظاهريا لغياب الوفاء، وحضور نكران الجميل، وهذا مؤسس في الموروث بعديد من المقولات من بينها: اتق شرّ من أحسنت إليه.
أما باطنيا، واستحضارا للغياب من حيث التأويل الوجودي.
فالنص ناقش الوفاء من جهة بحث الفرد عن حقيقته، فمهما اغتر بحقيقته فهي مزيّفة، ولا يبقى أمامه سوى الوفاء لحقيقة الغياب والموت، وتلك حقيقة تناولتها الثقافات كلّ واحدة على شاكلتها، لكن لا أصدق من قوله عزّ وجل: "كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام....."
وحين حضور حقيقة الموت التي يحاول الوجود الزائف تجاهلها، يكون الوفاء للقيمة أجمل وفاء، فلايبقى في الأخير إلا تلك القيم الإيجابية التي ناضل الإنسان من أجل تحقيقها في حياته الدنيا. وهي التي لها امتداد فيما بعد الموت.
التركيب:
النص افتتح بالإيجابية، واختتم بالسلبية، وغالبا هذا المنحى الظاهري للنص منفر للكثيرين الذين يحبون الوجود الزائف، معجبون بزخرف الحياة وكل حياته مكرّسة للمتعة و ينفر من حقيقته الهشّة، فالنص من هذا المنحى يحمل النهاية المؤلمة ويعرّي هشاشة الوجود الإنساني وهذا من مميزات المدرسة الطبيعة في فرنسا، ومن مميزان التيار الوجودي بصفة عامة.
لكن ما يجعل النص يبتعد من هذه الحقول و يكتسي إيجابية حقيقة هو قيمة الوفاء التي أشر عليها العنوان، فيقول من جهة هذا الذي أتحدث عنه ليس وفاء، فابحثوا عن الوفاء في أنفسكم، ابحثوا عن الوفاء في دواخلكم، وهذا يفسر علامة التعجب الموضوعة في العنوان.
هو الذي زرعها وهي التي اقتلعت سقف قلبه، مفارقة حققت دهشة عززتها علامتي التعجب في العنوان حول قيمة من القيم الإنسانية العميقة مغزى وأثراً
لغة مكثفة تثري النص وقراءات نبشت في النص والعنوان
شكراً لك الأديبة عبير هلال.يثبت.
ومن الوفاء ما ... قتل !
الوفاء ثروة نادرة كالمعادن النفيسة يصعب الحصول عليها وتصعب كذلك المحافظة عليها ولذا قل في الناس الوفاء وكثر فيهم الغدر.
جميلة في نفسها وجميلة بلغتها وهكذا الإبداع في شكله ومضمونه.
تحياتي.
الشفاء العاجل لك غاليتي
وأنا مازلت مشغولة بإكمال اجراءت زواج البنوتة الصغيره رويده وحتى يوم 14/2 موعد حفلة عقد القران الكبيرة وبعدها حفلة الزواج وانتقالها لبيت الزوجية
وربي يعين
محبتي وغابات ورد لك
الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
تعليق