هذه عقود منذ عرف العالم نهضة صناعية قلبت موازينه رأسًا على عقب ، وتمكّنت خلالها معظم الدوّل من أسباب الحياة والمعرفة ، فاكتسحت الأسواق العالمية بمنتجاتها الفاخرة . كما حافظت الدوّل المتقدّمة على أسرار المعرفة لنفسها، حفاظًا على مكانتها وهيبتها رغم ملحق بها من دمار إبّان الحربين العالميتين ، الأولى والثانية .
ثم جاء دور العربي ليفتح عينيه على تكنولوجيا غريبة الصنع تأتيه من كل مكان .ووقف حائرًا مندهشًا ؟ا
بلاده التي تملك من الأسباب ما يخوّل لها البقاء والاستمرار في الحياة، لكنّها تعاني ؟
وجد الجواب في خطاب السيّاسي المزيّف، يُغلّف كلامه بالأكاذيب .
هكذا ،
أدرك المسكين أن العيب في الرّجل المتسلّط بخطاباته الرنّانة ، وليس في الوطن المحسود .
قفز الانتهازيّون على طلقات الرّصاص والزّغاريد ذات استقلال مشوب بالكذب والنفاق ،
لم يكن الشعب يدرك يومها معنى الحريّة إلاّ بعدما تجاوزته الأحداث ولم يعد بإمكانه إصلاح ما أفسدته النّوايا المغرضة .
ماذا عساه يفعل المسكين بعدما سلُبت منه إرادته ؟
وهو لا يملك " من البيض الخفاف الصوارم " سوى الذي بين فكّيه مغرس أسنانه .
رحم الله شعبًا جاءته الحريّة فاختار الحياة ، واستمالته الرّفاهية التي وصلت إليه دون جهد أو عناء ،
ألفها حتى صعُب عليه الاستغناء عنها .
لعن الله " الدّيّاثة " المستوردة التي أفسدت ضميره .
مداوروش في : 30.جانفي .2018
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ,