السجون فنون!
السجون فنون! عندنا سجون صغيرة مؤقتة تسمى (النَّظارَة)، و(القاوُوش)، و(المخفر)، و(القَبُو) .. ومما يدخل في صنف السجون الصغيرة: بيت الزوجية! لذلك سموا الخاتم عندنا: (مَحْبس) لأنه يحبس الزوج عند الزوجة، والزوجة عند الزوج، حبسًا لا فكاك له إلا بالخلع أو التطليق - إلا عند الكاثوليك! وعندنا أيضًا سجون متوسطة وسجون كبيرة. وعندنا سجون على شكل فنادق عشر نجوم لحبس الدِّشْمان والخصوم!
ولقد رأيت فيما يرى النائم أني زرت كل هذه الأصناف من السجون، في الشرق والغرب، وبصفات مختلفة: مرة ضيفًا خطفه زوار الفجر، ومرة مترجمًا، ومرة عضوًا في وفد تربوي للاطلاع على أحوال السجون .. الصنف الوحيد الذي لم يتشرف بي بعد: سجن فنادق العشر نجوم! فهذه الفنادق زرتها ولكن نزيلاً، وبفلوسي وليس مجانًا، وبإرادتي وليس خطفًا، وللنوم في أثناء حلي وترحالي في طلب العلم، وليس للاسترخاء على بساط الريح!
ورأيتُ فيما يرى النائم أني اطلعتُ على أحوال تلك السجون وأحوال النزلاء فيها، فحفظتُ أشعارهم وسوالفهم ونوادرهم، ورويتُ عنهم روايات قيدتها في دفاتري، سأحكي لكم منها – حسب التجلي – ما استوقفني فيها، لكن بشرط أن يحكي لنا كل واحد منكم عن تجربته في السجن - بما في ذلك سجن الحياة الزوجية! - ولو لم يدخل السجن الحقيقي في حياته إلا في الرؤيا والمنام شروايَ!
فهلموا حدثونا عن تجاربكم وذكرياتكم في السجون، سواء أزرتموها على الحقيقة، أو في الخيال.
وقديمًا قالو: "السجن للرجال"! فأين الرجال؟!
تعليق