أعشقها...
أتيه في خصلات جدائلها
ألملم انخطافات العمر
وانعطافاته
وانثرها في دربها وردا
اسمو بها إلى جوار الشمس
أعلقها حديقة
لهذا الجسد البابلي
وأزرعها ياسمينا على الشرفات
ليخضر جسد الربيع الطري
وتزيده خلودا ومجدا
..
أتيه بها
في وسط هذا التيه والزحام
أمارس أمامها كل الطقوس
أعبدها...
وإن سقطت قذيفة
أنتشلها من تحت أنقاض الركام
أسعفها..
وتسعفني
إذا ما ضاع من لفظي الكلام
أسرح لها شعرها الحريري
بمشكاة العبير والندى
وأجدله بخيوط النور العتيقة
ليطلع قمرا آخرا
في وسط هذا الظلام
يكون بريقا أزليا
للحقيقة والهدى
..
وتضيع حلوتي
في غيابت الحرب المقيتة
كما ضاع من غيثارة الريح
لحن المحبة والسلام
خطفها الوقت..
حين ارتدى ثوب اللصوص
ومشى مثل صعلوكا
يقتات من درب القوافل
بمقدار الضمير
تضيع حلوتي بين القبائل
قد سباها الحر
بأوامر من ذلك العبد الحقير
تضيع ياسمينتي..
في غابة الشوك ذابلة
مجهولة الميلاد
ضائعة
مشنوقة الأحلام
..
أعشقها..
وأهديها الحكاية والحياة
وبدم القلب
بالشريان أفديها
ولا أحفل بهم...
إن قطعوا الطريق
إن أشعلوا النيران
وأضرموا الحريق
إن دنسوا النسيم بالغازات
إن سحقوا الزهور بالغارات
إن أوقفوا في أرضنا دورة الحياة
لا أحفل بهم..
فحبيبتي حرة
قبل القوس والميزان
قبل أن يبشر المسيح بهادي القرآن
..
حبيبتي لا تغسل الصحون كالنساء
وليست فضولية بما فيه الكفاية
لتقرأ صحف الصباح
لا تدخن التبغ..
كما إنها لا تشرب النبيذ والشمبانيا
حبيبتي فلاحة بسيطة
تداعب الرياح
تعاشر الوديان
وتنجب التفاح..
..
حبيبتي تعشق العطور
تختال بين الخمائل
ما بها غرور
بمرورها يزهر الرمان
وتتبعها الطيور
يورق الربيع أغصانه
والفل والاقحوان
حبيبتي بصدرها
يغلي البارود ويغضب البركان
وتبقى صبورة
كالصائم العطشان
صبورة
كالعوسج الضمآن.......
...... .......
ترانيم عشق...لمدينة أعشقها
محمود درويش الصغير
أتيه في خصلات جدائلها
ألملم انخطافات العمر
وانعطافاته
وانثرها في دربها وردا
اسمو بها إلى جوار الشمس
أعلقها حديقة
لهذا الجسد البابلي
وأزرعها ياسمينا على الشرفات
ليخضر جسد الربيع الطري
وتزيده خلودا ومجدا
..
أتيه بها
في وسط هذا التيه والزحام
أمارس أمامها كل الطقوس
أعبدها...
وإن سقطت قذيفة
أنتشلها من تحت أنقاض الركام
أسعفها..
وتسعفني
إذا ما ضاع من لفظي الكلام
أسرح لها شعرها الحريري
بمشكاة العبير والندى
وأجدله بخيوط النور العتيقة
ليطلع قمرا آخرا
في وسط هذا الظلام
يكون بريقا أزليا
للحقيقة والهدى
..
وتضيع حلوتي
في غيابت الحرب المقيتة
كما ضاع من غيثارة الريح
لحن المحبة والسلام
خطفها الوقت..
حين ارتدى ثوب اللصوص
ومشى مثل صعلوكا
يقتات من درب القوافل
بمقدار الضمير
تضيع حلوتي بين القبائل
قد سباها الحر
بأوامر من ذلك العبد الحقير
تضيع ياسمينتي..
في غابة الشوك ذابلة
مجهولة الميلاد
ضائعة
مشنوقة الأحلام
..
أعشقها..
وأهديها الحكاية والحياة
وبدم القلب
بالشريان أفديها
ولا أحفل بهم...
إن قطعوا الطريق
إن أشعلوا النيران
وأضرموا الحريق
إن دنسوا النسيم بالغازات
إن سحقوا الزهور بالغارات
إن أوقفوا في أرضنا دورة الحياة
لا أحفل بهم..
فحبيبتي حرة
قبل القوس والميزان
قبل أن يبشر المسيح بهادي القرآن
..
حبيبتي لا تغسل الصحون كالنساء
وليست فضولية بما فيه الكفاية
لتقرأ صحف الصباح
لا تدخن التبغ..
كما إنها لا تشرب النبيذ والشمبانيا
حبيبتي فلاحة بسيطة
تداعب الرياح
تعاشر الوديان
وتنجب التفاح..
..
حبيبتي تعشق العطور
تختال بين الخمائل
ما بها غرور
بمرورها يزهر الرمان
وتتبعها الطيور
يورق الربيع أغصانه
والفل والاقحوان
حبيبتي بصدرها
يغلي البارود ويغضب البركان
وتبقى صبورة
كالصائم العطشان
صبورة
كالعوسج الضمآن.......
...... .......
ترانيم عشق...لمدينة أعشقها
محمود درويش الصغير
تعليق