كتبت ـ أسماء عايــد : : بتاريخ 31 - 8 - 2008
أثناء حصار نابليون لمدينة عكا حطمت المدافع كل الشيش التي يستخدمها الاتراك في هذه القلعة . و لكن بعض الجنود وجدوا الحل الذكي-من وجهة نظرهم - .. لقد جعل الطباق في ورق و لفه بيديه و وضعه في فمه .. فكانت السيجارة لأول مرة في التاريخ .
اما عن بلالا .. فمن منا لا يعرف "حمدي بلالا" ؟!نه واحد من المخدوعين بالمسميات الزئبقية الاخاذة – مثل: من اجل الوطن ..
بلالا مواطن مصري بسيط و صحته زي البومب – كما يقولون – و رغم ذلك تم اقناعه بأن يتم تصويره و هو مستلق – كأنه في عداد الاموات - في غرفة الانعاش.. و من بعد توزيع صوره علي كل علب السجائر في مصر المحروسة .. هكذا يتراجع المدخنون المدمنون عن ادخال السيجارة في افواههم و من ثم اخراج الدخان من فتحات الانف او حتي الاذن – كما تفعل الراقصات المحترفات في الافراح المقامة في الفنادق الكبري بالقاهرة ...
و لا اتصور ان اقلاع الناس عن عادة التدخين يمكن ان يجئ بهذه الطريقة .. ليس فقط لان صورة بلالا قد حولت ملامحه الى ملامح مخيفة فتحول الى انسان منبوذ حتي من قبل اهله و كل علاقاته الاجتماعية .. و بهذا افسدنا حياة فرد .. و المجتمع افراد .. اي اننا شرعنا بالبدءفي انهيار مجتمع بأكمله .. و لا أعلم ان كان هذا الانهيار- المستشري فينا- مخططا له ام انه صدفة و محض اعتباطية ؟!
لكن الذي اعرفه ان الحملة البلالاية قوبلت بزيادة في معدل المبيعات .. الامر الذي ادي الي انتعاش شركات السجائر ! و كأن المدخن يقول للجهات المسؤولة : " من قبل ايضا كنا نعرف ان التدخين قاتل و مدمر و صورة ميت ليست بالجديد " .. كما انه رد فعل طبيعي اذا وضعنا في اعتبارنا نفسية مدخن السجائر و غيرها من المكيفات .
لذلك القضية تحتاج لحلول حاسمة .. و في مقدمتها – في رايي الشخصي – هو ان تصدر قوانين صارمة باغلاق كل مصانع السجائر و المعسل و خلافه .. و ان تفتح ابواب المصحات العلاجية لمساندة المدخنين علي الشفاء .. اضافة الى مرهم العقاقير المساعدة على مراحل العلاج التدريجي .
و بعملية حسابية بسيطة لعدد المدخنين ففي مصر حوالي 13 مليون مدخن منهم 500 ألف تحت عمر 15 سنة و 73 ألف تحت عمر 10 سنوات - و متوسط استهلاكهم اليومي 80 مليار سيجارة سنويا سنتأكد ان اغلاق هذه المصانع سيوفر للشعب مليارات الجنيهات سنويا .. علاوة علي ذلك سنصبح شعبا سليم الجسد – نسبيا – قادرا علي النهضة و خدمة نفسه و خدمة الوطن بشكل حقيقي .
و لا نتناسى الحكم الشرعي الذي اصدرته دار الافتاء – استنادا علي ادلة عديدة من القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة – بتحريم التدخين بكل انواعه .. لذلك لا اري اي مبرر لانتاج المزيد من المحرمات علي ارض دولة اسلامية مثل مصر – او غيرها ..
الا اذا كان هذا المبرر خاضعا لهيمنة الدول الرأسمالية التي يشغلها فقط تحقيق المزيد من الارباح بغض النظر عن المبادئ الادمية للانسان .
ضروري ايضا دور المدارس فى(التوعية)ودور الجمعيات الخيرية فى المكافحة ودور الاعلام الناجح من استحداث افكار واعية للحد من التدخين وأن تكون هناك حملات منظمة لضرب شركات التدخين فى مبيعاتها كما يجب حث مؤسسات حماية لبيئة ومنظمات حماية الاسرة والاطفال على المشاركه ..فلكل هؤلاء دورهم الاجتماعي
و اخيرا .. هيا بنا نضحك ضحكة سوداء فــ بلالا نفسه .. كان و مازال مدخنا من الطراز الأول !
تعليق