نقلاً عن سلسلة :
#إضاءات_ومراجعات_يحيى_جاد
العلامة [محمد الخضر حسين]
مِن أول ما عُنِيَ به الإسلامُ : أنْ أَطْلَقَ العقولَ من وثاق التقليد، وفتح أمامها باب النظر؛ حتى تَعْبُرَ إلى قرارة اليقين عن طريق البرهان والحجة.
وقد جَرَى علماءُ الإسلام، ولاسيما [الأقدمون] منهم، على هذا النهج، فكانوا لا يُتابِعون ذا رأي على رأيه، ولا يتقلدون حُكماً، قبل أن يَعلموا مُسْتَنَده،
وإذا عرفوا المُسْتَنَد : عَرَضُوه على قانون الأدلة السمعية ، ووزنوه بميزان النظر؛ ليعلموا مبلغَ صحته،
فإذا ثبت على النقد، وسَلِمَ من وجوه الطعن : رفعوه على كاهل القبول، وإلا نَبَذُوه [..]، غيرَ مُبالِين بمقامِ مُدَّعِيه وإنْ حاكى القمرَ رِفْعَةً وسناءً !
ومَن درس مسائل الخلاف من عهد الصحابة إلى العصر الذي ساد فيه القولُ بسد باب الاجتهاد :
- رأى الصحابةَ كيف يخالِفُ بعضُهُم بعضاً، ولا ينقادُ صغيرُهُم إلى كبيرهم إلا بزمام الحجة،
- وسارَ على هذا الاستقلال وحرية الفكر : التابعون فمَن بعدَهم،
- ولا يَكْبُرُ على أحدٍ من المجتهدين أن يناظِرَ أستاذه أو مَن كان أوفر منه علماً وأوسع نظراً، فيقارع الحجة بالحجة، حتى إذا لم تمتلئ نَفْسُهُ بالثقة من أدلة أستاذه : اجتهد لنفسه، وأقامَ بجانب مذهبِ أستاذه مذهباً،
- ولَتَجِدَنَّ مِن هؤلاء مَن يبلغه مذهب الصحابي في قضية [..] : فيستأنف النظرَ في دلائلها، ولا يكون في صدره حَرَجٌ أنْ يُخالِفَ الصحابيَّ أو يُرَجِّحَ مذهبَ تابعي على مذهبه [..].
إنَّ في العالَم الإسلامي علماءَ شَبُّوا على حرية الفكر وإطلاق العقل من وثاق التقليد الأصم،
فهم لا يَكرهون لذوي الألباب أن يَبْحَثوا حتى في أصل العقائد (وجود الخالق)،
وهم لا يستطيعون أن يَحُولُوا بين المرء وما يعتقد، [أياً ما كان هذا الاعتقادُ]،
وليس في أيديهم سوى مقابلة الآراء بما تستحقه من تسليم أو تفنيد.
#إضاءات_ومراجعات_يحيى_جاد
العلامة [محمد الخضر حسين]
مِن أول ما عُنِيَ به الإسلامُ : أنْ أَطْلَقَ العقولَ من وثاق التقليد، وفتح أمامها باب النظر؛ حتى تَعْبُرَ إلى قرارة اليقين عن طريق البرهان والحجة.
وقد جَرَى علماءُ الإسلام، ولاسيما [الأقدمون] منهم، على هذا النهج، فكانوا لا يُتابِعون ذا رأي على رأيه، ولا يتقلدون حُكماً، قبل أن يَعلموا مُسْتَنَده،
وإذا عرفوا المُسْتَنَد : عَرَضُوه على قانون الأدلة السمعية ، ووزنوه بميزان النظر؛ ليعلموا مبلغَ صحته،
فإذا ثبت على النقد، وسَلِمَ من وجوه الطعن : رفعوه على كاهل القبول، وإلا نَبَذُوه [..]، غيرَ مُبالِين بمقامِ مُدَّعِيه وإنْ حاكى القمرَ رِفْعَةً وسناءً !
ومَن درس مسائل الخلاف من عهد الصحابة إلى العصر الذي ساد فيه القولُ بسد باب الاجتهاد :
- رأى الصحابةَ كيف يخالِفُ بعضُهُم بعضاً، ولا ينقادُ صغيرُهُم إلى كبيرهم إلا بزمام الحجة،
- وسارَ على هذا الاستقلال وحرية الفكر : التابعون فمَن بعدَهم،
- ولا يَكْبُرُ على أحدٍ من المجتهدين أن يناظِرَ أستاذه أو مَن كان أوفر منه علماً وأوسع نظراً، فيقارع الحجة بالحجة، حتى إذا لم تمتلئ نَفْسُهُ بالثقة من أدلة أستاذه : اجتهد لنفسه، وأقامَ بجانب مذهبِ أستاذه مذهباً،
- ولَتَجِدَنَّ مِن هؤلاء مَن يبلغه مذهب الصحابي في قضية [..] : فيستأنف النظرَ في دلائلها، ولا يكون في صدره حَرَجٌ أنْ يُخالِفَ الصحابيَّ أو يُرَجِّحَ مذهبَ تابعي على مذهبه [..].
إنَّ في العالَم الإسلامي علماءَ شَبُّوا على حرية الفكر وإطلاق العقل من وثاق التقليد الأصم،
فهم لا يَكرهون لذوي الألباب أن يَبْحَثوا حتى في أصل العقائد (وجود الخالق)،
وهم لا يستطيعون أن يَحُولُوا بين المرء وما يعتقد، [أياً ما كان هذا الاعتقادُ]،
وليس في أيديهم سوى مقابلة الآراء بما تستحقه من تسليم أو تفنيد.
تعليق