الخريطة الذهنية للقرآن الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    الخريطة الذهنية للقرآن الكريم

    الخريطة الذهنية لمقاصد القرآن الكريم وتوابعه ولواحقه .. تعطي صورة متكاملة عن الإسلام .
    ( بتصرف بسيط من كتاب جواهر القرآن للإمام الغزالي رحمه الله )

    حصر مقاصد القرآن ونفائسه
    سِرُّ القرآن ، ولُبَابُه الأصفى، ومقصدُهُ الأقصى ، دعوَةُ العباد إلى الجَبَّار الأعلى، ربِّ الآخرةِ والأولى، خالق السماوات العُلَى، والأرَضين السُفلى، وما بينهما وما تحت الثَّرَى، فلذلك انحصرت سُوَرُ القرآن وآياتُه في ستة أنواع:
    - ثلاثة منها : هي السوابق والأصول المُهِمِّة.
    - وثلاثة : هي الرَّوادف والتوابع المُغنِيَة المُتِمَّة.
    أما الثلاثة المُهِمَّة فهي :
    (1) تعريف المدعو إليه.
    (2) وتعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إليه.
    (3) وتعريف الحال عند الوصول إليه.
    وأما الثلاثة المُغْنِيَة المُتِمَّة :
    - فأحدها : تعريف أحوال المُجيبين للدعوة ولطائف صُنع الله فيهم؛ وسِرُّهُ ومقصودُه التشويقُ والترغيبُ، وتعريفُ أحوال النَّاكبين والنَّاكلين عن الإجابة وكيفيةُ قمعِ الله لهم وتنكيلِهِ لهم؛ وسِرُّهُ ومقصوده الاعتبار والترهيب.
    وثانيها : حكاية أحوال الجاحدين، وكَشْفُ فضائحهم وجهلهم بالمجادلة والمُحاجَّة على الحق، وسِرُّه ومقصوده في جنب الباطل الإِفضاحُ والتَّنْفير، وفي جَنب الحق الإيضاحُ والتَّثْبيتُ والتَّقهير.
    وثالثها : تعريف عمارة منازل الطريق، وكيفية أخذ الزاد والأُهبة والاستعداد.
    فهذه ستة أقسام .





    شرح مقاصد القرآن
    القسم الأول
    في تعريف المدعو إليه

    وهو شرح معرفة الله تعالى وتشتمل هذه المعرفة على :
    (1) معرفة ذات الحق تبارك وتعالى .
    (2) ومعرفة الصفات .
    (3) ومعرفة الأفعال .
    و هذه المعارف الثلاثة ليست على رتبة واحدة ، بل أَنْفَسُها :
    (1) معرفة الذات : ومعرفة الذَّات أضيَقُها مجالاً وأعسَرُها منالاً وأعصَاها على الفكر ، وأبعَدُها عن قبول الذِّكر؛ ولذلك لا يشتمل القرآن منها إلا على تلويحاتٍ وإشارات ، ويرجع ذِكْرُها إلى ذكر التَّقديس المطلق كقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } وسورة الإخلاص وإلى التعظيم المطلق كقوله تعالى { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىظ° عَمَّا يَصِفُونَ بَدِيعُ ظ±لسَّمَاوَاتِ وَظ±لأَرْضِ } .
    (2) وأما الصفات : فالمجال فيها أفسح ، ونطاق النُّطق فيها أوسع ، ولذلك كَثُرَت الآيات المشتملة على ذكر العلم والقدرة والحياة ، والكلام والحكمة ، والسمع والبصر وغيرها .
    (3) وأما الأفعال : فبحرٌ مُتَّسِعَةٌ أَكنافُه ، ولا تُنَال بالاستقصاء أطرافُه ، بل ليس في الوجود إلا اللهُ وأفعالهُ ، وكل ما سواه فِعْلهُ ، لكن القرآن يشتمل على الجليِّ منها الواقع في عالم الشهادة ، كَذِكْر السماوات والكواكب ، والأرض والجبال ، والشجر والحيوان ، والبحار والنبات ، وإنزال الماء الفُرات ، وسائر أسباب النبات والحياة ، وهي التي ظهرت للحِسّ . وأشرفُ أفعاله وأعجَبُها وأدلُّها على جلالة صانعها ما لم يظهر للحِسّ ، بل هو من عَالمَ المَلَكُوت ، وهي الملائكةُ والرُّوحانِيَّات ، والروحُ والقلب أعني العارف بالله تعالى من جملة أجزاء الآدَمِيّ ، فإنهما أيضاً من جملة عَالَم الغَيْب والملكوت ، وخارجٌ عن عالم المُلْكِ والشهادة
    واعلم أن أكثر أفعال الله وأشرفها لا يعرفها أكثر الخلق ، بل إدراكُهم مقصور على عالَم الحِسِّ والتَّخْيِيل ، وأنهما النتيجة الأخيرة من نتائج عالَم المَلكوت


    القسم الثاني
    في تعريف طريق السلوك إلى الله تعالى
    وذلك بِالتَّبَتُّل كما قال الله تعالى : { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } أي انقَطِعْ إليه ، والانْقِطاع إليه يكون بالإقبال عليه ، والاعراضِ عن غيره ، وتَرجمَتُهُ قوله { لاَ إِلَـظ°هَ إِلاَّ هُوَ فَظ±تَّخِذْهُ وَكِيلاً } . والإقبالُ عليه إنما يكون بملازمة الذِّكر ، والإِعراضُ عن غيره يكون بمخالفة الهَوَى والتَّنَقِّي عن كدورات الدنيا وتزكيةِ القلب عنها ، والفلاحُ نتيجتها كما قال الله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىظ° وَذَكَرَ ظ±سْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىظ° } .
    فعُمدَةُ الطريق أمران : الملازمة ، والمخالفة ؛ الملازمة لِذِكْرِ الله تعالى ، والمخالفة لما يشغل عن الله، وهذا هو السفرُ إلى الله
    ومعرفة السلوك والوصول أيضاً بحر عميق من بحار القرآن ، وسنجمع لك الآيات المرشدةَ إلى طريق السلوك ، لِتَتَفَكَّرَ فيها جملةً ، فَعَساك ينفتح لك ما ينبغي أن ينفتح .

    القسم الثالث
    في تعريف الحال عند ميعاد الوِصَال
    وهو يشتمل على ذِكر الرَّوْحِ والنعيم الذي يلقاه الواصِلون ، والعبارة الجامعة لأنواع رَوْحِها الجنة ، وأعلاها لذةُ النظر إلى الله تعالى ، ويشتمل [ أيضاً ] على ذكر الخِزْيِ والعذاب الذي يلقاه المَحْجوبونَ عنه بإِهمال السلوك، والعبارة الجامعة لأصناف آلامِها الجَحيم ، وأشدُّها ألماً أَلمُ الحجاب والإبعاد ، أعاذَنا الله منه ، ولذلك قَدَّمه في قَوله تعالى{ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ظ±لْجَحِيمِ } . وَيشتمل أيضاً على ذكر مقدمات أحوال الفريقين وعنها يعبر بالحَشر والنَّشر والحساب والميزان والصِّراط وثُلُثُ آيات القرآن وسُوَرِه يرجع إلى تفصيل ذلك .



    القسم الرابع
    في أحوالِ السَّالكين والنَّاكبين
    أما أحوال السَّالكين : فهي قَصَصُ الأنبياء والأَوْلياء ، كقصة آدمَ ونوح ، وإبراهيمَ وموسى وهَارون ، وزكريا ويحيى ، وعيسى ومريَم ، وداودَ وسُليمان ، ويونُسَ ولوط ، وإدريسَ والخَضِر ، وشُعَيْبَ وإِلياس ، ومحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وجبريلَ وميكائيلَ والملائكةِ ِ ِ وغيرِهم .
    وأما أحوالُ الجاحدين والنَّاكبين: فهي كقَصَصِ نمرودَ وفرعون، وعادٍ وقَومِ لوط، وقَومِ تُبَّع، وأصحابِ الأَيْكَة، وكفارِ مَكَّة، وعَبَدَةِ الأوثان، وإبليسَ والشياطينَ وغَيرِهم؛ وفائدةُ هذا القسم التَّرهيب والتنبيه والاعتبار، ويشتمل أيضاً على أسرارٍ ورُموزٍ وإشارات مُحْوِجَة إلى التفكرُّ الطويل والآيات الواردة فيهما كثيرة لا يُحتاجُ إلى طلبها وجمعها .

    القسم الخامس
    في مُحاجَّةِ الكفار ومجادَلَتِهم وإيضاحِ مَخازيهم بالبُرهان الواضح وكَشْفِ تَخَايِيلِهِم وأباطيلهم
    [ وذلك ] ثلاثة أ نواع :
    أَحَدُهَا : ذِكْرُ الله تعالى بما لا يليق به ، مِن أنَّ الملائكة بناتُه وأنَّ له ولداً وشريكاً ، وأنه ثالث ثلاثة .
    والثاني : ذِكْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساحرٌ وكاهِنٌ وكذَّاب ، وإنكارُ نبوَّته ، وأنه بشرٌ كسائر الخلق فلا يستحق أن يُتَّبع .
    وثالثها : إِنكارُ اليوم الآخِر، وجَحْدُ البَعْثِ والنُّشور ، والجنةِ والنار، وإنكارُ عاقبة الطاعة والمعصية . وفي مُحاجَّةِ الله تعالى إياهم بالحُجَج لطائفُ وحَقائق ، وآياتُه أيضاً كثيرة ظاهرة .


    القسم السادس
    في تعريف عمارة منازل الطريق وكيفية التَّأهُّب لِلزَّاد، والاستعداد بإِعداد السلاح الذي يَدفعُ سُرَّاقَ المنازل وقُطَّاعَها

    وبيانُه : أن الدنيا منزل من منازل السائرين إلى الله تعالى ، والبَدَنُ مَرْكَب ، فمن ذَهَل عن تدبير المنزل والمَرْكَب لم يَتِمَّ سفرهُ ، وما لم ينتظم أمرُ المعاش في الدنيا لا يَتِمُّ أمرُ التَّبَتُّلُ والانقطاع إلى الله تعالى الذي هو السلوك ، ولا يتمُّ ذلك حتى يبقى بدنُه سالماً ونسلُه دائماً ، ويَتِمُّ كلاهما بأسباب الحفظ لوجودهما وأسباب الدفع لِمُفسِداتِهما ومُهلِكاتِهما.
    وأما أسباب الحفظ لوجودهما : فالأكل والشرب وذلك لبقاء البدن ، والمُنَاكَحَةُ . وذلك لبقاء النسل ، فقد خُلِقَ الغذاءُ سبباً للحياة ، وخُلق الإِناث محلاً للحراثة ، إلا أنه ليس يختص المأكول والمنكوح ببعض الآكلين بحكم الفطرة، ولو تُرِكَ الأمر فيه مُهْمَلاً من غير تعريفِ قانونٍ في الاختصاصات لتَهاوَنوا وتقاتلوا، وشَغَلَهُم ذلك عن سلوك الطريق ، بل أفضَى بهم إلى الهلاك . فَشَرَحَ القرآنُ قانونَ الاختصاص بالأموال في آياتِ المُبَايَعات والرِّبوِيَّات، والمُدايَنات، وقَسْمِ المواريث، ومَواجِب النفقات، وقسمةِ الغنائمِ والصدقات، والمُنَاكَحات، والعِتْقِ والكتابةِ والاسْتِرقَاقِ والسَّبي. وعرَّفَ كيفيةَ ذلك التخصيص عند الاتِّهام بالإقرارِيَّات وبالأيمان والشهادات. وأما الاختصاص بالإناث فقد بَيَّنَتْه آياتُ النكاح والطلاق والرجعة والعدة، والخُلعِ والصداقِ والإيلاءِ والظهارِ واللِّعان، وآياتُ مُحَرَّماتِ النَّسَبِ والرَّضاع والمُصَاهَرات.
    وأما أسبابُ الدفع لمُفسِداتهما : فهي العقوبات الزاجرة عنها ، كقتالِ الكفار وأهل البَغْي والحثِّ عليه ، والحدودُ والغراماتُ والتَّعزيرات، والكفاراتُ والدِّيَاتُ والقِصاص.
    (1) أما القصاصُ والدِّيَات فدفعاً للسَّعي في إهلاك الأنفس والأطراف ؛ (2) وأما حَدُّ السرقة وقطع الطريق فدفعاً لما يَستهلِكُ الأموالَ التي هي أسباب المعاش ؛ (3) وأما حَدُّ الزِّنا واللِّواطِ والقَذْفِ فدفعاً لما يُشَوِّش أمرَ النسل والأنساب ، ويُفسد طريق التَّحارُث والتَّناسل ؛ (4) وأما جهاد الكفار وقِتالهم فدفعاً لما يَعرِض من الجاحدين للحق من تشويش أسباب المعيشة والدِّيانة اللتين بهما الوصول إلى الله تعالى ؛ (5) وأما قتال أهل البَغْيِ فدفعاً لما يظهر من الاضطراب ، بسبب انْسِلالِ المارِقين عن ضبط السياسات الدينية ، التي يَتَوَلاَّها حارسُ السَّالكين وكافلُ المُحِقِّين نائباً عن رسولِ ربِّ العالمين، ولا يخفى عليك الآياتُ الواردة في هذا الجنس، وتحتَهُ أسياساتٌ ومصالحُ وحِكَم وفوائد يدركها المتأمل في محاسن الشريعة المبيِّنة لحدود الأحكام الدنيوية ، ويشتمل هذا القسم على ما يسمى الحلالُ والحرامُ وحدودُ الله
    فهذه مَجامع ما تنطوي عليه سُوَر القرآن وآياتُها.
    وإن جمعتَ الأقسامَ [ السِتَّة المذكورة ] مع شُعَبها المقصودة في سلك واحد ألْفَيْتَها عشرةَ أنواع : ذِكرُ الذات ، وذِكرُ الصفات ؛ وذكر الأفعال ؛ وذِكرُ المَعاد ؛ وذِكرُ الصِّراط المستقيم ، أعني جانِبيَ التَّزكيَة والتَّحليَة ؛ وذِكرُ أحوال الأَوْلياء ؛ وذِكرُ أحوال الأعداء ، وذِكرُ مُحاجَّةِ الكفار ؛ وذِكرُ حدود الأحكام .

    الملفات المرفقة
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • فكري النقاد
    أديب وكاتب
    • 03-04-2013
    • 1875

    #2
    السلام عليك
    استاذي الفاضل محمد شعبان الموجي المحترم

    وفقت في العنوان فكأن القارئ ختم القرآن كله وخرج بنظرة عامة شاملة ...
    وانا ارى ان من لم تكن عنده هذه النظرة الشمولية فلن يستطيع فهم المقصود من القران والدين والشريعة ...
    لذا تجده يتخبط في الجزئيات والوسائل وينسى الاصول والمقاصد ، وهذا قد يؤدي الى انحراف فكري سلوكي ﻻ تحمد عقباه ...

    واﻻمثلةكثيرة وواضحة .

    اتمنى ان يقرأ الجميع هنا هذا الموضوع ( ﻻ اقول هذا مجاملة) ليصح الفكر ويستقيم الفهم ويفهم المقصد من التنزيل ...
    وأنا ايضا لم اقرأه اﻻ اﻻن ...

    سددك الله ووفقك
    ودمت بخير وعافية
    " لا يبوح الورد باحتياجه للماء ...
    إما أن يسقى ،
    أو يموت بهدوء "

    تعليق

    يعمل...
    X