“حين احترقنا ولم نمت”

“حين احترقنا ولم نمت” من نافذتي أرى في كل صباح مبنى تصدّع من صاروخٍ أعمى، سقط على ساكنيه ذات كذبةٍ قالوا إنها إنذار خاطئ، لكن الرماد لا يكذب، ذاك الركام يروي حكاية من التهمتهم النيران ظلمًا لا سهوًا، يلوّح لي كل يوم بوجوه لم تأخذ وداعها. الشارع المجاور ليس طريقًا، بل شهادة مكتوبة بدماء الصغار، رصيفه احتضن جثثًا بحجم الحكايات التي لم تكتمل، كنت أركض فيه سنواتٍ طويلة، لا حبًا في الحياة، بل خوفًا من نهايتها، كل خطوة كانت رجاءً أن لا يسبقني الرصاص. الحيّ الذي قضيت به جزء من…

Read More

قبل أن تبكي السنابل

كانت الحقول تضحك بأصابع الضوء وكانت الريح تمشط شعر الندى وترتّق فساتين الورد للعيد القادم من أكمام الغيم كنا نخبّئ ضحكاتنا في جفون الرمان ونرسل أحلامنا كطائرات ورقية تلامس وجنة الشمس في الغروب. قبل أن تبكي السنابل كان لليلِ دفءُ أمهاتٍ يطرزن من صمته وشاحاً للأحبة وكانت المواويل تخرج من أفواه التنور تحمل طَعمَ الخبز والنار حتى الطريق… كانت تحنو على أقدامنا وتبلل خطواتنا بروائح الزعتر والبنفسج الجبلي قبل أن يتيه الغيم وتختنق الفصول بغبار المنافي كانت النوافذ تنام مفتوحة كقلوب القرويين وكانت النجوم ترضع من صدر الجبال حليب الأساطير…

Read More

ملاحظات في دفتر الغياب

ملاحظات في دفتر الغياب أنا غائبٌ عن نفسي كما يغيب ظلّ الغيمُ في مرآة المطر… أعدُّ أنفاسي كأنها خطوات شخصٍ لم يأتِ بعدُ إلى الحياة… تركتُ ضوءي في جيب شمس الغروب نسيت أن أُوصي الليل أن لا يُشبهني كثيرًا… كلّما كتبتُ عنّي محوتُني لأبقي أثرًا يعرفني أكثر منّي… أنا الآن فكرة تُجرّب أن تمشي حافية فوق جمر السؤال… في وحدتي تعزف الريحُ لحنًا أعرف أني ألفتُه حين كنت ظلًّا لطفل لم يُولد… الوقتُ لا يمضي أنا الذي أُفرغ الساعة من عقاربها كي لا تعضّني… أرسم وجهي في زجاجٍ مكسور لأرى…

Read More

رسائل سليمى فن الترسل عبر الزمن ملاحقة بالريشة و القلم فن بين الفرشاة و القلم

رسائل سليمى فن الترسل عبر الزمن ملاحقة بالريشة و القلم فن بين الفرشاة و القلم بقلم الكاتبة التونسية ألفة كشك بوحديدة فن بين الفرشاة و القلم بحر سليمى ~~~~&~~~~ أسرار بحر عبر كلمات سليمى بوح ~~~~&~~~~ بحر جميل أمواجه تحمل الحب رسائل سليمى ~~~~&~~~~ بحر هادىء على زرقته تطفو رسائل الجمال ~~~~&~~~~ رسائل سليمى لم تكتف بواحدة أحاسيس في قلب البحر ~~~~&~~~~ أب غالية جدا في كيان سليمى كلمة ~~~~&~~~~ بحر من الأعماق إلى السطح رسائل سليمى ~~~~&~~~~ بحار في أشباكه رسائل سليمى ~~~~&~~~~ سينما اختيارها للبحر رغم الرعب سليمى…

Read More

عالق بين بعدين

بين صراعي الداخلي وبين طموحي، أجد أني معلق بينهما. في داخلي نار رغم هدوء مظهري، لكن يجتاحني شعور الغرابة. لا أستطيع الثبات على رأيي أو على فكرة، لدي فرط تفكير مؤلم لدرجة الصداع. ربما لست من هذا العالم، فلم أستطع التكيف بعد داخل هذا المحيط. درت بنفسي حول كل شيء، فلم يشدني حتى ما أحب. ربما فقدت الاهتمام، أو ربما فقدت الشعور. قابلت مختلف الأشخاص، فكان رأيي واحد: أنهم ليسوا لي ولست لهم. ربما ليس لي أحد، أو ربما لم أخلق لأتناسب مع أحد. ربما أنا النجمة الوحيدة في السماء…

Read More

تلاشي الحدود .. الشخصية الأدبية بين الحقيقة والخيال

تُشكّل العلاقة بين الشخصيات الأدبية والواقع نقطة انطلاق لفهم أعمق لطبيعة الأدب ودوره في التعبير عن الوجود الإنساني . في هذا السياق ، تتداخل الحدود بين الحقيقة والخيال ، حيث لا تقتصر الشخصيات على كونها مجرد انعكاسات لأشخاص حقيقيين ، بل تتحول إلى كيانات ذات حياة مستقلة داخل النص ، تحمل أبعاداً نفسية وفلسفية تتجاوز الواقع المادي. هذا التداخل يطرح تساؤلات جوهرية حول الهوية الأدبية : هل الشخصية الروائية كيان قائم بذاته ، أم هي امتداد لذات الكاتب ؟ وكيف يمكن للكاتب أن يخلق شخصية تبدو حقيقية إلى درجة تجعل…

Read More

الأمنيات بين السراب والخوف

لا أعلم، على وجه الحقيقة، كيف يمكنني أن أواجه هذا العالم. لقد يئست من المحاولة، فما الجدوى في النهاية؟ أريد النجاة لي ولأحبائي، لكن لا شيء يحدث. فقط الكثير من الخوف والقلق والخطر، والقليل من الأمل الذي يقل يومًا بعد يوم، كأنما شجرة تحترق ببطء. لقد غدر بنا العالم يا أمي، أو ربما نحن من خنّاه. على كل حال، لم يعد هناك مكان للبكاء أو الصياح. فقط سأمضي كما الذئاب، وحيدًا، أتذكر الأيام والليالي التي امتلأت بالأحلام والخيالات. في وقتها، كانت تبدو واعدة ومفعمة بالحياة، لكن الآن أصبحت عبئًا ثقيلًا…

Read More

قراءة نقدية لديوان صمت كصلوات مفقودة لــ : سليمى السرايري بقلم الناقد التونسي مراد ساسي

“قــــد يكتبُنــــا المــــاء“  سليمى السرايري في مجموعتها الشعرية: “صمت كصلوات مفقودة “   يذهب أدونيس ” قائلا: ” ليس الشعر استعادة بل شهوة وكما أن الطفل يلعب لكي يبطل أن يكون طفلا ، كذلك الشاعر يكتب ليكون ما يشتهي وليمتلك حياته “ * تنطلق قصيدة النثر من وعي مبدئي بطبيعة التغير كحقيقة دينامية تشكل تصوراتنا عن الوجود والحياة وكذلك الصراع الذي يضفر ثالوث الوجود (الله / العالم / الإنسان) وينعكس ذلك على إيمان الشاعر وطريقة القراءة والتأويل لوجوده وذاته فيسعى جادا لتفتيت الموروث والمجهّز والجامد المعلّب عن طريقة آليات وطقوس…

Read More