الشاعرة التونسية كوثر بلعابي في قصيدة بعنوان * في هَيكلِ الحُزنِ *

Spread the love
** في هَيكلِ الحُزنِ **
حزينٌ مَسائِي.. لأنّك لست فيه
و لكن تشفعُ لي عِندَ حُزنِي..
مَعانِي الحَياةِ الكَريمَه..
فَخُزنِي أبِيٌّ..
يُصَافِي عِنَادِي
و قَلبِي وَفِيٌّ..
و لكن يَظلّ قويَّ الشّكِيمَه
فَلا تَعتَقِدْ أنّك هَازمِي
تلك مُجرّدُ جَولةٍ
تَدورُ علَيك الدّوائِرُ بَعدَها
تُجَرِّعُكَ مِن مَرارِ الهَزيمَه..
حَزينٌ ما بقِيَ مِن زَمانِي..
لأنّك ما عُدتَ فِيه
وللحُزنِ عِندي طَقسٌ فَرِيدٌ
تَسابِيحُهُ مِن قِطافِ حُروفِي
وسرِّ تَعافِي النُّفوسِ السّقِيمَه..
أنا الحرنُ عِندي صَلاةٌ
تُذيبُ الصّبابَةَ في لَهيبِ الخُشُوعِ..
تُذيبُ الأَلمَ
و ترتُقُ جُرحَ الغِيابِ بِخَيطِ الدّمُوعِ
و حِبْرِ النّدَم..
و تَغسِلُ ما عَلِقَ مِن بَقايَا النّزيفِ
بِمِلحِ العُيونِ الهَمِيمَه..
حَزينّ شُعورِي بَعد فِرَاقِك
و لكن لَيس مِنك..
حَزينٌ عَلَيك
لأنّك لَم تُعرِّجْ مَعِي
نَحوَ سَماءِ المَودّةِ الصَّافِيَةِ
و لم تَمتَطِ الصِّدقَ بُراقًا إلَيها
بِنيّةٍ صَافيَةٍ..
و لم تَعتَلِ صَرحَ الغَرامِ
بِصِدقٍ كما ينبغي
و لا قلبُك ذاقَ..
خَمرَ الهُجودِ كما يَنبغِي
فَقد كانَ يُخفِي نَوايَا لَئِيمَه..
أنا بِنتُ هذا الزّمانِ العَليلِ
سَليلَةُ أطلسَ ثَابتٍ في البُروجِ
و إن لاطَمَتهُ رِياحُ العَويلِ
تَظلُّ غُرّتُه في الأعَالِي
وقامتُه صَلبةً مُستَقِيمَه..
فماذا يُساوِي حُزنِي عَلَيك ؟؟
ومَاذا يُضَاهِي شَوقِي إلَيك ؟؟
ولِلقَهر نَصلٌ سَنِينٌ
مَازال يُدمِي خِصْرَ البِلادِ..
يَجتثّ منها القُلوبَ..
ليُنبِتَ فيهَا النّفوسَ العقيمَه..
فلا تُبدِ عطفًا.. و لا تبتَئِس..
لا وقت لَديّ لِأحزَنَ
مِن جُرحِ نَصلٍ بسيطٍ يَهُونُ
فَجُرحِي الحقيقيُّ أكبَرُ مِنكَ..
وحُزنِي الحقيقيُّ أعْمقُ مِنكَ..
ويَشغَلُ قَلبِي عِشقٌ كَبِيرٌ
أكبَرُ.. أكبَرُ مِنك
عِشقٌ بِحَجمِ بِلادٍ عَظيمَه..
الشاعرة والناقدة كوثر بلعابي

Related posts

Leave a Comment