أتعلمُ أم أنك لا تعلمُ: صنوف المعرفة الأربعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    أتعلمُ أم أنك لا تعلمُ: صنوف المعرفة الأربعة

    أهلاً لعوطار،
    خاطرة حول المعرفة

    الناس من وجهة نظر الابستمولوجيا ينقسمون إلى أربعة أصناف:
    صنف يعرف و يعترف أنه يعرف.
    و آخر يعرف و لا يعترف أنه يعرف.
    وثالث لا يعرف و يعترف انه لا يعرف.
    أما الأخير فلا يعرف و لا يعترف أنه لا يعرف.

    فإذا ما عرضنا التصنيفات الابستمولوجية على مقياس المعرفة، فإن النماذج الأربعة سوف يقابلها عند الصنف الأول: عالمون؛ و عند الثاني: غافلون؛ بينما يقابلها عند الصنف الثالث: متعلمون؛ ليحتفظ أصحاب النموذج الرابع بصفة: جاهلون.

    أما من وجهة نظر الأخلاق، فلربما رتبنا التصنيفات الأربعة داخل جدول التحلي بصفات أخلاقية/سلوكية متشعبة كان لزاماً استحضار النية للفصل فيها (و بما أنني لا أطلع على ما في السرائر، و أن لا شأن لي بمعرفة خبايا الضمائر، فلنطرح جانباً مسألة النوايا و لنأخذ من الأمور ظاهرها مع استحضار حسن النية). حينئذ، يمكن القول - دون الجزم - بأن الصنف الأول، أهله ثقاة وجب لهم الاتِّباع و حقّ عليهم التعليم؛ و الثاني اصحابه عميان حقّ لهم التنبيه ووجب عليهم الانتباه؛ و الثالث أهله نزيهون وجب لهم التنويه و حق عليهم التعلم؛ في حين يبقى اهل الصنف الرابع من مروجي الفتن، احذر أن يتسللوا إلى الصنف الأول فيفسد العلم، و إلى الصنف الثاني فيولد الكبر (اثنان لا يتعلمان)، و إلى الفئة الثالثة فيعمّ الجهل.

    اللهم علمنا ماجهلنا، وانفعنا بما علمنا، واجعلنا ننفع من لا يعلم و نقتدي بمن يعلم ...ويعمل.

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 27-03-2018, 18:20.
  • نورالدين لعوطار
    أديب وكاتب
    • 06-04-2016
    • 712

    #2
    كنت تعرف أنّني سآتي إلى هذه الواحة، فما خاب ظنك.
    جميلة هذه التصنيفات، إن كان من الضرورة الانتماء فأفضّل التصنيف الثالث. و من الجميل أن تبقى متعلما على الدّوام.

    تحية سيمحمد

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #3
      الصنف الأول أحبّ إليّ لأنه النبراص الذي نهتدي به. و الصنف الأول يتضمن الصنفين الثاني و الثالث لا محالة : لم يخلق أحد متعلما ولا عالماً بل جاهلا فسلك طريق العلم؛ و من ذاق حلاوة العلم لم يكفه الزيادة كالظمئان يشرب من ماء البحر: مازاده الوِرْد إلا عطشاً فكان بذلك عالماً و متعلماً في آن.

      مساء العرفان، صديقي

      تعليق

      • نورالدين لعوطار
        أديب وكاتب
        • 06-04-2016
        • 712

        #4
        الصنف الأول أصبح معنويا أكثر، فتمثله المؤسسات حاليا، هناك علماء في تخصص معين لكن العلم بمعناه الجامع لم يعد متاحا تحصيله بنفس الطريقة التي كان بها العلم في السّابق، منذ ظهور نظرية العقد الاجتماعي عند روسو وسلطة الإرادة العامة، ذهبت سلطة الفرد كفرد حتى العلمية منها، وظهور نظرية ما ليس أمرا متعلقا بنباهة تفوق المعتاد بل في الغالب تكون استجابة لواقع فرض نفسه و يبحث عن الحلول. لذلك تسمع مثلا بهذا أزهري، أو المجلس العلمي لتارودانت أو جامعة كامبريدج، النازا ......
        لا ألغي دور الفرد لكن الفرد تجده أحيانا محاصر من قبل المؤسسة يبني رأيها أو وفي أحسن الظروف يملك العلم في تخصّص معين ورؤته تبنيها مؤسسات أخرى، ليس هو من يبنيها، يأخذها جاهزة دون تمحيص، ومعرفة دقيقة.
        لذلك تجدني أستغرب أحيانا حين أجد شخصا يطلق حكما ما هكذا وهو لا يملك التصور الطبيعي عن الشيء الذي أطلق عليه حكمه، فحكمه ليس إلا ترديدا لما سمع أو قال به شخص ما، يعني أنه حقيقة لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف، رغم أنه يظن أنه عارف وعارف أنه يعرف. فالحكم الأول في عمقه قريب من الأخير. " أبيض ـــــ أسود". إذا كانت نظرية كنظرية انشطاين مبنية كلها على فرضية أن سرعة الضوء ثابتة، رغم أن القياس يعززها، فماذا تتوقع حين يأتي من يبرهن أنها ليست ثابتة، فالعلم بالشيء هنا تصور، قابل للتعديل، نعم هو علم بالشيء على كلّ حال، وليس للأمر علاقة بالشك المطلق، وما يستفاد منه كثير بل يصعب حتى حصره، لكن رغم ذلك فهو علم قابل للتعديل، فهو علم خاضع للتعلّم في الأخير، لذلك من الصعب أن يقول الإنسان أنا أعرف ولك اسوة في النبي موسى وهو من أولي العزم من الرّسل، حين قال أنا أعلم بني اسرائيل.

        تحية

        تعليق

        • سليمى السرايري
          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
          • 08-01-2010
          • 13572

          #5
          الحقيقة مواضيعك لها دائما تلك النوافذ التي تحملنا إلى أروقة متعددة وهنا 4 أروقة

          1- يعرف و يعتـــــرف أنــه يعرف
          .
          2- يعرف و لا يعتـرف أنــه يعرف.
          3- لا يعرف و يعترف انـــه لا يعرف.
          4- لا يعرف و لا يعترف أنه لا يعرف
          .

          الصنف الأوّل
          أراه يتحلّى بالأخلاق وحسن النيّة لأنّه يعترف انه يعرف ولا يخشى أن يتعلّم منه الناس بمعنى يحبّ أن يستفيد منه الآخر فهو لا يخشى من أن يأخذ منه ويتعلّم منه وربما يصبح مثله او يتفوّق عليه

          إذن هذا الصنف الأوّل صاحبه شاسع ونافع..

          الصنف الثاني
          يعرف و لا يعتـرف أنــه يعرف.
          هذا لا يريد أن يعرف الناس صنعته على قول :"صاحب صنعتك عدوّك"
          هو يعرف ما لا يعرفه الآخرون لكنّه يدّعي أنّه لا يعرف .


          الصنف الثالث
          لا يعرف و يعترف انـــه لا يعرف
          هذا صريح ولا يخشى آراء الناس في شخصه باعترافه انه يجهل الشيء
          أصفه بالصريح وغير مهتم


          الصنف الرابع
          لا يعرف و لا يعترف أنه لا يعرف
          شخص لا يؤمن له ويجب تجنّبه لأنه لئيم وجبان لا يريد قول انه ةلا يعرف بل ربما يدّعي انه يعرف كلّ شيء في حين هو جاهل.

          ~~~~
          أنا من رأيك أخيّر الصنف الأوّل فالذي أعرفه أحاول ان يعرفه الآخر – ويستفيد من معرفتي الناس من حولي واعلّم ما تعلّمته لمن يريد التعلّم
          واضحة وصريحة واقول فقط الحقيقة
          والحقيقة أنّي أعرف وأعترف بما أعرف ففي ذلك مصلحة للجميع
          -
          تقبّل مروري المتواضع ولي عودة لأطّلع على مداخلة أستاذي نورالدين
          فكرة ذكيّة جدّا في تحليل أقوال الخليل بن احمد الفراهيدي

          تصبح على خير صديقي محمد شهيد
          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

          تعليق

          • محمد شهيد
            أديب وكاتب
            • 24-01-2015
            • 4295

            #6
            أهلا بالفنانة سليمى، سوف أعود في المساء بعد أن أقرأ بعناية مداخلتك التي ذكرت في آخرها اسم الفراهيدي، صاحب العروض. في انتظار العودة، حبذا لو تزيدينا معلومات عن سبب ذكره لأنني لم أكن أعلم أن لديه أقوالاً في هذا السياق.

            مع الشكر والتحية لك و لصديقنا نور الدين.

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              صديقي م.ش

              سوف أنتظر أن تتطلع على مداخلتي المتواضعة
              ههه أخجل في حضرة المعرفة
              .................................................. ... تحياتي وتقديري لشخصك النبيل
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • نورالدين لعوطار
                أديب وكاتب
                • 06-04-2016
                • 712

                #8
                أهلا بك صديقي شهيد

                طبعا ما كتبته قريب من قولة الفارهدي، رغم بعض الفرق، بين يعترف ويدري، وبين جاهل فعلموه في الثالث وبين أحمق وجاهل في الرابع.
                المشكل ليس هنا كيف ظهرت القولة التي يمكن أن تكون قرأتها ذات مرّة، أوسمعتها فتشبث بها الوعي، لذلك أصرّت على الظهور بقالبها الأصلي. أيضا ربما قرأتٌها أيضا أو سمعتها دون تسجيل اسم الفراهدي في الذّاكرة، لكن ذهني صنّفها على أنها قولة كلاسيكية، ويمكن استكشاف ذلك من خلال ردّي.
                وبما أنك تعمل في هذا المجال بالضبط فهذا درس غاية في الأهمية. ولأزيدك غريبة أخرى، عندما قرأتها كنت أفكر في أبي عبيدة و قصّته مع كيسان، وهو لغوي عاصر الأصمعي، وهو قريب من زمن الخليل، فلاحظ الذهن كيف يرتب الأفكار، وكيف يعمل بشكل غريب.

                تعليق

                • نورالدين لعوطار
                  أديب وكاتب
                  • 06-04-2016
                  • 712

                  #9
                  نسيت أن أشكر الأستاذة سليمى السرايري على معلومتها القيمة وعلى الطريقة الجميلة التي أدرجتها بها، فقط أضيف أستاذتي العزيزة وما دمنا في رحاب الخليل والأصمعي وابي عبيدة وهم مؤسسو علوم اللغة العربية سأضيف أن الجاحظ كان ينسى اسمه لأيام حتى يذكره به شخص ما، ذلك لانصهاره مع الكتب.

                  تعليق

                  • سليمى السرايري
                    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                    • 08-01-2010
                    • 13572

                    #10
                    أعجبني جدا الحوار
                    لكن مع الأسف الشديد مشغولة جدا بتجهيز مقدمات للشعراء لأقدمهم بها في أيام قرطاج الشعريّة

                    ....................... لي عودة
                    فعذرا صديقي محمد وأستاذي العزيز نورالدين.
                    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                      أهلا بك صديقي شهيد

                      طبعا ما كتبته قريب من قولة الفارهدي، رغم بعض الفرق، بين يعترف ويدري، وبين جاهل فعلموه في الثالث وبين أحمق وجاهل في الرابع.
                      المشكل ليس هنا كيف ظهرت القولة التي يمكن أن تكون قرأتها ذات مرّة، أوسمعتها فتشبث بها الوعي، لذلك أصرّت على الظهور بقالبها الأصلي. أيضا ربما قرأتٌها أيضا أو سمعتها دون تسجيل اسم الفراهدي في الذّاكرة، لكن ذهني صنّفها على أنها قولة كلاسيكية، ويمكن استكشاف ذلك من خلال ردّي.
                      وبما أنك تعمل في هذا المجال بالضبط فهذا درس غاية في الأهمية. ولأزيدك غريبة أخرى، عندما قرأتها كنت أفكر في أبي عبيدة و قصّته مع كيسان، وهو لغوي عاصر الأصمعي، وهو قريب من زمن الخليل، فلاحظ الذهن كيف يرتب الأفكار، وكيف يعمل بشكل غريب.
                      هههه وإليك ما سيزيد الغرابة غرابةً:
                      عندما نشرتُ الموضوع، اطلعت على التصنيفات الأربعة صديقة لي تدرس في HEC بمونريال. تخيل بماذا أخبرتني فور نشر الموضوع؟ الدرس يومها كان حول التصنيفات الأربعة تماما كما درستُها أنا في الجامعة و نقلتها باختصار شديد هنا - بالضبط علاقة المعرفة بالوعي connaissance/conscience. و لهذه العلاقة الثنائية بالتحديد (أصلها عند أفلاطون و سقراط من قبله) أردت تخصيص نقاشنا هنا.

                      انظر ماذا تفعل بالمعرفة تلك التي سميتها "الرقوق"و التي يحلو للجميل الهويمل تسميتها "الطروس"...

                      فعلاً، هي ظاهرة ذهنية في منتهى التشويق!

                      شكراً مجددا للصديقين نور الدين و سليمى. فتحتما لي الشهية للغوص أكثر في أعماق التحليل الذهني للمعرفة : أصولها و تضاريسها و تشعباتها و بالخصوص، دروبها المظلمة.

                      لنخض التجربة من هذا المنطلق!
                      ما رأيك؟
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 28-03-2018, 20:53.

                      تعليق

                      • نورالدين لعوطار
                        أديب وكاتب
                        • 06-04-2016
                        • 712

                        #12
                        أهلا وسهلا.

                        الجاحظ يرى أن المعاني "المعرفة" موجودة على الطرقات، فقط يجب البحث عنها أو ترتيبها وتنظيمها، أي وعيها، سقراط ضدّ السفسطائية، فالسفسطائية ترى أن المعرفة غير ممكنة، أو مستحيلة، والمعيار الوحيد هو الإنسان، أي لكلّ معرفته الخاصّة ووعيه الخاص، وفق إمكانياته وتفاعله، لذلك سقراط يؤمن بالمعرفة كفضيلة، أي القيمة القصوى التي يمكن أن يصل إليها الإنسان، "نشيد"، وهذه المعرفة يمكن توليدها بواسطة الجدل، أي لاتعطى المعرفة عطاء، بل يتم الوصول إليها عن طريق الرأي، أي بمناقشة ما تم وعيه، ووضعه على المحكّ وتناوله من زوايا مختلفة. وتلميذه أفلاطون جعل الأمر أكثر ميثالية، حيث المعرفة لا يتم توليدها بل المعرفة مفارقة، فيتم الاتصال بعالم الحقيقة، كإشراق وحدس وهو متأثر بالرياضيات، التي هي حدسية ناجمة عن التأمل"نظرية الجشتالت" أوالظاهرية الألمانية، أي أن المعرفة تأتي باستبصار البنية، عودة إلى المنهج السقراطي، ينطلق سقراط من مبدأ وجود المعرفة، الحكمة، ثم يجعل محاوره ينطق بمعرفته وهذا ما يسميه "اعرف نفسك بنفسك"، نوع من التداعي الحر، ثم يجعل المحاور يسقط في التناقض المعرفي، عن طريق السؤال وفتح أفق الموضوع، " البرهان بالترجح" ليسقط في الأخير في معرفة أنه يجهل أي يعترف بجهله للحقيقة، التي هي موجودة كافتراض، إذ ذاك يسقط معيار الإنسان السفسطائي، "كل ما أعرف هو أنني لا أعرف شيئا" إذن فسقراط لا يؤمن بالحكيم المالك للمعرفة ولا يؤمن بالمعرفة التلقينية وكان الفسطائيون يؤمنون بالحكيم، ويعلّمون بالتلقين، لذلك كان يقول أنا محبّ للحكمة "فيلسوف".
                        أفلاطون خطا خطوة أكبر فإذا كانت المعرفة موجودة فالإنسان سيصل إليها عن طريق التأمل الصرف، لذلك صنع عالم المثل الذي لا يرتقي إليه إلا المتأمل، لكن أكادميته تشترط على الطالب الذي يلتحق بها أن يتقن الرياضيات، فعالم المثل هو عالم الرياضيات. أي هناك توجد القيم العددية للأشياء و هذا في الأخير نوع من التأثر بالبيتاغورسية.

                        هذه توطئة يمكنك الآن أن تفصل علاقة التصنيف بالفيلسوفين

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #13
                          تحية سلام للأفاضل:

                          صباح المعرفة و الإبحار في كتب العظماء. ذكر صديقنا لعوطار الجاحظ فأردت أن أشاطركم بعضا مما جاء في مقدمة كتابه البليغ، البيان والتبيين، مما له علاقة مباشرة مع ما نحن بصدده في حوارنا الهاديء هنا (نقف للتأمل ثم نواصل).

                          كتب الجاحظ:


                          وقال تبارك وتعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ) لان مدار الامر على البيان والتبيين وعلى الافهام والتفهيم وكلما كان اللسان أبين كان أحمد كما انه كلما كان القلب أشد استبانة كان أحمد والمفهم لك والمتفهم عنك شريكان في الفضل إلا أن المفهم افضل من المتفهم وكذلك المعلم والمتعلم
                          هكذا ظاهر هذه القضية وجمهور هذه الحكومة إلا في الخاص الذي لا يذكر والقليل الذي لا يشهر
                          وضرب الله مثلا لعي اللسان ورداءة البيان حين شبه أهله بالنساء والولدان
                          وقال تعالى ( أو من ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) ولذلك قال النمر بن تولب
                          ( وكل خليل عليه الرعاث ... والحبلات ضعيف ملق )
                          وليس حفظك الله مضرة سلاطة اللسان عند المنازعة وسقطات الخطل يوم اطالة الخطبة بأعظم مما يحدث عن العي من اختلال الحجة وعن الحصر من فوت درك الحاجة والناس لا يعيرون الخرس ولا يلومون من استولى على بيانه العجز وهم يذمون الحصر ويؤنيون العي فان تكلفا مع ذلك مقامات الخطباء وتعاطيا مناظرة البلغاء تضاعف عليهما الذم وترادف عليهما التأنيب ومماتنة العي الحصر للبليغ المصقع في سبيل مماتنة المنقطع المفحم للشاعر المفلق وأحدهما ألوم من صاحبة والالسنة اليه أسرع وليس اللجلاج والتمتام الالثغ والفأفاء وذو الحبسة والحكلة والرتة وذو اللفف والعجلة في سبيل الحصر في خطبته والعي في مناضلة خصومه كما ان سبيل المفحم عند الشعراء والبكىء عند الخطباء خلاف سبيل المسهب الثرثار والخطل المكثار
                          ثم اعلم ابقاك الله ان صاحب التشديق والتقعير والتقعيب من الخطباء والبلغاء مع سماحة التكلف وشنعة التزيد أعذر من عي يتكلف الخطابة ومن حصر يتعرض لاهل الاعتياد والدربة ومدار اللائمة ومستقر المذمة حيث رأيت بلاغة يخالطها التكلف وبيانا يمازحه التزيد الا ان تعاطي الحصر المنقوص مقام الدرب التام اقبح من تعاطي البليغ الخطيب ومن تشادق الاعرابي القح وانتحال المعروف ببعض الغزارة في المعاني والالفاظ وفي التحبير والارتجال انه البحر الذي لا ينزح والغمر الذي لا يسبر أيسر من انتحال الحصر المنخوب أنه في مسلاخ التام الموفر والجامع المحكك وان كان رسول الله قد قال ( أياي والتشادق ) وقال ( أبغضكم الي الثرثارون المتفيهقون ) وقال ( من بدا جفا ) وعاب الفدادين والمتزيدين في جهارة الصوت وانتحال سعة الاشداق ورحب الغلاصم وهدل الشفاه وأعلمنا ان ذلك في أهل الوبر أكثر وفي اهل المدر أقل فاذا عاب المدري بأكثر مما عاب به الوبري فما ظنك بالمولد القروي والمتكلف البلدي فالحصر المتكلف والعي المتزيد ألوم.


                          تعليق

                          • محمد شهيد
                            أديب وكاتب
                            • 24-01-2015
                            • 4295

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                            أعجبني جدا الحوار
                            لكن مع الأسف الشديد مشغولة جدا بتجهيز مقدمات للشعراء لأقدمهم بها في أيام قرطاج الشعريّة

                            ....................... لي عودة
                            فعذرا صديقي محمد وأستاذي العزيز نورالدين.
                            انشغلي بالشعر والشعراء، و لا يهمك. عودي إلينا متى اشتقت لحديثنا الهاديء.
                            تحية إلى أهل تونس.

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #15
                              أهلا بأصدقاء المعرفة،

                              من أجل المنهجية، وضعت بعض الإضافات حول مسألة الذكاء من منظور كانط و بيرجسون في متصفح نور الدين (قضايا فكرية)

                              أهلا بكم هل تحب التفلسف؟ مؤكد ستجد بعضا مما كنت عنه تبحث في هذه الصفحة؟ كثيرة هي الأسماء التي تسمعها وتختزل في عبارة، هنا ستجد أن تلك العبارات تدل على حقل ونسق ورؤية، تلك العبارة نجم عملاق له مجال جاذبية كالذي تحدثه الشمس فترغم كواكب المجموعة الشمسية على الالتفاف حولها. يومك حافل بالأفعال بالكلمات بالأحاسيس بالمشاعر بالتفاعل،


                              و نواصل حديثنا هنا عن أنواع المعرفة و طرق تحصيلها رفقة الفلاسفة الإغريق، أفلاطون، سقراط و بطبيعة الحال، أريسطو.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X