بيجماليون: وتستمر الأسطورة في زمن العنكبوت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    بيجماليون: وتستمر الأسطورة في زمن العنكبوت

    وتستمر الأسطورة...
    في زمن الافتراضي، انتقل التمسك بالسراب من ورشة بيجماليون القديمة إلى أن تسلل عبر الأسلاك الكهربائية إلى عالم البلغوسفير العابر للسحاب. فاندثرت العلاقة الانسانية الحقيقية في مهب الشابكة حين نَسجت البشرية من خيوطها بيوتاً خاوية شيدت أعمدتها على جرف هارٍ بات أشد وهناً من خيوط العنكبوت.

    م.ش.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 03-04-2018, 09:46.
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    كأن الإنسان أصبح يميل إلى أن يشيد عالمه الخيالي،
    وبالنهاية بيديه سوف يدمره، لأنه لن يطابق رغباته.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3

      الجميل توظيفك للأسطورة بأسلوب ذكيّ


      هناك علاقات وصداقات افتراضية نجحت في تذليل المسافات وخلق ترابط انسانيّ جميل وناجح لنتأكّد فقط إن كان الطرف الآخر صادقا أم لا..
      طبعا الخيوط تمتدّ والشبكة العنكبوتيّة وسّعتْ معرفتنا بالناس – تماما كما أرض الواقع
      هناك "الصالح وهناك الطالح" الجيّد والرديء

      وبين الجنسين تنمو وتزهر تلك الصداقة وتتحوّل إلى كائن جميل اسمه : الحب
      لكن بيجماليون صانع الجمال المنعزل، في ورشته القديمة على دراية تامة بكل مقاييس الكمال والجمال الذي يصنعه بنفسه لتشتهر الأسطورة لكنه فضل الانعزال بلا صداقات ولا علاقات تماما كمن لا يؤمن بالشبكة العنكبوتية فيظلّ في عزلته دون توسّع ودون معرفة ولا السعي لمعرفة الطرف الآخر...
      لكن لابدّ في النهاية ان يقتنع أن الفضاءات الزرقاء، يمكنها أيضا النجاح و بيجماليون المنعزل أصبح يعشق تمثال افروديت الذي افتتن به وخرج من تلك العزلة ليعترف أن الصدام بين الحلم و الواقع يقودنا للصدام بين المثالية التي تلبسنا وبين الحقيقة والخروج إلى الضوء ومحاولة الوصول إلى الطرف الآخر...


      قد ننجح لخلق شيئ ينمو فينا كشجرة لوز رقيقة / يانعة، تماما كما نجح بيجماليون لجعل منحوتته آدمية تتحوّل إلى كائن يتحرّك بمعنى يمكن للعلاقات العنكبوتيّة أن تتحوّل إلى خيط رفيع وبنيان متماسك و حقيقة شرط أن لا تكون مجرّد ظلال (ههه)...



      -
      تقبّل خربشتي المتواضعة صديقي شهيد

      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #4
        ريما، صديقة الطبيعة : إنها قضية تواصلية سلوكية صرفة.

        العلاقات الإنسانية الحقيقية لا و لن يعوضها أي نوع من أنواع العلاقات ولو بدت للإنسان ساحرة و مغرية. الصداقة و الزواج و الأخوة و الأمومة الخ تستوجب ذكاء علاقاتي معين يجعل منها مصدر الحياة بصراعاتها و أتعابها و أخطائها و مسراتها و أحزانها...ومن الناس من يقضي معظم لحظات حياته خلف الشاشة و يعبر عن كل تفاعلاته (الفطرية) عبر الأسلاك فتجدينه لاهياً في الشابكة ينسج من خيوطها بيتاً من سراب إما بدافع الخوف من العلاقات الإنسانية الحقيقية أو بعد فشل سحيق في بناء جسور تواصل وطيدة مع من يحيط به من بني البشر.

        فتجاوز لديهم استعمال التقنيات التواصلية الحديثة نصاب المعقول فيما يفيد المرء من اكتساب علم أو تحصيل معرفة أو حدوث إيناس و ترويح عن النفس من مشاق الحياة اليومية، إلى حد صار فيها الواحد منهم (مقيماً دائما) في بيت الشابكة يصنع له من خيوطها - كما فعل بيجماليون - أوهاماً من قش بالية لا تسمن ولاتغني من جوع التواصل مع البشر في دنيا الواقع.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 01-04-2018, 23:54.

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة

          الجميل توظيفك للأسطورة بأسلوب ذكيّ


          هناك علاقات وصداقات افتراضية نجحت في تذليل المسافات وخلق ترابط انسانيّ جميل وناجح لنتأكّد فقط إن كان الطرف الآخر صادقا أم لا..
          طبعا الخيوط تمتدّ والشبكة العنكبوتيّة وسّعتْ معرفتنا بالناس – تماما كما أرض الواقع
          هناك "الصالح وهناك الطالح" الجيّد والرديء

          وبين الجنسين تنمو وتزهر تلك الصداقة وتتحوّل إلى كائن جميل اسمه : الحب
          لكن بيجماليون صانع الجمال المنعزل، في ورشته القديمة على دراية تامة بكل مقاييس الكمال والجمال الذي يصنعه بنفسه لتشتهر الأسطورة لكنه فضل الانعزال بلا صداقات ولا علاقات تماما كمن لا يؤمن بالشبكة العنكبوتية فيظلّ في عزلته دون توسّع ودون معرفة ولا السعي لمعرفة الطرف الآخر...
          لكن لابدّ في النهاية ان يقتنع أن الفضاءات الزرقاء، يمكنها أيضا النجاح و بيجماليون المنعزل أصبح يعشق تمثال افروديت الذي افتتن به وخرج من تلك العزلة ليعترف أن الصدام بين الحلم و الواقع يقودنا للصدام بين المثالية التي تلبسنا وبين الحقيقة والخروج إلى الضوء ومحاولة الوصول إلى الطرف الآخر...


          قد ننجح لخلق شيئ ينمو فينا كشجرة لوز رقيقة / يانعة، تماما كما نجح بيجماليون لجعل منحوتته آدمية تتحوّل إلى كائن يتحرّك بمعنى يمكن للعلاقات العنكبوتيّة أن تتحوّل إلى خيط رفيع وبنيان متماسك و حقيقة شرط أن لا تكون مجرّد ظلال (ههه)...



          -
          تقبّل خربشتي المتواضعة صديقي شهيد

          صباح الخير (جاتاليا) العرب،

          الحقيقة أن تأويلك لعزلة بيجماليون، كرجل عاشق للجمال و الكمال يتعارض مع تأويلي لاعتزاله النساء. ففي حين ترين أن عزلة بعض الأشخاص عن العالم الحقيقي أتى نتيجة لرفضهم الانصهار داخل الشابكة، أعتقد أن انصهارهم الافتراضي سبب - من بين أسباب أخرى - في عزلتهم عن العالم الحقيقي.

          لكننا رغم تباعد وجهات النظر، إلا أننا نلتقي عند زاوية تقاطع الطريقين: حسن استغلال فرص التواصل التي تجعل من الافتراضي سببا في التعارف الايجابي و لا أرى مانعاً في ذلك. لكن هنا ينتهي دور العلاقات الاجتماعية الافتراضية (كوسيلة) للتعارف و التعريف شريطة 1. أن ينتج عنها علاقات وطيدة حقيقية تكبر و تتقوى ما وراء الأسلاك؛ 2. أن لا تحتل العلاقات الافتراضية بشتى أغراضها (أدبية، تواصلية، عاطفية..) مكان التفاعلات (الفطرية) داخل المجتمع الإنساني الطبيعي.

          بحسب رأيي، شرطان أساسيان لاجتناب الوقوع في (عزلة) أوهام داخل ورشة بيجماليون تجعل الإنسان يصاب - إن لم يحترس - بداء نفسي معروف علمياً باسمه الياباني : أوطاكو و هيكيكاموري.
          وإليك المزيد عن الداء النفسي الحديث:

          على هامش موضوع الزميلة عايدة حول "التوحد" الافتراضي، و انطلاقاً من النظرة السوسيولوجية التي أتبناها في قصيدتي الفرنسية Chimères والتي ترجمها إلى العربية الأستاذ حاتم سعيد، تأتي المداخلة الآتية تكملة للموضوع: ورد في نص القصيد الفرنسي Chimères عبارة Otaku والتي اختار لها المترجم كلمة "بيته" في النص العربي.


          مع الشكر و التقدير لمساهمتك الذكية.

          تعليق

          • سوسن مطر
            عضو الملتقى
            • 03-12-2013
            • 827

            #6

            ..

            معك حق.. هو وهم التواصل ليس إلا

            سبق لي أن استخدمت مواقع التواصل لفترة، (وهي في اسمها وحدها "فخ")
            توهمكَ أنّها تعزّز تواصلك مع الآخرين وتجد أنك في الحقيقة تزداد بُعداً عن الجميع.
            وهكذا لاحظت بعد فترة أنني أفتح الصفحة لأرى إعجابات أو تعليقات أو منشورات
            تتكرر أمامي عشرات المرات حتى أسأم، لأُحصيَ الفائدة التي جنيتها بعد ذلك، فأجد أني أضعتُ
            ساعتان مثلا على لا شيء. فتركت مواقع التواصل (بنسبة 98%) منذ سنوات لأني لم أكن
            مستعدة لأن يضيع وقتي هكذا.

            هل سيصحو الجيل الصاعد لهذا الأمر قبل أن يصرف وقته عبثاً !؟
            صعب قليلاً لأن الغالبية لا يتعلمون إلا من أخطائهم
            أجد أنها مسؤولية من هم أكبر منهم سنّاً .. أن يرشدوهم..
            مع ذلك لا ننكر أنّ لهذه المواقع بعض الفائدة.

            أخي محمد، شكراً لما تقدّمه من مواضيع مفيدة على الدوام
            تحياتي لك والتقدير

            ..

            تعليق

            • محمد شهيد
              أديب وكاتب
              • 24-01-2015
              • 4295

              #7
              القديرة سوسن،
              أعجبني استشهادك على الإشكالية المطروحة بتقديم موجز مقتبس من تجربتك الشخصية في عالم البلوغوسفير الفسيح ذي الدروب الضيقة (بل المظلمة أحيانا). أعتقد أنه بتقديم وجهات نظر متعددة الزوايا سوف نعمل على تأطير الشابكة بشكل واعي و إيجابي مما يجعل الجيل الناشيء يستفيد على الأقل من شهاداتنا ووعينا و جرأتنا على الانتقاد.
              مع الإشارة و بكل حرية على أن محاسن الافتراضي حقيقة تابثة و أن مخاطره أمر وارد.

              شكرت لك التعليق و أشكر لك دوماً حسن الظن بأخيك محمد.
              يومك سعيد، أخت سوسن.

              تعليق

              يعمل...
              X