#وَصِيَّةُ_المُتَنَبِّي ....
_________________
كِتَابٌ ؟ ما احتياجُك للكِتَابِ؟
وَأَنْتَ إلِى الجَهَالَةِ فِي رِكَابِ
_________________
هَل الأَعْمَى إِذَا أَشْعَلْتَ نُوْرًا
سَيُبْصِرُ عَقْلَهُ بَيْنَ الضَّبَابِ ؟
_________________
وَ هَل نَفَعَ الكِتَابُ سَفِيهَ قَوْمٍ؟
يُخَرَّقُ بِالسُّيُوفِ وَ بِالحِرَابِ
_________________
أَتَطْوِيلُ السِّنِينِ عَلَيْكَ يُجْدِي
أَمِ السُّلوَانُ عَنْ سُوءِ المُصَابِ ؟
_________________
أُوَدُّ خَطَابةَ الجُهَّالِ لكن
عَجِزْتُ عَنِ التَّرَفُّقِ فِي الخِطَابِ
_________________
فَتَكْتُ بصَاحِبَيكَ غَدَاةَ هَجْوٍ
فَصَارَا بِالقِنَاعِ وَ بِالنِّقَابِ
_________________
إذا ما الحلم أفضى للتمادي
ترِنُّ شِفَارُ خَاطِفَةِ الرِّقَابِ
_________________
كَفانِي صَوْتُ نَائِحَةِ الغَوَانِي
مُجَاذَبَةَ الكُؤُوسِ عَلى القِبَابِ
_________________
سَلَوْتُ إِذَا تُذَكِّرُنِي الليالي
مُفَارَقَةَ الأَحِبَّةِ والشَّبَابِ
_________________
أَجُوبُ البيدَ أرْتَحِلُ الفَيَافِي
أنا والسَّابِحَاتُ عَلى التُّرابِ
_________________
وُرُحْتُ ألَاعبُ النِّيرَانَ لمَّا
رَمَيتُ بِكُلِّ أَعْوَادِ الثِّقَابِ
_________________
نُحَيْوِيَّ البَلَادَةِ إنَّ شعْرِي !
يَصُبُّ عَلَيْكَ مَنْ زُبُرٍ مُذَابِ
_________________
حُسَامُكَ لَا يَفِلُّ بِيَوْمِ حَرْفٍ
وَهَلْ يُجْدِي الحُسَامُ مِنِ انْتِهَابِي
_________________
غِيَابُكَ لَا يَضُرُّ سُمُوَّ نَفْسِي
فَأَكْثِرْ فِي الغِيَابِ و بِالغِيَابِ
_________________
وَإِنْ تَصْنَعْ بِنَفْسِكَ بَعْضَ خَيْرٍ
وَ أَيْمُ اللهِ كَانَ بِلا ثَوَابِ
_________________
صَحِبْتَ مَعَاشِرَ الغِرْبَانِ حَتَّى
كَسبْتَ مِن الغُرَابِ أَذَى الغُرَابِ
_________________
إِذَا حُرِمَتْ حُظُوظُكَ مِنْ نَعِيمي
فمَا حُرِمَتْ حُظُوظُكَ مِنْ عَذَابِي
_________________
هَرَبْتَ إِلَى بِلَادِ الكُفْرِ طَوْعًا
كَسَارِحَةٍ تَفِرُّ إِلَى كِلابِ
_________________
قَدِ ابْتُلِيَتْ رُبَى الشَّامَاتِ حَتّى
يُفَارِقَهَا الجَبَانُ بِلَا إِيَابِ
_________________
ألَا خَسِئَتْ حَيَاتُكَ يَوْمَ كَانَتْ
حَيَاةً للطَّعَامِ وَ للشَّرَابِ
_________________
نُجَازِي أهل مُكْرُمَةٍ بِمَدْحٍ
وَأَرْذَالَ الخَلِيقَةَ بِالسِّبَابِ
_________________
إِذَا كَانَتْ ثِيَابُ المَجْدِ لُبْساً
رضيتَ بِأَنْ تَسِيرَ بِلَا ثِيَابِ
_________________
مَتَى اعْتَادَ الخسيسُ عَلَى الخَطَايَا
يَرَاهَا كَالحَصَافَةِ وَ الصَّوَابِ
_________________
تُقَلِّبُكَ الظُّنُونُ كَأَنَّ نَفْسًا
-عَدِمْتُكَ- لَا تَؤُولُ إلى جَوَابِي
_________________
وَعُدْتَ إلى الرَّشَادِ وَ أيُّ حَيٍّ؟
يعُودُ إلى الرَّشَادِ بِلا عِقَابِ ؟
_________________
"إلى الدَّيَّانِ يوم الدِّين نَمْضِي"
فُرَادَى كَيْ نُسَاقَ إلى الحِسَابِ
_________________
وَ عَاتَبْنَاكَ لَمَّا زِدْتَ حُمْقًا
فَهْلَ أَجْدَاكَ مِثْلِي بِالعِتَابِ ؟
_________________
هِشَامْ ،،
تعليق