.....و أن أصنع الفلك بأعيننا يا نوح .....
الفلك الذي سيحمل النبي الصالح وقومه وحيواناته .
سيكون وطنا مصغرا ينتقل من حالة إلى حالة ، و من مكان إلى مكان
وبدأ نوح نجارة الفلك من عدة أنواع من خشب الأشجار
فكان الفلك في غاية الجمال ، يتلألأ تحت أشعة الشمس بعدة ( ألوان ) ، لم تجعله هذه ( التعددية ) في الألوان يبدو مشوها أو متنافرا، بل متماسكا وصلبا ومتوازنا ، تتناغم ألوانه رغم ( التباين ).
وأمر الله نوحا أن يأخذ من كل زوجين إثنين ( ذكر وأنثى ) ، لحفظ النوع من الإنقراض.
فأختار نوح أولا من بني البشر ، المؤمنين به ، بصرف النظر عن ألوان بشرتهم وسحناتهم.المؤمنين بوحدانية الله ، و بأن ( الفلك ) هو (وطنهم) إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
حملهم الفلك ، ورغم (كثرتهم ) ، كانوا يحسون بأن هذا الفلك ( أكثر إتساعا ) من قراهم السابقة. وبالرغم من (تنوعهم) ، كانوا يتحدثون بلسان واحد ، يفهمون لغة واحدة ، هي ( لغة المحبة).
و جاء دور الحيوانات التي كانت تشكل الأكثرية ، و التي كانت تشكل الخطورة على السفينة لما يمكن أن تحدثه من (فوضى و عراك وإفتراس ) وبالتالي إختلال للفلك في عرض هذه الأمواج المتلاطمة من المياة . إنه تلاحم حتمي يفرضه ( التجاور ) و ( إقتسام المصالح المشتركة في حيز معلوم ). ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث.
سارت الرحلة تنساب بأمر ربها ، و بحكمة ( قائد ) واحد وبإلهام من ربه ، رغم أمواج المياه من تحتهم والمطر المنهمر من فوقهم ، والرعد يزمجر والبرق يكاد سناه يخطف الأبصار وتنخلع له القلوب.
ونصحهم نوح بأن الأرض القادمة التي سترسو عليها السفينة ، أرض خير وبركة ، و أن ( التعايش ) لا بد أن يكون بمبدأ ( النفوس لو تطايبت فإن الغرفة تسع مائة ).
و عندما وصلوا .................
عرفت الديناصورات أنها لن تستطع العيش في عالمها الجديد ، و أنه عالم لا يصلح للعمالقة من أمثالها ، و أن ( الثمار لا تكفيها كطعام )، عندها ، إنقرضت الواحد تلو الآخر ، تاركة بصماتها في حيوانات تشبهها( شكلا وطريقة كسب عيش )، و لكن ليس ( حجما).
ولحقت بها فصيلة الماموث ، و هي أيضا تركت فصيلة الأفيال التي (تحاكيها) شكلا و لكن دون ( فائدة ) تذكر.
و لحق بجيل العمالقة لفيف من الحيتان التي لم تتشرف بأن تعيش عصر (يونس عليه السلام ) وتفخر بأن أحد أفراد فرع من الفصيل قد إبتلع نبيا بأمر الله. و لكن كفاها فخرا بأن الحيتان ما زالت ( تجوب ) مياه ( العالم قاطبة ) تسبح بحمد الله بأن قيض لها هذا ( الهواء في الماء و على سطح البحار ) ، يستنشقونه ( دونما مضايقة كما يحدث لبقية خلق الله في البر ).
فقالت الأفيال و هي تدب بأقدامها على اليابسة: نحن ورثة العمالقة ، والبلد بلدنا و نحن ( ال حندوس ) اللي يقيف في طريقنا.
و لكن الأسود لم تضيع وقتا في الحديث ، فقامت بإنقلاب دموي ضد الأفيال ، ونصَبوا ( أبو لبدة ) ملكا عليهم ، وأعطوا اللبوة لقب ( أم الملوك ).
و في الإنقلاب إياه ، تم قطع عدد من خراطيم الأفيال ، وإقتلاع كمية من الأنياب ( العاجية ) زيادة في إذلالها ، و تم (تحييدها) تماما ، ومنعها من الإشتراك في أي قتال ، فأكتفت الأفيال بتلك (الصيحة) التي تمزق طبلة الأذن أيما ممزق
.
و لكن الأسود ، وإحتراما (لحجم) الأفيال ، وحفاظا على ( التوازن البيئي ) ، أطلقوا يد الأفيال في ( الغابات ) تفعل بها ما تشاء ، كما إتفقوا عند (مشارف إحدى البحيرات) على أن تمتلك الأفيال ( ممرات آمنة لشرب المياه ليلا ، بشرط أن يكون القمر إبن (أربعطاشر) والويل لمن يستعمل هذه الممرات في أوقات مرورها. وحرموها من الإجتماع في قطيع يضم أكثر من ثلاثين فيلا في وقت واحد و في مكان واحد ، و لا بد أن تأخذ إذنا من ( أبولبدة شخصيا )، أو ( من أم الملوك ) في غيابه. والويل لهم إن أتوها و هي ( مرضع ) أو تداعب ( أشبالها ) ، فهو الهلاك المحتوم ، لأن مزاجها حينئذ يكون عدوانيا.
الذئاب والضباع كانت طابورا خامسا للنمور والفهود التي كانت تعد العدة لعمل إنقلاب مضاد و لكن (أبو لبدة ) إكتشف المؤامرة بيد أنه غض الطرف عن ( إعدامهم ) وأكتفى (بنفيهم ) من ولاياته وتخومها. لذا فإن الطابور الخامس أعلاه ، لا يدور في فلك الطبقة الحاكمة من ذوات المخلب والظفر . ورغم أنه محسوب عليها إلا أنه ظل خارج نطاق ( الهيبة ) في كل العصور (الأسدية) ، وظلت تخيف من هم أقل شأنا منها بإنتماءها ( للطبقة الحاكمة ) وأن لها أياد وأنياب في العرين الملكي.
عليه ، فقد إنقسمت فصيلة السباع ( و التي هي من قبيلة السنور الكبيرة ) إلى عدة أقسام حسب (أنيابها وأظافرها) و ( لون جلودها ) وحسب حبها للحوم (حمراء كانت أم بيضاء، طازجة كانت أو جيفا منتنة ).
و بقيت الفهود والنمور ، تتربص الدوائر بأبي لبدة وقبيلته ، وتنافسه فقط في (الصيد) و لكن إلى حين.
القرود كانت دائما في محل شك كل الحيوانات ( حتى قبل نظرية داروين ) ، فهي لم تنل ثقة أي من بني جلدتها ( الغوريللا والبابون و هلم قردا ) ، ناهيك عن بقية الحيوانات ، لذا ظلتْ ترتاد ( قمم الأشجار ) ، مكتفية (بالمراقبة فقط)، تقدم خدماتها للذي يدفع أكثر أو للذي يؤمِن لها الحماية. و قد عوقبت أكثر من مرة لتقديمها معلومات مضللة ، ولقيامها بعمليات مزدوجة ( كالمنشار ).
أما فصيلة الثعابين ( سيدة قبيلة الزواحف ) ، فهي تعيش في ( كانتونات ) تحت الأرض ، و لا تحتاج إلى مساعدة من أحد ، مكتفية بما منحها الله من قوة ( في السم الزعاف )، وبينها و بين فصيلة السباع ( حلف غير موقع ) و لكنه ملزم ، إسمه ( الحلف المنزلق ) ، ويتجدد الحلف كل سنة عند موعد تغيير الثعابين ( لجلودها الناعمة ) بالإحتكاك بالأشجار والصخور.
الجوارح من الطيور ، أقسمت ألا تعيش إلا ( خطْف لزْق ) ، معتمدة على النظر الحاد ، وأخطر أنواعها هو ( صقر الرمة ) ، فهو يستطيع شم رائحة الجيفة ( من على إرتفاع شاهق ) ، و رغم أن فصيله كبير العدد ، إلا أنه بجشعه لا يحدث أحدا بما ينوي أو ما يرى ، لذا تتعارك عندما تلتقي على (الجيفة ) ، وتنشغل بالعراك حتى تأتي الضباع والذئاب وتفوز بالغنيمة ، فتجتمع يتلاومون ويتعاتبون ويضعون ميثاق شرف للتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات ، و لكن ما أن تلوح في الأفق ( رائحة جثة ) ، يقومون بتمزيق الوثيقة قبل أن يجف مدادها.
الحيوانات المائية والبرمائية ( هي أكثر المخلوقات حظوظا ) ، وخاصة (البرمائية) فهي إن وجدت أن ( الجو ) غير ( ملائم ) برا ، زحفت للماء وغاصت فيه مستمتعة ( بالأوكسيجين المذاب في الماء ). تماما كالذي يحمل جنسيتين أو جوازى سفر ( رجل هنا ورجل هناك ) ، ويعيش في البلد الذي يكون أكثر إستقرارا.
زوجة نوح ، كانت من الغابرين ، لم تكن تصلح أن تكون زوجة لنبي صالح كسيدنا نوح و لا أن تنجب له من صلبه أبناءا يرثون (حكمة الأنبياء) وحمل رساله الرب الأبدية.
ولدت له إبنا.
لم يكن مؤمنا. رغم أنه من صلب نبي.
من هنا جاءت الأضداد : العسل من تحت إبر النحل.
المسك من تحت إبط ( حيوان لا زال الغموض يكتنفه ).
ورود جميلة بأغصان شائكة.
علامة سيدنا نوح لركوب الفلك ، هو أن ( يفور التنور أو الفرن الذي في منزله و يخرج منه الماء ، إمعانا في الحذر ) ، فيعرف أنها البداية فيتوكل على الله خالقه نحو سفينته مع أتباعه و مخلوقات الله.
زوجته ، رغم أنها رأت فوران التنور ، لم تتعظ ، لم تعرف مغزى ( المعجزة ). واختارت أن تقف مع ( الباطل.) ، بهرتها أفعالهم ، وأصنامهم ، وفسقهم وفسوقهم وفجورهم ، فأنجرفت معهم ، تاركة الرجل الجليل يعفر وجهه (بنشارة الأخشاب وحده ) ، ونقل الأشجار مع المؤمنين الموحدين ، ووقفت تسخر منه مع الساخرين.
وإبنه ، الغرير ، قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.
و هو لا يدري أن الغضب الآتي لا توقفه حتى سلاسل من جبال.
و بجزع الأب ، قال نوح : يا رب إبني.
فقال له الرب : إنه عمل غير صالح.
فكان من المغرقين.
يقول العلماء ( إستنادا على الآية الكريمة ) أن سفينة نوح رستْ على جبل الجودي جنوب تركيا ، و يقول آخرون أنها رست شرق آسيا
و هذا الرأى الأخير مجرد إجتهاد.
و لكن في إعتقادي ( الجازم والحازم )، ومستعملا أدواتا كثيرة في علم الإجتهاد التاريخي ، أقول بأن السفينة رستْ في مكان ما حيث تدب ارجلنا الآن.
تفرق القوم على ظهر تلك البسيطة الطاهرة ، وعاشوا و هم يجترون ذكرى رحلتهم الرهيبة التي ( تقاسموا فيها العيش والملح ) و من ثم تزاوجوا وتكاثروا وفاخروا الأمم ، و من سلالتهم كان النبوغ والأفذاذ.
و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى.
و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم.
و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع.
و في النهاية ، لقد إنتهى عصر الأنبياء.
الفلك الذي سيحمل النبي الصالح وقومه وحيواناته .
سيكون وطنا مصغرا ينتقل من حالة إلى حالة ، و من مكان إلى مكان
وبدأ نوح نجارة الفلك من عدة أنواع من خشب الأشجار
فكان الفلك في غاية الجمال ، يتلألأ تحت أشعة الشمس بعدة ( ألوان ) ، لم تجعله هذه ( التعددية ) في الألوان يبدو مشوها أو متنافرا، بل متماسكا وصلبا ومتوازنا ، تتناغم ألوانه رغم ( التباين ).
وأمر الله نوحا أن يأخذ من كل زوجين إثنين ( ذكر وأنثى ) ، لحفظ النوع من الإنقراض.
فأختار نوح أولا من بني البشر ، المؤمنين به ، بصرف النظر عن ألوان بشرتهم وسحناتهم.المؤمنين بوحدانية الله ، و بأن ( الفلك ) هو (وطنهم) إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
حملهم الفلك ، ورغم (كثرتهم ) ، كانوا يحسون بأن هذا الفلك ( أكثر إتساعا ) من قراهم السابقة. وبالرغم من (تنوعهم) ، كانوا يتحدثون بلسان واحد ، يفهمون لغة واحدة ، هي ( لغة المحبة).
و جاء دور الحيوانات التي كانت تشكل الأكثرية ، و التي كانت تشكل الخطورة على السفينة لما يمكن أن تحدثه من (فوضى و عراك وإفتراس ) وبالتالي إختلال للفلك في عرض هذه الأمواج المتلاطمة من المياة . إنه تلاحم حتمي يفرضه ( التجاور ) و ( إقتسام المصالح المشتركة في حيز معلوم ). ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث.
سارت الرحلة تنساب بأمر ربها ، و بحكمة ( قائد ) واحد وبإلهام من ربه ، رغم أمواج المياه من تحتهم والمطر المنهمر من فوقهم ، والرعد يزمجر والبرق يكاد سناه يخطف الأبصار وتنخلع له القلوب.
ونصحهم نوح بأن الأرض القادمة التي سترسو عليها السفينة ، أرض خير وبركة ، و أن ( التعايش ) لا بد أن يكون بمبدأ ( النفوس لو تطايبت فإن الغرفة تسع مائة ).
و عندما وصلوا .................
عرفت الديناصورات أنها لن تستطع العيش في عالمها الجديد ، و أنه عالم لا يصلح للعمالقة من أمثالها ، و أن ( الثمار لا تكفيها كطعام )، عندها ، إنقرضت الواحد تلو الآخر ، تاركة بصماتها في حيوانات تشبهها( شكلا وطريقة كسب عيش )، و لكن ليس ( حجما).
ولحقت بها فصيلة الماموث ، و هي أيضا تركت فصيلة الأفيال التي (تحاكيها) شكلا و لكن دون ( فائدة ) تذكر.
و لحق بجيل العمالقة لفيف من الحيتان التي لم تتشرف بأن تعيش عصر (يونس عليه السلام ) وتفخر بأن أحد أفراد فرع من الفصيل قد إبتلع نبيا بأمر الله. و لكن كفاها فخرا بأن الحيتان ما زالت ( تجوب ) مياه ( العالم قاطبة ) تسبح بحمد الله بأن قيض لها هذا ( الهواء في الماء و على سطح البحار ) ، يستنشقونه ( دونما مضايقة كما يحدث لبقية خلق الله في البر ).
فقالت الأفيال و هي تدب بأقدامها على اليابسة: نحن ورثة العمالقة ، والبلد بلدنا و نحن ( ال حندوس ) اللي يقيف في طريقنا.
و لكن الأسود لم تضيع وقتا في الحديث ، فقامت بإنقلاب دموي ضد الأفيال ، ونصَبوا ( أبو لبدة ) ملكا عليهم ، وأعطوا اللبوة لقب ( أم الملوك ).
و في الإنقلاب إياه ، تم قطع عدد من خراطيم الأفيال ، وإقتلاع كمية من الأنياب ( العاجية ) زيادة في إذلالها ، و تم (تحييدها) تماما ، ومنعها من الإشتراك في أي قتال ، فأكتفت الأفيال بتلك (الصيحة) التي تمزق طبلة الأذن أيما ممزق
.
و لكن الأسود ، وإحتراما (لحجم) الأفيال ، وحفاظا على ( التوازن البيئي ) ، أطلقوا يد الأفيال في ( الغابات ) تفعل بها ما تشاء ، كما إتفقوا عند (مشارف إحدى البحيرات) على أن تمتلك الأفيال ( ممرات آمنة لشرب المياه ليلا ، بشرط أن يكون القمر إبن (أربعطاشر) والويل لمن يستعمل هذه الممرات في أوقات مرورها. وحرموها من الإجتماع في قطيع يضم أكثر من ثلاثين فيلا في وقت واحد و في مكان واحد ، و لا بد أن تأخذ إذنا من ( أبولبدة شخصيا )، أو ( من أم الملوك ) في غيابه. والويل لهم إن أتوها و هي ( مرضع ) أو تداعب ( أشبالها ) ، فهو الهلاك المحتوم ، لأن مزاجها حينئذ يكون عدوانيا.
الذئاب والضباع كانت طابورا خامسا للنمور والفهود التي كانت تعد العدة لعمل إنقلاب مضاد و لكن (أبو لبدة ) إكتشف المؤامرة بيد أنه غض الطرف عن ( إعدامهم ) وأكتفى (بنفيهم ) من ولاياته وتخومها. لذا فإن الطابور الخامس أعلاه ، لا يدور في فلك الطبقة الحاكمة من ذوات المخلب والظفر . ورغم أنه محسوب عليها إلا أنه ظل خارج نطاق ( الهيبة ) في كل العصور (الأسدية) ، وظلت تخيف من هم أقل شأنا منها بإنتماءها ( للطبقة الحاكمة ) وأن لها أياد وأنياب في العرين الملكي.
عليه ، فقد إنقسمت فصيلة السباع ( و التي هي من قبيلة السنور الكبيرة ) إلى عدة أقسام حسب (أنيابها وأظافرها) و ( لون جلودها ) وحسب حبها للحوم (حمراء كانت أم بيضاء، طازجة كانت أو جيفا منتنة ).
و بقيت الفهود والنمور ، تتربص الدوائر بأبي لبدة وقبيلته ، وتنافسه فقط في (الصيد) و لكن إلى حين.
القرود كانت دائما في محل شك كل الحيوانات ( حتى قبل نظرية داروين ) ، فهي لم تنل ثقة أي من بني جلدتها ( الغوريللا والبابون و هلم قردا ) ، ناهيك عن بقية الحيوانات ، لذا ظلتْ ترتاد ( قمم الأشجار ) ، مكتفية (بالمراقبة فقط)، تقدم خدماتها للذي يدفع أكثر أو للذي يؤمِن لها الحماية. و قد عوقبت أكثر من مرة لتقديمها معلومات مضللة ، ولقيامها بعمليات مزدوجة ( كالمنشار ).
أما فصيلة الثعابين ( سيدة قبيلة الزواحف ) ، فهي تعيش في ( كانتونات ) تحت الأرض ، و لا تحتاج إلى مساعدة من أحد ، مكتفية بما منحها الله من قوة ( في السم الزعاف )، وبينها و بين فصيلة السباع ( حلف غير موقع ) و لكنه ملزم ، إسمه ( الحلف المنزلق ) ، ويتجدد الحلف كل سنة عند موعد تغيير الثعابين ( لجلودها الناعمة ) بالإحتكاك بالأشجار والصخور.
الجوارح من الطيور ، أقسمت ألا تعيش إلا ( خطْف لزْق ) ، معتمدة على النظر الحاد ، وأخطر أنواعها هو ( صقر الرمة ) ، فهو يستطيع شم رائحة الجيفة ( من على إرتفاع شاهق ) ، و رغم أن فصيله كبير العدد ، إلا أنه بجشعه لا يحدث أحدا بما ينوي أو ما يرى ، لذا تتعارك عندما تلتقي على (الجيفة ) ، وتنشغل بالعراك حتى تأتي الضباع والذئاب وتفوز بالغنيمة ، فتجتمع يتلاومون ويتعاتبون ويضعون ميثاق شرف للتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات ، و لكن ما أن تلوح في الأفق ( رائحة جثة ) ، يقومون بتمزيق الوثيقة قبل أن يجف مدادها.
الحيوانات المائية والبرمائية ( هي أكثر المخلوقات حظوظا ) ، وخاصة (البرمائية) فهي إن وجدت أن ( الجو ) غير ( ملائم ) برا ، زحفت للماء وغاصت فيه مستمتعة ( بالأوكسيجين المذاب في الماء ). تماما كالذي يحمل جنسيتين أو جوازى سفر ( رجل هنا ورجل هناك ) ، ويعيش في البلد الذي يكون أكثر إستقرارا.
زوجة نوح ، كانت من الغابرين ، لم تكن تصلح أن تكون زوجة لنبي صالح كسيدنا نوح و لا أن تنجب له من صلبه أبناءا يرثون (حكمة الأنبياء) وحمل رساله الرب الأبدية.
ولدت له إبنا.
لم يكن مؤمنا. رغم أنه من صلب نبي.
من هنا جاءت الأضداد : العسل من تحت إبر النحل.
المسك من تحت إبط ( حيوان لا زال الغموض يكتنفه ).
ورود جميلة بأغصان شائكة.
علامة سيدنا نوح لركوب الفلك ، هو أن ( يفور التنور أو الفرن الذي في منزله و يخرج منه الماء ، إمعانا في الحذر ) ، فيعرف أنها البداية فيتوكل على الله خالقه نحو سفينته مع أتباعه و مخلوقات الله.
زوجته ، رغم أنها رأت فوران التنور ، لم تتعظ ، لم تعرف مغزى ( المعجزة ). واختارت أن تقف مع ( الباطل.) ، بهرتها أفعالهم ، وأصنامهم ، وفسقهم وفسوقهم وفجورهم ، فأنجرفت معهم ، تاركة الرجل الجليل يعفر وجهه (بنشارة الأخشاب وحده ) ، ونقل الأشجار مع المؤمنين الموحدين ، ووقفت تسخر منه مع الساخرين.
وإبنه ، الغرير ، قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.
و هو لا يدري أن الغضب الآتي لا توقفه حتى سلاسل من جبال.
و بجزع الأب ، قال نوح : يا رب إبني.
فقال له الرب : إنه عمل غير صالح.
فكان من المغرقين.
يقول العلماء ( إستنادا على الآية الكريمة ) أن سفينة نوح رستْ على جبل الجودي جنوب تركيا ، و يقول آخرون أنها رست شرق آسيا
و هذا الرأى الأخير مجرد إجتهاد.
و لكن في إعتقادي ( الجازم والحازم )، ومستعملا أدواتا كثيرة في علم الإجتهاد التاريخي ، أقول بأن السفينة رستْ في مكان ما حيث تدب ارجلنا الآن.
تفرق القوم على ظهر تلك البسيطة الطاهرة ، وعاشوا و هم يجترون ذكرى رحلتهم الرهيبة التي ( تقاسموا فيها العيش والملح ) و من ثم تزاوجوا وتكاثروا وفاخروا الأمم ، و من سلالتهم كان النبوغ والأفذاذ.
و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى.
و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم.
و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع.
و في النهاية ، لقد إنتهى عصر الأنبياء.
تعليق