زفرات على ربوة الاغتراب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاكية صباحي
    شاعرة وأديبة
    • 21-11-2009
    • 790

    شعر تفعيلي زفرات على ربوة الاغتراب

    بيني وبينك غربةٌ وهديرُ جرحٍ نازفٍ بين الضّرارْ

    ومواسمُ الأشواق تعصر خافقي بين المرافئِ والبحارْ
    تلك المراكب لّوحتْ ترخي القلاعةَ
    والشواطئُ أظلمتْ قبل الرحيلْ
    ليلفّني ليلُ انتظاريَ ثم أمضي كي أراني جدولا
    رغم النوائب لم يزل يطوي دروب المستحيلْ
    يا أيها النور المسافر ردَّ بعضيَ للوجودْ
    واملأ جرار تصبري حتى تعودْ
    قد ناصفتْ كأسَ الترقب صولةُ اليأس المريروأطفأتْ..
    كل القناديل التي كانت هنا..
    أوما وعدتَ بأن تزاور كل عام يُـــتمنَا..
    وتميد إن غنى الربيع خمائلا ..؟؟
    من شرفة الأحزان تغرقُ بالأزاهر بيتنا
    هلاَّ أنختَ الرحل نجمًا عابرا بسواحلي..؟
    و مددت كفك بالوصال لكي ترى ما خبأته رسائلي
    لا ..لا تسل عني أعاصيرَ الدهورْ
    إني هنا وحدي تقلبني الدياجي بين أرصفة العبورْ..
    إن رفّ نبضُ القلبِ فاضتْ أدمعي
    أبكي أخي من ذا الذي يبكي معي..؟
    هجع الشتاءُ ولم تعدْ..!!
    غنى الربيع وجاءني
    صوتٌ شجيُّ خافتٌ ينسابُ من عمقِ الأمدْ
    عيدٌ سعيدٌ إنني
    جمرُ اغترابٍ بالحنايا يتّـــقدْ
    لا خلّ يطرق بابنا
    لا شمس يشرقُ دفؤها بالعيد حوليَ لا سندْ
    عزيتُ نفسي بالدموع أخيتي
    ولكم طويتُ مواجعي بسنا الدعاءِ ولا جــلَــدْ
    آه من الذكرى إذا بسط الظلامُ سدوله واسّاقطتْ صوبي عناقيدُ الكمَــدْ
    وغفوتُ يسألني السكونْ
    لتجيبَ عني زفرتي الحَرّى وأسرابُ الشجونْ
    إني هنا بالشاطئ المنسي فجر العيد يصفعني البَــرَدْ
    أروي حنيني للندى..
    وعلى يدي غيمُ الغروبِ تنهّدَ

    بُحت نداءاتي وكأسي ليس يملؤها أحدْ
    غيرُ الصدى ..
    وأنينُ قلبٍ مبحرٍ خلف المدى
    ليعودَ لي جرحاً عصيًّا يدعي برئي سدى

    فامضي المراسيلَ الحزينةَ إن رغا ..
    بحر اغترابيَ سوف يحملها الزبدْ
    نبضا رضيا من شذا الأحباب مزّقهُ الأوَدْ

    ما عدتُ أقوى والتغرّبُ قصةٌ تلهو بنا
    ترسو على صدري الأماني زورقاً
    صوبي يقارع بالمنى يمّ الضنى..
    ما إن يطلّ العيدُ نورا مورقا من حينا

    لأرى الخلائق تنتشي عطر النغمْ
    إلاي وحدي أرتدي ثوب الألمْ

    عيدٌ سعيدٌ إنني من فرط وجدي لم أنمْ
    عيدٌ سعيدٌ إنني مثل الرضيع إذا فُطمْ

    أواه يا فجرا يبعثر خطوتي بين الطرقْ
    كل البلابل قد تعود مع المغيبِ إذا الربوع تألقتْ
    وتبسمتْ بين الكروم هناك أنوارُ الشفقْ
    وأنا المسافر بين أقبية المآسي لم أزل..
    صمتا على جمر التشوق أحترقْ
    لا ..ما استظل العمر يوما من لظىً حولي يبعثره الغسقْ
    من لي بطيف يؤنس القلب المُعنّى إن جثا ليل المدنْ
    وبقيت وحدي هائما بين الموانئ أقتفي صوت المراكب والسفنْ..؟
    فمتى تناديني إليك أيا وطنْ..؟
    قد ملني طوقُ العذابْ
    مذ أن تمرّد في دمي صوت الغيابْ
    واستوطنتْ روضَ الوجيب قوافلُ المنفى وأهوال الضبابْ
    فمتى سأطوي غربتي...؟
    وأعود يا أرض الصبا أختال بين أحبتي
    فالريح خلفي أطفأت نور المعابر والخطى
    تاهت على درب الشتاتْ
    وتمددت أحلاميَ الظمأى حقولا بينكم ترنو لأنسام الحياةْ
    وربابتي مثلي انحنت صمتا يمزقها الوجلْ
    خلفي حطام الروح يروي قصتي والقلبُ مني يشتعلْ
    لا توصدي باب الترجي إنني رغم القيود أخيتي
    مازلت أروي هاهنا نبع الإخاء بمهجتي
    إذْ كلّما غفيتْ جفوني أنثني طيفا يحلق عابرا بديارنا
    لا تحزني..سأعود مثل الأمس أجمع بالمودة شملنا
    تلك الغياهب ماطوت عودا يناغي كل فجر عهدنا
    هاتي يدا مازال يشدو حرفُها بدفاتري
    حتى تجسّي النبض صمتا تقرئي ما خبأته خواطري

    لا ما نسيت وسادتي وخيوطك الوجلى تطرز بعضها أوتذكرينْ..؟؟
    مازلت أهفو للقاء أخيتي إذ كنتِ حولي طفلةً ..وأضالعي تتوسدينْ .. !!
    التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 24-04-2018, 09:06.
  • توفيق الخطيب
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 02-01-2009
    • 826

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نص ساحر فيه شاعرية , تنساب فيه الجمل الشعرية كزورق يبحر بين أمواج المشاعر الحرى .
    إن
    غف
    جفني أنثني طيفا يحلق عابرا بديارنا
    كلمة غف هنا لاتناسب المعنى المطلوب الذي تقصدين به الإغفاء أي نعاس الجفن .
    دمت بحفظ المولى
    توفيق الخطيب



    تعليق

    • فكري النقاد
      أديب وكاتب
      • 03-04-2013
      • 1875

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة فاكية صباحي مشاهدة المشاركة
      بيني وبينك غربةٌ وهديرُ جرحٍ نازفٍ بين الضّرارْ

      ومواسمُ الأشواق تعصر خافقي بين المرافئِ والبحارْ
      تلك المراكب لّوحتْ ترخي القلاعةَ
      والشواطئُ أظلمتْ قبل الرحيلْ
      ليلفّني ليلُ انتظاريَ ثم أمضي كي أراني جدولا
      رغم النوائب لم يزل يطوي دروب المستحيلْ
      يا أيها النور المسافر ردَّ بعضيَ للوجودْ
      واملأ جرار تصبري حتى تعودْ
      قد ناصفتْ كأسَ الترقب صولةُ اليأس المريروأطفأتْ..
      كل القناديل التي كانت هنا..
      أوما وعدتَ بأن تزاور كل عام يُـــتمنَا..
      وتميد إن غنى الربيع خمائلا ..؟؟
      من شرفة الأحزان تغرقُ بالأزاهر بيتنا
      هلاَّ أنختَ الرحل نجمًا عابرا بسواحلي..؟
      و مددت كفك بالوصال لكي ترى ما خبأته رسائلي
      لا ..لا تسل عني أعاصيرَ الدهورْ
      إني هنا وحدي تقلبني الدياجي بين أرصفة العبورْ..
      إن رفّ نبضُ القلبِ فاضتْ أدمعي
      أبكي أخي من ذا الذي يبكي معي..؟
      هجع الشتاءُ ولم تعدْ..!!
      غنى الربيع وجاءني
      صوتٌ شجيُّ خافتٌ ينسابُ من عمقِ الأمدْ
      عيدٌ سعيدٌ إنني
      جمرُ اغترابٍ بالحنايا يتّـــقدْ
      لا خلّ يطرق بابنا
      لا شمس يشرقُ دفؤها بالعيد حوليَ لا سندْ
      عزيتُ نفسي بالدموع أخيتي
      ولكم طويتُ مواجعي بسنا الدعاءِ ولا جــلَــدْ
      آه من الذكرى إذا بسط الظلامُ سدوله واسّاقطتْ صوبي عناقيدُ الكمَــدْ
      وغفوتُ يسألني السكونْ
      لتجيبَ عني زفرتي الحَرّى وأسرابُ الشجونْ
      إني هنا بالشاطئ المنسي فجر العيد يصفعني البَــرَدْ
      أروي حنيني للندى..
      وعلى يدي غيمُ الغروبِ تنهّدَ

      بُحت نداءاتي وكأسي ليس يملؤها أحدْ
      غيرُ الصدى ..
      وأنينُ قلبٍ مبحرٍ خلف المدى
      ليعودَ لي جرحاً عصيًّا يدعي برئي سدى

      فامضي المراسيلَ الحزينةَ إن رغا ..
      بحر اغترابيَ سوف يحملها الزبدْ
      نبضا رضيا من شذا الأحباب مزّقهُ الأوَدْ

      ما عدتُ أقوى والتغرّبُ قصةٌ تلهو بنا
      ترسو على صدري الأماني زورقاً
      صوبي يقارع بالمنى يمّ الضنى..
      ما إن يطلّ العيدُ نورا مورقا من حينا

      لأرى الخلائق تنتشي عطر النغمْ
      إلاي وحدي أرتدي ثوب الألمْ

      عيدٌ سعيدٌ إنني من فرط وجدي لم أنمْ
      عيدٌ سعيدٌ إنني مثل الرضيع إذا فُطمْ

      أواه يا فجرا يبعثر خطوتي بين الطرقْ
      كل البلابل قد تعود مع المغيبِ إذا الربوع تألقتْ
      وتبسمتْ بين الكروم هناك أنوارُ الشفقْ
      وأنا المسافر بين أقبية المآسي لم أزل..
      صمتا على جمر التشوق أحترقْ
      لا ..ما استظل العمر يوما من لظىً حولي يبعثره الغسقْ
      من لي بطيف يؤنس القلب المُعنّى إن جثا ليل المدنْ
      وبقيت وحدي هائما بين الموانئ أقتفي صوت المراكب والسفنْ..؟
      فمتى تناديني إليك أيا وطنْ..؟
      قد ملني طوقُ العذابْ
      مذ أن تمرّد في دمي صوت الغيابْ
      واستوطنتْ روضَ الوجيب قوافلُ المنفى وأهوال الضبابْ
      فمتى سأطوي غربتي...؟
      وأعود يا أرض الصبا أختال بين أحبتي
      فالريح خلفي أطفأت نور المعابر والخطى
      تاهت على درب الشتاتْ
      وتمددت أحلاميَ الظمأى حقولا بينكم ترنو لأنسام الحياةْ
      وربابتي مثلي انحنت صمتا يمزقها الوجلْ
      خلفي حطام الروح يروي قصتي والقلبُ مني يشتعلْ
      لا توصدي باب الترجي إنني رغم القيود أخيتي
      مازلت أروي هاهنا نبع الإخاء بمهجتي
      إن غف جفني أنثني طيفا يحلق عابرا بديارنا
      لا تحزني..سأعود مثل الأمس أجمع بالمودة شملنا
      تلك الغياهب ماطوت عودا يناغي كل فجر عهدنا
      هاتي يدا مازال يشدو حرفُها بدفاتري
      حتى تجسّي النبض صمتا تقرئي ما خبأته خواطري

      لا ما نسيت وسادتي وخيوطك الوجلى تطرز بعضها أوتذكرينْ..؟؟
      مازلت أهفو للقاء أخيتي إذ كنتِ حولي طفلةً ..وأضالعي تتوسدينْ .. !!
      الاخت الاديبة فاكية
      لك نفس شعري جعلني ابحر معك ،
      فدرة ثمينة في العمق ومرجان هنا ،
      موج متلاطم عن اليمين ، وجزيرة في الوسط ...
      رحلة بحرية ممتعة ...
      احسنت فيها القياد والعبور ...

      دمت مبدعة
      ولك تحياتي وامنياتي بالتوفيق
      التعديل الأخير تم بواسطة فكري النقاد; الساعة 24-04-2018, 03:02.
      " لا يبوح الورد باحتياجه للماء ...
      إما أن يسقى ،
      أو يموت بهدوء "

      تعليق

      • فاكية صباحي
        شاعرة وأديبة
        • 21-11-2009
        • 790

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة توفيق الخطيب مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        نص ساحر فيه شاعرية , تنساب فيه الجمل الشعرية كزورق يبحر بين أمواج المشاعر الحرى .
        إن
        غف
        جفني أنثني طيفا يحلق عابرا بديارنا
        كلمة غف هنا لاتناسب المعنى المطلوب الذي تقصدين به الإغفاء أي نعاس الجفن .
        دمت بحفظ المولى
        توفيق الخطيب

        وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

        مرحبا بفيض مرورك أديبنا القدير توفيق الخطيب
        وأراني جد ممتنة للملاحظة القيمة ..فعلا ..فكلمة غفّ لا تعني غفا وغفيَ
        لقد عدلتها بما يناسب المعنى ..ولك مني جزيل الشكر
        مع شواهد التقدير والثناء

        تعليق

        • فاكية صباحي
          شاعرة وأديبة
          • 21-11-2009
          • 790

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فكري النقاد مشاهدة المشاركة
          الاخت الاديبة فاكية
          لك نفس شعري جعلني ابحر معك ،
          فدرة ثمينة في العمق ومرجان هنا ،
          موج متلاطم عن اليمين ، وجزيرة في الوسط ...
          رحلة بحرية ممتعة ...
          احسنت فيها القياد والعبور ...
          دمت مبدعة
          ولك تحياتي وامنياتي بالتوفيق
          بورك رأيُ منكم توج نواصي الحروف أديبنا الكريم فكري النقاد
          أشكر لك فيض المرور وجمال التقريظ
          ولك مني عبارات التقدير والامتنان
          مع أصدق الدعوات

          تعليق

          • عبدالهادي القادود
            نائب رئيس ملتقى الديوان
            • 11-11-2014
            • 939

            #6
            ما أجمل الشعر حين يتجلى أشجارًا للدهشة

            فتزهر العبارات بدلالات شهية بهية نقية

            لم تعهدها النفوس أو تطّلع عليها العيون

            في سياق نص شعري كبير

            عملت على نسجه الشاعرة بحرفية عالية

            دون أن تجنح إلى التكرار أو جذب الحوار إلى سرير المعهود

            الشاعرة الرائعة فاكية صباحي

            دمت مدهشة الحرف في كل ظرف

            لا عدمناك

            لكل ما سال من دهشة
            أثبِّتُ
            النَّصَّ في الحال

            تعليق

            • عبد الاله اغتامي
              نسيم غربي
              • 12-05-2013
              • 1191

              #7
              قصيدة رائعة بكل المقاييس شعرا ولغة ومعنى . بورك النبض أستاذتي الشاعرة فاكية صباحي . مودتي وتقديري...تحياتي...
              sigpic
              طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
              متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
              عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
              سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

              تعليق

              • جهاد بدران
                رئيس ملتقى فرعي
                • 04-04-2014
                • 624

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فاكية صباحي مشاهدة المشاركة
                بيني وبينك غربةٌ وهديرُ جرحٍ نازفٍ بين الضّرارْ

                ومواسمُ الأشواق تعصر خافقي بين المرافئِ والبحارْ
                تلك المراكب لّوحتْ ترخي القلاعةَ
                والشواطئُ أظلمتْ قبل الرحيلْ
                ليلفّني ليلُ انتظاريَ ثم أمضي كي أراني جدولا
                رغم النوائب لم يزل يطوي دروب المستحيلْ
                يا أيها النور المسافر ردَّ بعضيَ للوجودْ
                واملأ جرار تصبري حتى تعودْ
                قد ناصفتْ كأسَ الترقب صولةُ اليأس المريروأطفأتْ..
                كل القناديل التي كانت هنا..
                أوما وعدتَ بأن تزاور كل عام يُـــتمنَا..
                وتميد إن غنى الربيع خمائلا ..؟؟
                من شرفة الأحزان تغرقُ بالأزاهر بيتنا
                هلاَّ أنختَ الرحل نجمًا عابرا بسواحلي..؟
                و مددت كفك بالوصال لكي ترى ما خبأته رسائلي
                لا ..لا تسل عني أعاصيرَ الدهورْ
                إني هنا وحدي تقلبني الدياجي بين أرصفة العبورْ..
                إن رفّ نبضُ القلبِ فاضتْ أدمعي
                أبكي أخي من ذا الذي يبكي معي..؟
                هجع الشتاءُ ولم تعدْ..!!
                غنى الربيع وجاءني
                صوتٌ شجيُّ خافتٌ ينسابُ من عمقِ الأمدْ
                عيدٌ سعيدٌ إنني
                جمرُ اغترابٍ بالحنايا يتّـــقدْ
                لا خلّ يطرق بابنا
                لا شمس يشرقُ دفؤها بالعيد حوليَ لا سندْ
                عزيتُ نفسي بالدموع أخيتي
                ولكم طويتُ مواجعي بسنا الدعاءِ ولا جــلَــدْ
                آه من الذكرى إذا بسط الظلامُ سدوله واسّاقطتْ صوبي عناقيدُ الكمَــدْ
                وغفوتُ يسألني السكونْ
                لتجيبَ عني زفرتي الحَرّى وأسرابُ الشجونْ
                إني هنا بالشاطئ المنسي فجر العيد يصفعني البَــرَدْ
                أروي حنيني للندى..
                وعلى يدي غيمُ الغروبِ تنهّدَ

                بُحت نداءاتي وكأسي ليس يملؤها أحدْ
                غيرُ الصدى ..
                وأنينُ قلبٍ مبحرٍ خلف المدى
                ليعودَ لي جرحاً عصيًّا يدعي برئي سدى

                فامضي المراسيلَ الحزينةَ إن رغا ..
                بحر اغترابيَ سوف يحملها الزبدْ
                نبضا رضيا من شذا الأحباب مزّقهُ الأوَدْ

                ما عدتُ أقوى والتغرّبُ قصةٌ تلهو بنا
                ترسو على صدري الأماني زورقاً
                صوبي يقارع بالمنى يمّ الضنى..
                ما إن يطلّ العيدُ نورا مورقا من حينا

                لأرى الخلائق تنتشي عطر النغمْ
                إلاي وحدي أرتدي ثوب الألمْ

                عيدٌ سعيدٌ إنني من فرط وجدي لم أنمْ
                عيدٌ سعيدٌ إنني مثل الرضيع إذا فُطمْ

                أواه يا فجرا يبعثر خطوتي بين الطرقْ
                كل البلابل قد تعود مع المغيبِ إذا الربوع تألقتْ
                وتبسمتْ بين الكروم هناك أنوارُ الشفقْ
                وأنا المسافر بين أقبية المآسي لم أزل..
                صمتا على جمر التشوق أحترقْ
                لا ..ما استظل العمر يوما من لظىً حولي يبعثره الغسقْ
                من لي بطيف يؤنس القلب المُعنّى إن جثا ليل المدنْ
                وبقيت وحدي هائما بين الموانئ أقتفي صوت المراكب والسفنْ..؟
                فمتى تناديني إليك أيا وطنْ..؟
                قد ملني طوقُ العذابْ
                مذ أن تمرّد في دمي صوت الغيابْ
                واستوطنتْ روضَ الوجيب قوافلُ المنفى وأهوال الضبابْ
                فمتى سأطوي غربتي...؟
                وأعود يا أرض الصبا أختال بين أحبتي
                فالريح خلفي أطفأت نور المعابر والخطى
                تاهت على درب الشتاتْ
                وتمددت أحلاميَ الظمأى حقولا بينكم ترنو لأنسام الحياةْ
                وربابتي مثلي انحنت صمتا يمزقها الوجلْ
                خلفي حطام الروح يروي قصتي والقلبُ مني يشتعلْ
                لا توصدي باب الترجي إنني رغم القيود أخيتي
                مازلت أروي هاهنا نبع الإخاء بمهجتي
                إذْ كلّما غفيتْ جفوني أنثني طيفا يحلق عابرا بديارنا
                لا تحزني..سأعود مثل الأمس أجمع بالمودة شملنا
                تلك الغياهب ماطوت عودا يناغي كل فجر عهدنا
                هاتي يدا مازال يشدو حرفُها بدفاتري
                حتى تجسّي النبض صمتا تقرئي ما خبأته خواطري

                لا ما نسيت وسادتي وخيوطك الوجلى تطرز بعضها أوتذكرينْ..؟؟
                مازلت أهفو للقاء أخيتي إذ كنتِ حولي طفلةً ..وأضالعي تتوسدينْ .. !!
                زفرات على ربوة الاغتراب..
                أقف أمام هذه الخريدة النفيسة بكامل مشاعري وعمق إحساسي وأنا أعيش وأتنفس كل حرف خطته أنامل ماسية، منحوتة بالسحر والدهشة والجمال..
                أصفق طويلًا لهذا الإبداع المتفرد، وهذا النفس الشعري المذهل، وتلك الصور التي شربت من معين اللغة المتينة بتراكيبها البنائية المتقنة، وقد اختمرت الصور بإبداع مختلف الجمال له سطوة على القلب ، وقد جلدتنا الحروف من عمق الجراح التي نزفت من فوهة هذا القلم الكبير المحترف..
                حتى توحّدت كل الصور ومحتواها مع مشاعر المتلقي ليكونا وحدة واحدة تلاحمت من أنفاس الصور الحزينة وصدق النبض وما حمل من آثار الحزن الذي غلّف قلب الشاعرة..
                قصيدة من درر الكلام ونفائس الشعر الذي يدل على شاعرة متمكنة من أدواتها الشعرية باحتراف واضح للعيان..
                وعدا عن العنوان الكبير الذي هو بحد ذاته لوحة له شعبا مختلفة تصطف في ميادين الجمال..

                الشاعرة الكبيرة الراقية المتألقة
                أ.فاكية صباحي
                للون حرفك جمالية خاصة ومذاق إبداعي محترف، تسعد به الذائقة الشعرية..
                دمت وهذا التفرد بالحرف والشعر، ودامت عليك الصحة والعافية..
                كوني بخير وليحفظك الله ويرعاك
                .
                .
                .
                .
                جهاد بدران
                فلسطينية

                تعليق

                يعمل...
                X