دموع مسيلة للقنابل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد شهيد
    أديب وكاتب
    • 24-01-2015
    • 4295

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة


    دموع مسيلة للقنابل

    الجميل أن ابدأ بالعنوان الذي جاء فلسفيّا حسب نظرتي،
    أراد منها الكاتب محمد شهيد أن يقول أن الدموع أحيانا أكبر من قنابل الغاز المسيلة للدموع..

    والدموع في قاموس الإنسان، فطرية لذلك هي أقوى من القنابل فيأتي السؤال مباشرة: “لماذا البشر وحدهم يبكون"
    وهو عنوان من تأليف عالم النفس الهولندي آد فينغرهوتز
    .
    إذا بدأ أستاذ شهيد نصّه النثري هنا بكلمة مهمة جدا في حياة الإنسان لأنّ من لا يبكي،
    فليقم لنفسه جنازة ويضرب رأسه بحجارة صلبة حتى يستفيق .

    فآثار البكاء على الفرد، تخلّف ربّما راحة نفسيّة او يدخل بانورامية الحزن ومحرقة الدموع التي وصفها الكاتب مسيلة للقنابل...
    هذا مروري البسيط فيما يخصّ العنوان.
    وبين الدمعة والشمعة علاقة وطيدة جدا كلاهما حارقة تذوب وتُذيب وهي صورة بليغة وعميقة وأيضا عجيبة
    هناك من يبكي صدقا وهناك من يبكي كالتماسيح التي ظلمناها بينما ربما هي أصدق..!!
    فهل تبكي انت صديقي محمد وهل تخجل من الدموع الحارقة؟؟
    لأن الرجال الذين يذرفون دموعًا بلا صوت، هم أشخاص مرهفو الإحساس،
    وفي الوقت ذاته قادرون على السيطرة على انفعالاتهم ومشاعرهم ،
    بينما يُنظر إلى بكاء الرجل المسموع على أنه ضعيف الشخصية وضعيف السيطرة على مشاعره
    .

    أعود إلى تشبيهك وتوظيفك الشمعة "رمز" الدموع الحارقة
    تماما كقنابل الغاز التي أعمت عيوننا لبعض الوقت أيام الثورة وكدنا نموت ، لا أحد تفطّن ولا اهتمّ

    كانت القنابل من سيلت دموعنا فأسلنا بدورنا الدموع الحارقة...

    هذا رديّ في الجزء الاوّل من النص يشمله العنوان.
    ------***------

    أما ردي على الجزء الاخير أو ما لامس احساسي كشاعرة فأترجمه لك هذه النثريثة القصيرة
    التي جاءت مثل عصفور صغير ملوّن ليحطّ على كفّي :


    _
    حذو الحائط المجازي،
    هناك،، تنحدر القبائل المتربصة بكل شيء جميل
    تدور رحى الحرب فتُسقَى التربة بالدماء..
    المقابر بلا أسوار
    أشجار الصنوبر صامتة في ذاك السكون
    المدينة الكبيرة تتساقط شوارعها بلا رغبة
    كأنّ الأفق التصق بالزمن الذبيح
    وكانّ الإعصار لا يلوي على شيء
    وحدها أنثى الشهوة الأخيرة
    هناك،
    تخضّب ضفائرها بما لوحته لها الريح
    وعلى ضفاف الانتظار،
    تهرول القبلات المسروقة
    داخل أفواه جوفاء

    -
    -
    -

    صديقي أرجو أن تتقبّل تعليقي المتواضع
    وأن تغفر لي لو كان فهمي ضئيل.....
    -
    -
    -
    أجمل التحيا لرجل الظلال
    عدت إليك صديقتي الشاعرة سليمى بعد أن أعدت قراءتك تعليقك السامي لنثريتى المرتجلة.
    تحليلك منذ البدء وحتى الختم جاء - لن أقول مثل الشمعة، والشمعة تحرق ذاتها وتختفي لتضيء المظلم فيتجلى - لكن مثل مثل أشعة الشمس الدافئة في صباح ربيعي مزهر؛ فعلى الرغم من قتامة المشهد الذي حاولت النثرية تجسيده في حلقات تختلف في المبنى وتتحد في المعنى، وعلى الرغم من روح القصيد المتشائمة نوعاً ما، فإن تحليلك المرهف أتى ليعبر بلسان الروح المتفائلة ليهمس لي بدفء: ابتسم رغم الألم! نعم، صديقتي سليمى، الشمعة رمز العطاء و البذل حتى الفناء، و لولاها لما أُلّفتْ صحائف و لا زُيّنت متاحف، فهي الشاهد الوحيد المتبقي من زمن السلف أتانا ليحدثنا عن أخبار الزهاد العاكفين و التقاك الساجدين و الرواة المحدثين ممن تعبوا و لم يملوا حتى بلغنا من نور علمهم ما يضيء طريقنا اليوم حيث يعم الجهل و تنتشر الفوضى.
    لكن الرمز مافتيء ينقلب إلى ضده، حيث استغله الماكرون فجعلوا منه سلاحاً يدمي و غازا يعمي (كما أشرتِ إليه بلباقة عن الثورات العربية في تعليقك الأنيق).

    نثريتك التي رافقت ردك جميلة جدا، فحبذا لو تخرجيها منفردة لتخصصي لها متصفحا حتى تشع بنور جمالها على نوافذ الملتقى.

    أشكرك جزيل الشكر على حسن القراءة و جودة التفاعل. دمت بالقرب صديقتي الغالية.

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #17




      أشكرك جزيل الشكر على حسن القراءة و جودة التفاعل. دمت بالقرب صديقتي الغالية.

      -
      أنا دوما بالقرب خاصة من أصحاب الأقلام الجميلة والقلوب النقية
      أجدد أواصر الصداقة والمحبة وهذا الجمال الذي يحتوينا صديقي محمد شهيد

      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • محمد شهيد
        أديب وكاتب
        • 24-01-2015
        • 4295

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة




        أشكرك جزيل الشكر على حسن القراءة و جودة التفاعل. دمت بالقرب صديقتي الغالية.

        -
        أنا دوما بالقرب خاصة من أصحاب الأقلام الجميلة والقلوب النقية
        أجدد أواصر الصداقة والمحبة وهذا الجمال الذي يحتوينا صديقي محمد شهيد

        خليك بالقرب إذن و لا تجعلي نشاطاتك الثقافية و المهرجانات تبعدك عن مجلسنا هذا هه

        حفظك الله أيتها الصديقة ذات الأخلاق النبيلة.

        مودتي

        م.ش.

        تعليق

        يعمل...
        X