تحليق يضل درب السماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة سلمان
    عصفورة لاتجيد الزقزقة
    • 13-07-2012
    • 1326

    تحليق يضل درب السماء

    قالت أمي كبرتِ، لا يليق بالبكار التحليق ببالونات الأعياد، إذهبي وأغسلي الصحون. رميت البالونات من يدي، وبدأت جمع الأطباق. أذكر كان اليوم يوم ميلادي، وكان عدد البالونات الملونة خمسة، عدد سنوات عمري الخمسة. وكان من بين البالونات واحدة باللون الأصفر وهو اللون المناسب لبرجي كما عرفت فيما بعد من جارتي المتعلمة والمولعة بإقتناء المجلات وقراءة الأبراج. وواحدة حمراء لون القلب الذي وهبه أبن خالتي وأرسله مرسوما على ساق حمامة ضلت طَرق نافذتي، لم تكن السماء ماطرة ولا الريح هوجاء عاصفة، كان الفصل منتصف الصيف وكانت الشمس صافية تشع على الحصى التي يلتقطها أخي الصغير من أجل مقلاع المطاط، كانت كل الحصوات تسقط على الشجرة المتفرعة قرب نافذتي. كانت شجرة تفاح أبيض، زاهية وخضراء مثل أحدى البالونات، يومها حمل أبي منشارا كهربائيا كبيرا وأقتطع الشجرة والشجيرات القريبة كي لا يتجرأ ثانية ويقترب الحمام بقلب يشطره سهمٌ واحدٌ. البالونة التي بددتُ لأجل بقائها خوفا كثيرا وقلقا أكثر، هي التي على شكل طائرة. كل عام، في يوم ميلادي تحديدا أنفث فيها أمنية صغيرة وأخفيها، كان بها متسع كبير للأماني وأمنيتي الأخيرة أصغر من أمنياتي السابقة، لكن برقا خاطفا... وصوت فرقعة الأحلام عاليا عاليا جدا حتى أمي في السماء بلغها الصدى وقالت كبرت لا يليق بالكبار نفث الأمنيات.



    سماء القرية
    رغم الرياح العالية البالونات
    لا تسبق السرب


    الطائرة البالون
    قبل أن يفلت الخيط وبعده
    الخطاف أسرع


    كل الأوقات عيد أيها الأحبة
    التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 10-06-2019, 19:19.
  • مادلين مدور
    عضو الملتقى
    • 13-11-2018
    • 151

    #2
    خمس سنوا...ما زال الوقت مبكراً على مصادرة الأحلام.
    لكن لا...لن يستطيع الكبار مصادرة أحلام الأطفال أبداً أبداً...مهما فعلوا.

    لو يعلم الكبار أن الصغار متفوقون عليهم دائماً...لخجلوا من أنفسهم.

    الأستاذة سميرة سلمان...هذا النص من أجمل ما قرأت اليوم.
    اتمنى أن نصبح أصدقاء، وأتعلم منك.

    تحياتي.
    لا أُصَدِّقُ من يقولُ لا وقتَ لدي.
    بِهِ أفعلُ كُلَّ شيءٍ، والفائضُ أستمتِعُ بإضاعته.

    تعليق

    • سعد الأوراسي
      عضو الملتقى
      • 17-08-2014
      • 1753

      #3
      أهلا بك وبهذا النظام من سحر الحرف ومتعته
      فعلا النص يحمل نقاء الفكر وجمال الحس البريء
      وليس غريبا على سميرة هذا ..
      كل عام وأنت سعيدة

      تعليق

      • سميرة سلمان
        عصفورة لاتجيد الزقزقة
        • 13-07-2012
        • 1326

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مادلين مدور مشاهدة المشاركة
        خمس سنوا...ما زال الوقت مبكراً على مصادرة الأحلام.
        لكن لا...لن يستطيع الكبار مصادرة أحلام الأطفال أبداً أبداً...مهما فعلوا.

        لو يعلم الكبار أن الصغار متفوقون عليهم دائماً...لخجلوا من أنفسهم.

        الأستاذة سميرة سلمان...هذا النص من أجمل ما قرأت اليوم.
        اتمنى أن نصبح أصدقاء، وأتعلم منك.

        تحياتي.
        مرحبا أستاذة مادلين مدور كل عام وأنت بالف خير يارب
        يسعدني ويشرفني صديقة عزيزة
        شكرا للتواضع والروح الطيبة، شكرا لحضورك واستحسانك
        إمتناني وأجمل التحيات المعطرة بالود

        تعليق

        • سميرة سلمان
          عصفورة لاتجيد الزقزقة
          • 13-07-2012
          • 1326

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعد الأوراسي مشاهدة المشاركة
          أهلا بك وبهذا النظام من سحر الحرف ومتعته
          فعلا النص يحمل نقاء الفكر وجمال الحس البريء
          وليس غريبا على سميرة هذا ..
          كل عام وأنت سعيدة
          مرحبا أستاذنا الأديب الرائع سعد الأوراسي
          كل عام وأنت الأسعد كل عام والأهل والجزائر الطيبة بألف خير يارب
          وهذا يحمل لي الكثير من السرور والبهجة
          اعجابك يعني أن الحرف على الدرب السليم ولم يضل الرفرفة في المساحة الصغيرة/ البسيطة
          احترامي وكل الشكر والتقدير
          دمت استاذنا بوافر الخير والسعادة

          تعليق

          • سوسن مطر
            عضو الملتقى
            • 03-12-2013
            • 827

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سميرة سلمان مشاهدة المشاركة
            قالت أمي كبرتِ، لا يليق بالبكار التحليق ببالونات الأعياد، إذهبي وأغسلي الصحون. رميت البالونات من يدي، وبدأت جمع الأطباق. أذكر كان اليوم يوم ميلادي، وكان عدد البالونات الملونة خمسة، عدد سنوات عمري الخمسة. وكان من بين البالونات واحدة باللون الأصفر وهو اللون المناسب لبرجي كما عرفت فيما بعد من جارتي المتعلمة والمولعة بإقتناء المجلات وقراءة الأبراج. وواحدة حمراء لون القلب الذي وهبه أبن خالتي وأرسله مرسوما على ساق حمامة ضلت طَرق نافذتي، لم تكن السماء ماطرة ولا الريح هوجاء عاصفة، كان الفصل منتصف الصيف وكانت الشمس صافية تشع على الحصى التي يلتقطها أخي الصغير من أجل مقلاع المطاط، كانت كل الحصوات تسقط على الشجرة المتفرعة قرب نافذتي. كانت شجرة تفاح أبيض، زاهية وخضراء مثل أحدى البالونات، يومها حمل أبي منشارا كهربائيا كبيرا وأقتطع الشجرة والشجيرات القريبة كي لا يتجرأ ثانية ويقترب الحمام بقلب يشطره سهمٌ واحدٌ. البالونة التي بددتُ لأجل بقائها خوفا كثيرا وقلقا أكثر، هي التي على شكل طائرة. كل عام، في يوم ميلادي تحديدا أنفث فيها أمنية صغيرة وأخفيها، كان بها متسع كبير للأماني وأمنيتي الأخيرة أصغر من أمنياتي السابقة، لكن برقا خاطفا... وصوت فرقعة الأحلام عاليا عاليا جدا حتى أمي في السماء بلغها الصدى وقالت كبرت لا يليق بالكبار نفث الأمنيات.



            سماء القرية
            رغم الرياح العالية البالونات
            لا تسبق السرب


            الطائرة البالون
            قبل أن يفلت الخيط وبعده
            الخطاف أسرع


            كل الأوقات عيد أيها الأحبة
            ..

            تتمتعين بمفردات مُحلِّقة، تخلقُ لنا أجواءاً بريئة صافية كلون السماء
            متألّقة كقوس قزح في عالم الأدب
            يعجبني كيف تصنعين الهايكو بعفوية وبساطة
            تُحيكينَهُ من كل القصص والأحداث واللقطات
            مما يدل على عمق شعورك بتفاصيل اللحظات وتمكُّنُكِ من وصفها بدقة

            " (...) قالت كبرت لا يليق بالكبار نفث الأمنيات (...) "

            أقرأ في هذه القصة سطوراً تحكي مشكلة القيود الكثيرة التي
            يقيّد بها المجتمع نفسه، والتي لا تتوافق مع المنطق ولا تتبع لمُثُل
            حقيقية أو أخلاق.. بل هي مجرد أقوال تمَّ الاعتياد على تكرارها فحسب..

            كل عام وأنتِ جميلة الروح، رقيقة الكلمة
            كل عام وأنتِ بخير

            ..


            تعليق

            • سميرة سلمان
              عصفورة لاتجيد الزقزقة
              • 13-07-2012
              • 1326

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
              ..

              تتمتعين بمفردات مُحلِّقة، تخلقُ لنا أجواءاً بريئة صافية كلون السماء
              متألّقة كقوس قزح في عالم الأدب
              يعجبني كيف تصنعين الهايكو بعفوية وبساطة
              تُحيكينَهُ من كل القصص والأحداث واللقطات
              مما يدل على عمق شعورك بتفاصيل اللحظات وتمكُّنُكِ من وصفها بدقة

              " (...) قالت كبرت لا يليق بالكبار نفث الأمنيات (...) "

              أقرأ في هذه القصة سطوراً تحكي مشكلة القيود الكثيرة التي
              يقيّد بها المجتمع نفسه، والتي لا تتوافق مع المنطق ولا تتبع لمُثُل
              حقيقية أو أخلاق.. بل هي مجرد أقوال تمَّ الاعتياد على تكرارها فحسب..

              كل عام وأنتِ جميلة الروح، رقيقة الكلمة
              كل عام وأنتِ بخير

              ..


              مساء الخير الأستاذة العزيزة سوسن مطر سعيدة بحضورك الراقي.
              كلماتك المشجعة تسرني كثيرا، البساطة والعفوية أساسيات الهايكو، أتمنى ذلك
              عن القيود: الكثير وليس البعض، اعتاد لحد يعتقد أنها الجزء المهم من الهوية، والتخلي عن ممارستها يعني الضياع في النور وهذا لا يسرهم!
              كل عام وأنت السوسن الأجمل والأطيب أستاذة دمت رائعة بهية الحضور
              إمتناني وخالص الشكر
              التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 20-06-2019, 19:57.

              تعليق

              يعمل...
              X