قالت أمي كبرتِ، لا يليق بالبكار التحليق ببالونات الأعياد، إذهبي وأغسلي الصحون. رميت البالونات من يدي، وبدأت جمع الأطباق. أذكر كان اليوم يوم ميلادي، وكان عدد البالونات الملونة خمسة، عدد سنوات عمري الخمسة. وكان من بين البالونات واحدة باللون الأصفر وهو اللون المناسب لبرجي كما عرفت فيما بعد من جارتي المتعلمة والمولعة بإقتناء المجلات وقراءة الأبراج. وواحدة حمراء لون القلب الذي وهبه أبن خالتي وأرسله مرسوما على ساق حمامة ضلت طَرق نافذتي، لم تكن السماء ماطرة ولا الريح هوجاء عاصفة، كان الفصل منتصف الصيف وكانت الشمس صافية تشع على الحصى التي يلتقطها أخي الصغير من أجل مقلاع المطاط، كانت كل الحصوات تسقط على الشجرة المتفرعة قرب نافذتي. كانت شجرة تفاح أبيض، زاهية وخضراء مثل أحدى البالونات، يومها حمل أبي منشارا كهربائيا كبيرا وأقتطع الشجرة والشجيرات القريبة كي لا يتجرأ ثانية ويقترب الحمام بقلب يشطره سهمٌ واحدٌ. البالونة التي بددتُ لأجل بقائها خوفا كثيرا وقلقا أكثر، هي التي على شكل طائرة. كل عام، في يوم ميلادي تحديدا أنفث فيها أمنية صغيرة وأخفيها، كان بها متسع كبير للأماني وأمنيتي الأخيرة أصغر من أمنياتي السابقة، لكن برقا خاطفا... وصوت فرقعة الأحلام عاليا عاليا جدا حتى أمي في السماء بلغها الصدى وقالت كبرت لا يليق بالكبار نفث الأمنيات.
سماء القرية
رغم الرياح العالية البالونات
لا تسبق السرب
الطائرة البالون
قبل أن يفلت الخيط وبعده
الخطاف أسرع
كل الأوقات عيد أيها الأحبة
كل الأوقات عيد أيها الأحبة
تعليق