
يٌحكي أن فارساً مغوار .. يُدعى " نوّار " .. قد وقع في حب ملكةٍ رائعة الجمال واسمها " سرابيل "... سلبته عقله وقلبه بأنوثتها وجمالها وسحرها الخلاّب .. لن أطيل عليكم في الكلام ،، فهاكم القصة بــ التمام ،، على لسان نوّار الفارس الهُمام ،،،


انحنيت بكل كبريائي بين يديها
ثم جثوت على ركبتي تحت قدميها
مرّرت سيفها على كتفي لتنصبني فارساً على قلبها
فــ أنا بطلها الذي خاض حروباً من أجل عينيها
أخضعتُ ممالك الأرض لها وبسطت مُـلكها عليها

صرفت الجميع وأبقتني لديها
نزلت من عرشها ومدت لي يديها قائلةً: قف أيها الفارس
فوقفت وأنا انظر إليها
ملكةً ألقى الجمال رحاله عندها واستوطن فيها يأبى فراق قُربها
لن أبالغ إن قلت أن الجمال يغار من جمالها
وأن الأنوثة منبعها هي ..
اقتربت رويداً رويداً وتلاصق وجهها الملائكي بوجهي
لم أعد فارساً مهاب بل أصبحت جسداً مرتعشاً ولساناً يهذي
رحل جبروتي وشعرت بدبيبٌ في قلبي وتلعثمت حروفي مابين لساني وشفتي
عجبا لأمري! ألست ذاك الفارس الذي أطاح إمبراطوريات وممالك بيدي؟
ما هذا الذي يجري؟
لست أدري
لست أدري

قالت:-
أيها الفارس تحرر من نفسك عندي
فأنا عاشقةٌ لك ليس لفارسٍ يقود جيشي
إني أمنحك قلبي وروحي وجسدي
اقترب أكثر لتذوق شهدي وأمنحك هوى لن تذوقه بعدي

فكان الذي كان
أصبحتُ أكثر طاعةً عندها كـــ الخاتم في البنان
ألقمتني الهوى عبر الشفتين
بين ليلة وضحاها أصبحت عاشقاً وكأني لست أعتى الفرسان
تهاوت مغشية ً عليها بين يدي
ويح قلبي مما آل إليه أمرها و أمري
حملتها ووضعتها على عرشها ووقفت من فرط الذهول أتأملها
مابين نحرها وصدرها سكب الجُمان نفسه وجرى حيث مجرى الأنهارعندها ..

استفاقت من بعد إغماء
قالت :- ماذا فعلت بي؟
أسكرتني فــ صرت لا أميز الألف من الياء
ما كنت أظنك تعرف شيئا غير سفك الدماء
انصرف الآن وسألقاك في المساء ...

في المساء
القمر بدر كامل ينير تلك الحديقة الغنّاء
أرجوحةٌ هناك بالقرب منها نافورة ماء
والسكون سيد الموقف والصمت يراقص الهواء
وعلى الأرجوحة
جلست تلك الملكة تتأرجح بهدوء وسكينة
تنتظرني فقد أمرت حراسها أن يحضروني إليها
وقفتُ وأنا أتأمل فستانها الأبيض الذي يشف ما تحته كـــ شفافية الماء
ويديها المضمّختان بالحنِاء ..
قالت : اقترب
دنوت منها والخوف يهز أوصالي
والعشق قد استبد في قلبي وأعلن احتضاري
انحنيت بأدب جم قائلاً:- سيدتي
قالت :- اقترب واجلس بجواري
دنوت من أرجوحتها التي فُتلت بخيوطٍ من ذهب
وجلست بجوارها وقد هالني ما رأيت من العجب
قالت : أتذكر ما فعلت بي بالأمس ؟؟
تلك القبلة التي أودت بي نحو عالم العشق وألغت حواسي الخمس ..
أجبتها :-
اذكرها ولا أنساها قد نال مني العشق ما نال منك بالأمس
قالت :-
اقترب مني أكثر ودعني أعيد التاريخ من جديد
واحذر يا فارسي أن تتفوه بما يحدث بينا لقريبٍ أو بعيد
فـــ أنا الملكة التي لا يجب أن تهب قلبها لفارسٍ قاد جيشها لكل نصرٍ فريد
لكن الهوى يا فارسي من جعلني أذوب بين يديك كــــ الجليد ...
و مضينا في أعادة التاريخ من جديد ...تاريخ الأمس الفريد ..حين ثملتُ وثملتُ
من قبلةٍ لا تهدأ وعن احترام الذات لا تحيد ...

في الغد
استدعتني أمام وزرائها وحكامها وكأنها لا تعرفني ولا تعرف الهوى بالأمس كيف طرق أبوابها ..
قالت :- أيها الفارس ..
غداً ستغزو مملكةً أخرى خلف الجبال ... مملكة الملكة بيسان
يُقال بأن جيشها من أقوى الرجال لكني أثق بفارسي فهو خبرة في القتال ..
خذ ما يلزمك من جنود ولا تعد إلا برأس ملكتهم بيسان
امدد سيطرتك على مملكتها ولديك تصريح بقتل كل من يتمرد عليك
أو يرفض أن ينزوي تحت لواء مملكتي ..

ذهب الفارس إلى غزوته لكنه أبداً لم يكن ذاك الفارس الذي تهابه الرجال
كان كل ما يجول في خاطره وماتراه عينه غير الملكة بـــ شفتيها وقبلتها المميتة
بـــ جمالها وسحرها .. لـــ جنونه بها وعشقه الأبدي للبقاء بقربها جعله يخشي
الموت في المعارك مخافةً أن يفقدها

بدأت المعركة ،، وتهاوت مع أولى ضربات الأعداء كتيبته اليمنى ومن ثم تبعتها
كتيبته اليسرى ..
ومع كل صرخات الجرحى يتهادى له صوتها
ومع كل دماءٍ تلطخت بها يداه يرى فيها حمرة خديّها
لم يكن يرى شيئا سوى الملكة سرابيل وعشقها ولا يشعر بشيءٍ سوى بحُبها
وشوقه للعودة إليها ..
فـــ سقط بالأسر من بعد أن هُـزم على يد جيش الملكة بيسان شر هزيمة ..

سقط الفارس المهاب في زنزانةٍ صغيرة
جلس وحيداً يلعن حظّه التعيس و يستعيد ذاكرته
كيف أصبح عاشقاً للملكة سرابيل
وكيف استولت على عقله وفكره حتى سقط في المعركة أسيرا
وعند منتصف الليل بقليل ،، فُتِح باب زنزانته ودخل حارسٌ طويل
وقال :- الملكة تطلب لقائك أيها الأسير
قام وقد صلب طوله
ومضى مع الحارس يجر قيوده
وإكراما لفروسيته فقد كبلوه بسلاسل ذهبية
ادخلوه قاعة حمراء مرتبة بشكلٍ رائع
و في صدر القاعة عرشٌ مزركش بشتى الألوان
وجواهر وأحجار كريمة رُصّت بإتقان
فكوا أغلاله !
صوت أنثوي جاء من خلفه يأمر الحراس لكي يفكوا أسره
وبينما الحراس يفكون أغلاله
مرت بجانبه الملكة وكأنها خيـــال في خيـــال إنها الملكـــ بيســـــــان ـــــــــة

حين وصلت إلى عرشها كان لا يبصر إلا ظهرها
استدارت لتجلس فإذا به يرى الشمس قد ضلت عن مدارها
واتخذت الأرض مداراً لها وحدها
أواااا ه مما أرى ، كلّ وصفٍ ظالمٍ في حقها
بادرته قائلة :-
أخيرا وقعت في الأسر أيها الفارس
كانوا يقصون عنك القصص عن قوتك وبراعتك في المعارك
وبأنك شجاعٌ جداً وتقدم على الموت بقلبٍ ميتٍ هالك
أتساءل ما الذي جعلك تخسر هذه المرة وجيشك أقوى من جيشي وعلى رأسه
قائدٌ لا يملك خبرتك في المعارك؟!!
قال الفارس :-
جيشٌ من الوعول يقوده أسد خير من جيش من الأسود يقوده وعل
قالت الملكة بيسان :- هلا أفصحت أيها الفارس؟
قال الفارس :-
حينما كنت أنتصر في معاركي كنت بلا قلبٍ يحب أو يرحم
قلبي ميتٌ وعشقي الأوحد هو الدم
سقطت في عشق ملكتي سرابيل في ليلةٍ البدر فيها قد تم ..
حين ألقمتني شفتيها وتذوقت الشهد من بعد أن كنت عدم ..
أحببت الحياة لأجلها وخفت الموت في قتالي أمام جيشكِ فــ خسرت معركتي
ووقعت في أسركِ هذه حكايتي وما أنا عليها بنادم ...
قالت الملكة بيسان :-
كم من رجلٍ أذلّه حبه و قتله عشقه !!
وكم من ملكٍ مال به عرشه وسقط في بحور العشق
إني باعثةٌ بــ رسالةٍ لملكتكِ سرابيل
أفاديك بها لأثبت لك بأنها لم تحبك يوماً أيها الفارس النبيل
وأنك كنت مجرد نزوة عشقٍ حين بادرتك بالتقبيل
قال الفارس :- مستحيل !
ابعثي بالرسالة و سترين كيف تفديني بروحها وكل ما تملك من جواهر ودر ثمين
نادت الملكة بيسان قائلةً :- أيها الحاجب
آتني بورقةٍ وقلم ومحبرة
أجابها الحاجب بخضوع :- أمرُ مولاتي
لحظات وما طلبته كان عندها
وبدأت تكتب الرسالة نصُها ما يلي :-
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/13.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]من الملكة بيسان إلى الملكة سرابيل
قد وقع فارسكِ لديّ أسير
إما أن تبعثي لي بألف جوهرةٍ وألف فرسٍ أصيل
أو أجعل دمه يسيل ..
سأقتله وأخرِجُ قلبه من صدره وابعث به إليكِ قتيل[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نادت الحاجب قائلةً:-
خذه هذه الرسالة وأعطها لأحد الفرسان
ليرحل بها الليلة للملكة سرابيل ولا يعود إلا بردٍ منها
الحاجب :- أمر مولاتي
التفتت إلى الفارس الأسير
وقالت له :-
مصيرك معلقٌ برد من تقول أنها حبيبتك الملكة سرابيل
وإن غداً لناظره قريب
أيها الحراس خذوه إلى زنزانته لكن دعوه دون تكبيل
وانصرفت كما أتت وكأن الحياة لديه توقفت ....
THE END
تابعوني ياسادة ياكرام في الجزء التاني من قصة الفارس الهُمام ... لأخبركم
ماحصل للفارس الأسير ... هل نفعه الحب أو كان موته هو المصير...
لكم تحياتي وإلى اللقاء في الجزء الثاني ...
تعليق