دردشة مع الفنان السائد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطمة الزهراء العلوي
    نورسة حرة
    • 13-06-2009
    • 4206

    دردشة مع الفنان السائد

    دردشة مع الفنان السائد

    السلام على اللوحة والريشة وعلى اللون تمتح منه الفصوص الملساء روحها وأنسنتها
    السائد الفنان :
    حين فكرت في هدية / قلت لن تكون قصيدة فهذا ما أتقنه على قدر ما نثريا ، وأنا صفر في اللون/ وصفر في الشعر وغاضب جدا ـ الخليل جدي ـ مني / الله غالب هذا ما حلبت بقرة قلمي ..
    وكنا قاب قوسين من الفنان / على إثر حوار جمع الأكاديمية به منذ سنوات قليلة ماضية
    ركزنا فيها على الريشة واللوحة والفنان الانسان ، والمدراس التي جمعها في مدرسته الخاصة به
    وقلت لنفسي : لن أضيف شيئا يذكر على ما بات الجميع يعرفه / حين يتعلق الأمر بفنان الإكاديمية والملتقى :الإنسان الخلوق الطيب :سائد ريان
    ولأنني أتقن ثرثرة الكلام / فكرت في هدية من زاوية أخرى
    نتحدث عن فن الرسم ـ مثلا ـ من خلال المنظومة التربوية ، وندمج الإنسان الريان في الحديث
    الفنان / هو العين الثالثة الحقيقية التي تجمع شيئين مهمين :
    1الواقع: تلتقط تفاصيله الصغيرة التي لا تُرى بالعين المجردة ، وتعيد حياكتها عبر اللون ، ترقع ما يمكن ترقيعه / وتضيف ليكون التغيير / وهذه مهمة ليست سهلة الا لمن له الموهبة الربانية مع تثبيتها بالإرادة وبالتعليم
    وتكون عبر ممارسات ريشة متعددة المدارس / وتركز خصوصا على قلم الرصاص وعبر الكاريكاتير
    كمدرسة ساخرة مسخرة لتغيير الواقع
    2 الفنان:فالفن هو التفنين في ممارسة الشيء
    هو :/ المبدع / في كل مجالات الإبداع / وفي الرسم: الـ ينسج باللون ما لم تستطعه واقعية العين
    والفنان ـ وهنا نحضر السائدـ يتصف بصفات تشبه في انفراديتها / العين الثالثة /حيث يختلف عن باقي الناس : ببياضه وسماحة علاقاته وطيبته وأخلاقه
    وحين يتعلق الامر بالسائد الاخ الرائع ورفيق حروفنا لونا / فلا يختلف إثنان
    عود على بدء:
    تحضرنا أمداء اللون هنا / وأتذكر المدرسة في وقتي القريب جدا من العشرية الأخيرة ؟ الجيل الماضي؟
    كانت لدينا ثلاث حصص مهمة كمواد رسمية في البرنامج :
    ـ حصة الرياضة البدنية
    ـ حصة الموسيقى
    ـ حصة الرسم

    وأساتذة أصحاب اختصاص وخريجي المدارس العليا المتخصصة
    الرسم / لم تكن علاقتنا جيدة نحن الاثنان / كانت الريشة أكبر من متخيل رأسي الصغير
    كان من المستحيل أن أرسم خطا مستقيما حتى ولو بمساعدة المسطرة
    وقد كتبت لك ذات حكاية عن عقدة الرسم مع استاذي فكري الله يذكره بالخير وحذفتها لانني وجدت بانها ستشفق علي أكثر وذاتية أكثر وعاطفية أكثر / وأكره العاطفة التي تجلب القراءة قوة
    لكن ورغم انشقاق العلاقة ما بيني وبينه ـ الرسم ـ وشقاقها / فانني كنت قادرة على احتواء مد اللون في اللوحة عبر القراءة
    وكنت مهووسة بالمتاحف ولا أزال ..
    المتحف ياخذني إليه عشقا ، من حيث ُذلك الصمت الوديع ـ إن صحت المفردة ـ
    وكانت حصة المكتبة للقراءة / تمنحنا تلك الظلال التي نتسَوّرها متكأ لنحاول الرسم / سواء قراءة او تعرفا على الرسامين في العالم ومدارسهم
    لقد نشأت ما بيننا علاقة ود متناقضة: أنا لا أتقنه وهو يمنحني الظلال لأكون عبر القراءة
    بينما الموسيقى تعزفهما معا : اللون والحبر
    اليوم وللأسف الشديد
    تغير الحال فحتى مساحة المكتبة ـ كمتنفس ـ لم تعد هناك / وضاقت جدران المدارس بكثرة المواد / وخواء الرؤؤس الصغيرة من التحصيل
    فعلاقة الجميع تشوهت مع الجميع
    عندما كنت في الجامعة
    كانت هناك مساحات مفتوحة في مدينتي : كازابلانكا: صبيحة الاحاد قرب حديقة الجامعة العربية في مكان نسميه :nevada
    يجتمع فيه الرسامون والشعراء وتبدأ رحلة الرسم مسابقة
    وكنت احتضن هاته الألواح سارحة بخيالي / وأقول :قد أرسم يوما ما
    فالرسم هو تلك الإضافة الجميلة / التي تمحو الغبن عن الفصوص وعن القلب
    فيكفي زيارة متحف ما لندرك هاته الاضافة
    إضافة قيمة ، تؤسس للتوازن النفسي
    فسبحان الخالق عز وجل
    الذي سخّر الانسان والقلم وسخرنعمة اللون
    عود على بدء ثان :
    حين التقتيك ذات لون وحبر / سيدي السائد الطيب/ والأخ الرائع
    كانت رحلة العودة إلى صباحات البيضاء، وتجمع الشعراء ورقة اللون وحماسة المتخيل
    رحلة لا تكتفي ب بالعودة ذكرى فقط ، بل تمحو غبن الغربة
    الغربة ذلك الاسوداد الذي يفتح الغريب شساعة على الآخرين
    من خلال أناس مميزين بفروسية أخلاقهم / تذهب الغربة سدى

    تقبل مني فناننا السائد هذه الدردشة العلنية.

    زهراء : ذات لون
    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الزهراء العلوي; الساعة 26-08-2020, 09:00.
    لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2



    الجميلة الأستاذة والأخت فاطمة الزهراء


    قدرة كبيرة في صياغة الكلمة بأسلوب ذكي جعلتني أقول هذه ليستْ دردشة بل محاورة رومانسية رقيقة جدا عميقة وحكيمة
    الأركان التي مررتِ بها
    الرياضة الموسيقى اللون الفن الشعر ، جاء توظيفها جيّدا وخفيف الظل على القارئ..
    شكرا المبدعة فاطمة على هذه الدردشة الراقية
    وتحية من خلالك إلى الفنان الكبير المتخلّق الأخ سائد ريّان.
    -
    -
    فائق التقدير

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • فاطمة الزهراء العلوي
      نورسة حرة
      • 13-06-2009
      • 4206

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة



      الجميلة الأستاذة والأخت فاطمة الزهراء


      قدرة كبيرة في صياغة الكلمة بأسلوب ذكي جعلتني أقول هذه ليستْ دردشة بل محاورة رومانسية رقيقة جدا عميقة وحكيمة
      الأركان التي مررتِ بها
      الرياضة الموسيقى اللون الفن الشعر ، جاء توظيفها جيّدا وخفيف الظل على القارئ..
      شكرا المبدعة فاطمة على هذه الدردشة الراقية
      وتحية من خلالك إلى الفنان الكبير المتخلّق الأخ سائد ريّان.
      -
      -
      فائق التقدير

      شاعرتنا الرر قيقة سليمى
      أولا شكرا كبيرو هذه شهادة أعتز بها كثيرا من قلم مبدع أحترمه وأقدر عمق تفانيه في سبك وسكب الحرف
      فشكرا بلا ضفاف
      وتحية للسائد الفنان الخلوق
      ثم
      يخجلني أن أكون أستاذة في حضرتكم إخوتي أخواتي
      فلقد تعلمت منكم جميعا الكثير
      شكرا بحجم محبتي للون والحبر سليمى الرقيقة
      لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

      تعليق

      • فاطمة الزهراء العلوي
        نورسة حرة
        • 13-06-2009
        • 4206

        #4
        كنت أود يا السائد الفنان ان ندير رحى اللون هنا لكن للاسف الصمت سيد المكان
        تدخل لي ادخل لك / مقايضة الكتابة
        هناك بحول الله سنكمل
        انتهى صبري مني وانتهيت من صبري هههه
        التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الزهراء العلوي; الساعة 31-08-2020, 11:53.
        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          ولكنها ثرثرة ليست كالثرثرات.

          ولكنها ثرثرة ليست كالثرثرات

          "ولأنني أتقن ثرثرة الكلام" (!) استوقفتني هذه العبارة الأنيقة وجعلتني أبتسم ضاحكا، لستُ سليمان وهذه ليست عبارة النملة، لكننا نضحك وضحكنا، صار عموما، كالبكاء؛ ورحت أتساءل في نفسي: "ماذا نملك نحن، معشرَ الكُتَّاب، غير "ثرثرة الكلام"؟ ما الفرق بين متحدث ثرثار في الشارع، أو في المقهى، أو في المسجد، أو في أي مكان، وبين كاتب أديب يعرف فنون الثرثرة الأدبية، أو هكذا يجب أن يكون، في منتدى أدبي؟"

          الكتابة الأدبية ثرثرة من الثرثرة لكنها ثرثرة محببة إلى النفس يجتهد صاحبها في تحسينها وتجويدها وإتقانها لتبدو ثرثرة ليست كالثرثرات، تماما كما قال نزار قباني: "كلمات ليست كالكلمات" وهنا مكمن السر ومنتهى الأمر: الكتابة الأدبية، نثرا كانت أم شعرا، ثرثرة ولكنها ثرثرة ليست كالثرثرات وإلا صار كل ثرثار أديبا أو شاعرا، وما صار إليه حال الكُتَّاب يدعو إلى الاكتئاب.

          قد نجد في المقهى ثرثارا أميا يحسن الثرثرة خيرا من كثير من "الكُتاب" الأدباء الأميين، كيف هذا؟ وهل الكاتب أمي وهو يكتب؟ الأمية المتحدث عنها هنا ليست الأمية التقليدية المعروفة وإنما أمية المشاعر والأحاسيس والتعبير المتقن المتفنن فيه، ولو عدنا إلى مفهوم "الأُمية"، وهو هنا مصدر صناعي من كلمة "أم"، أي الوالدة، أي، ولمزيد من التوضيح، هي منجبة الأطفال، فيبقى الطفل، حتى وإن صار كاتبا، أميا يتمسك بذيل أمه كأنه لا يريد أن تفارقه أو أن تبتعد عنه ولو لمسافة قصيرة.

          وكثير من "الكتاب"، بهذا التوصيف، أميون حقيقيون لم يستطيعوا الابتعاد عن أمهاتهم الكريمات، محضن الحنان، وموطن العطف، وموئل السخاء؛ كثير من "الكتاب" لم يفطموا بعد رغم تقدمهم في السن، بل، أحيانا، رغم براعتهم في فنون الكتابة، فيبقى الكاتب طفلا ضعيفا يستمسك بالعروة الوثقى، ذيل أمه، لا ينزع يده منها حتى وهو يتسلم الجوائز الأدبية الوطنية أو الدولية كأن في الكاتب مضغة، أو هبرة، من أمه يعز عليه تركها أو فراقها.

          وفي الختام أسأل: لماذا "يثرثر" الكاتب؟ أمن أجل الثرثرة لذاتها أم لرسالة يود تبليغها وإن لم يسمعها الناس، أو إن لم يسمعها الذين يريد إسماعهم إياها؟ أسئلة ستفتح، إن شاء الله تعالى، بابا للحوار أتمنى أن يجد له ثرثارا، أو ثرثارة، يدفعه إلى الأمام.

          لست أدري ما مدى توفيقي في تصوير ما أريد التعبير عنه لكنني أدري أنني أحببت المشاركة في هذه "الثرثرة" لأنني، ببساطة، أحسن الثرثرة الأدبية وإن كنت لا أصل إلى مستوى صاحبة المحل أختنا العزيزة فاطمة الزهراء العلوي، زادها الله علوا وتفوُّقا وتوفيقا وثباتا، آمين.

          مع أخلص تحياتي إلى أختنا العزيزة وإلى أخينا الحبيب سائد ريان الذي بغيابه خلا المكان من أجمل فنان.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #6
            هذه ليست ثرثرة أيتها الزهراء الجميلة.. هذا جمال و روعة و اعتراف لفنان ينثر الألوان و الحب و الجمال أينما يحل... ف شكرااا لك سيدتي الزهراء و نكبر ما يقدمه الفاضل سائد ريان في الملتقى... و نحييه و نرفع له قبعاتنا كما يقول المثل الفرنسي.
            الزهراء الجميلة هدية رائعة كأنت.

            تعليق

            • فاطمة الزهراء العلوي
              نورسة حرة
              • 13-06-2009
              • 4206

              #7
              السلام عليكم
              أستاذي السي الحسين الرائع
              أستاذتنا الجميلة سيدة اللغتين : منيرة
              شكرا لكما من القلب
              وساعود لاحقا بحول الله للرد عليكما بالتفصيل
              ممتنة جدا
              لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم
                أستاذي السي الحسين الرائع
                أستاذتنا الجميلة سيدة اللغتين : منيرة
                شكرا لكما من القلب
                وساعود لاحقا بحول الله للرد عليكما بالتفصيل
                ممتنة جدا
                وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
                أنتظر عودتك عسانا نخوض في ثرثرة أخوية تخفف عنا بعض ما نعيشه من ... البربرة !
                تحياتي إليك.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • فاطمة الزهراء العلوي
                  نورسة حرة
                  • 13-06-2009
                  • 4206

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                  ولكنها ثرثرة ليست كالثرثرات

                  "ولأنني أتقن ثرثرة الكلام" (!) استوقفتني هذه العبارة الأنيقة وجعلتني أبتسم ضاحكا، لستُ سليمان وهذه ليست عبارة النملة، لكننا نضحك وضحكنا، صار عموما، كالبكاء؛ ورحت أتساءل في نفسي: "ماذا نملك نحن، معشرَ الكُتَّاب، غير "ثرثرة الكلام"؟ ما الفرق بين متحدث ثرثار في الشارع، أو في المقهى، أو في المسجد، أو في أي مكان، وبين كاتب أديب يعرف فنون الثرثرة الأدبية، أو هكذا يجب أن يكون، في منتدى أدبي؟"

                  الكتابة الأدبية ثرثرة من الثرثرة لكنها ثرثرة محببة إلى النفس يجتهد صاحبها في تحسينها وتجويدها وإتقانها لتبدو ثرثرة ليست كالثرثرات، تماما كما قال نزار قباني: "كلمات ليست كالكلمات" وهنا مكمن السر ومنتهى الأمر: الكتابة الأدبية، نثرا كانت أم شعرا، ثرثرة ولكنها ثرثرة ليست كالثرثرات وإلا صار كل ثرثار أديبا أو شاعرا، وما صار إليه حال الكُتَّاب يدعو إلى الاكتئاب.

                  قد نجد في المقهى ثرثارا أميا يحسن الثرثرة خيرا من كثير من "الكُتاب" الأدباء الأميين، كيف هذا؟ وهل الكاتب أمي وهو يكتب؟ الأمية المتحدث عنها هنا ليست الأمية التقليدية المعروفة وإنما أمية المشاعر والأحاسيس والتعبير المتقن المتفنن فيه، ولو عدنا إلى مفهوم "الأُمية"، وهو هنا مصدر صناعي من كلمة "أم"، أي الوالدة، أي، ولمزيد من التوضيح، هي منجبة الأطفال، فيبقى الطفل، حتى وإن صار كاتبا، أميا يتمسك بذيل أمه كأنه لا يريد أن تفارقه أو أن تبتعد عنه ولو لمسافة قصيرة.

                  وكثير من "الكتاب"، بهذا التوصيف، أميون حقيقيون لم يستطيعوا الابتعاد عن أمهاتهم الكريمات، محضن الحنان، وموطن العطف، وموئل السخاء؛ كثير من "الكتاب" لم يفطموا بعد رغم تقدمهم في السن، بل، أحيانا، رغم براعتهم في فنون الكتابة، فيبقى الكاتب طفلا ضعيفا يستمسك بالعروة الوثقى، ذيل أمه، لا ينزع يده منها حتى وهو يتسلم الجوائز الأدبية الوطنية أو الدولية كأن في الكاتب مضغة، أو هبرة، من أمه يعز عليه تركها أو فراقها.

                  وفي الختام أسأل: لماذا "يثرثر" الكاتب؟ أمن أجل الثرثرة لذاتها أم لرسالة يود تبليغها وإن لم يسمعها الناس، أو إن لم يسمعها الذين يريد إسماعهم إياها؟ أسئلة ستفتح، إن شاء الله تعالى، بابا للحوار أتمنى أن يجد له ثرثارا، أو ثرثارة، يدفعه إلى الأمام.

                  لست أدري ما مدى توفيقي في تصوير ما أريد التعبير عنه لكنني أدري أنني أحببت المشاركة في هذه "الثرثرة" لأنني، ببساطة، أحسن الثرثرة الأدبية وإن كنت لا أصل إلى مستوى صاحبة المحل أختنا العزيزة فاطمة الزهراء العلوي، زادها الله علوا وتفوُّقا وتوفيقا وثباتا، آمين.

                  مع أخلص تحياتي إلى أختنا العزيزة وإلى أخينا الحبيب سائد ريان الذي بغيابه خلا المكان من أجمل فنان.
                  أستاذنا السي الحسين
                  مرحبا بطلتك الأدبية ودردشتك هنا العامرة بالإفادة

                  دردش :اختلاط الكلام وتنوعه في مواضيع شتى
                  وتكون عادة في المجالسي
                  وأفتش ـ شخصيا ـ عن جذر الكلمة
                  سنعود إليها مرة أخرى بحول الله
                  ولكن لنعد إلى خرافنا كما يقول الجار الغربي revenons en a nos moutons

                  الناس ـ أستاذي السي الحسين ـ فقدوا الثقة في كل شيء / بسبب الخلل العظيم الذي يحدث اليوم في السياسة وفي جميع مواطنها، هذا الخلل أحدث شرخا عميقا في النفس ، وتمخضت عنه انعكاسات خطيرة
                  إلى وقت قريب جدا ، كان الإنسان العربي "" الموحد "" مع أخيه العربي ، يجد صعوبة في فهم تقاليد الغرب
                  حيث الجار لا يعرف جاره
                  وكل يعتمد على نفسه
                  صحيح توجد بعض العيئات غير الرسمية ، التي تشتغل على ضم الإنسان الغربي ـ إن صحت المفردة ـ تمثلت في جهات دينية وفنية وحرة
                  ولكن بقيت على هامش الوحدة الاجتماعية
                  ونحن نعلم جميعا بان الثامنة عشر هي :كيان مستقل :عن العائلة وبداية حياة جديدة لدى الغرب
                  فكانت فوضى استقلالية الجميع من الجميع

                  الوضع لا يختلف عما يحدث في السياسة ، حين يتعلق الأمر بالاقتصاد بالاجتماع وبـ الإبداع
                  فالإبداع تشرب من هذه الفوضى العارمة التي تمكنت من كيانه ، حيث رُدمت الضوابط والقوانين واختلط الحابل بالنابل
                  لا توجد قراءة ولا قراء ولا إبداع ولا كتابة تفي بغرض احتياجات الشعوب ؟ الوطن ؟
                  وحين تقول لأحدهم : على المبدع أن يقول الوطن والمجتمع ويحاول دراسة بديل
                  يقول لك/ المبدع أيا كان شاعرا ؟ كاتبا ؟ فنانا .. ليس مجبرا على ان يغير الوضع هو وظيفته ان يصف
                  حدثت زلازل سياسية خطيرة / وتغير الوضع في العالم/ وشخصيا حتى هؤلاء الأساتذة والكتاب والذين قرأت لهم وتمرأى قلمي فيهم محاولة وعشقا للإبداع ، يلتزمون الصمت كأنهم غير معنيين
                  وفضلوا ـ كما تفضلت أستاذي السي الحسين ـ التباكي والانفرادية وردة الوجع إليهم لواعج كظيمة
                  الثرثرة : هي السبيل الوحيد لإفراغ الجواني من كبت الصورة التي رسمتها السياسية والسياسة تلك الخطورة ، /و""السياسة بيت الشيطان " "تردم ولا تبني
                  الثرثرة هي الفصل المتبقي للخروج من أزمة الكبت الاجتماعي على وجه الدقة
                  الكل يثرثر والكل صار كلا في انفرادية غريبة جدا
                  "" للخروج من أية ازمة ، يتطلب الدخول فيها "" فهل دخلنا يوما في أزمتنا كي نستطيع الخروج منها ؟
                  اخذت الثرثرة من زاوية معينة وقد تعود بي الثرثرة من زوايا أخرى
                  تحيتي أستاذي السي الحسين
                  وعفوا إن فلتت مني هفوة فأنا أكتب مباشرة على الورقة
                  التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة الزهراء العلوي; الساعة 02-09-2020, 19:35.
                  لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    الإبداع في الرداءة إبداع من نوع آخر.

                    مرحبا بالزهراء، زهراء النقاء والوفاء والعطاء، الله، الله، الله !!!

                    لعل "الدردشة"، وهي الحديث الخفيف بين الجلساء، أخت "الطرطشة"، وهي رش الجدار بما يجمله ويقويه، وابنة عم "الفرفشة"، المرح، وابنة خالة "القرمشة" والناس في مجالسهم يحبون الدردشة والقرمشة، قرمشة المكسرات مع رشفات الشاي أو... "التيزانة" !!!

                    لما كتبت إليك عن "الثرثرة" وردت على ذهني كلمتان أخريان هما "الترترة" و"البربرة"، لاحظي تشابه الكتابة، فلو نزعنا نقاط التمييز بين الثاء، والتاء، والباء، لما رأينا فرقا بينهن؛ والعجيب أن الثلاث لهن علاقة بالحديث، أو بالكلام، وعلى فكرة، ما سمي "البربر" بربرا إلا من "البربرة" وهي اختلاط أصوات الناس حتى لا يُفهم ما يقولون، وقد سمى الزعيم العربي "إفريقش" البربر من البربرة وليس من أي شيء آخر، ذكر ذلك ابن خلدون في كتابه العظيم "كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، فالبربرة هي اختلاط الأصوات مرة واحدة.

                    أما "الترترة" فهي "صوت الإنسان اللغط كثير الكلام"، وأما "الثرثرة" فهي مأخوذة من صوت تدفق الماء في الجداول والأنهار ومنها أخذت "الثرثرة" في الحديث السيال، وكذلك الهدرة مأخوذة من هدير الماء في الأنهار، والناس يحبون الهدرة؛ هذه جولة سريعة في "المصطلحات" التي يستعملها الناس في ... دردشاتهم، أو طرطشاتهم، سواء كانوا جادين في أحاديثهم أم كانوا "يُطَرِّشون" تطريشا كما تطرش الجدران عند الطرطشة.

                    أما عن سبب عزوف الناس عن المشاركة في الأحاديث الأدبية، أو في نقدها والحكم عليها، فهذا حديث يسوقنا إلى القول: "أن فاقد الشيء لا يعطيه"، وقد اقتحم ميدان الأدب كل سفيه تالف الفكر سخيفه لا يعرف من الكتابة إلا رصف الحروف الأبجدية بعضها إلى بعض فيظن نفسه أديبا، أو كاتبا، وما يزيد في المأساة أنه يجد سفهاء مثله يصفقون له ويشجعونه ويمدحونه، وقديما قالوا: "الطيور على أشكالها تقع"، وصدقوا؛ وقد أتاحت هذه الوسائل الحديثة فرصا كثيرة لكل ناعق ينشر نعيقه في المنتديات الأدبية وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي كما تسمى فاتخذت الرداءة صورة ..."إبداع" وهو في الواقع إبداع في الرداءة ليس غير.

                    نحن نعيش مأساة حقيقية في الأدب وفي العلاقات العامة والخاصة، الأنانية والأثرة ورؤية النفس، والغرور، والكبر، والانتفاخ كل أولئك جعل الأدباء الحقيقيين يصمتون، أو ينطوون على أنفسهم حتى لا يصيبهم "كوفيد" (!) الرداءة المستشرية العامة؛ أرى أن دخول كثير من الأدباء "الحجر الصحي" الإرادي حتى يسلمون من هذا الوباء الفتاك معقولا جدا ومبررا كذلك، نسأل الله السلامة والعافية.

                    وبما أننا نعيش فترة "الحجر الصحي الأدبي"، علينا أن ننفس عن بعضنا بالزيارة الأخوية، ونتبادل التشجيع لنستقوي بهما عما أصاب الدنيا من هذا الوباء والداء العضال: داء الرداءة الأدبية الخطير، نسأل الله العافية، آمين.

                    هذا ما عن لي الآن من هذه الدردشة ولا أريد تحويلها إلى ... طرطشة فما أكثر المطرشين !!!

                    والسلام ختام !!!

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      المفتخر بما ليس له كحمار اليوفي !!!

                      ونحن في هذه الدردشة الأخوية أقص عليك قصة طريفة حكاها لي أحد جيراني الظرفاء هذا المساء فكدت أختنق من الضحك.

                      يحكى أن حصانَ سباق ناجح، فوَّاز، استضاف جاره الحمار وأخذه معه إلى مرعى خصب فيه ما يلذ للحمار من عشب وفواكه وخضر ويطيب، تعجب الحمار من الخير الوفير الذي يرفل فيه الحصان، وسأله:
                      - من أين لك هذا كله يا جاري الكريم؟ ما شاء الله على الخير !
                      أجابه الحصان بكل تواضع بأنه حصان سباق وقد فاز بعدد من الجوائز المحلية والدولية وأراها الحمار معلقة على الجدار، فازداد هذا إعجابا بجاره المتفوق؛ وفي نهاية المأدبة، رد للحصان الاستضافة ودعاه إلى الاصطبل الذي يعيش فيه في زريبة سيده.

                      وفي اليوم الموعود احتار الحمار ماذا يوري جاره الحصان وما عنده شيء يفتخر به أمامه؛ فذهب إلى السوق، وأخذ يبحث في محلات الخردة والأثاث القديم (brocante)؛ وبينما هو يبحث وجد صورة لحمار الوحش المخطط، بالأبيض والسود كما هو معروف؛ فرح الحمار بالصورة وذهب بها إلى بيته !

                      وجاء الضيف الكريم، رحب الحمار به وقبْل أن يعرض عليه ما عنده من البرسيم أراد أن يفتخر أمامه بصورته الجميلة؛ سأله الحصان:
                      - أنت الذي في الصورة؟
                      فرد الحمار، وبكل فخر واعتزاز:
                      - نعم، كنت لاعبا في اليوفانتوس (Juventus) !!!
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • فاطمة الزهراء العلوي
                        نورسة حرة
                        • 13-06-2009
                        • 4206

                        #12
                        سأعود للإصغاء لما استجد معك أستاذي السي الحسين
                        أحاول الآن تعديل وتصحيح بعض الهفوات التي غلبتني في مداخلتي السابقة
                        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                        تعليق

                        • فاطمة الزهراء العلوي
                          نورسة حرة
                          • 13-06-2009
                          • 4206

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                          ونحن في هذه الدردشة الأخوية أقص عليك قصة طريفة حكاها لي أحد جيراني الظرفاء هذا المساء فكدت أختنق من الضحك.

                          يحكى أن حصانَ سباق ناجح، فوَّاز، استضاف جاره الحمار وأخذه معه إلى مرعى خصب فيه ما يلذ للحمار من عشب وفواكه وخضر ويطيب، تعجب الحمار من الخير الوفير الذي يرفل فيه الحصان، وسأله:
                          - من أين لك هذا كله يا جاري الكريم؟ ما شاء الله على الخير !
                          أجابه الحصان بكل تواضع بأنه حصان سباق وقد فاز بعدد من الجوائز المحلية والدولية وأراها الحمار معلقة على الجدار، فازداد هذا إعجابا بجاره المتفوق؛ وفي نهاية المأدبة، رد للحصان الاستضافة ودعاه إلى الاصطبل الذي يعيش فيه في زريبة سيده.

                          وفي اليوم الموعود احتار الحمار ماذا يوري جاره الحصان وما عنده شيء يفتخر به أمامه؛ فذهب إلى السوق، وأخذ يبحث في محلات الخردة والأثاث القديم (brocante)؛ وبينما هو يبحث وجد صورة لحمار الوحش المخطط، بالأبيض والسود كما هو معروف؛ فرح الحمار بالصورة وذهب بها إلى بيته !

                          وجاء الضيف الكريم، رحب الحمار به وقبْل أن يعرض عليه ما عنده من البرسيم أراد أن يفتخر أمامه بصورته الجميلة؛ سأله الحصان:
                          - أنت الذي في الصورة؟
                          فرد الحمار، وبكل فخر واعتزاز:
                          - نعم، كنت لاعبا في اليوفانتوس (Juventus) !!!
                          هههههههههه
                          أضحك الله سنك وسن جارك الكريم السي الحسين الفاضل
                          مسكين هذا الحمار
                          لو فقط اكتفي بـ antiquités كانت ستكون فخرا له
                          كما في المثل المغاربي "" جا يكحلها عماها ""
                          لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                            هههههههههه
                            أضحك الله سنك وسن جارك الكريم السي الحسين الفاضل
                            مسكين هذا الحمار لو فقط اكتفي بـ antiquités كانت ستكون فخرا له
                            كما في المثل المغاربي "" جا يكحلها عماها ""
                            أدام الله عليك السرور والحبور ووقاك الشرور والثبور، اللهم آمين.
                            ماذا يفعل المسكين وهو ... الحمار، أجلَّ الله قدرك ورفع شأنك، وبعض الناس يغبطهم الحمير على حماريتهم، نسأل الله العافية.
                            شكرا على التفاعل المثمر.
                            تحياتي لالَّة فاطمة.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            يعمل...
                            X