أخلاق للبيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جهاد بدران
    رئيس ملتقى فرعي
    • 04-04-2014
    • 624

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
    أخلاق للبيع


    جوَّعه الشرف
    ففتح دكانه يبيع ما تبقى لديه منه

    لمجرد تفكيك عنوان النص لعوامله اللفظية، بحيث عند فصل العنوان لكلمتين كل واحدة على حدة ، نستشعر حينها عظمة ما ترنو إليه القصة القصيرة جدا..
    /أخلاق للبيع/
    كلمة أخلاق تأخذنا لاتجاهين متضادين، من جهة أولى يأخذنا للأخلاق وعوامل الأخلاق وما تفرزه من سلوكيات، ومن جهة ثانية، يأخذنا للبيع، وفيها يتجنى المال على صاحبه، خاصة إذا كان وراٱه مساومة على الأخلاق..
    لما تلتصق كلمة أخلاق مع كلمة للبيع، نعرف أنه يوجد شرخ، وتمزق للمبادئ والأخلاق، وقد يتعدى ذلك للانحراف بكل أشكاله، وهبوط للدونية...

    يا لروعة هذه القصة القصيرة جداً، التي جاءت تتحدث عن زمن ضاعت فيه المعايير والقيم والأخلاق، وداست على النقاء والطهر بجميع ألوانه، وانقلبت موازين الشرفاء الذين يقبضون على شرفهم بجمر الأخلاق ويتمسكون بها بقبضة من حديد..
    /أخلاق للبيع/
    العنوان هو المفتاح الذهبي الذي نفتتح به النص، وهو يعتبر كارثة عظيمة تخلّ بالمجتمعات في هذا العصر، حيث لم تعد حكراً على فئة قليلة أو نسبة لا تتعدى نصف المجتمع، بل إحصائياً فقد تعدّت هذه النسبة بكثيير، بلا ضوابط ولا قواعد زجر تنهاهم عن ضبط النفوس في حدود منضبطة وفق الأخلاق بمختلف الديانات والشعوب، وعندما نصل للانحدار في الأخلاق على المحاور الحسابية، نجد النسبة في انحدار شديد، للتقرب من درجات الصفر، قياساً لو رسمنا الإحصائية وفق الرسم البياني ووفق عمل الباحثين في ذلك..
    فعملية البيع، تقابلها عملية الشراء، حسب حالات الذين يتاجرون وحالات الذين يشترون، كلاهما في مأزق عظيم، لأنهم في دائرة واحدة في عملية المقايضة والبيع والشراء والمساومة، وهنا تقع المسؤولية الأولى على الأفراد، ثم على المجتمع الذي يتحمل مسؤولية كبرى وعظيمة، لأنه لم يوفّر لهم طرق الوقاية، ولم يساهم في إنقاذهم بمنحهم الأمان والأمن، وهو السبب في ثلاثة أمور التي تقع على عاتق حكامنا وولاة أمرنا، وهم التجويع والتضليل والتجهيل، وهذه الأمور الثلاث، محور عمل الدول الكبرى اتجاه الشعوب العربية والإسلامية، من أجل السيطرة على ثرواتهم وكنوزهم، وحتى يمسكون بزمام أمورهم والتحكم بهم، لمعرفتهم منذ ظهور الإسلام وما قدموا من فتوحات وذاقوا وعرفوا عدل الإسلام وتنعّموا في الأمن في ظلّه، ورأوا أخلاق المسلمين من الصحابة والتابعين الذين كانوا مصاحف يمشون في الطرقات، كناية عن أخلاقهم ومخافتهم من الله سبحانه، ذلك العصر الذي كان يقام فيه الحدّ لمن يرتكب الكبائر والتي تستوجب معاقبة من يخالف أحكام الله وشريعته، فالعقوبة تؤدب المجتمعات والأفراد، وتزجر النفوس من ارتكاب المحرمات..
    هذه المقدمة أردت صياغتها لتوضيح عملية التجويع والتضليل والتجهيل، للوصول لمحتوى النص فيما يتعلق بالشرف وبيعه..
    بدأ الكاتب لوحته بقوله:

    /جوَّعه الشرف/

    السؤال هنا:
    لماذا يصل الإنسان لمرحلة بيع شرفه؟
    وما هي الأسباب التي ضغطت عليه لبيع شرفه؟
    لذلك هناك أسباب ومسببات دفعت الفرد في المجتمع للإعلان عن بيع شرفه علناً، وهذه أخطر ما يتعرض له الفرد، بأن يكون الضحية نتيجة الفقر والعوز والفاقة، وهذا يعود لما توفره الدولة له من مخصصات مالية تغنيه عن حاجته، أو تعميم مشاريع تستهدف الالتحاق بالعمل، حتى لا يكونوا عرضة للسؤال والتنازل عن الأخلاق، والفقر من أعظم ما يتعرض له الإنسان، حيث فيه يفقد توازنه الديني والإيماني إذا ما كان توججه للرب العظيم بأن يزيل عنه هذا الابتلاء، والفقر والجوع من أخطر ما يذوقه الإنسان، لأنه يفقد من حريته في العبودية لله، ليكون في عبوديته للبشر حتى يسد رمق جوعه خوف الموت، وبذلك يكون قد تعرّض للذلّ والهوان..
    الفقر من أكبر المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وأكثرها تأثيراً للعقل والضمير، وأخطرها تأثيراً على السلوك، وتحطيماً للنفوس..
    حتى إنه قد نسب لأحد الخلفاء الراشدين، رضي الله عنه وأرضاه قوله: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته". وهذا دليل على بشاعة جريمة الفقر. والتي تؤدي
    إلى عواقب وخيمة من الأمراض الاجتماعية والنفسية وازدياد الجرائم والإدمان على المخدرات وفقدان الثقة في النفس والسخط على المجتمع..
    ويكمل الكاتب قصته بقوله:

    /ففتح دكانه يبيع ما تبقى لديه منه/

    عملية فتح دكان، دليل على بداية مهنة وتجارة جديدة، والفعل الماضي/ ففتح/هي عملية تحريك لجهد معين بفعل ما، لاستكمال ما يتعرض له..
    وعملية البيع هنا، فيها تنازلات أخلاقية، مقابل ربح مادي يسد احتياجاته البليغة المؤثرة، وهذا كناية عن المرحلة الخطيرة التي يتعرض لها هذا الفرد في ظل دولة لم تراعي حقوق مواطنيها وحفظهم من التعرض للفقر، ويكفي أن نعلم ما يدّخره الرؤساء والحكام وولاة أمرنا من أموال، تكفي لأمة بأكملها..

    الأديب الكبير الراقي المبدع
    أ.فوزي سليم بيترو
    بوركتم وبورك قلمكم على طرحكم العظيم لقضية دامية وشائكة وحقيقة مرّة يتعرض لها كل الوطن العربي والإسلامي..
    فلا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل بهؤلاء الذين يتنعّمون على حساب رقاب الشعوب وحياتهم..
    شكراً لهذه اللوحة الغنية التي كان يرقد خلفها ألف سؤال وقضية، وألف وجع يسكب الدماء والدموع..
    رعاكم الله وحفظكم
    .
    .
    .
    .
    جهاد بدران
    فلسطينية

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
      لمجرد تفكيك عنوان النص لعوامله اللفظية، بحيث عند فصل العنوان لكلمتين كل واحدة على حدة ، نستشعر حينها عظمة ما ترنو إليه القصة القصيرة جدا..
      /أخلاق للبيع/
      كلمة أخلاق تأخذنا لاتجاهين متضادين، من جهة أولى يأخذنا للأخلاق وعوامل الأخلاق وما تفرزه من سلوكيات، ومن جهة ثانية، يأخذنا للبيع، وفيها يتجنى المال على صاحبه، خاصة إذا كان وراظ±ه مساومة على الأخلاق..
      لما تلتصق كلمة أخلاق مع كلمة للبيع، نعرف أنه يوجد شرخ، وتمزق للمبادئ والأخلاق، وقد يتعدى ذلك للانحراف بكل أشكاله، وهبوط للدونية...

      يا لروعة هذه القصة القصيرة جداً، التي جاءت تتحدث عن زمن ضاعت فيه المعايير والقيم والأخلاق، وداست على النقاء والطهر بجميع ألوانه، وانقلبت موازين الشرفاء الذين يقبضون على شرفهم بجمر الأخلاق ويتمسكون بها بقبضة من حديد..
      /أخلاق للبيع/
      العنوان هو المفتاح الذهبي الذي نفتتح به النص، وهو يعتبر كارثة عظيمة تخلّ بالمجتمعات في هذا العصر، حيث لم تعد حكراً على فئة قليلة أو نسبة لا تتعدى نصف المجتمع، بل إحصائياً فقد تعدّت هذه النسبة بكثيير، بلا ضوابط ولا قواعد زجر تنهاهم عن ضبط النفوس في حدود منضبطة وفق الأخلاق بمختلف الديانات والشعوب، وعندما نصل للانحدار في الأخلاق على المحاور الحسابية، نجد النسبة في انحدار شديد، للتقرب من درجات الصفر، قياساً لو رسمنا الإحصائية وفق الرسم البياني ووفق عمل الباحثين في ذلك..
      فعملية البيع، تقابلها عملية الشراء، حسب حالات الذين يتاجرون وحالات الذين يشترون، كلاهما في مأزق عظيم، لأنهم في دائرة واحدة في عملية المقايضة والبيع والشراء والمساومة، وهنا تقع المسؤولية الأولى على الأفراد، ثم على المجتمع الذي يتحمل مسؤولية كبرى وعظيمة، لأنه لم يوفّر لهم طرق الوقاية، ولم يساهم في إنقاذهم بمنحهم الأمان والأمن، وهو السبب في ثلاثة أمور التي تقع على عاتق حكامنا وولاة أمرنا، وهم التجويع والتضليل والتجهيل، وهذه الأمور الثلاث، محور عمل الدول الكبرى اتجاه الشعوب العربية والإسلامية، من أجل السيطرة على ثرواتهم وكنوزهم، وحتى يمسكون بزمام أمورهم والتحكم بهم، لمعرفتهم منذ ظهور الإسلام وما قدموا من فتوحات وذاقوا وعرفوا عدل الإسلام وتنعّموا في الأمن في ظلّه، ورأوا أخلاق المسلمين من الصحابة والتابعين الذين كانوا مصاحف يمشون في الطرقات، كناية عن أخلاقهم ومخافتهم من الله سبحانه، ذلك العصر الذي كان يقام فيه الحدّ لمن يرتكب الكبائر والتي تستوجب معاقبة من يخالف أحكام الله وشريعته، فالعقوبة تؤدب المجتمعات والأفراد، وتزجر النفوس من ارتكاب المحرمات..
      هذه المقدمة أردت صياغتها لتوضيح عملية التجويع والتضليل والتجهيل، للوصول لمحتوى النص فيما يتعلق بالشرف وبيعه..
      بدأ الكاتب لوحته بقوله:

      /جوَّعه الشرف/

      السؤال هنا:
      لماذا يصل الإنسان لمرحلة بيع شرفه؟
      وما هي الأسباب التي ضغطت عليه لبيع شرفه؟
      لذلك هناك أسباب ومسببات دفعت الفرد في المجتمع للإعلان عن بيع شرفه علناً، وهذه أخطر ما يتعرض له الفرد، بأن يكون الضحية نتيجة الفقر والعوز والفاقة، وهذا يعود لما توفره الدولة له من مخصصات مالية تغنيه عن حاجته، أو تعميم مشاريع تستهدف الالتحاق بالعمل، حتى لا يكونوا عرضة للسؤال والتنازل عن الأخلاق، والفقر من أعظم ما يتعرض له الإنسان، حيث فيه يفقد توازنه الديني والإيماني إذا ما كان توججه للرب العظيم بأن يزيل عنه هذا الابتلاء، والفقر والجوع من أخطر ما يذوقه الإنسان، لأنه يفقد من حريته في العبودية لله، ليكون في عبوديته للبشر حتى يسد رمق جوعه خوف الموت، وبذلك يكون قد تعرّض للذلّ والهوان..
      الفقر من أكبر المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وأكثرها تأثيراً للعقل والضمير، وأخطرها تأثيراً على السلوك، وتحطيماً للنفوس..
      حتى إنه قد نسب لأحد الخلفاء الراشدين، رضي الله عنه وأرضاه قوله: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته". وهذا دليل على بشاعة جريمة الفقر. والتي تؤدي
      إلى عواقب وخيمة من الأمراض الاجتماعية والنفسية وازدياد الجرائم والإدمان على المخدرات وفقدان الثقة في النفس والسخط على المجتمع..
      ويكمل الكاتب قصته بقوله:

      /ففتح دكانه يبيع ما تبقى لديه منه/

      عملية فتح دكان، دليل على بداية مهنة وتجارة جديدة، والفعل الماضي/ ففتح/هي عملية تحريك لجهد معين بفعل ما، لاستكمال ما يتعرض له..
      وعملية البيع هنا، فيها تنازلات أخلاقية، مقابل ربح مادي يسد احتياجاته البليغة المؤثرة، وهذا كناية عن المرحلة الخطيرة التي يتعرض لها هذا الفرد في ظل دولة لم تراعي حقوق مواطنيها وحفظهم من التعرض للفقر، ويكفي أن نعلم ما يدّخره الرؤساء والحكام وولاة أمرنا من أموال، تكفي لأمة بأكملها..

      الأديب الكبير الراقي المبدع
      أ.فوزي سليم بيترو
      بوركتم وبورك قلمكم على طرحكم العظيم لقضية دامية وشائكة وحقيقة مرّة يتعرض لها كل الوطن العربي والإسلامي..
      فلا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل بهؤلاء الذين يتنعّمون على حساب رقاب الشعوب وحياتهم..
      شكراً لهذه اللوحة الغنية التي كان يرقد خلفها ألف سؤال وقضية، وألف وجع يسكب الدماء والدموع..
      رعاكم الله وحفظكم
      .
      .
      .
      .
      جهاد بدران
      فلسطينية

      الشرف سلعة في سوق العرض والطلب
      كلما زاد الطلب عليها ارتفع سعرها
      صاحبنا باع شرفه بثمن بخس عندما عرضه في المزاد لأول مرّة
      تبقى منه ما تبقى
      ها هو الآن رغم علمه بخسارته الأولى يعرضه للبيع
      وببلاش ....


      نعم يا أخت جهاد ، يوجد شرخ ، وتمزق للقيَم والمباديء والأخلاق
      وقد نرفع صوتنا بالصراخ ، إنها الجينات جينات الوراثة المزروعة
      قي جسد آدم بعد أن طُرد من الفردوس .
      لن ألوم أقرب الناس إلَيّ أمي وأبي وأبناء عمومتي والجيران
      الإنسانية جمعاء وقعت في هذا الفخ ...
      لكن أن نترك باب دكاننا مفتوحا لكل من هب ودب ومن غير مسائلة
      هنا الطامة الكبرى وأم الخطايا
      الغريب بالأمر " أنهم " على علم بما يفعلون , وكأن على أعينهم غشاوة !


      ليس لي في هذا المقام سوى أن أقول لهم ما قاله المسيح وهو على الصليب ... :
      اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ


      أستاذة جهاد بدران ... لقد قمت فعلا بتفكيك نصي المتواضع وتحليلة بصورة أدهشتني
      حتى بتّ أتسائل .. هل فعلا أنا من قام بكتابة هذا النص ؟


      تحياتي واحترامي
      فوزي بيترو

      تعليق

      يعمل...
      X