المشاركة الأصلية بواسطة باسل محمد البزراوي
مشاهدة المشاركة
ما هذا البهاء والجمال والقوة في دفع الحروف نحو سدرة السحر والرقي والجمال..
قصيدة فاخرة عالية المقام كشاعرها الأبيّ المناضل بالحرف والكلمة..
معلقة تمتاز بقوة التراكيب البنائية للكلمة في صور مفردات حية، ممتلئة بالوعي اللغوي وقد تمت سيطرته على كل منافذ اللغة سيطرة شديدة، لتنقاد له اللفظة وتصبح أداة يحركها وفق سياق أدائي ضمن ترتيب الحروف كمنظومة سحرية بحروفها الموسيقية وتكراراتها العذبة الذي أدهشت المتلقي وحفرت المعاني في جسد الذائقة، من خلال حقل الزمان وحقل المكان، ما بين السبعين عاما وهذه الأرض التي ما باتت صرخاتها تشتكي ربها من الجور والظلم الذي عاث على ترابها من المحتل البغيض، كل ذلك يسبح في الحقول الدلالية في النص ما بين الحقل الدلالي الذي يمثله الشاعر والحقول الدلالية التي تقبع من نفحات الأرض المقدسة وحقولا تساقطت على هذه الأمة وتبعاتها، في بؤرة معنوية أدت لتشجر المعنى من خلال هذه الحقول الدلالية المختلفة، وما ارتبطت بروح الشاعر من مشاعر صارت ارتباطاً جوانياً تفاعلياً من خلال حسه الوجودي وهو ينقل هذه الأحاسيس من خلال الحس الوطني المتجذر بروحه الوطنية وحبه للأرض بشغف يدلّل على ذلك قوة النبرات التي يسقيها بروحه من تراب الوطن، فهو يعيش أقصى حالة من الوجع والألم في ظل الحصار الذي يتجدد زمانه كل حين دون أن يصل لعبور نهايته..
فالشاعر هنا ارتقى بخريدته العذبة، وهو يتقن لعبة الاندماج مع روح النص، ليحقق للنص كيانه الوجودي له امتداده الروحي، وهو يرتقي بمستوى الرمز والمحسنات البلاغية حتى استطاع بناء فكرته التأويلية التي قدمت تلك البعاد الدلالية المختلفة والتي رفعت من قيمة النص عاليا..
فجاءت القصيدة كمرآة صافية الرؤيا تعكس اندماج الواقع بحس الشاعر الداخلية والخارجية، تحت بؤرة التصوير الحي للواقع والإحساس بالزمن في فنّ تعبيري متقن، يدفعنا للوقوف أمام هذه اللوحة الفنية البارعة بعين التأمل والتدبر بين طيّاتها المتعددة وما ينزف منها من تصوير متقن للقضية الفلسطينية وقضية الأمة أجمعين..وكل ذلك أفرز طاقة إبداعية فجّرت مساحات التفكير على مائدة شعرية مذهلة، لامست معها الواقع بمرارة وألم..
ومن خلال ما حملت القصيدة من جماليات مختلفة..
حيث انهى الشاعر قصيدته في استعمال التضادّ/ بقوله:
ونكونُ كاللاّشيءِ بين بيوتِنا
نغوي ونرشدُ في/ الغيابِ حُضورا!/
الشاعر الكبير البارع بحرفه المتقّد وجعاً بمشاعره
أ.باسل البزراوي
أمتعتنا بهذه المعلقة الفريدة وما حملت بين ظلالها من جماليات بلاغية ومعاني عميقة ، كانت دلالة واضحة على مستوى طبقات الشعر التي يرسمها قلمكم الرشيق الرشيد..
قصيدة تستحق الوقوف بين جوانبها واستخراج دررها المكنونة..
بارككم المولى وحفظكم ورعاكم حق رعايته
ورضي عنكم وأرضاكم
هذا جانب من قراءتي لهذه اللوحة الفنية الإبداعية
وربما أعود بإذن الله تعالى، للخوض عمقاً بين سطورها المحكمة وما تحمل من باقات أدبية شعرية بليغة الأثر في النفوس المتلقية ..
وفقكم الله وأسعدكم
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
تعليق