المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي
مشاهدة المشاركة
بما أنك جئت بنص الآية الكريمة من كلام الله - و إنه لقولٌ فصل و ما هو بالهزل - و الذي يفهم من ظاهره أن الإكراه حاصل و أن الإيمان تابث، و أن الألسنة كاذبة و أن القلوب صادقة، فلا يسعنا سوى الامتثال لحكم الله.
لكن، بما أن حديثنا هنا عن نص القصة القصيرة من تأليف محمد شهيد و ليس حديثاً عن نص القرآن الكريم، فإن باب النقاش لا يزال مفتوحاً سواء من حيث انتقاد النص شكلا ومبنى أو مضمونا و معنى. و ما على صاحب النص سوى الإصغاء إلى آراء القاريء على تباينها لما فيه خدمة للنص و لصاحبه خاصة و للكتابة و للأدب إجمالاً. و مجلسنا مجلس تدارس و تحاور بشأن قضايا و إشكاليات يطرحها الأدب حتى وإن لم يدع معالجتها.
بخلاصة، استفدت من مداخلات الأعضاء الأعزاء، أننا نتأرجح بين آراء متباينة:
رأي يقول بحصول الردة (قول الأستاذ عكاشة أبو حفصة و بعض من قول الأستاذ المختار الدرعي).
رأي يقول بأن الإيمان حاصل و أن القلوب مؤمنة تابثة لا محالة و مطمئنة (قول الأستاذ فوزي بيترو، كذلك ورد من مداخلة الأستاذ أحمد علي ما يعزز الرأي بأمثلة من الواقع).
رأي قد يكون بمثابة “المنزلة بين المنزلتين”، إن صحت التسمية التي نستعيرها مؤقتا من كلام المعتزلة، بمعنى أن الحالة التي يعرضها النص هي مثال على نوع من “التذبذب” في الانتماء العقائدي لدى القوم (و قد ورد التعبير بصريح العبارة من قول طالبة العلم الأستاذة حنان).
و قد يكون هنالك رأي رابع يقول بأن الاضطرار قد يدفع الإنسان في بعض الأحيان إلى المعاناة و العناء فيكون القابض على دينه كالقابض على الجمر (و هو المستفاد به من حديث النبي الكريم في معرض حديثه صلى الله عليه وسلم عن فئة من “الغرباء”، يأتي زمان يكون المتشبث منهم بدينه و عقيدته و إيمانه كمن يمسك جمراً). و الرأي للأستاذة مها راجح و أميل إليه و كذا ترجحه بعض المداخلات جزئيا أو كلياً، منها ما ذكره الأستاذان أحمد علي و المختار الدرعي.
هذا ما استفدتُه من مداخلات الأعضاء الكرام، و قد يكون هنالك رأي غير الذي أراه و الله تعالى أعلى وأعلم.
شكرا لكم من القلب!
م.ش.
تعليق