نَسلٌ لِذي عُقُم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد على
    السهم المصري
    • 07-10-2011
    • 2980

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
    و كأنني بك مثل “سيزيف” تحمل على عاتقك عبء الفوضى chaos الذي بعثر الدفاتر و شتت الضمائر!

    أخي علي، تَراني أتفاعل وجدانياً مع ما ورد في مداخلتك النيرة من إشارات ذكية و دلالات واضحة قدمتها في قالب تاويلي رزين شدني و لم يفقدني.

    ممتن لك أخي الأستاذ أحمد علي و شاكر لك وجودك بالقرب.

    لا عدمنا قلمك الحر المشبع بحسك النقدي و نزاهتك الفكرية.

    مودتي

    م.ش.
    مرحبا أخي الأديب محمد شهيد
    أضحك الله سنك ، سيزيف استطاع بمكره خداع الآلهة
    فهل وصفي به كان مدحا أم ذما ؟هههههه
    محبتي وتقديري

    تعليق

    • محمد شهيد
      أديب وكاتب
      • 24-01-2015
      • 4295

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
      مرحبا أخي الأديب محمد شهيد
      أضحك الله سنك ، سيزيف استطاع بمكره خداع الآلهة
      فهل وصفي به كان مدحا أم ذما ؟هههههه
      محبتي وتقديري
      هههه تبّاً لها من آلهة تلك التي يمكن خداعها بالمكر أو بالتلاعب أو بغيرهما من الحيل! أضحكتني و أنا مقبل على مائدة الإفطار في هذا الصباح المثلج عندي. لكنني آثرت الإجابة عليك لأن القضية مستعجلة.

      سيزيف عند هوميروس في الإليادة رمز لأقوى رجل (فالإسقاط هنا سيكون إيجابيا لا محالة و الإشارة إليه حتما ستكون مدحاً - و أنت أهل للثناء شاء هوميروس أم أبى -). لكن أتفق معك كذلك حين أشرت في طرح التساؤل لأن بعد هوميروس، و بالضبط بعد الإشارة إليه في فلسفة أرسطو، صار اسم سيزيف “حمّالاً” لرمزية المكر و الخداع. و حاشى أن أقصدك بذلك النعت الشين! فإنني ألتمس منك العذر إن حصل ما يجعلك ترى غير ذلك. فلنطرد سيزيف و هوميروس و الميثولوجيا، و لتحيا فيما بيننا روح الصداقة ليبقى الأدب و لتنتعش الثقافة!

      مودتي و الشكر الخالص


      م.ش.

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
        بدأ يتضح المقال في ما بين الكلب و الشيطان من اتصال: كلاهما يرشق بالحجارة و إذا سمع نباح الأول ذكر الثاني فوجبت الاستعاذة. و بالطبع، هنالك خاصية الوفاء كاستثناء حتى في المخزون الثقافي لمختلف الشعوب: كلب أهل الكهف كدليل، حين صحب الأخيار علا شأنه في الأذكار.

        “فلينظر أحدكم من يخالل”، صلاة الله و سلامه على مربي البشر. و من القاعدة يستنبط كذلك النقيض، عملا بالميدإ البرغماتي للمعرفة الذي مفاده: بضدها تعرف الأشياءُ. و هنا تأتي مداخلة الصديق فوزي س. بيترو ليستمر قطار التاويل في شق طريقه نحو الوصول إلى (أو التيه عن) محطة الوصول (اللهم إذا كان عند القاريء المتلقي رأي يتفق مع umberto Eco بخصوص بنية الحكي المفقودة la struttura assente كما يحلو للناقد الأدبي و السيميائي الإيطالي أن ينتقد بها التطرف السردي عند البنيويين الجدد). و ربما وجد من بين القراء من يخوض عكس التيار الأول فيذهب إلى حد القول بأن الحكي مفتوح البنية، أو ما يسميه أصدقاؤنا الناراطوليجيون الإسبانوفون: la estructura abierta.

        و قد تأتي فئة ثالثة (و أنا لست منهم)، يقضون على كل التوجهات الأكاديمية و ينخرطون داخل حزب (أو اللا حزب) المؤسس لفلسفة “العبث” absurdity
        الذي كان Camus أحد أبرز رموزه. و منه حديثنا عن الغموض (سيسميه البعض “عبثا”) و قد لا أختلف معهم إن قالوا. ألم يعرف Camus العبث في الفلسفة الوجودية بما يُنقل عنه من اصطدام بين متطلبات الإنسان و صمت الوجود:
        The absurd is born of this confrontation between the human need and the unreasonable silence of the world

        و ربما قصتنا اليوم تحكي عن الصمت و العبث (المحبسين) أكثر من سواهما!

        لستُ أدري…

        م.ش
        لنستقبل طلاسم الصمت العبثي استقبالا إيسوطريقيا (esotrically) يليق بطلاسم البنيوية مقابل التفكيك لنعي
        أهمية "الصمت". لم يكن لبنية البنيوية من عماد لو لم تقم على مركزية اللوغس (logos). وحين تقع مثل هذه المواجهة
        من يلوم Camus لو قال:
        p"The absurd is born of this confrontation between the
        human need and the unreasonable silence of the world"p

        لمثل هذه المواجهة بين اللوغس و غيابه سينتظر عند بيكت كل من DIDI و GOGO مجيء غودو.

        تعليق

        • محمد شهيد
          أديب وكاتب
          • 24-01-2015
          • 4295

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
          لنستقبل طلاسم الصمت العبثي استقبالا إيسوطريقيا (esotrically) يليق بطلاسم البنيوية مقابل التفكيك لنعي
          أهمية "الصمت".
          الصمت نوعان: الصمت الذي نعرفه - و لا يعنينا هنا في شيء، و إلا صار الخوض فيه ضجيجا بالمعنى “التواصلي”. و الصمت السيميائي، و هو بذاته الذي نحن بصدد الحديث عنه. Camus كان بالضرورة يعني الصنف الثاني للصمت، في نسقه الإلحادي بطبيعة الحال (و هو صمت شقيق لغياب گودو عند سامويل بيكيت). و أما الصنف الأول الذي هو بمثابة ضجيج ساكن فهو ما يعنيه (شيوران) في فلسفته العبثية الساخطة حين يعرف “الحكمة” بأنها جمود الحركة، أو قل عنها حركة جامدة. لا طائل منها في نهاية المطاف. و كلتا الفلسفتين عن الصمت تلتقيان في هذه النقطة بالذات: ما الجدوى من ما أطلقتَ عليه أنت اسم “صراع” بين النقيضين؟ أليس هو نفس الصراع بين نقيضي العنوان “سلف العقيم” الذي وجبت الاستحالة في اجتماعها. نفس الاستحالة التي إشار إليها ابن حزم الأندلسي (صاحب المذهب الظاهري/ أو البرغماتي في لغة الفلسفة العصرية) حين ذكر في قياسه للبراهين باستحالة القراءة و الكتابة و نظم الشعر في حق البغال، مثلاً.

          تحياتي
          م.ش.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 02-11-2021, 20:37.

          تعليق

          • الهويمل أبو فهد
            مستشار أدبي
            • 22-07-2011
            • 1475

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
            الصمت نوعان: الصمت الذي نعرفه - و لا يعنينا هنا في شيء، و إلا صار الخوض فيه ضجيجا بالمعنى “التواصلي”. و الصمت السيميائي، و هو بذاته الذي نحن بصدد الحديث عنه. Camus كان بالضرورة يعني الصنف الثاني للصمت، في نسقه الإلحادي بطبيعة الحال (و هو صمت شقيق لغياب گودو عند سامويل بيكيت). و أما الصنف الأول الذي هو بمثابة ضجيج ساكن فهو ما يعنيه (شيوران) في فلسفته العبثية الساخطة حين يعرف “الحكمة” بأنها جمود الحركة، أو قل عنها حركة جامدة. لا طائل منها في نهاية المطاف. و كلتا الفلسفتين عن الصمت تلتقيان في هذه النقطة بالذات: ما الجدوى من ما أطلقتَ عليه أنت اسم “صراع” بين النقيضين؟ أليس هو نفس الصراع بين نقيضي العنوان “سلف العقيم” الذي وجبت الاستحالة في اجتماعها. نفس الاستحالة التي إشار إليها ابن حزم الأندلسي (صاحب المذهب الظاهري/ أو البرغماتي في لغة الفلسفة العصرية) حين ذكر في قياسه للبراهين باستحالة القراءة و الكتابة و نظم الشعر في حق البغال، مثلاً.

            تحياتي
            م.ش.
            ههههه (الشعر والبغال). أظنك كنت ايسوطريقيا موغلا هنا. أوصلتنا للهوة السحيقة بين التواصلي والسيميائي
            لنُصنّف أو نوسم، في النهاية، بالغنوصية (gnosticism) أو هكذا بدا لي. أم أن مثل هذه الخلاصة هي
            نتيجة "سلف العقيم"؟

            تحيات لا تبلى

            تعليق

            • محمد شهيد
              أديب وكاتب
              • 24-01-2015
              • 4295

              #21
              هه وددت لو كان معنا الدكتور السليمان لاستفدنا من حواركما عن “الغنوصية”. نتمنى أن يكون بخير و عافية.

              بالمثال كنت أقصد مقهوم abductiion من ثلاثية Wittgenstein السيميائية deduction; induction; abduction
              و ما يقابله من مفهوم “الإقصاء أو الاستحالة” عند ابن حزم الأندلسي في ترتيب الدلائل و القرائن. لا تنسى أن المدرسة الظاهرية و السيميائة البرغماتية كلاهما يلتقيان عند خط النهاية (و إن سلكت كل مدرسة طريقا أثناء رحلة البحث عن الدليل). فمثلا عند الظاهرية لا مجال للخوض في “الغموض” و لا طائل من الغوص في متاهات التاويلات لأن الكلام يؤخذ من ظاهره (و منه تسميتهم بالظاهرية) أو في حالة عدم وضوحه جلياً، يمكن الاستدلال عليه بالقياس على قريب أوضح. و عند السيميائيين البرغماتيين، تحديدا عند Wittgenstein نقول بمبدإ شبيه بالمبدإ الظاهري: الشيء الذي لا يمكن الاستدلال عليه بالكلمة، إذن فهو غير موجود. (بما أنني كنت قد وعدتك بالحديث عن الغموض). و منه كانت الاستحالة في حق “سلف العقيم”، بحسب المفهوم الظاهري لابن حزم؛ و بالتالي فإنه غير موجود سيميائياً (the unreasonable silence of the worldالتي أثقلت كاهل camus - و قد كتب عن سيزيف- تتحول هنا إلى a reasonable silence of the words). لو تسمح لي بهذه المقاربة.

              و الاستحالة بمفهوم ابن حزم تطبع النص بدءاً بعنوانه (أن يكون للعقيم نسل، مثلاً)
              كما هو الشأن بالنسبة لاستحالة مكفهر الوجه أن يُلقن دروسا في فنون التواصل، كما أشارت إليه الأستاذة ناريمان. و هي الاستحالة في حق التواصل بالحجارة مع المبتسم و العابس. و هكذا بالقياس…

              هل غموضي أصبح واضحاً أم وضوحك هو الذي أمسى غامضاً؟ ههه

              مودتي و محبتي صديقي
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 03-11-2021, 07:11.

              تعليق

              • الهويمل أبو فهد
                مستشار أدبي
                • 22-07-2011
                • 1475

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                هه وددت لو كان معنا الدكتور السليمان لاستفدنا من حواركما عن “الغنوصية”. نتمنى أن يكون بخير و عافية.

                بالمثال كنت أقصد مقهوم abductiion من ثلاثية Wittgenstein السيميائية deduction; induction; abduction
                و ما يقابله من مفهوم “الإقصاء أو الاستحالة” عند ابن حزم الأندلسي في ترتيب الدلائل و القرائن. لا تنسى أن المدرسة الظاهرية و السيميائة البرغماتية كلاهما يلتقيان عند خط النهاية (و إن سلكت كل مدرسة طريقا أثناء رحلة البحث عن الدليل). فمثلا عند الظاهرية لا مجال للخوض في “الغموض” و لا طائل من الغوص في متاهات التاويلات لأن الكلام يؤخذ من ظاهره (و منه تسميتهم بالظاهرية) أو في حالة عدم وضوحه جلياً، يمكن الاستدلال عليه بالقياس على قريب أوضح. و عند السيميائيين البرغماتيين، تحديدا عند Wittgenstein نقول بمبدإ شبيه بالمبدإ الظاهري: الشيء الذي لا يمكن الاستدلال عليه بالكلمة، إذن فهو غير موجود. (بما أنني كنت قد وعدتك بالحديث عن الغموض). و منه كانت الاستحالة في حق “سلف العقيم”، بحسب المفهوم الظاهري لابن حزم؛ و بالتالي فإنه غير موجود سيميائياً (the unreasonable silence of the worldالتي أثقلت كاهل camus - و قد كتب عن سيزيف- تتحول هنا إلى a reasonable silence of the words). لو تسمح لي بهذه المقاربة.

                و الاستحالة بمفهوم ابن حزم تطبع النص بدءاً بعنوانه (أن يكون للعقيم نسل، مثلاً)
                كما هو الشأن بالنسبة لاستحالة مكفهر الوجه أن يُلقن دروسا في فنون التواصل، كما أشارت إليه الأستاذة ناريمان. و هي الاستحالة في حق التواصل بالحجارة مع المبتسم و العابس. و هكذا بالقياس…

                هل غموضي أصبح واضحاً أم وضوحك هو الذي أمسى غامضاً؟ ههه

                مودتي و محبتي صديقي
                نعم واضح كالشمس في رابعة النهار
                وبلسان الفرنجة (clear as mud) امزح

                تعليق

                • محمد شهيد
                  أديب وكاتب
                  • 24-01-2015
                  • 4295

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
                  نعم واضح كالشمس في رابعة النهار
                  وبلسان الفرنجة (clear as mud) امزح
                  عدتَ لتجمع بين المتناقضين إذن : وضوح فيه غموض ههه

                  أم هي “المنزلة بين المنزلتين” كما في “اعتزلنا واصل”، لو تثير الميول (esoteric) للتاويل.

                  دمت مبتسماً حتى ترى الكون باسما.

                  م.ش.

                  تعليق

                  • سلمى الجابر
                    عضو الملتقى
                    • 28-09-2013
                    • 859

                    #24
                    الحديث ذو شجون
                    و هذا ما حصل هنا
                    تابعت كل التعليقات و استفدت
                    فشكرا لك الأستاذ محمد شهيد
                    و شكرا لكل من علق و أفادنا

                    تعليق

                    • محمد شهيد
                      أديب وكاتب
                      • 24-01-2015
                      • 4295

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة سلمى الجابر مشاهدة المشاركة
                      الحديث ذو شجون
                      و هذا ما حصل هنا
                      تابعت كل التعليقات و استفدت
                      فشكرا لك الأستاذ محمد شهيد
                      و شكرا لكل من علق و أفادنا
                      سعيد بانضمامك إلى ثلة الأدباء القديرين الذين كنت أول المستفيدين من مختلف مداخلاتهم و تنوع قراءاتهم.

                      الأستاذة سلمى الجابر، أتيت في وقتك لأنني كنت سأسأل: أين مشرفة القسم، سلمى الجابر؟ mieux vaut tard que jamais إذن!

                      تحياتي العطرة

                      م.ش.

                      تعليق

                      • أحمد على
                        السهم المصري
                        • 07-10-2011
                        • 2980

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                        هههه تبّاً لها من آلهة تلك التي يمكن خداعها بالمكر أو بالتلاعب أو بغيرهما من الحيل! أضحكتني و أنا مقبل على مائدة الإفطار في هذا الصباح المثلج عندي. لكنني آثرت الإجابة عليك لأن القضية مستعجلة.

                        سيزيف عند هوميروس في الإليادة رمز لأقوى رجل (فالإسقاط هنا سيكون إيجابيا لا محالة و الإشارة إليه حتما ستكون مدحاً - و أنت أهل للثناء شاء هوميروس أم أبى -). لكن أتفق معك كذلك حين أشرت في طرح التساؤل لأن بعد هوميروس، و بالضبط بعد الإشارة إليه في فلسفة أرسطو، صار اسم سيزيف “حمّالاً” لرمزية المكر و الخداع. و حاشى أن أقصدك بذلك النعت الشين! فإنني ألتمس منك العذر إن حصل ما يجعلك ترى غير ذلك. فلنطرد سيزيف و هوميروس و الميثولوجيا، و لتحيا فيما بيننا روح الصداقة ليبقى الأدب و لتنتعش الثقافة!

                        مودتي و الشكر الخالص


                        م.ش.
                        أخي الأديب محمد شهيد
                        يعلم الله اني امازحك
                        وكذلك أفتح باب الرد والرد الاخر لنستفيد من المعلومات ..
                        محبتي واحترامي

                        تعليق

                        • محمد شهيد
                          أديب وكاتب
                          • 24-01-2015
                          • 4295

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
                          أخي الأديب محمد شهيد
                          يعلم الله اني امازحك
                          وكذلك أفتح باب الرد والرد الاخر لنستفيد من المعلومات ..
                          محبتي واحترامي
                          و إنني لا أشك في ذلك، أخي الأستاذ أحمد علي. دمت كريما ذا خلق نبيل.

                          مودتي

                          م.ش.

                          تعليق

                          • الهويمل أبو فهد
                            مستشار أدبي
                            • 22-07-2011
                            • 1475

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                            هه وددت لو كان معنا الدكتور السليمان لاستفدنا من حواركما عن “الغنوصية”. نتمنى أن يكون بخير و عافية.

                            بالمثال كنت أقصد مقهوم abductiion من ثلاثية Wittgenstein السيميائية deduction; induction; abduction
                            و ما يقابله من مفهوم “الإقصاء أو الاستحالة” عند ابن حزم الأندلسي في ترتيب الدلائل و القرائن. لا تنسى أن المدرسة الظاهرية و السيميائة البرغماتية كلاهما يلتقيان عند خط النهاية (و إن سلكت كل مدرسة طريقا أثناء رحلة البحث عن الدليل). فمثلا عند الظاهرية لا مجال للخوض في “الغموض” و لا طائل من الغوص في متاهات التاويلات لأن الكلام يؤخذ من ظاهره (و منه تسميتهم بالظاهرية) أو في حالة عدم وضوحه جلياً، يمكن الاستدلال عليه بالقياس على قريب أوضح. و عند السيميائيين البرغماتيين، تحديدا عند Wittgenstein نقول بمبدإ شبيه بالمبدإ الظاهري: الشيء الذي لا يمكن الاستدلال عليه بالكلمة، إذن فهو غير موجود. (بما أنني كنت قد وعدتك بالحديث عن الغموض). و منه كانت الاستحالة في حق “سلف العقيم”، بحسب المفهوم الظاهري لابن حزم؛ و بالتالي فإنه غير موجود سيميائياً (the unreasonable silence of the worldالتي أثقلت كاهل camus - و قد كتب عن سيزيف- تتحول هنا إلى a reasonable silence of the words). لو تسمح لي بهذه المقاربة.

                            و الاستحالة بمفهوم ابن حزم تطبع النص بدءاً بعنوانه (أن يكون للعقيم نسل، مثلاً)
                            كما هو الشأن بالنسبة لاستحالة مكفهر الوجه أن يُلقن دروسا في فنون التواصل، كما أشارت إليه الأستاذة ناريمان. و هي الاستحالة في حق التواصل بالحجارة مع المبتسم و العابس. و هكذا بالقياس…

                            هل غموضي أصبح واضحاً أم وضوحك هو الذي أمسى غامضاً؟ ههه

                            مودتي و محبتي صديقي
                            عودة إلى الغموض ووضوحه من خلال فلسفة الصمت والاختطاف أو الإقصاء، وما ينطويان عليه من عنف
                            وقسر. قراءة مائلة.

                            ما علاقة الصمت بالغموض وما علاقتهما بالصمت غير المنطقي/النطقي (unreasonable silence)
                            المنطق هو تصريف للأصل "ن ، ط ، ق" وهو غياب الصمت أو لا نطق. الآن مفردة Abduction: في أدنى
                            معانيها هي الاسم من Abduct (يختطف)، أو (يغتصب). أنت والظاهريون اخترتوا اقصاء و استحالة، أي "لا موقع"
                            أو "لا وجود"! في المنطق، استخلاص ما يسمى "Abduction" هو استقرأ مما هو موجود لكنه لا يمت للموجود
                            بأية صلة: فلا هو المقدمة الكبرى ولا هو المقدمة الصغرى ولا هو النتيجة. بل هو "اختطاف" قياسي أو استنتاج
                            (inference) وليس نتيجة. هو إذن استنطاق لما هو غائب وليس اشتقاق مما هو موجود. بالتأول الحر هو استنطاق
                            للصمت أو الغياب فيصبح الصمت سبب النطق. لأن الفرضية تقول ما لا يُعَبّر عنه باللغة لا وجود له. بهذا المنطق
                            يصبح نتيجة الـ Abduction مجرد تعبير لساني عن "غير الموجود". واحتيال فلسفة المنطق تسمي هذه العملية باسم
                            لطيف هو الـ(قياس): قياس الغائب على الحاضر شأن مفردة "صمت" أو "عقم". في حالة غياب النطق ابتدعوا لها الصمت
                            لتلافي الاعتراف بعدم وجود النطق مع أنه تناقض منطقي صارخ. في حالة القياس كان الفلاسفة والمناطقة أكثر حكمة بأن
                            اعترفوا أن لا ضمان لصحة أو صدق نتيجته.

                            ليس غريبا أن يتبنى الظاهريون (القياسَ) لإظهار غير الظاهر لسانيا فقط؛ كما هي الحال في نسل العقيم وفي الصمت الناطق.
                            والصمت أبلغ منطق يهدي النفوس إلى الحقيقة. كامو (البير) في مفارقته الموغلة في التفاعل يقول كتابة:
                            (unreasonable silence of the words ) كلاهما نفي!

                            تعليق

                            • محمد شهيد
                              أديب وكاتب
                              • 24-01-2015
                              • 4295

                              #29
                              آذن أنت بصدد التوغل في لب القضية: التناقض او paradoxe . تحضرني مقولة مقتبسة من “فتات فلسفي” miettes philosophiques للفيلسوف الدنماركي Kierkegaard قد أترجم معانيها إلى العربي : « لا يجب الحديث بسوء عن التناقض (الذي هو منبع شغف المفكر). ثم يضيف: مفكر بلا تناقض كحبيب منعدم الشعور: رديء و بئيس. »

                              the paradox is the source of the thinker's passion, and the thinker without a paradox is like a lover without feeling: a paltry mediocrity

                              و في النسخة الفرنسية:

                              il ne faut pas dire du mal du paradoxe, la source de passion du penseur. Un penseur sans pradoxe est un amant sans passion: une pure médiocrité.

                              كنت مع العوطار صديقنا الآخر الذي يغيب نلمل بعض فتات فلسفيات حول مفهوم التناقض. بعد فترة الاستراحة عندي هنا سوف أعود إليك، عزيزي أبو فهد، لمناقشة ما ورد من أفكار في مداخلتك الأخيرة. بما أن نشوة الفكر حاصلة، أو على حد قول فيلسوفنا الدنماركي حين يواصل بقوله: لا تبلغ النشوة ذروتها بسبب الشيء الذي ننتشي به بالضرورة، لكن من جراء حكمنا المسبق عليه.

                              La jouissance proprement dite ne réside pas dans la chose dont on jouit, mais dans l'idée qu'on s'en fait.
                              م.ش.
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شهيد; الساعة 04-11-2021, 15:41.

                              تعليق

                              • الهويمل أبو فهد
                                مستشار أدبي
                                • 22-07-2011
                                • 1475

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شهيد مشاهدة المشاركة
                                آذن أنت بصدد التوغل في لب القضية: التناقض او paradoxe . تحضرني مقولة مقتبسة من “فتات فلسفي” miettes philosophiques للفيلسوف الدنماركي Kierkegaard قد أترجم معانيها إلى العربي : « لا يجب الحديث بسوء عن التناقض (الذي هو منبع شغف المفكر). ثم يضيف: مفكر بلا تناقض كحبيب منعدم الشعور: رديء و بئيس. »

                                the paradox is the source of the thinker's passion, and the thinker without a paradox is like a lover without feeling: a paltry mediocrity

                                و في النسخة الفرنسية:

                                il ne faut pas dire du mal du paradoxe, la source de passion du penseur. Un penseur sans pradoxe est un amant sans passion: une pure médiocrité.

                                كنت مع العوطار صديقنا الآخر الذي يغيب نلمل بعض فتات فلسفيات حول مفهوم التناقض. بعد فترة الاستراحة عندي هنا سوف أعود إليك، عزيزي أبو فهد، لمناقشة ما ورد من أفكار في مداخلتك الأخيرة. بما أن نشوة الفكر حاصلة، أو على حد قول فيلسوفنا الدنماركي حين يواصل بقوله: لا تبلغ النشوة ذروتها بسبب الشيء الذي ننتشي به بالضرورة، لكن من جراء حكمنا المسبق عليه.

                                La jouissance proprement dite ne réside pas dans la chose dont on jouit, mais dans l'idée qu'on s'en fait.
                                م.ش.
                                عُد سالما من تناقض الفلاسفة وعاطفة معافاة وخال من الحكم المسبق (لعل النشوة تسلم من الابتذال)

                                تعليق

                                يعمل...
                                X