"القرآن وبناء الإنسان"، مشروع أمة في كتاب.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    "القرآن وبناء الإنسان"، مشروع أمة في كتاب.


    {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (الرعد: 11)
    {ذَ‌لِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ؛ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال: 53)
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ؛ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (التوبة: 115)
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا، اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا؛ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأعراف: 164)
    {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذ‌لِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ؛ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ؛ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: 78 و79)؛
    قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقابًا منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم" (صحيح الإمام الترمذي عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه)


    "القرآنُ وبناءُ الإنسانِ"

    بين يدي الموضوع (تمهيد):

    الحمد لله أن هدانا إلى الإسلام وجعلنا من أمّة خيرِ الأنام، محمَّدٍ عليه الصلاة والسلام والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
    "القرآنُ وبناءُ الإنسان" مشروعٌ طموحٌ ينظر في عقلية المسلم المعاصر ويسعى إلى إعادة صياغتها وتشكيلها وتجديدها حسب توجيهات القرآن الكريم الذي شرَّف هذا الإنسان وأعاد له قيمته الإنسانية بعدما ضاعت منه دهورا فسقط في البهيمية الشهوانية فجاء الإسلام بالوحيين، القرآن وسيرة النبي مُحمَّد، صلى الله عليه وسلم، فأخرجه من ظلمات الجاهلية الجهلاء إلى نور الإسلام الوهّاج فأعاد إليه بشريتَه وإنسانيتَه وآدميتَه وقيمتَه في الوجود وأشعره بدوره في الحياة فصار مثل نبيه، صلى الله عليه وسلم، الرحمة المهداة إلى البشرية جمعاء وليس إلى المسلمين وحدهم بل إلى غيرهم من البشر وإلى سائر مخلوقات الله تعالى كلها فوجدت فيه الرحمة والخير والسلام والأمان والإسلام؛ إنه القرآن وهدي خير الأنام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، هما الوحيان وعليهما تتأسس حياة المسلم كلها في نفسه ومع غيره ومع ربه عزَّ وجلَّ وحولهما يدور كما تدور الأرض على محورها؛ فالحمد لله أن هدانا إلى الإسلام، وجعلنا من أمة خير الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام، الحمد لله؛ و"المسلم المعاصر"، إلا من رحم الله، قد ارتد إلى الجاهلية الجهلاء التي أخرجه الإسلام منها وهو يزعم أنه "مسلم"، متبع للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وهذه من أغرب المفارقات وأعجبها وأتْعَبِها لقلب المؤمن الغيور على دينه وعلى أمته وعلى قومهمتأ.
    القرآن الكريم كتاب هداية إلى البشرية كلها وليس إلى المسلمين وحدهم فقط: { إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، و{الر، كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (إبراهيم: 1)، و{هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 138)، وغيرها من الآيات البيِّنات الكريمات التي تتحدث عن القرآن وتصفه وتحدد دوره في حياة المسلم، المؤمن الموحد؛ وجاء القرآن الكريم لينظم حياة المسلم في أبعادها الثلاثة: 1) مع الله تعالى، و2) مع الناس كلهم مسلميهم وغيرهم، و3) مع نفسه التي يُعَبِّدُها للّه تعالى ولا يرضى أن تكون عبدا لغير الله تعالى؛ فمسئولية المسلم ثلاثية الأبعاد وليست ذات بُعْد واحد أو بُعدين فحسب، ولذا يطمح مشروع "القرآن وبناء الإنسان" إلى إشعار المسلم عموما والمسلم الملتزم بدينه خصوصا بالأبعاد الثلاثة المذكورة فيعيده إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له؛ وإلى تحمل مسئوليته تجاه نفسه فيُعبِّدها إلى الله بما يرضي الله تعالى وبما أمره به من العبادة، كل العبادة؛ وإلى تحمل مسئوليته تجاه الآخرين، أيًّا كانوا: مسلمين أو غير مسلمين؛ فحياة المسلم لا تخصه وحده بل هو مسئول مسئولية كاملة عن نفسه أولا ثم عن غيره ممن هم في دائرة تلك المسئولية في أبعادها الثلاثة؛ والسؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن هو: هل يستشعر مسلم اليوم، المسلم المعاصر، هذه المسئولية ثلاثية الأبعاد أم تراه غافلا عنها؟ يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، فهل فقه المسلمون هذا الحديث على وجهه الصحيح أم تراهم يُقْصِرونه في زاوية ضيقة من الفهم ويحصرونه فيها وهو الفقه في العبادات وحدها فقط؟ أم يجب عليهم أن يعمموا الفقه في شئونهم كلها: العبادات والمعاملات وفقه الحياة؟ أي كيف يحيون مسلمين حقيقةً وليس ادعاءً.
    و"السُّنَّة النبوية"، على صاحبها الصلاة والسلام، هي التّطبيق العملي الصّحيح والصّارم والصّادق والصَّامد والصَّابر (الصَّادات الخمس) للقرآن الكريم حيث وُصف خُلُق النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه القرآن؛ سُئِلت أمُّ المؤمنين عائشة، رضي الله عنها عن خُلُق النبي، صلى الله عليه وسلم فقالت: "القرآنُ"؛ (الحديث يرويه الإمام أحمد، رحمه الله تعالى، في مسنده بتخريج الشيخ شعيب الأرناءُوط، رحمه الله، عن جبير بن حميد، رضي الله عنه، عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، والحديث صحيح)؛ وكما أن القرآن الكريم وحي من الله تعالى فكذلك السنة النبوية الشريفة لقوله، صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أُوتيتُ القرآنَ ومثلُه معه، ألا يُوشِكُ رجلٌ شبعانٌ على أريكتِه يقول: عليكم بهذا القرآنِ، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرِّموهُ، وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ كما حرَّمَ اللهُ، ألا لا يحلُّ لكم الحمارُ الأهليُّ، ولا كلُّ ذي نابٍ من السباعِ، ولا لُقَطَةُ معاهدٍ إلا أن يستغنيَ عنها صاحبُها..." (الراوي : المقدام بن معدي كرب، المحدث: الألباني؛ المصدر الحديث حجة بنفسه، الصفحة أو الرقم: 28، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح)؛ والسُّنة الصحيحة هي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم في حياة المسلم منها يستمد توجيهاتِه وتعاليمَه في حياته كلها يدور معها حيث تدور لأنها المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك كما جاء في النص: " قدْ تركتُكم على البيضاءِ ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها بعدي إلَّا هالِكٌ، ومَنْ يَعِشْ منكم فسيرَى اختلافًا كثيرًا، فعلَيْكُم بما عرَفْتُم مِنْ سُنَّتِي، وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ، عضُّوا عليها بالنواجِذِ، وعليكم بالطاعَةِ وإِنْ عبدًا حبشِيًّا، فإِنَّما المؤمِنُ كالجمَلِ الأَنِفِ، حيثُمَا انقيدَ انقادَ" (الراوي: العرباض بن سارية، رضي الله عنه؛ المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، خلاصة حكم المحدث: صحيح)، وقوله، صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ الهادِينَ عَضُّوا عليها بالنواجِذِ" (العرباض بن سارية، رضي الله عنه، إرشاد الفحول، الشوكاني)؛ والحديث الآخر: "جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْنِينِي مِنَ الجَنَّةِ، ويُباعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ ذا رَحِمِكَ؛ فَلَمَّا أدْبَرَ، قالَ رَسولُ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنْ تَمَسَّكَ بما أُمِرَ به دَخَلَ الجَنَّةَ؛ وفي رِوايَةِ ابْنِ أبِي شيبَةَ: إنْ تَمَسَّكَ بهِ" (صحيح الإمام مسلم، رحمه الله، عن أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه).

    والسؤال الكبير والخطير الذي يفرض نفسه علينا اليوم والذي يجب علينا أن نعرضه بشجاعة وأن ندرسه بدقة وأن نجيب عنه بصراحة هو: هل يعيش المسلم وفق ما أمره الله تعالى به أن يكون على المحجة البيضاء وأن يستمسك بالعروة الوثقى التي أُمِر بالاستمساك بها وأن يَعَضَّ عليها بالنواجذ؟ فإن كانت الإجابة بالنفي= لا ! يأتي السؤال الثاني الكبير والخطير والضروري وهو: كيف نعيد المسلم إلى الحياة الإسلامية الطَّيِّبة كما اختارها الله له وكما يجب عليه أن يحياها بكل ثقة وطمأنينة وأمان وسلام؟ هذا ما سيحاول مشروع "القرآن وبناء الإنسان" الإجابةَ عنه ويطمحُ إلى وضع الخطط والمناهج والأساليب الفعّالة و الوسائل الناجعة لتحقيقه في الميدان وفي حياة المسلم الملتزم بإذن الله تعالى؛ وهو مشروع يدخل مباشرة في ما أسميه "التنمية البشرية الإسلامية" التي تسعى إلى إعادة المروءة إلى المسلم بعدما خرمها عن جهل، وعن علم أحيانا، بسلوكه المنافي لتعاليم الدين الحنيف الذي يدعي أنه ينتمي إليه وهو لا يستشعر خطورة ما هو عليه من بُعْد عن الإسلام ومن هَتْك لقيمه ومبادئه وتوجيهاته وتعاليمه، والأخطر من هذا كله أنه لا يدري أن غير المسلمين يقوِّمون الإسلام من خلال سلوكه كفرد مسلم يمثل دينه فيصير "المسلم" (!) سببا في نفور الناس من الإسلام وهو يحاول دعوتهم إليه (؟!!!).

    المشروع مُوَجَّه إلى المسلم الملتزم بدينه الذي رضي قولا وفعلا وحالا بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيًّا ورسولا وبالقرآن الكريم حَكَما ودليلا خصوصا وليس إلى "المسلم" الخامل الكسول الذي رضي بالدُّونية عن سائر الناس ووجد ضالته في الجاهلية المعاصرة يستمتع بملذاتها ويلعنها (!)؛ موجه إلى المسلم العملي الذي تمثَّل قولَ الله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ؛ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) فأخذ بالأسباب وتهيأ لتوفير شروطها ولا يقفز عليها إلى الآية 110 في السورة نفسها: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...} قبل أن تتحقق فيه شروطُ الآية 104 آنفة الذكر؛ ويتحقق بالآية الأخرى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً؛ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة: 122).

    هذا، وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى، إن كان في العمر بقية.

    وحُرِّرَ بالبليدة يوم الأحد 6 جوان/حزيران 2021 الموافق 25 شوال 1442.

    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • ناريمان الشريف
    مشرف قسم أدب الفنون
    • 11-12-2008
    • 3454

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة




    "القرآنُ وبناءُ الإنسانِ"




    القرآن الكريم كتاب هداية إلى البشرية كلها وليس إلى المسلمين وحدهم فقط: { إِنَّ
    هَـذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، و{الر، كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (إبراهيم: 1)، و
    {هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 138)،
    والسؤال الكبير والخطير الذي يفرض نفسه علينا اليوم والذي يجب علينا أن نعرضه بشجاعة وأن ندرسه بدقة وأن نجيب عنه بصراحة هو: هل يعيش المسلم وفق ما أمره الله تعالى به أن يكون على المحجة البيضاء وأن يستمسك بالعروة الوثقى التي أُمِر بالاستمساك بها وأن يَعَضَّ عليها بالنواجذ؟ فإن كانت الإجابة بالنفي= لا ! يأتي السؤال الثاني الكبير والخطير والضروري وهو: كيف نعيد المسلم إلى الحياة الإسلامية الطَّيِّبة كما اختارها الله له وكما يجب عليه أن يحياها بكل ثقة وطمأنينة وأمان وسلام؟ هذا ما سيحاول مشروع "القرآن وبناء الإنسان" الإجابةَ عنه ويطمحُ إلى وضع الخطط والمناهج والأساليب الفعّالة و الوسائل الناجعة لتحقيقه في الميدان وفي حياة المسلم الملتزم بإذن الله تعالى؛ وهو مشروع يدخل مباشرة في ما أسميه "التنمية البشرية الإسلامية" التي تسعى إلى إعادة المروءة إلى المسلم بعدما خرمها عن جهل، وعن علم أحيانا، بسلوكه المنافي لتعاليم الدين الحنيف الذي يدعي أنه ينتمي إليه وهو لا يستشعر خطورة ما هو عليه من بُعْد عن الإسلام ومن هَتْك لقيمه ومبادئه وتوجيهاته وتعاليمه، والأخطر من هذا كله أنه لا يدري أن غير المسلمين يقوِّمون الإسلام من خلال سلوكه كفرد مسلم يمثل دينه فيصير "المسلم" سببا في نفور الناس من الإسلام وهو يحاول دعوتهم إليه (؟!!!).

    المشروع مُوَجَّه إلى المسلم الملتزم الذي رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا وبالقرآن الكريم حَكَما ودليلا وليس إلى "المسلم" الخامل الكسول الذي رضي بالدُّونية عن سائر الناس؛ المسلم الذي تمثَّل قولَ الله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ؛ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) فأخذ بالأسباب وتهيأ لتوفير شروطها ولا يقفز عليها إلى الآية 110 {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...} قبل أن تتحقق فيه شروطُ الآية 104 آنفة الذكر؛ ويتحقق بالآية الأخرى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً؛ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة: 122).

    هذا، وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى، إن كان في العمر بقية.

    وحُرِّرَ بالبليدة يوم الأحد 6 جوان/حزيران 2021 الموافق 25 شوال 1442.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي حسين .. بالبدء، حمداً لله على عودتك الميمونة
    سعدت بقراءتي لما ورد من مقدمة لمشروعك الكبير، (القرآن وبناء الإنسان)
    حقاً إنه مشروع كبير أعانك الله على استكماله وأنت في تمام الصحة ..
    لا شك أن الإنسان هذا المخلوق العجيب الذي خلقه ربه من لازب الطين لا يعيش مفرداً على الأرض بل تربطه خيوط ثلاثة،مع ربه ومع نفسه ومع غيره من المحيطين حوله، ليس فقط مع الآدميين بل مع مخلوقات الله الآخرى كالحيوانات والنباتات
    والتسمية المجازية لمشروعك ( التنمية البشرية الإسلامية ) تسمية تليق بالعصر الحديث وبمخلوق العصر الحديث.. نحن في زمن صعب مليء بالملهيات الكثير مما اصطنعه الغرب ويطبقه المتواطئون ممن يدعون الإسلام، يعج بالفتاوى المضللة وبالأحاديث المفترية على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ويطفح بالأكاذيب وبالقصص الملفقة وغيرها الكثير، وكم نحن بحاجة إلى العودة إلى كتاب الله تبارك وتعالى، وربطه بواقعنا الحالي .
    أرجو الله الكريم أن تستكمله على خير، لا أن يكون موجهاً للمسلم الملتزم، بل ليقرأه المسلم غير الملتزم لأنه أحوج إلى ذلك، هذا من وجهة نظري،
    أما السؤال الكبير : (هل يعيش المسلم وفق ما أمره الله تعالى به أن يكون على المحجة البيضاء)؟
    الإجابة بالطبع لا ..
    فإما أن يقصر المسلم - حتى الملتزم - في معاملة ربه أو أن يخفق في التعامل الصحيح مع المحيطين أو أن يظلم نفسه بالذنوب
    يعطيك العافية ووفقك الله وبإذن الله سأكون من أوائل القارئين لهذا الكتاب.
    أخيراً ملاحظة مهمة .. وهي أثناء نقل الآيات القرآنية ( بالنسخ واللصق) تحدث تغييرات في بعض الحروف .. أشرت إليها بلون مختلف أرجو التصحيح
    مع الاحترام والتقدير
    ناريمان
    sigpic

    الشـــهد في عنــب الخليــــل


    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أخي حسين .. بالبدء، حمداً لله على عودتك الميمونة
      سعدت بقراءتي لما ورد من مقدمة لمشروعك الكبير، (القرآن وبناء الإنسان)
      حقاً إنه مشروع كبير أعانك الله على استكماله وأنت في تمام الصحة ..
      لا شك أن الإنسان هذا المخلوق العجيب الذي خلقه ربه من لازب الطين لا يعيش مفرداً على الأرض بل تربطه خيوط ثلاثة،مع ربه ومع نفسه ومع غيره من المحيطين حوله، ليس فقط مع الآدميين بل مع مخلوقات الله الآخرى كالحيوانات والنباتات
      والتسمية المجازية لمشروعك ( التنمية البشرية الإسلامية ) تسمية تليق بالعصر الحديث وبمخلوق العصر الحديث.. نحن في زمن صعب مليء بالملهيات الكثير مما اصطنعه الغرب ويطبقه المتواطئون ممن يدعون الإسلام، يعج بالفتاوى المضللة وبالأحاديث المفترية على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ويطفح بالأكاذيب وبالقصص الملفقة وغيرها الكثير، وكم نحن بحاجة إلى العودة إلى كتاب الله تبارك وتعالى، وربطه بواقعنا الحالي .
      أرجو الله الكريم أن تستكمله على خير، لا أن يكون موجهاً للمسلم الملتزم، بل ليقرأه المسلم غير الملتزم لأنه أحوج إلى ذلك، هذا من وجهة نظري،
      أما السؤال الكبير : (هل يعيش المسلم وفق ما أمره الله تعالى به أن يكون على المحجة البيضاء)؟
      الإجابة بالطبع لا ..
      فإما أن يقصر المسلم - حتى الملتزم - في معاملة ربه أو أن يخفق في التعامل الصحيح مع المحيطين أو أن يظلم نفسه بالذنوب
      يعطيك العافية ووفقك الله وبإذن الله سأكون من أوائل القارئين لهذا الكتاب.
      أخيراً ملاحظة مهمة .. وهي أثناء نقل الآيات القرآنية ( بالنسخ واللصق) تحدث تغييرات في بعض الحروف .. أشرت إليها بلون مختلف أرجو التصحيح
      مع الاحترام والتقدير
      ناريمان
      وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته.
      أسعدك الله أختي الفاضلة ناريمان كما أسعدتني بمشاركتك الطيبة هذه، بارك الله فيك وأجزل لك المثوبة، اللهم آمين.
      ثم أما بعد، تعددت أسباب سعادتي بمشاركتك الطيبة ما شجعني على مواصلة التفكير والتحرير والتحبير لإتمام عرض الموضوع/المشروع إلى غايته بإذن الله.
      لقد استدركت الأخطاء الإملائية في كتابة الآيات والسبب كما عرفتِه هو النسخ واللصق مع أنني راجعت آيات الواجهة لكنني غفلت عن آيات المتن، والله المستعان.
      أضفت بعض الكلمات في قضية المستهدف بالمشروع وجعلته خاصا وعاما: "المشروع مُوَجَّه إلى المسلم الملتزم بدينه الذي رضي قولا وفعلا وحالا بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيًّا ورسولا وبالقرآن الكريم حَكَما ودليلا خصوصا وليس إلى "المسلم" الخامل الكسول الذي رضي بالدُّونية عن سائر الناس ووجد ضالته في الجاهلية المعاصرة يستمتع بملذاتها ويلعنها (!)؛ موجه إلى المسلم العملي ..." اهـ حتى تتضح الرؤية، وفي هذا الصدد أرى أن دعوة "المسلمين" (!) إلى الإسلام أصعب بكثير من دعوة غيرهم إليه، فمن المفروض في المسلم الذي رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وبالقرآن إماما وحكما ألا يرضى بما يخالف إيمانه هذا وإلا ارتد عن دينه شعر بذلك أم لم يشعر، كما أن في عرض المشروع على المسلم الملتزم، في تقديري الشخصي، يختصر الطريق إلى الغاية المنشودة ولا يبعدها ببعد المسلم غير الملتزم عن الالتزام الصحيح بالإسلام، والله أعلم، مع احتمال أن يكون في المسلم غير الملتزم من الخير والاستعداد إلى الخير أكثر من المسلم "الملتزم" (!) المتواكل والذي ينتظر أن يفعل غيره شيئا حتى ينهض (!) هو.
      أما عن "التنمية البشرية الإسلامية" فهي تسمية مغرضة قصدت إليها قصدا فهي خطة إلى تعبيد الإنسان إلى الله تعالى خلافا للتنمية الأخرى التي تحاول، أو تسعى، لتأليه الإنسان وجعله "فعَّالا لما يريد"، وقد كتبت في دفتر الموضوع الخاص به: "التنمية البشرية الإسلامية تنمي في الإنسان عبوديته لله تعالى بخلاف التنمية الغربية فهي تجعل منه "إلها" فعَّالا لما يريد" اهـ من الدفتر الخاص.
      نعم، تعددت أسباب سعادتي بمشاركتك الطيبة هذه فأعجزتني عن شكرك الشكر الذي يليق بك فلا يسعني إلا أن أدعو الله لك بأن يجيزك خيرا عني وعن القراء الذين سيستفيدون منها، بارك الله فيك.
      وإلى لقاء آخر قريب إن شاء الله دمت في رعاية الله وحفظه مع أخلص تحياتي إليك وأصدق تمنياتي لك.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على الهادي إلى الخيرات، محمد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين.
        ثم أما بعد:
        1- يجدر بي أن أنبِّه بأن موضوعي هنا مرتبط ارتباطا عضويا بموضوعي القديم:
        "جراحة الأفكار بين المدارسة والممارسة (مقدمة في التغيير السلمي)" والذي نشرته في ملتقانا العامر هذا عام 2009 كأنه، الموضوعَ الجديدَ، ثباتٌ على الفكرة القديمة بضرورة التغيير ابتداءً من الفرد المسلم الملتزم، فالأفكار القيمة الراسخة قد تختفي من "سطح" التفكير إلى أعماقه لعوامل كثيرة كبيرة وصغيرة وخطيرة فتلبث فترة كامنةً ثم تعلو السطح وتطفو فوقه لتذكِّر صاحبها بأن التجديد ضروري للفكر فـ "من لا يتجدد يتبدد" كما يقال؛ وتجدر الإشارة إلى أن همي القديم والراسخ أن على المسلم الملتزم أن يوجه خطابه إلى المسلمين وليس إلى غيرهم ممن تجب دعوتهم إلى الإسلام، فالمسلمون أحق بالدعوة إلى الإسلام من غيرهم وهم في هذا الشأن أصعب في الدعوة من غيرهم لسبب بسيط جدا وهو أنهم "أُقْنِعوا" بأنهم خير أمة أخرجت للناس على ما فيهم من الشرك والكفر والفسوق والعصيان، نسأل الله السلامة والعافية، فاقتنعوا، وهذه إحدى العقبات الكأداء في الدعوة إلى الإسلام، والله المستعان.

        2- كتبت مرة عام 1984 في بعض دفاتري عن جاهلية العرب وجاهلية غيرهم: "أن جاهلية العرب [العرب الذين بُعث فيهم النبي، صلى الله عليه وسلم] جاهلية بسيطة أما جاهلية غيرهم فهي جاهلية مركبة" اهـ بمعناه العام، أما اليوم فأقول ومن غير تردد أو تلعثم، أن جاهلية عرب اليوم جاهلية مركبة ومعقدة لأنها جمعت جاهليات الأمم الأخرى قديمها وحديثها فصارت جاهلية معقدة خلافا للجاهلية الأولى البسيطة، مع التنبيه أن لفظ "الجاهلية" المتداول في كتابات الإسلاميين المحدثين والمعاصرين ليس من اختراع سيد قطب، رحمه الله، ولا من وضعه، بل هو من توظيف الشيخ أبي الحسن الندوي الهندي، رحمه الله، في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟" وليس من اختراعه كذلك، فالتوظيف لا يقتضي الاختراع فهو، لفظَ "الجاهلية"، توصيف لحال ارتد إليه العرب ليس غير، ولذا وجب التنبيه، والله أعلم، فلا عجب، إذن، إن سقط العرب، عرب اليوم، في مقت الله تعالى كما سقط أسلافُهم فيه كما جاء في الحديث الصحيح: "(...) وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ، إِلَّا بقَايَا من أهْلِ الْكِتَابِ" (https://dorar.net/hadith/sharh/16721) فعرب اليوم يأتون من المنكرات والموبقات ما يأنف عنه عرب الجاهلية الأولى لو رأوه، نسأل الله السلامة والعافية.

        3- النظرة الموضوعية والتحليل المحايد لما يجري في الأمة "الإسلامية" (!) يجبرنا على قول ما نكره من صفات "المسلمين" الذين لم يبق من الإسلام فيهم إلا الاسم، إلا من رحم الله وقليل ما هم، فلا عجب إن صار الإسلام غريبا كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء، جعلنا الله منهم، اللهم آمين، إن الطبيب الذي يعاف المريض ويخشى من مصارحته بمرضه ويتردد في وصف العلاج الفعال وإن كان البتر أو الجراحة الكبيرة لطبيب فاشل لا يصلح للتطبيب حتى وإن حمل أعلى الشهادات وحاز أفخر الألقاب ونال أغلى الرواتب.

        هذا ما أحببت تسجيله قبل مواصلة الحديث في مشروع "القرآن وبناء الإنسان" أو "التنمية البشرية الإسلامية"، والله الموفق إلى الخير.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المسلمون أولى بالدعوة إلى الإسلام وأحق، ودعوتهم إليه أصعب وأشق.

          الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
          ثم أما بعد:
          سؤالان منهجيان: 1- لماذا صار "المسلمون" أحق بالدعوة إلى الإسلام من غيرهم من الناس؟ و2- لماذا صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غيرهم؟ هذان السؤالان ضروريان وحيويان ومهمان يجب عرضهما ومعالجتهما بدقة وموضوعية وصراحة ووضوح قبل أي حديث في موضوع الدعوة إلى الإسلام.
          يتوهم كثير من الدعاة إلى الإسلام أنهم "انتهوا" من مشكلة دعوة المسلمين إلى الإسلام لأن المسلم قد حصل ما يكفيه من الإسلام ليصير مسلما فدعوته من قبيل "تحصيل الحاصل وتكميل الكامل" وهذا وهم كبير وغرور خطير يجب التّنبّه إليهما والتحذير منهما قبل التوسع في الحديث وقبل الاسترسال فيه.
          أن تكون مسلما بالنطق بالشهادتين وبالقيام بما فرضه عليك الإسلام من العبادات العملية لتبقى في دائرة الإسلام فتُجْرى عليك أحكامه شيء وأن تكون ضمن دائرة الإيمان الأصغر من دائرة الإسلام والأضيق شيء آخر، وأن تكون في دائرة الإحسان الأصغر والأضيق من دائرة الإيمان وبالتالي من دائرة الإسلام فشيء ثالث حتما:{
          قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان قلوبكم، وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا، إن الله غفور رحيم}(الحجرات: 14)، والمسلم ليس مطالبا بالتفتيش عن إيمان الناس أو عن إحسانهم لأنهما من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وحده، والمسلمون ليسوا مطالبين بالشق على صدور العالمين لمعرفة ما تنطوي عليه قلوبهم، لا !
          حديثنا عن الإسلام وما يخالفه ويناقضه من تصرفات المسلمين، الدائرة الأكبر والأوسع، وليس عن الدائرتين الأخرايين الضيقة والأضيق منها: دائرة الإيمان فدائرة الإحسان، والمسلمون اليوم يأتون من نواقض الإسلام ومُهَدِّماته ما يخرجهم من دائرته وإن ظنوا أنهم "مسلمون"، بل منهم من ينقض إيمانه ويسفده ويبطله وهو يحسب نفسه مسلما مؤمنا محسنا، نسأل الله السلامة والعافية؛ والسؤال الذي يرفض نفسه علينا اليوم هو: "هل نحن مسلمون"؟ فالإجابة، إن اكتفينا بالأقوال والادعاءات و"الزُّعُومات": نعم ! أما إن تعمقنا في التحليل والتعليل وفي الدراسة الموضوعية، فالإجابة الحتمية: لا، طبعا ! لأن الإسلام ليس أقوالا فحسب بل هو، إضافة إلى هذا، أفعال المسلمين وأحوالهم التي لا تنبئ عن الإسلام قط.
          فإن اتفقنا على هذا، يمكننا الاسترسال في الحديث على قاعدة ثابتة متينة قوية وإلا سندور في حلقة مفرغة لن نخرج منها أبدا.
          لقد سقط "المسلمون" في المستنقع الذي سقطت فيه الملل السالفة عنهم، مستنقع الغرور بزعمهم: {
          وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير}(المائدة: 18) حتى وإن لم يعلنوا ذلك صراحة ولم يقولوه جهرة بل "قالوه" بأفعالهم وأحوالهم، وغرهم بالله الغرور فظنوا، من جهلهم ومن ظلمهم وغيِّهم، أنهم {خير أمة أخرجت للناس} قبل أن تتحقق فيهم شروطها بل هم يسعون إلى إبطال شروطها وإلى تعطيلها ويعملون جاهدين لمناقضة تلك الشروط بل يجتهدون في معاقبة من يدعو إلى شروطها فضلا عن القيام بها، والله المستعان.
          وبناءً عليه، صارت دعوة المسلمين إلى الإسلام أصعب وأخطر وأهلك من دعوة غير المسلمين إليه، والدليل ؟
          "الواقع أصدق إنباءً من الكتب = في حده الحدُّ بين الجد واللعب"
          وختاما،"
          بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (صحيح الإمام مسلم، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه)، جعلنا الله من الغرباء في زمن الأدعياء، اللهم آمين، فالمسلمون، إذن، أولى بالدعوة إلى الإسلام وأحق، ودعوتهم إليه أصعب وأشق.
          والله المستعان وعليه، سبحانه، التكلان.

          البُلَيْدَة، صبيحة يوم السبت 18 ديسمبر 2021 الموافق 14 جمادى الأولى 1443.


          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            القرآن وبناء الإنسان (خطوط المشروع العريضة).


            الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى

            ثم أما بعد: أشرع، بحول الله وقوته، ابتداءً من هذه المشاركة في نشر حلقات المشروع، وإن في خطوطه العريضة، ثم أنشر رءوس الأقلام التي سجلتها في الدفتر الخاص به كما قيّدتها من غير تنسيق دقيق، وقد بادرت إلى النشر قبل استكمال الكتابة والانتهاء منها لسببين: 1- تسجيل الأفكار حتى لا تتلاشى فتنسى؛ 2- إتاحة الفرصة لمن يهمه الموضوع للمساهمة في إثرائه وتحرير بعضه، فيكون مشروعا تفاعليا جماعيا يكتبه القراء إن شاء الله تعالى.
            العنوان العام: "القرآن وبناء الإنسان" أو "تكوين المواطن الصالح وبناء المجتمع المنظم".
            1- المقدمة:
            2- التمهيد:
            أ- القرآن: تعريفه، وظيفته، محاوره، أساليبه في تربية الإنسان؛
            ب- الإنسان: تعريفه، أصله، دوره في الحياة، مصيره بعد الممات؛
            3- الفصل الأول: البيت المسلم محضن المسلم الصالح.
            4- الفصل الثاني: دور القرآن الكريم في ترقية الإنسان (الجانب النظري).
            5- الفصل الثالث: تحقيق تربية القرآن في الميدان (الجانب العملي).
            6- الخاتمة (نسأل الله حسنها).
            هذه خطوط المشروع العريضة، أو المحاور الكبرى الكلية، ويليها، بإذن الله، ما سجلته في الدفتر من رءوس الأقلام، أو المحاور الجزئية التفصيلية، والله الموفق إلى الخير.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              "القرآن وبناء الإنسان"، الخطوط العريضة والأفكار الأولية.


              بسم الله، ألا لا آلاءَ إلا آلاءُ الله تعالى.
              كتبت مرة في "كيدُ الخاطرِ": "(...) 8ـ نعم، للخاطر كيد أكيد كما أن له فيضا ساعة سيلانه و جريانه و الكاتب الحاذق المُجيد من يتمكن من التقاط درره الغالية أو يتصيد سوانحه العالية بما يوافق الشّرع الحنيف فإن الأفكار تجوب فضاء العقول كما تجوز الأطيار سماء الحقول !" اهـ، وبناءً عليه أنشر ما قيدته في دفتر المشروع كما كتبته ثم، بمساعدة القراء المهتمين طبعا، سأنسقها، إن شاء الله تعالى، بما يخدم الموضوع أفضل.

              "القرآن وبناء الإنسان" أو "تكوين المواطن الصالح وبناء المجتمع المنظم"، مشروع قديم (1989، جريدة "الشعب" اليومية الجزائرية) يتجدد هنا.
              - تكوين البيت المسلم، البيت المحضن الأول في تكوين المواطن الصالح:
              "لبيت أُسِّس على التقوى من أول يوم أحق أن تكون فيه": 1) تكوين الزوح المسلم، 2) تكوين الزوجة المسلمة، 3) تكوين الولد المسلم، 4) تكوين البنت المسلمة، النظر إلى البيت كمشروع مجتمع، مؤسسة اجتماعية فعَّالة ومؤثرة في تغيير المجتمع انطلاقا من "التنمية البشرية الإسلامية" لا من غيرها، أسرة إيجابية فاعلة غير سلبية ولا خاملة؛ التنمية البشرية من منظور إسلامي: التنمية البشرية الإسلامية تنمي في الإنسان عبوديته لله تعالى خلافا للتنمية البشرية الغربية فهي تجعل منه "إلها" فعالا لما يريد وما هو بإله فهي تنمي فيه الغرور ليس غير، المسلمون وحدهم أساتذة التنمية البشرية الحقة والصحيحة.
              - التربية السليمة أساس التكوين الصحيح في انطلاقا من مبدأ: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين":
              1- العقيدة الإسلامية (كتاب "عقيدة المؤمن" للشيخ أبي بكر جابر الجزائري، رحمه الله، مرجعا)؛
              2- العبادة على منهاج النبوية (كتاب "منهاج المسلم" للشيخ أبي بكر جابر الجزائري، رحمه الله، مرجعا)؛
              3- الأخلاق، التخلية من الأخلاق الذميمة ثم التحلية بالأخلاق الحميدة (كتاب "خلق المسلم" للشيخ محمد الغزالي السقا، رحمه الله تعالى، و"موسوعة الأخلاق" للأستاذ خالد بن جمعة بن عثمان الخراز، معاصر، الكويت، مرجعين أساسيين)؛ أصول الأخلاق المذمومة (آيات النفاق): الكذب، الغدر، الخيانة، خلف الوعد، الفجور في الخصومة؛ أصول الأخلاق المحمودة (شعب الإيمان) خلاف الأولى المذمومة ثم التوسع (مجموع الأخلاق 360 خلقا)، اتباع أسلوب: "التخلية ثم التحلية" وقد رُوي عن بعض الصحابة قوله: "كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يفرغنا ثم يملؤنا"، أو كما قال (التأكد من صحة الأثر)؛
              4- الأم أصل البيت وعموده: "الأم مدرسة إذا أعددتها = أعددت شعبا طيب الأعراق" (حافظ إبراهيم، رحمه الله)؛ الأم بَيْتًا، مسكنا، ثم زوجة؛
              5- تعريف الإنسان لغة واصطلاحا؛
              - "الإنسان" في القرآن الكريم: عدد المرات التي ذكر فيها لفظ الإنسان، "الإنسان" بالمرادفات: بشر، خليفة (الوظيفة في الدنيا)؛ "الإنسان ما هو؟" (مهايته المادية)؛ الإنسان من هو؟ (كينونته المعنوية، العقل)؛
              "الإنسان": أصله، سلالة من طين، قبل الخَلْقِ، ومن ماء مهين، بعد الخلق؛ "الإنسان": أطوار حياته، في الرحم، وفي نشأته ونموه وهرمه: صبيا، طفلا، شابا وكهلا، شيخا؛ "الإنسان" دوره في الحياة: عبادة الله تعالى، إعمار الأرض على منهاج الله؛ "الإنسان": مصيره، الموت، والفناء ثم البعث فإما جنة وإما نار، إذ ليس للإنسان بعد البعث من دار إلا الجنة أو النار؛ "الإنسان" عندما يلبغ أشده {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة} (الأحقاف:15): وظائف الإنسان في الحياة: رضيعا، صبيا وطفلا (غير مكلف)، شابا، وكهلا، وشيخا (رب أسرة ومكلف)؛
              6- القرآن ودوره في بناء الإنسان: القرآن: تعريفه، 1) القرآن: وظيفته في تربية النفس والمجتمع، "القرآن": التوجيه النظري:
              "القرآن" ووصاياه العشر: الآيات من 151 إلى 153 من سورة الأنعام، والآيات 23 إلى 39 من سورة الإسراء، (كتاب "طيبة النشر في فقه مقاصد الوصايا العشر" تأليف أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي، معاصر، الأردن، مرجعا)؛ 2) "النبي"، صلى الله عليه وسلم، التطبيق العملي الصارم؛ 3) الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين، قرن النبي، صلى الله عليه وسلم، العامل بالكتاب والسنة، التلقي للتنفيذ؛ 4) التابعون؛ 5) تابعو التابعين، القرون التي تلت قرن النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي خير القرون الأمة على الإطلاق: "خير القرون، القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"(الجديث)؛
              7- مؤسسات بناء الإنسان على منهاج القرآن: 1) البيت المسلم، 2) المسجد، 3) المدرسة، 4) النوادي الرياضية والثقافية، 5) المجتمع الصالح، التوجيه، المراقبة والتصحيح، والتقويم؛
              8- غرس مفهوم: "رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا، وبالقرآن إماما وحكما" (دعاء الأذان) تجديد الإيمان مع كل أذان؛
              9- الاهتمام بمركز الإنسان والذي عليه مدار حياته ومنه سعادته أو شقاوته ألا وهو "القلب"، 1) أمراض القلب (نسأل الله السلامة والعافية): الرَّان، القسوة، الغلاف، الحسد، الحقد، الغل، الجهل، الهوى، الإلحاد، الشك، الشرك ...، 2) القلب السليم النافع لصاحبه في الدنيا وفي الآخرة غاية المسلم: التوبة والإنابة، الاستغفار للنفس وللناس، ذكر الله، قراءة القرآن، القناعة بالمقسوم، حب الخير للناس، العفو والسماحة، الحِلم والكرم، الشكر المنح، الصبر على المحن؛
              10- ملة إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، ووصيته إلى بنيه، الحياة على الإسلام والوفاة عليه؛ دين الأنبياء وأتباعهم: "الإسلام" لا غيره؛ مفهوم الإسلام: المفهوم العام = الخضوع التام لله رب العالمين، المفهوم الخاص = هذا الدين الحنيف المسمى به: "الإسلام".
              ثم أما بعد، هذا ما عنَّ لي تسجيله الآن وهنا مع احتمال تغيير ما يمكن تغييره أو إضافة ما غاب عن ذهني ساعة التفكير في الموضوع المشروع (العصف الذهني)
              أو إعادة ترتيب المحاور وتنسيقها حتى تتركب في سلكها كخرزات العقد المرتبة، والله من وراء القصد وهو، سبحانه، يهدي السبيل، وفقنا الله إلى الخير حيث كان وحيث كنا، اللهم آمين.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • ناريمان الشريف
                مشرف قسم أدب الفنون
                • 11-12-2008
                • 3454

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
                وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته.
                أسعدك الله أختي الفاضلة ناريمان كما أسعدتني بمشاركتك الطيبة هذه، بارك الله فيك وأجزل لك المثوبة، اللهم آمين.
                ثم أما بعد، تعددت أسباب سعادتي بمشاركتك الطيبة ما شجعني على مواصلة التفكير والتحرير والتحبير لإتمام عرض الموضوع/المشروع إلى غايته بإذن الله.
                لقد استدركت الأخطاء الإملائية في كتابة الآيات والسبب كما عرفتِه هو النسخ واللصق مع أنني راجعت آيات الواجهة لكنني غفلت عن آيات المتن، والله المستعان.
                أضفت بعض الكلمات في قضية المستهدف بالمشروع وجعلته خاصا وعاما: "المشروع مُوَجَّه إلى المسلم الملتزم بدينه الذي رضي قولا وفعلا وحالا بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد، صلى الله عليه وسلم، نبيًّا ورسولا وبالقرآن الكريم حَكَما ودليلا خصوصا وليس إلى "المسلم" الخامل الكسول الذي رضي بالدُّونية عن سائر الناس ووجد ضالته في الجاهلية المعاصرة يستمتع بملذاتها ويلعنها (!)؛ موجه إلى المسلم العملي ..." اهـ حتى تتضح الرؤية، وفي هذا الصدد أرى أن دعوة "المسلمين" (!) إلى الإسلام أصعب بكثير من دعوة غيرهم إليه، فمن المفروض في المسلم الذي رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وبالقرآن إماما وحكما ألا يرضى بما يخالف إيمانه هذا وإلا ارتد عن دينه شعر بذلك أم لم يشعر، كما أن في عرض المشروع على المسلم الملتزم، في تقديري الشخصي، يختصر الطريق إلى الغاية المنشودة ولا يبعدها ببعد المسلم غير الملتزم عن الالتزام الصحيح بالإسلام، والله أعلم، مع احتمال أن يكون في المسلم غير الملتزم من الخير والاستعداد إلى الخير أكثر من المسلم "الملتزم" (!) المتواكل والذي ينتظر أن يفعل غيره شيئا حتى ينهض (!) هو.
                أما عن "التنمية البشرية الإسلامية" فهي تسمية مغرضة قصدت إليها قصدا فهي خطة إلى تعبيد الإنسان إلى الله تعالى خلافا للتنمية الأخرى التي تحاول، أو تسعى، لتأليه الإنسان وجعله "فعَّالا لما يريد"، وقد كتبت في دفتر الموضوع الخاص به: "التنمية البشرية الإسلامية تنمي في الإنسان عبوديته لله تعالى بخلاف التنمية الغربية فهي تجعل منه "إلها" فعَّالا لما يريد" اهـ من الدفتر الخاص.
                نعم، تعددت أسباب سعادتي بمشاركتك الطيبة هذه فأعجزتني عن شكرك الشكر الذي يليق بك فلا يسعني إلا أن أدعو الله لك بأن يجيزك خيرا عني وعن القراء الذين سيستفيدون منها، بارك الله فيك.
                وإلى لقاء آخر قريب إن شاء الله دمت في رعاية الله وحفظه مع أخلص تحياتي إليك وأصدق تمنياتي لك.
                أسعد الله أوقاتك أستاذي حسين
                وسلام الله عليك ..
                بالنسبة إلى موضوع " لمن يوجه الكلام" وجهة نظرك أحترمها
                وبكل الأحوال أرجو من الله تبارك وتعالى أن تقع الفائدة المرجوّة
                ثم إنني أقترح عليك ألّا تكتب لمن توجه كلامك، بل اترك الأمر لله، فقد يقع بين يدي مسلم ملتزم، أو مسلم غير ملتزم، وقد يقرؤه ملحد فتكون هدايته على يديك
                وفقك الله وأعانك
                مع فائق التقدير
                تحية ... ناريمان
                sigpic

                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                تعليق

                • ناريمان الشريف
                  مشرف قسم أدب الفنون
                  • 11-12-2008
                  • 3454

                  #9
                  ثم أما بعد، هذا ما عنَّ لي تسجيله الآن وهنا مع احتمال تغيير ما يمكن تغييره أو إضافة ما غاب عن ذهني ساعة التفكير في الموضوع المشروع
                  أو إعادة ترتيب المحاور وتنسيقها حتى تتركب في سلكها كخرزات العقد المرتبة
                  ، والله من وراء القصد وهو، سبحانه، يهدي السبيل، وفقنا الله إلى الخير حيث كان وحيث كنا، اللهم آمين.

                  بعد السلام عليك
                  لا تستهن بهذه المحاور، فهي كثيرة ومتشعبة وتحتاج منك وقتاً طويلاً، أرجو لك التوفيق والعون
                  تحية ... ناريمان
                  sigpic

                  الشـــهد في عنــب الخليــــل


                  الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                    أسعد الله أوقاتك أستاذي حسين
                    وسلام الله عليك ..
                    بالنسبة إلى موضوع " لمن يوجه الكلام" وجهة نظرك أحترمها
                    وبكل الأحوال أرجو من الله تبارك وتعالى أن تقع الفائدة المرجوّة
                    ثم إنني أقترح عليك ألّا تكتب لمن توجه كلامك، بل اترك الأمر لله، فقد يقع بين يدي مسلم ملتزم، أو مسلم غير ملتزم، وقد يقرؤه ملحد فتكون هدايته على يديك
                    وفقك الله وأعانك
                    مع فائق التقدير
                    تحية ... ناريمان
                    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلا بأختنا الفاضلة ناريمان وسهلا ومرحبا.
                    يسعدني حضورك دائما، أسعدك الله كما تسعدينني بكلامك الطيب وتشجيعك المبارك.
                    نعم، قد يسوق الله إلى الموضوع من يستفيد منه دون أن يكون في عداد من أستهدفهم به فيستفيد منه فيدعو الله لي بالخير، فلست أدري أين يكون الخير، غير أن من منهجية الكتابة "المغرضة"، الهادفة، أو المستهدِفة، أن نحدد المستهدَف بها، وفي "
                    ورشة لتعليم فنون الكتابة" حددت عناصر الكتابة "المغرضة" فقلت: "ماذا أكتب [الموضوع]؟ لمن أكتب [المستهدف]؟ كيف أكتب [الأسلوب]؟ في أي قالب أكتب [شكل المكتوب]؟ وإضافة عنصر جديد وهو:" لماذا أكتب [القصد أو النية]؟" وهو من أهم العناصر في الكتابة" اهـ من المشاركة رقم#2والمشاركة رقم #1، وقد شرحت المقصود بالكتابة المغرضة في "الكتابة المغرضة: أسرارها و أساليبها"، فأنا بهذا كاتب مغرض بامتياز، فتحديد المستهدف بالخطاب ضروري لتنظيم الخطاب شكلا ومضمونا، فهذا القرآن نفسه يستغرض الناس الذين يريدهم {هدى للمتقين} (البقرة: 2) و{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ}(الأنعام: 92) ولا يمنع أن يستفيد منه غير المتقين {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ}(التّوبة: 6)، فمن لم يستغرض في كتابته فإنما هو يستعرض للتباهي أو للعبث؛ هي رؤيتي أعرضها فقد يوافقني فيها القراء وقد لا يوافقونني.
                    سرني دعاؤك جدا فما أحوجني إليه، بارك الله فيك وجزاك عني خيرا.
                    مع أخلص تحياتي وأصدق تمنياتي لك.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                      "ثم أما بعد، هذا ما عنَّ لي تسجيله الآن وهنا مع احتمال تغيير ما يمكن تغييره أو إضافة ما غاب عن ذهني ساعة التفكير في الموضوع المشروع أو إعادة ترتيب المحاور وتنسيقها حتى تتركب في سلكها كخرزات العقد المرتبة، والله من وراء القصد وهو، سبحانه، يهدي السبيل، وفقنا الله إلى الخير حيث كان وحيث كنا، اللهم آمين".

                      بعد السلام عليك
                      لا تستهن بهذه المحاور، فهي كثيرة ومتشعبة وتحتاج منك وقتاً طويلاً، أرجو لك التوفيق والعون
                      تحية ... ناريمان
                      وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
                      مرحبا بك أختي الفاضلة مرة أخرى وفي كل مرة.
                      لا والله، لا أستهين ولا أستكين، إن شاء الله، وأدعو الله بالتوفيق حتى أستكمل البحث والكتابة وقد بادرت إلى نشر "عصفي الذهني" لإشراك القراء في همي.
                      تحياتي الخاصلة أختي الفاضلة ناريمان.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      يعمل...
                      X