مرارة الاختلاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد عبد اللطيف
    أديب وكاتب
    • 07-04-2015
    • 71

    مرارة الاختلاف

    كيف يُنـّصب الإنسان نفسه حكماً على الآخرين؟ وكيف يصدر الحكم بمجرد الاختلاف في الرأي؟
    لقد انتشرت في عصرنا فكرة الوصاية على الآخرين، فمهما اختلفنا في الأفكار والاتجاهات فقد يكون بيننا أرضية مشتركة، ولكنني أزعم أن التعصب المقيت للأفكار يحجب عن الكثير من الناس نقاط الالتقاء بينهم؛ فلا يبقى سوى التصادم الممقوت.
    سألني صاحبي: هل من المعقول أن يوصم الإنسان بأمر يعلم أنه ليس فيه؟

    وقبل أن أجيبه بادرني قائلًا: تعلم أني ذو اتجاه فكري، لكنني مسلم، أحسب أنى ملتزم أكثر من أناس آخرين يهاجمونني، وبالرغم من ذلك يطلقون عليّ السنتهم بالتجريح أحيانا، وبالكفر أحيانا أخرى، فهل أنا كافر من وجهة نظرك يا صاحبي؟
    فقلت له: رفقًا بنفسك يا صاحبي ولا تهتم بالذين يؤذون مشاعر غيرهم دون أن يتحسسوا موضع آرائهم إلى اين هي ذاهبة، فهم يظنون أنهم يسدون النصح أي و الله ِ النصح ويجهلون أن للنصح شروط، وللرأي حدود، فمن أراد إسداء النصيحة فليتعلم شروطها، ومن أراد إبداء الرأي فليعلم حدوده.

    ولتسأل نفسك أيمنعك اتجاهك الفكري من الصلاة والصيام وباقي فرائض الاسلام؟
    هل تشعر بالذل والعار إن تكلمت عن اتجاهك الفكري؟
    هل تحسب أن اتجاهك هو من الدين أم متمم للدين أم متناقض مع الدين؟
    هل اتجاهك يأخذ بيدك الى الجنة أم الى النار؟
    فإذا أتممت الاجابة على هذه الأسئلة بصراحتك المعهودة فستجد إجابتي في طيات إجابتك.

    صاحبي العزيز بالرغم من أني لست مرتبطًا باتجاهك بأية صلة، من قريب أو بعيد، لكنني لا أمقته كل المقت، وإلا فلماذا عرفتك وصاحبتك؟ لكنني أختلف معك في أوجه، وأتفق معك في أوجه أخرى، فدعك من المخالفين ولا تضمر لهم العداء، فإن وجدت أنك على الحق المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ فماذا يضيرك اختلافهم معك؟ وإن كنت على خطأ لا أقول في كل الوجوه فتدبر أمرك واحرص على تصحيحه قبل فوات الأوان.
    بقلم: أحمد عبد اللطيف سلام
    مدونتى
    أحمد عبد اللطيف سلام
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة احمد عبد اللطيف مشاهدة المشاركة
    كيف يُنـّصب الإنسان نفسه حكماً على الآخرين؟ وكيف يصدر الحكم بمجرد الاختلاف في الرأي؟
    لقد انتشرت في عصرنا فكرة الوصاية على الآخرين، فمهما اختلفنا في الأفكار والاتجاهات فقد يكون بيننا أرضية مشتركة، ولكنني أزعم أن التعصب المقيت للأفكار يحجب عن الكثير من الناس نقاط الالتقاء بينهم؛ فلا يبقى سوى التصادم الممقوت.
    سألني صاحبي: هل من المعقول أن يوصم الإنسان بأمر يعلم أنه ليس فيه؟

    وقبل أن أجيبه بادرني قائلًا: تعلم أني ذو اتجاه فكري، لكنني مسلم، أحسب أنى ملتزم أكثر من أناس آخرين يهاجمونني، وبالرغم من ذلك يطلقون عليّ السنتهم بالتجريح أحيانا، وبالكفر أحيانا أخرى، فهل أنا كافر من وجهة نظرك يا صاحبي؟
    فقلت له: رفقًا بنفسك يا صاحبي ولا تهتم بالذين يؤذون مشاعر غيرهم دون أن يتحسسوا موضع آرائهم إلى اين هي ذاهبة، فهم يظنون أنهم يسدون النصح أي و الله ِ النصح ويجهلون أن للنصح شروط، وللرأي حدود، فمن أراد إسداء النصيحة فليتعلم شروطها، ومن أراد إبداء الرأي فليعلم حدوده.

    ولتسأل نفسك أيمنعك اتجاهك الفكري من الصلاة والصيام وباقي فرائض الاسلام؟
    هل تشعر بالذل والعار إن تكلمت عن اتجاهك الفكري؟
    هل تحسب أن اتجاهك هو من الدين أم متمم للدين أم متناقض مع الدين؟
    هل اتجاهك يأخذ بيدك الى الجنة أم الى النار؟
    فإذا أتممت الاجابة على هذه الأسئلة بصراحتك المعهودة فستجد إجابتي في طيات إجابتك.

    صاحبي العزيز بالرغم من أني لست مرتبطًا باتجاهك بأية صلة، من قريب أو بعيد، لكنني لا أمقته كل المقت، وإلا فلماذا عرفتك وصاحبتك؟ لكنني أختلف معك في أوجه، وأتفق معك في أوجه أخرى، فدعك من المخالفين ولا تضمر لهم العداء، فإن وجدت أنك على الحق المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ فماذا يضيرك اختلافهم معك؟ وإن كنت على خطأ لا أقول في كل الوجوه فتدبر أمرك واحرص على تصحيحه قبل فوات الأوان.
    بقلم: أحمد عبد اللطيف سلام
    أُثمّن كلامك وأرفع لك القبّعة أستاذنا الأديب. في الحقيقية اختلاف الرّأي لا يفسد للودّ قضيّة - كما يُقال - ولا يجب أن يؤثّر الخلاف على الرّوابط التي بين الأحبّة والأصدقاء. وقد تعرّضّت علاقتي بأحد الأصدقاء لهدّة بسبب نقاش بسيط جرى "مجرى الدّم" بيننا، وكاد هذا النّقاش الأهوج أن ينتهي بقطع الصّلة التي دامتْ ما يربو عن أربعة عقود كاملة، ما يعني جيلا بأكمله. لكن والحمد لله مادام هناك وعيٌ وأخلاق فلا خوف على الإنسان الذي يتحلّى بالأخلاق والوعي.
    أشكرك استاذنا الكاتب الأديب على الموضوع الشيّق وهذا الشّرح المفيد، ودمتَ ودام قلمك سيّالاً.
    وتقبّل مروري.
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 19-01-2022, 10:25.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

    تعليق

    • رياض القيسي
      محظور
      • 03-05-2020
      • 1472

      #3
      قال تعالى“وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ“( الروم:22)
      الاختلاف وارد..اخي الكريم..
      ومن المهم لا تختلف مع جاهل ومتعصب
      ويرى في نفسه هو الصح وغيره مخطئين
      الجميع يرى الصورة كضياء الشمس وهو يراها
      قاتمة كسواد الليل وبعض الخلافات تذهب
      الى طرق كثيرة لن تجدي نفعا...تحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة رياض القيسي; الساعة 19-01-2022, 16:59.

      تعليق

      • ناريمان الشريف
        مشرف قسم أدب الفنون
        • 11-12-2008
        • 3454

        #4
        مقالة جديرة بالقراءة مقنعة مفندة لأمور تتكرر
        شكراً لك أستاذي الكريم
        أفدت صاحبك السائل وأفدتنا
        بوركت .. وتحية
        sigpic

        الشـــهد في عنــب الخليــــل


        الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

        تعليق

        يعمل...
        X