ألجزء ألأول
بدي فستان احمر
كانت جالسة على ألكنبه, شاردة كأنها غير موجودة في ألغرفه, عيناها سارحتان في لا شيء. امرأة في مقتبل العمر , جميلة ولكن ,مسحة من ألحزن كانت مرسومة على ملامح وجهها مما زادها روعة وجمال, كانت بين ألحين والآخر تنظر إلى وجه زوجها الذي ينم عن حزن عميق , صورة وجه يحمل هموم لها أول وما لها آخر,
ومن ثم تنظر إلى يديها وتأخذ بتقليب أصابعها محرجة ذليلة . نظر إليها وبدأ بالحديث, ما بك عيونك مخزن كلام قولي ما الذي يشغل بالك؟
غرزت نظراتها في أرضية ألغرفه وقالت بصوت حزين مرتجف فقد كانت تكافح دمعة سجينة تصبو إلى الحرية: إن ما يشغلني نفس ألأمر ألذي يشغلك.
قل لي ماذا سنفعل غدا ألعيد وحتى ألآن لم أصنع شيئا, لم أصنع كعك ألعيد.
ذهبت لدكان أبو غازي ورفض أعطائي مؤنا للعيد وأنا لا ألومه على ذلك فقد طفح الكيل ,
حرك زوجها رأسه بأسف وقال : وماذا بالنسبة لأهلك ؟
- طلبت من ألجميع وكلهم وعدوني بالمساعدة, ومع هذا حتى ألآن لم يحضروا لي شيئا , وأنا لا أستطيع أن ألومهم فمنذ فقدت عملك بعد الحادث لم
يتوانوا عن مساعدتنا ,لقد سئموا وكل واحد من إخوتي لديه عائله يعيلها بصعوبة
ماذا سنفعل إن كل ما يهمني هو ألأطفال !كيف سنكسر خاطرهم ونحرمهم فرحة العيد, فلا كعك ولا عيديه ولا ملابس ولا كبش فداء, وصمتت لأنها كانت على علم بأنها لو تابعت ألحديث ستبكي.وصمت هو بدوره صمت القبور, لكن ملامح وجهه الحزين كانت تحكي الكثير.أما هي فعادت بذاكرتها إلى أيام مضت لقد كان زوجها يعمل قصارا وكان فنانا بصنعته , كان الجميع يطلبه للعمل ,الحياة معه كانت هنيه, كان مرحا لا يكف عن الضحك ولم تذكر أنه دخل يوما إلى البيت خالي اليدين , ولم يكن يرضى لها إلا بأجمل الملابس وأحلى الحلي كل النساء كن يحسدنها ,
ولكن فجأة تغيرتغير كل شيء, فقد سقط زوجها عن ألسقاله, وأصيب بشلل ومنذ ذلك ألحين تغير كل شيء, عرفوا معنى ألفقر ,مرضوا وما تعالجوا ,أفطروا ولم يتعشوا , استلقوا ولم يغفوا, في البداية هب الجميع للمساعدة وشيئا فشيئا انفضوا من حولهم فذاقوا المر والعلقم ,هي بدورها ساندته وساعدته كي يتخطى وضعه ألجديد ,ولكن أحيانا كانت تشعر أنه لم يعد باستطاعتها الإحتمال فهي أيضا بحاجة لمن يساندها . زوجها بدوره غاص في بحر همومه حتى نسي بأنها موجودة, وبأنها بحاجة لعطفه وحنانه , حتى الضحكة نسي شكلها وما عادت تذكر متى ابتسم لها لآخر مره .وكل هذا يبدوا تافها إلى جانب ما يعاني منه الأولاد من قلة وحرمان, تكاد تموت حين تفكر كيف ستسعدهم في العيد, وهي تعلم أن زوجها يعاني مثلها وأكثر ولكن ما العمل ؟إنه قدر من الرب.
بينما كانا غارقين كل في بحر همومه, دخل ألصغار وبمجرد أن دخلوا قالت ألصغيره : أمي أريد أن أشتري فستانا أحمر!
وحذاء أبيض وحقيبة صغيره كي أضع فيها العيديه . هيا يا أمي غيري ملابسك
لنخرج للتسوق .
نظرت ألأم إلى زوجها كأنها تطلب أن ينقذها ولكن زوجها طأطأ
رأسه لقلة حيلته متمنيا لو أن الأرض تجوع فتبتلعه.
أما ألأم فنادت أولادها ألأربعة وأجلستهم حولها وحاولت بكل أساليبها بالحديث أن تفهمهم الوضع ,حاولت بكل ألطرق, حاكت مشاعرهم وألمنطق فيهم ,حاكت الواقع, واستعانت بكل مدارس علم النفس ولكن كل أساليبها لم تنفع .فالحزن طغى وفرحة العيد ولت,أخذت ألبنت الصغيرة تبكي واستلقت على الأرض تصرخ وتخبط بيديها وقدميها
( بدي فستان أحمر بدي فستان أحمر ) كل محاولات أمها وأختها ألكبيره لتهدئتها باءت بالفشل . أما ألولد ألصغير فعندما شاهد أخته بهذه ألحاله لم يبك ولكنه وقف أمام أباه نظر أليه نظرة كلها غضب وصرخ به ( أنا بكرهك أنا بكرهك ) وركض نحو غرفته.وعندما سمع الأب كلمات ابنه, كانت كالقشة التي أغرقت سفينته حرك
كرسي العجلات نحو الحائط وصار يضرب رأسه بالحائط فقد صعب عليه كسر قلوب أولاده, وأخذ يصرخ اقتربت زوجته منه تعانقا وانخرطا ببكاء مرير يقطع ألقلوب.........
*ألسقاله :هي شبه أرجوحه أو جسر يصنعها العمال من الحديد والخشب تثبت بسطح ألبيت ليقف عليها ألعمال
رحاب فارس بريك
بدي فستان احمر
كانت جالسة على ألكنبه, شاردة كأنها غير موجودة في ألغرفه, عيناها سارحتان في لا شيء. امرأة في مقتبل العمر , جميلة ولكن ,مسحة من ألحزن كانت مرسومة على ملامح وجهها مما زادها روعة وجمال, كانت بين ألحين والآخر تنظر إلى وجه زوجها الذي ينم عن حزن عميق , صورة وجه يحمل هموم لها أول وما لها آخر,
ومن ثم تنظر إلى يديها وتأخذ بتقليب أصابعها محرجة ذليلة . نظر إليها وبدأ بالحديث, ما بك عيونك مخزن كلام قولي ما الذي يشغل بالك؟
غرزت نظراتها في أرضية ألغرفه وقالت بصوت حزين مرتجف فقد كانت تكافح دمعة سجينة تصبو إلى الحرية: إن ما يشغلني نفس ألأمر ألذي يشغلك.
قل لي ماذا سنفعل غدا ألعيد وحتى ألآن لم أصنع شيئا, لم أصنع كعك ألعيد.
ذهبت لدكان أبو غازي ورفض أعطائي مؤنا للعيد وأنا لا ألومه على ذلك فقد طفح الكيل ,
حرك زوجها رأسه بأسف وقال : وماذا بالنسبة لأهلك ؟
- طلبت من ألجميع وكلهم وعدوني بالمساعدة, ومع هذا حتى ألآن لم يحضروا لي شيئا , وأنا لا أستطيع أن ألومهم فمنذ فقدت عملك بعد الحادث لم
يتوانوا عن مساعدتنا ,لقد سئموا وكل واحد من إخوتي لديه عائله يعيلها بصعوبة
ماذا سنفعل إن كل ما يهمني هو ألأطفال !كيف سنكسر خاطرهم ونحرمهم فرحة العيد, فلا كعك ولا عيديه ولا ملابس ولا كبش فداء, وصمتت لأنها كانت على علم بأنها لو تابعت ألحديث ستبكي.وصمت هو بدوره صمت القبور, لكن ملامح وجهه الحزين كانت تحكي الكثير.أما هي فعادت بذاكرتها إلى أيام مضت لقد كان زوجها يعمل قصارا وكان فنانا بصنعته , كان الجميع يطلبه للعمل ,الحياة معه كانت هنيه, كان مرحا لا يكف عن الضحك ولم تذكر أنه دخل يوما إلى البيت خالي اليدين , ولم يكن يرضى لها إلا بأجمل الملابس وأحلى الحلي كل النساء كن يحسدنها ,
ولكن فجأة تغيرتغير كل شيء, فقد سقط زوجها عن ألسقاله, وأصيب بشلل ومنذ ذلك ألحين تغير كل شيء, عرفوا معنى ألفقر ,مرضوا وما تعالجوا ,أفطروا ولم يتعشوا , استلقوا ولم يغفوا, في البداية هب الجميع للمساعدة وشيئا فشيئا انفضوا من حولهم فذاقوا المر والعلقم ,هي بدورها ساندته وساعدته كي يتخطى وضعه ألجديد ,ولكن أحيانا كانت تشعر أنه لم يعد باستطاعتها الإحتمال فهي أيضا بحاجة لمن يساندها . زوجها بدوره غاص في بحر همومه حتى نسي بأنها موجودة, وبأنها بحاجة لعطفه وحنانه , حتى الضحكة نسي شكلها وما عادت تذكر متى ابتسم لها لآخر مره .وكل هذا يبدوا تافها إلى جانب ما يعاني منه الأولاد من قلة وحرمان, تكاد تموت حين تفكر كيف ستسعدهم في العيد, وهي تعلم أن زوجها يعاني مثلها وأكثر ولكن ما العمل ؟إنه قدر من الرب.
بينما كانا غارقين كل في بحر همومه, دخل ألصغار وبمجرد أن دخلوا قالت ألصغيره : أمي أريد أن أشتري فستانا أحمر!
وحذاء أبيض وحقيبة صغيره كي أضع فيها العيديه . هيا يا أمي غيري ملابسك
لنخرج للتسوق .
نظرت ألأم إلى زوجها كأنها تطلب أن ينقذها ولكن زوجها طأطأ
رأسه لقلة حيلته متمنيا لو أن الأرض تجوع فتبتلعه.
أما ألأم فنادت أولادها ألأربعة وأجلستهم حولها وحاولت بكل أساليبها بالحديث أن تفهمهم الوضع ,حاولت بكل ألطرق, حاكت مشاعرهم وألمنطق فيهم ,حاكت الواقع, واستعانت بكل مدارس علم النفس ولكن كل أساليبها لم تنفع .فالحزن طغى وفرحة العيد ولت,أخذت ألبنت الصغيرة تبكي واستلقت على الأرض تصرخ وتخبط بيديها وقدميها
( بدي فستان أحمر بدي فستان أحمر ) كل محاولات أمها وأختها ألكبيره لتهدئتها باءت بالفشل . أما ألولد ألصغير فعندما شاهد أخته بهذه ألحاله لم يبك ولكنه وقف أمام أباه نظر أليه نظرة كلها غضب وصرخ به ( أنا بكرهك أنا بكرهك ) وركض نحو غرفته.وعندما سمع الأب كلمات ابنه, كانت كالقشة التي أغرقت سفينته حرك
كرسي العجلات نحو الحائط وصار يضرب رأسه بالحائط فقد صعب عليه كسر قلوب أولاده, وأخذ يصرخ اقتربت زوجته منه تعانقا وانخرطا ببكاء مرير يقطع ألقلوب.........
*ألسقاله :هي شبه أرجوحه أو جسر يصنعها العمال من الحديد والخشب تثبت بسطح ألبيت ليقف عليها ألعمال
رحاب فارس بريك
تعليق