الليلة الـ27 من رمضان الخير عام 1429هـ ليلة القدر حيث الأمطار والدعاء رافقت المصلين .... والصلوات التي لم أشاهدا أحدا أو اسمع يتذمر من طول ركعة أو قراءة طويلة للقرآن الكريم .. الكل في لباس الخشوع ... والمسجد أحسست به دافئ بالإيمان إن شاء الله .... شاهدت أطفالا في عمر الورود قد جلست في الصفوف الأخيرة وبعضهم كان يخرج من الصف ليلعب مع طفل بجانبه .. وبين الركعات كان هناك من يمرون لتوزيع التمر أو قطعا من الفاكهة والماء ... وتوزع المصلين بين مستمع لخطبة وبين قارئ للقرآن وبين من خشع قلبه وبدأ في الدعاء والبكاء .. كانت مشاهد لا تنسى .. في الركعات الأخيرة بدأ المطر ينهمر فكانت بشارة من السماء بأن ليتنا ستكون خير من ألف شهر ... انفرجت أسارير المصلين الذي توافدوا أفواجا تلو أفواج ؛ لقيام ليلة السابع والعشرين من رمضان ويحدوهم الأمل والرجاء بأن تكون هي ليلة القدر... القلوب حدث لها إفاقة نتمى ألا تزول بانتهاء الليلة المباركة .. فكما الأرض اغتسلت بماء المطر دعوت الله أن يغسل القلوب ويقربها الى بعضها ويلم شتات شعبنا الممزق بالتشرذم السياسي والصراع الذي أذهب الهدوء من بال الشعب ...
ليلة فاحت فيها عطور الإيمان ... وتوقفت حركات السير في معظم شوارع مدينتنا ... وأظنها كانت كذلك في سائر مدون الضفة الغربية وقطاع غزة .. هنا كانت إفاقة أجدها وللأسف " سنوية " .... فصلاة الفجر تأن من قلة روادها ... فما بالك بمن أتوا من نومهم للصلاة في منتصف الليل حتى مطلع الفجر ... تعجبت كثيرا ... وتأملت هذا المشهد الجميل والبهي الرائع حيث وقف المصلون كالبنيان المرصوص رافعين أكفهم بالدعاء منهمرة عيونهم بالدموع، كما انهمر المطر من السماء، داعين الله أن يكونوا في هذه الليلة المباركة من العتقاء ،وانخرطت جموع المصلين وراء المقرئين والأئمة في إحياء الليلة المباركة بالصلوات وقراءة القرآن والدعاء؛ طمعًا في إدراك أجر الليلة والحصول على تأشيرة العَفْو من الرب العفُوّ... "اللهم أعتقنا هذه الليلة.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"
ومما سمعت من بعض النسوة اللواتي حضرن الصلاة في المسجد أن كثير من جلبن مشروب الشاي والكعك وبعض الحاجيات .. تبسمت وقلت لربما هي " ليلة الفرح " أو " عرس ليلة القدر" أو " ليلة وداع رمضان" ... لفت نظري ما سمعته أيضا أن بعض مساجد المدينة صلى
الناس في الشوارع والأزقة لامتلاء المسجد بالمصلين .. لكن شعوري كان مختلفا ... فبقدر الفرح الشديد لبلوغ ليلة القدر، فقد هيمن على أجوائها أيضًا شعور بالأسى على وداع وشيك لرمضان الكريم، رغم أنها ليست الليلة الأخيرة من الشهر الفضيل.
ليلة جميلة جدا فاحت فيها رائحة الإيمان .. وازدانت المساجد بالمصلين ... ليلة الفرح في شهر كريم أزف موعد رحيله.... والآن وقد نطق الحق الله أكبر الله أكبر ... فقد بدأ يوم صيام جديد .. نسأل الله القبول لنا ولكم ولسائر المسلمين ... والحمد لله رب العالمين
بقلم : د. مازن أبو يزن
السبت الــ 4 فجرا
27-رمضان -1429هـ
27- سبتمبر – 2008مـ
ليلة فاحت فيها عطور الإيمان ... وتوقفت حركات السير في معظم شوارع مدينتنا ... وأظنها كانت كذلك في سائر مدون الضفة الغربية وقطاع غزة .. هنا كانت إفاقة أجدها وللأسف " سنوية " .... فصلاة الفجر تأن من قلة روادها ... فما بالك بمن أتوا من نومهم للصلاة في منتصف الليل حتى مطلع الفجر ... تعجبت كثيرا ... وتأملت هذا المشهد الجميل والبهي الرائع حيث وقف المصلون كالبنيان المرصوص رافعين أكفهم بالدعاء منهمرة عيونهم بالدموع، كما انهمر المطر من السماء، داعين الله أن يكونوا في هذه الليلة المباركة من العتقاء ،وانخرطت جموع المصلين وراء المقرئين والأئمة في إحياء الليلة المباركة بالصلوات وقراءة القرآن والدعاء؛ طمعًا في إدراك أجر الليلة والحصول على تأشيرة العَفْو من الرب العفُوّ... "اللهم أعتقنا هذه الليلة.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"
ومما سمعت من بعض النسوة اللواتي حضرن الصلاة في المسجد أن كثير من جلبن مشروب الشاي والكعك وبعض الحاجيات .. تبسمت وقلت لربما هي " ليلة الفرح " أو " عرس ليلة القدر" أو " ليلة وداع رمضان" ... لفت نظري ما سمعته أيضا أن بعض مساجد المدينة صلى
الناس في الشوارع والأزقة لامتلاء المسجد بالمصلين .. لكن شعوري كان مختلفا ... فبقدر الفرح الشديد لبلوغ ليلة القدر، فقد هيمن على أجوائها أيضًا شعور بالأسى على وداع وشيك لرمضان الكريم، رغم أنها ليست الليلة الأخيرة من الشهر الفضيل.
ليلة جميلة جدا فاحت فيها رائحة الإيمان .. وازدانت المساجد بالمصلين ... ليلة الفرح في شهر كريم أزف موعد رحيله.... والآن وقد نطق الحق الله أكبر الله أكبر ... فقد بدأ يوم صيام جديد .. نسأل الله القبول لنا ولكم ولسائر المسلمين ... والحمد لله رب العالمين
بقلم : د. مازن أبو يزن
السبت الــ 4 فجرا
27-رمضان -1429هـ
27- سبتمبر – 2008مـ
تعليق