ما شأنهم
كسائرِ العشاقِ أتركُ وردةً
لتبوحَ للجلدِ الذي ينمو على
أغصانِ روحي
كلّما سالتْ دقائقُ
عن عنابرِ خصرِكِ الممتَدِ
مثل الجسرِ بين
الأرضِ والمنفى..
وكسائرِ الأنهارِ
أرمي فوق هذا الرملِ..
أمتعتي
وأصدافي
وأحملُ في الخريفِ
كفايتي
مما يمرُّ على الضفائرِ
تاركاً للذكرياتِ غصونهُ
أو للتعب..
قدري كهذا الليلِ يا وطني
يطولُ وأصطفيهِ
وأشدُّ أوتاري لأعزفَ
لحنَهُ فوقَ النزيفِ
وأنتَ فيه
ما شأنُ أعدائي
أكنتُ أحبهُ
حلماً كما طفلٌ يُخبئُ ما لديهِ
وكسائرِ الشهداءِ
أعشقُ رملَهُ
وأذوبُ من شغفٍ
كثلجٍ في يديهِ
ما شأنُ أعدائي
إذا
ضمَّدتُهُ
أوسلتُ فوقَ جراحِهِ
ما شأنهُم
لو كنتُ أحرسُهُ..
وأكتبُهُ
على الضوءِ
إن جاسَ قلبي صدرَهُ
أو غابَ في شَعْرِ الحبيبةِ
ليلُهُ
ما شأنهُم
لو كنتُ أرفعَهُ على
أكتافِ نرجستي
أغنيهِ
لو أنَّ وعلاً
فرَّ من غاباته
وصبيَّة غارتْ
وأخرى
مشَّطَتْ شعراً على شرفاتِهِ
ما شأنهم برغيفِنا..
بفضاءِ نجمتِنا..
ولحنِ كنارِنا
وإن اِزْدَحَمنا
أو تَخَففنا على الطرقات
ما شأنهُم
لو لَفَّ أجفانَ الصغارِ
بحنطةٍ. أو بالغناءْ
أو صاغَ من ورقِ البنفسجِ
مهدَهُم أو من بكاءْ
ما شأنهُم
إن كان يغفرُ للسواقي
ما تسببُ
من شقوقٍ
فوق راحتِهِ
ويعطي للأزقةِ
فسحةً كي تستريحَ على خُدودِهْ.
نسقيه من ماءِ القلوبِ
ونحتسي أنخابَهُ
شفةً على شفةٍ
ونفنى
فوق حباتِ الندى
المتساقطاتِ على صباحِهِ
ندعوهُ إن عَصفَتْ رياحُ حنيننا
ونُزيلُ شوكَ جراحهِ
وإذا غزانا البردُ..
ندخلُ في ثيابه
وكسائرِ العشاقِ
نحلُمَ أن
نرشَ على ضفائرِهِ
قصائدَنا
ونطوى في كتابه
ما شأنُ أعدائي
بمن سارت من النجماتِ فوقَ ترابه
ودَنَتْ على خفرٍ
توشوش ليلَهُ
وتفكُ ظلمتَهُ
وتغزِلُ من سحابه..
وبما تركتُ من الكواكبِ
فوق أعمدةٍ مضرجةٍ
على صحرائِهِ
وغرستُ حزني
في ندائه
ما شأنهُم
إن صرَّ أطرافَ الحكايةِ
أو "تفنَن"َ
في انسكابه..
وبدون أن يُولي انتباهاً..
شقَّ أمواجاً
وأسرَفَ في عتابه..
قلبي لموجِ شراعهِ ملحٌ
وللزبدِ المخبأ
تحتَ رملِ جفونِه شفةٌ
ولحنٌ في إسارِهْ
آمنت بالشهداء سجدةَ ناسكٍ
يهوي ليورقَ
في دجاه..
وفي نهاره
وخلعتُ فوقَ شموعِهِ أجراسَ عمري
رايةً..
وتركت قلبي..
في انتظاره.
عمَّان
1997
1997
تعليق