(19)
[align=justify]تظل الأندلس العربية.. دمعة رقراقة .. تملأ المآقى .
ولحظة الرحيل النهائى فى 2يناير 1492م .لحظة دامية على حضارة إنسانية زاهرة،وغروب الحكم العربى ورحيل آخر ملوكها ..محمد أبو عبدالله ،مع كبار الأشراف العرب،إلى المنفى فى بلاد المغرب العربى.
وها هو شاعر الأندلس الأشهر أقصد أسبانيا..
فعندما سئل عن سقوط الحكم العربى لغرناطة عام 1492م .يجيب قائلاً:
"لقد كان يوما أسود،رغم أنهم يذكرون لنا عكس ذلك فى المدرسة.
لقد ضاعت حضارة مدهشة،وشعر ،وفلك،ومعمار،ورقة لانظير لها فى العالم،وحلت محلها مدينة فقيرة ،خانعة ،تذخر بطالبى الصدقات،وحيث توجد الآن أسوأ طبقة برجوازية فى أسبانيا"
أكاد ألمس أحزان هذا الشاعر وأشم حريق الألم بوجدانه.
من وراء التلال والجبال وعبر السهول والأودية ..أرى لوركا، يعدو حاملاً دفتره وقلمه وينظر فى الأفق البعيد،متحسراً على حضارة زاهرة .
ويشب الألم الحارق بروحه ،ويكتب ،بدم قلبه، قصائده ،وكان الموت له بالمرصاد.
""اليوم أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
ولكن خطواتى تفقد مسارها
فى روح الغيوم
الضوء يقطع أجنحتى
وعذابات أحزانى
تغمر ذكرياتى فى نبع أفكارى
********
كل الورود بيضاء كأحزانى.
وليس البياض فى الورود ذاتها
بل ان الثلج قد غطاها
وقبلاً سطع عليها قوس قزح.
والروح أيضاً تعرف ثلجها
وثلج الروح له ندف من القبلات
وأشكال تسقط فى قاع الظلمة
أو فى نور من يفكر فيها.
***
ويسقط الثلج من أعلى الورود
ولكن ثلج الروح يبقى
وتصوغ منه قبضة الزمان كفناً أبدياً
*********
هل ياترى يذوب الثلج
حين يحملنا الموت إلى غياهبه؟
أم سيكون هناك ثلج آخر
وورودأخرى أكثر كمالاً؟
هل سيحل علينا السلام
كما قال لنا الرب
أم لن يكون هناك حل أبدا
للمشكلة؟
***
وماذا لو كان الحب خداعا؟
من يشجعنا على الحياة
لو جرفنا الشفق
فى تيارات العلم الحقيقى
"علم" الخير الذى يكاد لايكون له وجود
و"علم" الشر الذى يكمن فى كل طريق؟
******
لو أن نور الأمل انطفأ
وبدأ عصر بابل
أى مشعل سينير الطريق على الأرض؟
*******
لو أن الزرقة مجرد حلم
ماذا سيكون من أمر البراءة.
ماذا سيكون من أمر الفؤاد
لو أجدبت ينابيع الحب؟
لو أن الموت هو موت
ماذا سيكون من أمر الشعراء
ومن أمر الأشياء النائمة
التى لم يعد أحد يتذكرها؟
أه.. ياشمس الآمال الرقراقة!
أيها القمر الجديد!
يا أفئدة الأطفال!
يا أرواح الأحجار الصلبة!
اليوم..أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
وكل الورود بيضاء كأحزانى.""
ترجمة /ماهر البطوطى[/align]
[align=justify]تظل الأندلس العربية.. دمعة رقراقة .. تملأ المآقى .
ولحظة الرحيل النهائى فى 2يناير 1492م .لحظة دامية على حضارة إنسانية زاهرة،وغروب الحكم العربى ورحيل آخر ملوكها ..محمد أبو عبدالله ،مع كبار الأشراف العرب،إلى المنفى فى بلاد المغرب العربى.
وها هو شاعر الأندلس الأشهر أقصد أسبانيا..
فعندما سئل عن سقوط الحكم العربى لغرناطة عام 1492م .يجيب قائلاً:
"لقد كان يوما أسود،رغم أنهم يذكرون لنا عكس ذلك فى المدرسة.
لقد ضاعت حضارة مدهشة،وشعر ،وفلك،ومعمار،ورقة لانظير لها فى العالم،وحلت محلها مدينة فقيرة ،خانعة ،تذخر بطالبى الصدقات،وحيث توجد الآن أسوأ طبقة برجوازية فى أسبانيا"
أكاد ألمس أحزان هذا الشاعر وأشم حريق الألم بوجدانه.
من وراء التلال والجبال وعبر السهول والأودية ..أرى لوركا، يعدو حاملاً دفتره وقلمه وينظر فى الأفق البعيد،متحسراً على حضارة زاهرة .
ويشب الألم الحارق بروحه ،ويكتب ،بدم قلبه، قصائده ،وكان الموت له بالمرصاد.
""اليوم أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
ولكن خطواتى تفقد مسارها
فى روح الغيوم
الضوء يقطع أجنحتى
وعذابات أحزانى
تغمر ذكرياتى فى نبع أفكارى
********
كل الورود بيضاء كأحزانى.
وليس البياض فى الورود ذاتها
بل ان الثلج قد غطاها
وقبلاً سطع عليها قوس قزح.
والروح أيضاً تعرف ثلجها
وثلج الروح له ندف من القبلات
وأشكال تسقط فى قاع الظلمة
أو فى نور من يفكر فيها.
***
ويسقط الثلج من أعلى الورود
ولكن ثلج الروح يبقى
وتصوغ منه قبضة الزمان كفناً أبدياً
*********
هل ياترى يذوب الثلج
حين يحملنا الموت إلى غياهبه؟
أم سيكون هناك ثلج آخر
وورودأخرى أكثر كمالاً؟
هل سيحل علينا السلام
كما قال لنا الرب
أم لن يكون هناك حل أبدا
للمشكلة؟
***
وماذا لو كان الحب خداعا؟
من يشجعنا على الحياة
لو جرفنا الشفق
فى تيارات العلم الحقيقى
"علم" الخير الذى يكاد لايكون له وجود
و"علم" الشر الذى يكمن فى كل طريق؟
******
لو أن نور الأمل انطفأ
وبدأ عصر بابل
أى مشعل سينير الطريق على الأرض؟
*******
لو أن الزرقة مجرد حلم
ماذا سيكون من أمر البراءة.
ماذا سيكون من أمر الفؤاد
لو أجدبت ينابيع الحب؟
لو أن الموت هو موت
ماذا سيكون من أمر الشعراء
ومن أمر الأشياء النائمة
التى لم يعد أحد يتذكرها؟
أه.. ياشمس الآمال الرقراقة!
أيها القمر الجديد!
يا أفئدة الأطفال!
يا أرواح الأحجار الصلبة!
اليوم..أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
وكل الورود بيضاء كأحزانى.""
ترجمة /ماهر البطوطى[/align]
تعليق