عندما يتعلق القلب بالأوهام
عندما يتعلق القلب بالأوهام يصبح أسيرا ، فتأتيه الهموم والأحزان من كل جانب ، يحاول ما استطاع إلى الخلاص سبيلا ، فلا يستطيع الفكاك من أسره ، إذ كان آسره أشد منه قوة ، وأكثر تمكينا .
عندما يتعلق القلب بالأوهام تحيط به السباع من كل جانب ، كل سبع يريد أن ينهش منه ، فلا يجد سبيلا إلى الهرب والنجاة ، فتجده يتعلق بكل شيء حتى ولو كانت قشة صغيرة ليخيف بها من أحاط به .
الأوهام التي عنيتها هي أوهام العشق والغرام ، هذه الأوهام التي تجعل صاحبها يسائل نفسه ، ويحاور غيره قائلا :
أيا معشر العشاق بالله خبروا *** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع ؟
فيعيش أسير آهاته ، طريح زفراته ، متململا في فراشه ، فكأنما جبال الدنيا قابعة على صدره يريد الخلاص منها فلا يجد منها فكاكا ، وإذا به فجأة يسمع من يناديه قائلا له :
يداري هواه ثم يكتم سره *** ويخشع في كل الأمور ويخضع
ولكنه كيف يداري هوىً قاتله ، وكيف يزيل هماً في كل يوم يقطع قلبه ، ويفتُّ فؤاده ، فيحاول أن يصبر ، وكيف لهيمان أن يجد لذة في الصبر ، وهو ما حرك شفته إلا ونطق بذكر معشوقه ، وما أغمض جفنا إلا وقد مر خيال محبوبه ، فيتمنى حينئذ صبراً لكتمان سره ، فلحظاته فضحته ، وحركاته كشفته ، فيتمنى الموت ، والموت حينئذ أنفع ، لسان حاله يقول :
كنا على ظهرها والدهر يجمعنا *** والشمل مجتمع والدار والوطن
فمزق الدهر بالتفريق ألفتنـــــا *** وصار يجمعنا في بطنها الكفن
وأذكر أنني كنت قرأت عن رجل مرت به فتاة تسأله عن مكان يقال له حمام منجاب ، فقال لها من ههنا ، وقد أشار إلى باب داره ، فدخلت وأغلق عليها الباب ، فعرفت ماذا يريد ، فقالت له : أما وقد تمكنت مني فقم وأَحْضر لنا ما يُطَيِّب لنا ليلتنا ، فخرج دون أن يغلق باب داره عليها .
فرجع إلا أنه لم يجدها ، فأخذ يبحث عنها في كل مكان وهو لا يزيد على هذا البيت من الشعر :
يا رُب سائلتي يوما وقد تَعبت *** أين الطريقُ الى حَمّام منجاب
وبينما هو في طريقه سائر ، وفي بحثه متملم حائر ، يسمع صوت امرأة تقول له ، وترد على شعره :
هَلاّ جَعلت اذ ظَفِرت بها *** حِرزا على الدار أو قفلا على الباب
فما كان منه الا أن خر مغشيا عليه ، صريعا لأوهام عشقه ، مقابلا ربه بجريرة ذنبه ، وهل ينفعه حينئذ أسر أوهامه ، أوتعلق قلبه بأحلامه !!!؟
عندما يتعلق القلب بالأوهام يصبح أسيرا ، فتأتيه الهموم والأحزان من كل جانب ، يحاول ما استطاع إلى الخلاص سبيلا ، فلا يستطيع الفكاك من أسره ، إذ كان آسره أشد منه قوة ، وأكثر تمكينا .
عندما يتعلق القلب بالأوهام تحيط به السباع من كل جانب ، كل سبع يريد أن ينهش منه ، فلا يجد سبيلا إلى الهرب والنجاة ، فتجده يتعلق بكل شيء حتى ولو كانت قشة صغيرة ليخيف بها من أحاط به .
الأوهام التي عنيتها هي أوهام العشق والغرام ، هذه الأوهام التي تجعل صاحبها يسائل نفسه ، ويحاور غيره قائلا :
أيا معشر العشاق بالله خبروا *** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع ؟
فيعيش أسير آهاته ، طريح زفراته ، متململا في فراشه ، فكأنما جبال الدنيا قابعة على صدره يريد الخلاص منها فلا يجد منها فكاكا ، وإذا به فجأة يسمع من يناديه قائلا له :
يداري هواه ثم يكتم سره *** ويخشع في كل الأمور ويخضع
ولكنه كيف يداري هوىً قاتله ، وكيف يزيل هماً في كل يوم يقطع قلبه ، ويفتُّ فؤاده ، فيحاول أن يصبر ، وكيف لهيمان أن يجد لذة في الصبر ، وهو ما حرك شفته إلا ونطق بذكر معشوقه ، وما أغمض جفنا إلا وقد مر خيال محبوبه ، فيتمنى حينئذ صبراً لكتمان سره ، فلحظاته فضحته ، وحركاته كشفته ، فيتمنى الموت ، والموت حينئذ أنفع ، لسان حاله يقول :
كنا على ظهرها والدهر يجمعنا *** والشمل مجتمع والدار والوطن
فمزق الدهر بالتفريق ألفتنـــــا *** وصار يجمعنا في بطنها الكفن
وأذكر أنني كنت قرأت عن رجل مرت به فتاة تسأله عن مكان يقال له حمام منجاب ، فقال لها من ههنا ، وقد أشار إلى باب داره ، فدخلت وأغلق عليها الباب ، فعرفت ماذا يريد ، فقالت له : أما وقد تمكنت مني فقم وأَحْضر لنا ما يُطَيِّب لنا ليلتنا ، فخرج دون أن يغلق باب داره عليها .
فرجع إلا أنه لم يجدها ، فأخذ يبحث عنها في كل مكان وهو لا يزيد على هذا البيت من الشعر :
يا رُب سائلتي يوما وقد تَعبت *** أين الطريقُ الى حَمّام منجاب
وبينما هو في طريقه سائر ، وفي بحثه متملم حائر ، يسمع صوت امرأة تقول له ، وترد على شعره :
هَلاّ جَعلت اذ ظَفِرت بها *** حِرزا على الدار أو قفلا على الباب
فما كان منه الا أن خر مغشيا عليه ، صريعا لأوهام عشقه ، مقابلا ربه بجريرة ذنبه ، وهل ينفعه حينئذ أسر أوهامه ، أوتعلق قلبه بأحلامه !!!؟
تعليق