عندما يتعلق القلب بالأوهام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعود البدري
    عضو الملتقى
    • 28-04-2008
    • 30

    عندما يتعلق القلب بالأوهام

    عندما يتعلق القلب بالأوهام

    عندما يتعلق القلب بالأوهام يصبح أسيرا ، فتأتيه الهموم والأحزان من كل جانب ، يحاول ما استطاع إلى الخلاص سبيلا ، فلا يستطيع الفكاك من أسره ، إذ كان آسره أشد منه قوة ، وأكثر تمكينا .

    عندما يتعلق القلب بالأوهام تحيط به السباع من كل جانب ، كل سبع يريد أن ينهش منه ، فلا يجد سبيلا إلى الهرب والنجاة ، فتجده يتعلق بكل شيء حتى ولو كانت قشة صغيرة ليخيف بها من أحاط به .

    الأوهام التي عنيتها هي أوهام العشق والغرام ، هذه الأوهام التي تجعل صاحبها يسائل نفسه ، ويحاور غيره قائلا :

    أيا معشر العشاق بالله خبروا *** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع ؟

    فيعيش أسير آهاته ، طريح زفراته ، متململا في فراشه ، فكأنما جبال الدنيا قابعة على صدره يريد الخلاص منها فلا يجد منها فكاكا ، وإذا به فجأة يسمع من يناديه قائلا له :

    يداري هواه ثم يكتم سره *** ويخشع في كل الأمور ويخضع


    ولكنه كيف يداري هوىً قاتله ، وكيف يزيل هماً في كل يوم يقطع قلبه ، ويفتُّ فؤاده ، فيحاول أن يصبر ، وكيف لهيمان أن يجد لذة في الصبر ، وهو ما حرك شفته إلا ونطق بذكر معشوقه ، وما أغمض جفنا إلا وقد مر خيال محبوبه ، فيتمنى حينئذ صبراً لكتمان سره ، فلحظاته فضحته ، وحركاته كشفته ، فيتمنى الموت ، والموت حينئذ أنفع ، لسان حاله يقول :

    كنا على ظهرها والدهر يجمعنا *** والشمل مجتمع والدار والوطن
    فمزق الدهر بالتفريق ألفتنـــــا *** وصار يجمعنا في بطنها الكفن

    وأذكر أنني كنت قرأت عن رجل مرت به فتاة تسأله عن مكان يقال له حمام منجاب ، فقال لها من ههنا ، وقد أشار إلى باب داره ، فدخلت وأغلق عليها الباب ، فعرفت ماذا يريد ، فقالت له : أما وقد تمكنت مني فقم وأَحْضر لنا ما يُطَيِّب لنا ليلتنا ، فخرج دون أن يغلق باب داره عليها .

    فرجع إلا أنه لم يجدها ، فأخذ يبحث عنها في كل مكان وهو لا يزيد على هذا البيت من الشعر :

    يا رُب سائلتي يوما وقد تَعبت *** أين الطريقُ الى حَمّام منجاب

    وبينما هو في طريقه سائر ، وفي بحثه متملم حائر ، يسمع صوت امرأة تقول له ، وترد على شعره :

    هَلاّ جَعلت اذ ظَفِرت بها *** حِرزا على الدار أو قفلا على الباب

    فما كان منه الا أن خر مغشيا عليه ، صريعا لأوهام عشقه ، مقابلا ربه بجريرة ذنبه ، وهل ينفعه حينئذ أسر أوهامه ، أوتعلق قلبه بأحلامه !!!؟
  • ضحى بوترعة
    نائب ملتقى
    • 22-06-2007
    • 852

    #2

    السفر في الأوهام لا يحيل الا الى مزيد من التعب والتيه في السؤال

    والبحث عن المنشود.........فلا يخرج المبدع عن مدار الوهم

    وانسداد مسالك السعادة بالوصول الى المنشود

    دمت مبدع
    تقديري لك

    تعليق

    • سعود البدري
      عضو الملتقى
      • 28-04-2008
      • 30

      #3
      [frame="1 98"]السفر في الأوهام لا يحيل الا الى مزيد من التعب والتيه في السؤال والبحث عن المنشود[/frame]



      جميل جدا ما سطرته يداك ، شكرا لمرورك الكريم ،،،

      تعليق

      • حفصة فهمي
        مدير قسم
        أَمِيرَةُ أَلْإِِِِحْسَاسْ
        • 08-06-2008
        • 321

        #4
        بعض الأوهام
        تحول واقعنا الى خيال...
        تجعلنا كـ الفرشات نحلق بلا أجنة
        كـ الحوريات نركب البحر بلا أشرعة
        وبعضها يقتل أحلامنا ويغتال أمالنا بلا اسلحة
        ويجعل قلوبنا تنزف ندما وتكون في حالة سيئة
        \
        الراقي \سعود البدري

        مآ أًَروعك وأروعَ لَحنك
        وربَ مُحمدَ وجدت نفسي
        هنا بين حَرفك ..
        \
        لـ روحك السعادة
        \
        ح ف


        //
        حتى اقل الحزن يتقن تعذيب الذاتـ...

        انسج من الوحـدهـ لوحـه للقأدم الاجمـل

        الونهـا بألوان انثى ..(أميرة ألإحساس)..

        واعلقهــا ذكرى على وطن

        :: ملتقى الأدباء والمبدعين العرب::

        تعليق

        يعمل...
        X