لماذا نحن هكذا ...؟؟ !!
لماذا نحن هكذا؟
لماذا نحن واهنون ضعفاء؟
لماذا نعيش بمآسي حقيقية على كل الصعد؟
نعم نمر باحتلالات، وخصومات، وتناحرات على أشياء واجب أن تكون مشتركة،
لقد مررنا بهزائم متعددة ، وبحروب غير متكافئة، ولم نستخلص العبر..
نعم محاطون بأعداء، ومخترقون بعملاء ، لكننا لسنا وحدنا هكذا.. حتى إذا حولنا هزيمتنا إلى نصر، يتحول هذا النصر لمأساة لنا، لماذا؟
فعلا لماذا لا نتقن استثمار مكاسبنا، ولا كيفية الخروج من مشاكلنا،
فقط نجيد الثرثرة ، والاقتتال ، الثرثرة المستديمة وتلفيق التهم ،
نعم
لسنا وحدنا من مرَّ بهزائم، أو كوارث، ما من أمة إلا وتكالب عليها أعداء من الخارج والداخل محاولين تفتيتها وتقسيمها،
لسنا وحدنا من تعرضنا إلى احتلالات, ما من دولة ولا بلد لدية تأمين ضد الحوادث، وضد الفساد. لكن لماذا نستكين؟؟
ألمانيا هزمها نابليون، لكنها نهضت أقوى مما كانت .. روسيا هزِمتْ على يد الألمان عام (1905) فنهضت بوعيها وفكرها، وكانت الفترة الأخيرة من العهد القيصري أخصب فترات الثقافة الروسية وهذا هيأ لها أن تصبح دولة عظمى...
اليابان ، بعد المحرقة النووية (1945) أظهرت من الاستيعاب العقلي, والعلمي، والمعنوي، من نهوض ثقافتها الجديدة، مما جعلها العملاق الثالث بعد أمريكا وروسيا، والعملاق الثاني تكنولوجياً...
لماذا نذهب بعيدا ولنا في تاريخنا الإسلامي في القرن الرابع الهجري عبرة فقد شهد قلب المنطقة العربية في الشام، والعراق، ومصر، شهد سلسلة كوارث ومعارك وهزائم, حيث كان الروم من جهة، والغزاة الآسيويون الرحَّل من ناحية ثانية يهددون العواصم والمدن الإسلامية الكبرى، ويعملون على تجزئتها سياسيا بطريقة مهلكة، وتعمل بين الدويلات والطوائف تمزيقا، وتقسيما..
مقابل كل هذه المآسي كانت الثقافة الإسلامية تبدي حيوية إبداعية مدهشة في جميع المجالات, كانت تتحدى الزمن ، وتغوص إلى قلب المعاناة، وأثبتت قدرة الأمة على العطاء الحضاري، نعم كان القرن الرابع الهجري عصر (أبي الطيب المتنبي) وخلال ثلثه الأخير تبلورت عبقرية أبي العلاء المعري إلخ إلخ!!!
أما اليوم فأين نحن من هذا؟؟ بالله عليكم ماذا حدث لنا؟ وماذا يحدث لنا الآن؟؟ أين وعينا؟
أين مبدعونا؟
أين مفكرونا؟
وأين مثقفونا؟
نعم أين؟؟
هزيمة عام (1967) وحرب الخليج، مرورا بمختلف الكوارث، والهزائم ، والتمزقات، والصراعات الداخلية، واقتتال الإخوة,، والمجازر ،والعذاب،{ وعمليات الإبادة التي قامت بها إسرائيل} في فلسطين والعراق ولبنان .. كل هذا ولا نرى بوادر نهضة أدبية أو فكرية بمستوى المعاناة بالرغم من عمق الجراح .. ترى إلى متى تستمر بنا الحال هكذا؟؟
هل أفرغت منا العقول؟
هل وصلت الهزيمة إلى أعماق فكرنا ووجداننا؟
هل يعني هذا أننا هزمنا من الداخل؟
إن أمة مثل أمتنا لها من مقومات القوة والنجاح وعناصر الصمود وكثرة العدد وأهمية الموقع ورحابة الأرض وخصوبتها ناهيك عن بترولها وتعدد الموارد فيها وكثرة مياهها بالرغم من كل هذا أيعقل أن نكون بهذا الضعف وهذا الترهل؟
هل يقبل العقل أننا انهزمنا نهائيا أمام إسرائيل, ومخططات أمريكا بالمنطقة ، وأننا لا نملك قرارنا, بل بتنا منقسمين بين طامع, وطامع, بين قوَّة وقوَّة, وكل جهة تحاول السيطرة علينا واستخدامنا لتحقيق رغباتها؟
هل بتنا فعلا بهذا الضعف, وهل انهزمنا أمام رغباتنا, ونزواتنا, وشهواتنا, ولم نعد نستطيع التماسك, والنهوض, ولم الشمل في وقت تنهض فيه جميع الأمم وتعيد ترتيب بيوتها من الداخل؟؟
هل سنبقى مكاننا نرفع راية الاستسلام والخنوع ؟
لسنا عاجزين ولا نتوهم أننا عاجزون, ولا نخدع أنفسنا, بل هناك حقيقة راسخة وهي لو استعملنا عقولنا, ومواردنا, وأخلصنا النوايا للوطن, لأصبحنا من أقوى الأمم وتاريخنا وماضينا يشهد على ذلك, لا يمكننا ولا يجوز أن نبقى نبكي وننوح ونندب حظنا, ونرمي اللوم على حكامنا هذا لا يجوز..أن نحملهم المسؤولية ونرتاح
هيا أيها المثقفون وأصحاب الفكر والقلم والعلم من جميع الأقطار العربية .. أقيموا شبكة علاقات تعمل على توحيد الكلمة ورص الصفوف ونبذ الخلافات الفارغة من أي مضمون غير الأنانية وحب الذات أين الرواية الهادفة المثيرة للهمم؟
أين المقالات التي توحد بين الصفوف ولا تتحزب إلا لمصلحة الوطن والأمة؟
أين العقلاء والفلاسفة والحكماء وأصحاب الرأي والمشورة؟
نحن نمر يا أخوتي بمفصل تاريخي صعب وعصيب لذلك نحن في أمس الحاجة لتكتل قوى الخير والفكر الحر المنزه عن الغايات والحساسيات .. أين أنتم ؟
إنكم أمام تحديات صعبة ..
أين أنتم من الإمام محمد عبده وطموحاته في شؤون الدين واللغة العربية؟
أين أنتم من أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والعقاد والرافعي وطه حسين..إنَّ للثقافة والمثقفين دورا هاما وفعالا في هذا الشأن
صرخة وعي في زمن الصمت
إعداد : أملي القضماني
16-10-2008
لماذا نحن هكذا؟
لماذا نحن واهنون ضعفاء؟
لماذا نعيش بمآسي حقيقية على كل الصعد؟
نعم نمر باحتلالات، وخصومات، وتناحرات على أشياء واجب أن تكون مشتركة،
لقد مررنا بهزائم متعددة ، وبحروب غير متكافئة، ولم نستخلص العبر..
نعم محاطون بأعداء، ومخترقون بعملاء ، لكننا لسنا وحدنا هكذا.. حتى إذا حولنا هزيمتنا إلى نصر، يتحول هذا النصر لمأساة لنا، لماذا؟
فعلا لماذا لا نتقن استثمار مكاسبنا، ولا كيفية الخروج من مشاكلنا،
فقط نجيد الثرثرة ، والاقتتال ، الثرثرة المستديمة وتلفيق التهم ،
نعم
لسنا وحدنا من مرَّ بهزائم، أو كوارث، ما من أمة إلا وتكالب عليها أعداء من الخارج والداخل محاولين تفتيتها وتقسيمها،
لسنا وحدنا من تعرضنا إلى احتلالات, ما من دولة ولا بلد لدية تأمين ضد الحوادث، وضد الفساد. لكن لماذا نستكين؟؟
ألمانيا هزمها نابليون، لكنها نهضت أقوى مما كانت .. روسيا هزِمتْ على يد الألمان عام (1905) فنهضت بوعيها وفكرها، وكانت الفترة الأخيرة من العهد القيصري أخصب فترات الثقافة الروسية وهذا هيأ لها أن تصبح دولة عظمى...
اليابان ، بعد المحرقة النووية (1945) أظهرت من الاستيعاب العقلي, والعلمي، والمعنوي، من نهوض ثقافتها الجديدة، مما جعلها العملاق الثالث بعد أمريكا وروسيا، والعملاق الثاني تكنولوجياً...
لماذا نذهب بعيدا ولنا في تاريخنا الإسلامي في القرن الرابع الهجري عبرة فقد شهد قلب المنطقة العربية في الشام، والعراق، ومصر، شهد سلسلة كوارث ومعارك وهزائم, حيث كان الروم من جهة، والغزاة الآسيويون الرحَّل من ناحية ثانية يهددون العواصم والمدن الإسلامية الكبرى، ويعملون على تجزئتها سياسيا بطريقة مهلكة، وتعمل بين الدويلات والطوائف تمزيقا، وتقسيما..
مقابل كل هذه المآسي كانت الثقافة الإسلامية تبدي حيوية إبداعية مدهشة في جميع المجالات, كانت تتحدى الزمن ، وتغوص إلى قلب المعاناة، وأثبتت قدرة الأمة على العطاء الحضاري، نعم كان القرن الرابع الهجري عصر (أبي الطيب المتنبي) وخلال ثلثه الأخير تبلورت عبقرية أبي العلاء المعري إلخ إلخ!!!
أما اليوم فأين نحن من هذا؟؟ بالله عليكم ماذا حدث لنا؟ وماذا يحدث لنا الآن؟؟ أين وعينا؟
أين مبدعونا؟
أين مفكرونا؟
وأين مثقفونا؟
نعم أين؟؟
هزيمة عام (1967) وحرب الخليج، مرورا بمختلف الكوارث، والهزائم ، والتمزقات، والصراعات الداخلية، واقتتال الإخوة,، والمجازر ،والعذاب،{ وعمليات الإبادة التي قامت بها إسرائيل} في فلسطين والعراق ولبنان .. كل هذا ولا نرى بوادر نهضة أدبية أو فكرية بمستوى المعاناة بالرغم من عمق الجراح .. ترى إلى متى تستمر بنا الحال هكذا؟؟
هل أفرغت منا العقول؟
هل وصلت الهزيمة إلى أعماق فكرنا ووجداننا؟
هل يعني هذا أننا هزمنا من الداخل؟
إن أمة مثل أمتنا لها من مقومات القوة والنجاح وعناصر الصمود وكثرة العدد وأهمية الموقع ورحابة الأرض وخصوبتها ناهيك عن بترولها وتعدد الموارد فيها وكثرة مياهها بالرغم من كل هذا أيعقل أن نكون بهذا الضعف وهذا الترهل؟
هل يقبل العقل أننا انهزمنا نهائيا أمام إسرائيل, ومخططات أمريكا بالمنطقة ، وأننا لا نملك قرارنا, بل بتنا منقسمين بين طامع, وطامع, بين قوَّة وقوَّة, وكل جهة تحاول السيطرة علينا واستخدامنا لتحقيق رغباتها؟
هل بتنا فعلا بهذا الضعف, وهل انهزمنا أمام رغباتنا, ونزواتنا, وشهواتنا, ولم نعد نستطيع التماسك, والنهوض, ولم الشمل في وقت تنهض فيه جميع الأمم وتعيد ترتيب بيوتها من الداخل؟؟
هل سنبقى مكاننا نرفع راية الاستسلام والخنوع ؟
لسنا عاجزين ولا نتوهم أننا عاجزون, ولا نخدع أنفسنا, بل هناك حقيقة راسخة وهي لو استعملنا عقولنا, ومواردنا, وأخلصنا النوايا للوطن, لأصبحنا من أقوى الأمم وتاريخنا وماضينا يشهد على ذلك, لا يمكننا ولا يجوز أن نبقى نبكي وننوح ونندب حظنا, ونرمي اللوم على حكامنا هذا لا يجوز..أن نحملهم المسؤولية ونرتاح
هيا أيها المثقفون وأصحاب الفكر والقلم والعلم من جميع الأقطار العربية .. أقيموا شبكة علاقات تعمل على توحيد الكلمة ورص الصفوف ونبذ الخلافات الفارغة من أي مضمون غير الأنانية وحب الذات أين الرواية الهادفة المثيرة للهمم؟
أين المقالات التي توحد بين الصفوف ولا تتحزب إلا لمصلحة الوطن والأمة؟
أين العقلاء والفلاسفة والحكماء وأصحاب الرأي والمشورة؟
نحن نمر يا أخوتي بمفصل تاريخي صعب وعصيب لذلك نحن في أمس الحاجة لتكتل قوى الخير والفكر الحر المنزه عن الغايات والحساسيات .. أين أنتم ؟
إنكم أمام تحديات صعبة ..
أين أنتم من الإمام محمد عبده وطموحاته في شؤون الدين واللغة العربية؟
أين أنتم من أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والعقاد والرافعي وطه حسين..إنَّ للثقافة والمثقفين دورا هاما وفعالا في هذا الشأن
صرخة وعي في زمن الصمت
إعداد : أملي القضماني
16-10-2008
تعليق