لماذا نحن هكذا ...؟؟ !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أملي القضماني
    أديب وكاتب
    • 08-06-2007
    • 992

    لماذا نحن هكذا ...؟؟ !!

    لماذا نحن هكذا ...؟؟ !!
    لماذا نحن هكذا؟
    لماذا نحن واهنون ضعفاء؟
    لماذا نعيش بمآسي حقيقية على كل الصعد؟
    نعم نمر باحتلالات، وخصومات، وتناحرات على أشياء واجب أن تكون مشتركة،
    لقد مررنا بهزائم متعددة ، وبحروب غير متكافئة، ولم نستخلص العبر..
    نعم محاطون بأعداء، ومخترقون بعملاء ، لكننا لسنا وحدنا هكذا.. حتى إذا حولنا هزيمتنا إلى نصر، يتحول هذا النصر لمأساة لنا، لماذا؟
    فعلا لماذا لا نتقن استثمار مكاسبنا، ولا كيفية الخروج من مشاكلنا،
    فقط نجيد الثرثرة ، والاقتتال ، الثرثرة المستديمة وتلفيق التهم ،
    نعم
    لسنا وحدنا من مرَّ بهزائم، أو كوارث، ما من أمة إلا وتكالب عليها أعداء من الخارج والداخل محاولين تفتيتها وتقسيمها،
    لسنا وحدنا من تعرضنا إلى احتلالات, ما من دولة ولا بلد لدية تأمين ضد الحوادث، وضد الفساد. لكن لماذا نستكين؟؟

    ألمانيا هزمها نابليون، لكنها نهضت أقوى مما كانت .. روسيا هزِمتْ على يد الألمان عام (1905) فنهضت بوعيها وفكرها، وكانت الفترة الأخيرة من العهد القيصري أخصب فترات الثقافة الروسية وهذا هيأ لها أن تصبح دولة عظمى...
    اليابان ، بعد المحرقة النووية (1945) أظهرت من الاستيعاب العقلي, والعلمي، والمعنوي، من نهوض ثقافتها الجديدة، مما جعلها العملاق الثالث بعد أمريكا وروسيا، والعملاق الثاني تكنولوجياً...

    لماذا نذهب بعيدا ولنا في تاريخنا الإسلامي في القرن الرابع الهجري عبرة فقد شهد قلب المنطقة العربية في الشام، والعراق، ومصر، شهد سلسلة كوارث ومعارك وهزائم, حيث كان الروم من جهة، والغزاة الآسيويون الرحَّل من ناحية ثانية يهددون العواصم والمدن الإسلامية الكبرى، ويعملون على تجزئتها سياسيا بطريقة مهلكة، وتعمل بين الدويلات والطوائف تمزيقا، وتقسيما..
    مقابل كل هذه المآسي كانت الثقافة الإسلامية تبدي حيوية إبداعية مدهشة في جميع المجالات, كانت تتحدى الزمن ، وتغوص إلى قلب المعاناة، وأثبتت قدرة الأمة على العطاء الحضاري، نعم كان القرن الرابع الهجري عصر (أبي الطيب المتنبي) وخلال ثلثه الأخير تبلورت عبقرية أبي العلاء المعري إلخ إلخ!!!
    أما اليوم فأين نحن من هذا؟؟ بالله عليكم ماذا حدث لنا؟ وماذا يحدث لنا الآن؟؟ أين وعينا؟
    أين مبدعونا؟
    أين مفكرونا؟
    وأين مثقفونا؟
    نعم أين؟؟

    هزيمة عام (1967) وحرب الخليج، مرورا بمختلف الكوارث، والهزائم ، والتمزقات، والصراعات الداخلية، واقتتال الإخوة,، والمجازر ،والعذاب،{ وعمليات الإبادة التي قامت بها إسرائيل} في فلسطين والعراق ولبنان .. كل هذا ولا نرى بوادر نهضة أدبية أو فكرية بمستوى المعاناة بالرغم من عمق الجراح .. ترى إلى متى تستمر بنا الحال هكذا؟؟
    هل أفرغت منا العقول؟
    هل وصلت الهزيمة إلى أعماق فكرنا ووجداننا؟
    هل يعني هذا أننا هزمنا من الداخل؟
    إن أمة مثل أمتنا لها من مقومات القوة والنجاح وعناصر الصمود وكثرة العدد وأهمية الموقع ورحابة الأرض وخصوبتها ناهيك عن بترولها وتعدد الموارد فيها وكثرة مياهها بالرغم من كل هذا أيعقل أن نكون بهذا الضعف وهذا الترهل؟
    هل يقبل العقل أننا انهزمنا نهائيا أمام إسرائيل, ومخططات أمريكا بالمنطقة ، وأننا لا نملك قرارنا, بل بتنا منقسمين بين طامع, وطامع, بين قوَّة وقوَّة, وكل جهة تحاول السيطرة علينا واستخدامنا لتحقيق رغباتها؟
    هل بتنا فعلا بهذا الضعف, وهل انهزمنا أمام رغباتنا, ونزواتنا, وشهواتنا, ولم نعد نستطيع التماسك, والنهوض, ولم الشمل في وقت تنهض فيه جميع الأمم وتعيد ترتيب بيوتها من الداخل؟؟
    هل سنبقى مكاننا نرفع راية الاستسلام والخنوع ؟
    لسنا عاجزين ولا نتوهم أننا عاجزون, ولا نخدع أنفسنا, بل هناك حقيقة راسخة وهي لو استعملنا عقولنا, ومواردنا, وأخلصنا النوايا للوطن, لأصبحنا من أقوى الأمم وتاريخنا وماضينا يشهد على ذلك, لا يمكننا ولا يجوز أن نبقى نبكي وننوح ونندب حظنا, ونرمي اللوم على حكامنا هذا لا يجوز..أن نحملهم المسؤولية ونرتاح
    هيا أيها المثقفون وأصحاب الفكر والقلم والعلم من جميع الأقطار العربية .. أقيموا شبكة علاقات تعمل على توحيد الكلمة ورص الصفوف ونبذ الخلافات الفارغة من أي مضمون غير الأنانية وحب الذات أين الرواية الهادفة المثيرة للهمم؟
    أين المقالات التي توحد بين الصفوف ولا تتحزب إلا لمصلحة الوطن والأمة؟
    أين العقلاء والفلاسفة والحكماء وأصحاب الرأي والمشورة؟
    نحن نمر يا أخوتي بمفصل تاريخي صعب وعصيب لذلك نحن في أمس الحاجة لتكتل قوى الخير والفكر الحر المنزه عن الغايات والحساسيات .. أين أنتم ؟
    إنكم أمام تحديات صعبة ..
    أين أنتم من الإمام محمد عبده وطموحاته في شؤون الدين واللغة العربية؟
    أين أنتم من أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والعقاد والرافعي وطه حسين..إنَّ للثقافة والمثقفين دورا هاما وفعالا في هذا الشأن

    صرخة وعي في زمن الصمت
    إعداد : أملي القضماني
    16-10-2008
  • أملي القضماني
    أديب وكاتب
    • 08-06-2007
    • 992

    #2
    سأكتب ردا لنفسي..

    نعم هنالك الكثير من الأدباء والمثقفون يتبنون ويعملون ويجتهدون ويحملون قضية بلادهم ووطنهم على أكتاف أقلامهم..

    لكن الجهود الفردية أثبتت عدم نجاعتها..
    جميعنا مقصرون، جمعينانحكي ولا نفعل..قلت جميعنا حتى لا أتهم بالتنظير{مع إيماني بوجود قدوة ، ولي ميل للتفاؤل، ورغبة ملحة أن نتوقف عن النحيب والبكاء، وشتم أنفسنا،وأن نعمل على زرع الثقة ونبحث عن كل ما هو جيد ونكتب عنه لنجدد الأمل في نفوس شبابنا ونمنحهم قوة بدل أن نحبطهم بكثرة القول أننا أمة لا تنفع} بل تنفع وهي ذات عنفوان وقيم أصيلة، فقط علينا إزالة الغبار من فوق رفوف العقل الذي تعود الإستسلام وإقتنع أننا عرب لا خير فينا,هذه مقولة غلط..
    ,وهل هناك أكثر خيرا من أمة نزلت بديارها الديانات السماوية، وفيها ولد الأنبياء والرسل والعلماء؟؟

    لكن تعالو نجد حلا..
    التعديل الأخير تم بواسطة أملي القضماني; الساعة 16-10-2008, 09:39.

    تعليق

    • د.مازن صافي
      أديب وكاتب
      • 09-12-2007
      • 4468

      #3
      يا سيدتي الكبيرة العظيمة
      يوجعنا هذا الترهل العربي المخيف
      يقتل فينا الصمود هذا التشرذم الفلسطيني المقيت
      سافرت بك أطوف العالم بحثا عن حرية
      تسافري فيَّ اليوم لتقول للعالم
      لازال طفلي يبحث عنكم وعن الحرية
      من يأخذنا الى هناكــ
      بعد أن نقتلك بسيوف المناصب الوهمية
      والخرائط الحزبية
      والدسائس الدولية في طُهر قضيتك المقدسة
      كيف سنبكي عليك سيدتي الكبيرة
      ونحن من مزقنا ثدييك بحثا
      عن بقايا حليب يروي عطشنا لجسد الدنيا
      ونحن من كتبنا فوق نعشك
      " الحزب مر من هنا "
      ليس حبنا فيكِ يا سيدتي الكبيرة
      بل لأنك بعد الموت صرت تجارة
      يمنحنا الغرباء ثمنك ويصفقون طويلا
      هل فقدنا الهوية حقا بعدك يا أمي الكبيرة
      فلسطين يا سيدتي العظيمة
      يا أمة تركها الكل وسافروا الى الدنيا
      السيوف تنتظر الذبيحة
      وقرابين الرضا من لحمك وجلدك وكبدك
      وأنتِ الوليمة ...
      وهؤلاء فقدوا الرجولة
      فقدوا بوصلة الحقيقة
      وبموتك البطيء يستأنسون ..
      تنتفخ كروش أطماعهم
      ولا يشبعون
      علميهم يا امي القديرة
      أنك باقية هنا
      وان هرمت فيك القضية وطال صبر المنال
      هم ذاهبون الى الجحيم
      ولن يشاركوا في حفل زفافك الى الحرية
      لا تمنحيهم بطاقات الحضور
      لا يستحقوق
      لا يستحقون
      لا يستحقون
      وأنا منهم والله بريء ..
      من يقتل أمه لا يستحق
      حنان الامومة ..

      *************
      الأخت المناضلة
      أسيرة الاحتلال
      عظيمة الهمة
      قديرة الكلمة
      عنوان الوعي السياسي
      المبدعة في نسج أعماقنا
      النقية الرسالة
      الطاهرة التوجه
      العظيمة الصبر في مواجهة الظلم
      زوجة الأسير المناضل أحمد القضماني


      أملي القضماني ...

      سأعود بعد تنهيدات وزفرات وجع .. لأحاول جاهدا أن أكتب بعضا من قناعاتي ... لربما بالفعل نصنع لنا شبكة علاقات لتحقيق كل الأهداف التي ذكرتيها ...
      التعديل الأخير تم بواسطة د.مازن صافي; الساعة 16-10-2008, 07:03.
      مجموعتي الادبية على الفيسبوك

      ( نسمات الحروف النثرية )

      http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

      أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

      تعليق

      • أبو صالح
        أديب وكاتب
        • 22-02-2008
        • 3090

        #4
        هناك الكثير من النماذج الرائعة التي لا يراها من تعوّد على النظرة السلبيّة لكل شيء يتعلّق بنا،
        أو يكتفي بالبكاء على الأطلال،

        والساحة مفتوحة للجميع لا للتحبيط والتثبيط والتشويه، بل للعمل والإنتاج والاستفادة،

        وقد جمعنا بعض منها في الموضوع التالي ويمكنك اقتباس ونشر ما تروه مناسبا بدون أي إذن بل مع الشكر الجزيل لكل من يقوم بذلك على أن لا ينسى ذكر الرابط

        المسلمون والعرب والنظرة السلبيّة لأنفسهم، هل هي حقيقة؟ أم هي جهل بالواقع؟





        د.عبدالرحمن السميط رجل من أمتي افتخر به



        ما رأيكم دام فضلكم؟
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 16-10-2008, 06:57.

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          الاستاذه القديره
          المهمومه بالحلم العربي
          الروضه الزاهره
          املي قضماني
          تحياتي
          واحترامي
          واما بعد
          فان جاءك خطابي هذا فاتبع هدى الاسلام
          كان ذلك في زمان الفتوحات العربيه الاسلاميه
          يبدا به خليفة المسلمين خطابه الى الفرس والروم ومن لم يسلموا ليسلموا
          وكان الخليفة العادل عمرو بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه يركب راحلته من مكة الى القدس حقنا للدماء ومصالحا لسكانها المسيحيين وتامينهم وهو في لحظة العفو عند المقدره
          ذهبت المقدره العربيه مع زوال الدوله العباسيه
          ومرت علينا انتصارات عابرات مع المماليك والايوبيين ولم تدم
          ووقع العرب كلهم تحت سيطرة العثمانيين اربعمائة عام
          انتقل خلالها المركز من مكة الى استامبول
          ومعها هذا الانتقال اصبح العرب المسلمون تابعون لهم الدرجة الثانيه وزذكريات الفتوحات - ولازلنا نعيش هذا المرض اللعين الذي زرعه فينا الاتراك - باننا قوم الدرجة الثانيه - الذي يحتاج غوثا وعونا من الاخرين لنجدته وقت الازمات - داء الاتكاليه والوساطات كان شر الامراض التي عشعشت فينا - بعد اربعمائة عام كان نصفها محكوما لغزوات من الفرنجه - وعاصمة الخلافه لا تنجد احد من اتباعها - فكان الخليفه العثماني يفرض الجزيه - ويترك البناء او الهدم دون ان يعالجه او يطوره - ونحن كنا ولايات وحكامن بعد محمد علي تتنازعهم الولاءات بين الخليفه التركي والمستعمر الاوربي - وهيهات ان نلحق نهضة او تقدم في كل المجالات - حتى كانت فترة التحرر العربي من الخمسينات والستينات - فكانت الهجمه التاليه لنكسة العام 1967م وتدرجت بنا الى الانهيار بين العراق وايران ثم بدا التدخل الامريكي السافر على العروبة والاسلام
          كيف واين ومتى ولماذا
          تخلفنا
          انهزمنا
          ونحن اغنياء
          وضاع الامل والامال والاماني
          يجب ان نعرف
          من نحن
          من هم
          ونبدا استعادة المبادره التي كانت على زمان الخلفاء الراشدين ومن بعدهم فتوحات
          الامويين والعباسيين
          لعل وعسى نلحق بالركب
          قبل ان نصل الى فترة الغرباء
          وطوبى للغرباء
          الزميله العزيزه
          املي قضماني
          الموضوع كبير
          يحتاج الى كل من في الملتقى
          لكي يجيب كل منهم على علامة استفهام
          ودمت متالقه بجميل الافكار

          تعليق

          • أبو صالح
            أديب وكاتب
            • 22-02-2008
            • 3090

            #6
            عزيزي يسري هذه إجابة لزاوية أخرى للموضوع

            مثقفون ينتظرون "أمر اليوم الصباحي الغربي "

            بقلم / د. ثائر دوري


            في عام 1972 أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بسبعة وعشربن عاماً اكتشف أهالي إحدى القرى الفلبينية الواقعة على تخوم الأدغال أن هناك من يعبث بممتلكاتهم ليلاً، فيسرق بعض الطعام، ويخطف الدجاج تاركاً خلفة آثاراً تدل على اختفائه في الغابة المجاورة، وبعد مراقبة مكثفة اكتشف السكان أن جندياً يابانياً بلباسه الميداني الكامل هوالفاعل، ثم توضحت القصة تدريجياً وفحواها أن هذا الجندي قد تاه عن كتيبته في الأدغال أثناء معارك الحرب العالمية الثانية بين الأمريكيين واليابانيين، فظل سبعة عشر عاماً بعد انتهاء تلك الحرب يمارس حياته وكأنها ما زالت مستمرة، فهولم يسمع أن اليابان، بلده، قد استسلمت!



            حاصرت الشرطة الفلبينية وأهالي القرية الجندي داخل بقعة في الغابة وطلبوا منه أن يسلم سلاحه، فرفض لأنه في حالة حرب والاستسلام في الأعراف التقليدية اليابانية خيانة لا تغتفر. حاولوا إفهامه دون جدوى أن الحرب قد انتهت. وفي النهاية حلت السفارة اليابانية الأمر بإحضار الرائد الذي كان قبل سبعة وعشرين عاماً آمراً لكتيبته من اليابان ليعطيه أمراً عسكرياً بإلقاء سلاحه. فامتثل الجندي على الفور.



            حال هذا الجندي الياباني كحال كثير من الصحفيين والكتاب العرب وحتى بعض أنصاف المثقفين، ممن تتلمذوا في مدارس المركزية الأوربية التي ترى أن لا إمكانية لحضارة أولتطور إلا ما يأتي به الغرب، أو عبر تقليده، لأن الشعوب والحضارات الأخرى في عرف المركزية الغربية معطوبة عطباً بنيوياً الأمر الذي يجعلها غير قادرة على إنتاج أي شكل من أشكال التحضر إلا ما يمدها الغرب به.



            هؤلاء المثقفون عاجزون عن أي تفكير مستقل في شؤون العالم، فهم كل صباح ينتظرون أن يأتيهم "أمر اليوم " من الغرب ليرددوا مضمونه كالببغاوات دون تفكير. فإن كان "أمر اليوم" حديثاً عن حقوق الإنسان تحدثوا، وإن كان عن المجتمع المدني والديمقراطية المختزلة إلى صندوق اقتراع فقط استلوا يراعهم وسطّروا مدائح في المجتمع المدني وفي فضائل الديمقراطية الغربية، أما إذا كان الحديث عن حرية الأسواق والتجارة الحرة فهم من عشاقها، ومن المدافعين عن حرية انتقال رؤوس الأموال وإن كان أكثرهم لا يملك شروى نقير. كما أنهم لا يعترضون على المجازر التي يرتكبها الغرب ضد أبناء أمتهم لأنها حسب عرفهم أضرار جانبية لا بد من دفعها ثمناً للتقدم،فالرأسمالية تشق أوتوستراداً عريضاً نحومستقبل مزدهر للبشرية فلا بد لها أن تجرّف الصخور والتربة، وتطرد الوحوش كي تعبد هذا الطريق!



            لكن ماذا يحدث عندما يتعطل البث من المركز الغربي كما حدث في الأيام الماضية عندما انهارت الأسواق المالية وتحت أنقاضها انهارت الإيديولوجية الرأسمالية لا سيما طبعتها النيوليبرالية التي تقدس حرية الأسواق وتشيطن أي تدخل للدولة.



            حار أتباع المركزية الغربية بأنفسهم بعد أن فقدوا " أمر اليوم الصباحي الغربي "، فلجأ بعضهم لأسهل طريقة للهرب فدفن رأسه بالرمل على طريقة النعامة، وتابع حديثه عن فضائل الرأسمالية وحرية الأسواق والديمقراطية الغربية دون أن ينسى تذكيرنا بأن حرية الأسواق والديمقراطية توأمان سياميان لا ينفصلا، تماماً كما تعلم في مدارس المركزية الغربية، وهؤلاء بائسون لا يستحقون حتى مجرد التوقف عندهم لأن رجل الشارع العادي الذي يشاهد نشرة أخبار واحدة في الأسبوع أدرك بحسه الفطري أن ما جرى هوانهيار بناء كامل.



            قسم ثان رأى أن يأخذ موقف المتحفظ بانتظار ما سيصدر عن الغرب فاعترف بوجود أزمة إنما بدأ يهوّن من شأنها بالقول إنها أزمة عابرة دورية، وأن الرأسمالية قادرة على تجاوزها، أوعبر القول إنها محصورة في أسواق المضاربة المالية أما القطاع الإنتاجي فهوسليم، وهذه أقوال يراد منها تطمين الذات التي لا تتخيل سوى الفوضى والبربرية إن انهار النظام الغربي، فهي لا تتخيل إمكانية لطريقة أخرى في الحياة مختلفة عن الطريقة الغربية!



            أقوال يراد بها تطمين الذات أكثر من إقناع الآخرين،فالناس ليسوا أغبياء ليقتنعوا بهذا الكلام يكفيهم نظرة إلى وجه جورج بوش ليدركوا عمق الأزمة، يكفيهم أن يستمعوا لتلعثمه في كلامه شبه اليومي.



            وهناك قسم ثالث صامت يترقب، وقسم رابع بدأ يتحدث كرجل دين عازياً الأزمة الاقتصادية إلى غياب الأخلاق والسعي نحوالربح السريع، وأنا لا ألوم رجال الدين على حديثهم هذا لأن منظومتهم الفكرية تلحظ دوراً محورياً لأخلاق الناس، كما أني من المؤمنين بدور الأخلاق في بناء الحضارات. لكن الأمر المثير للسخرية هوحديث منظري النظام الرأسمالي القائم، خاصة في طبعته الأمريكية، عن الأخلاق، فهذا النظام لم يترك في بنائه أي مساحة للأخلاق أوللقيم الإنسانية لأن فلسفته مبنية على عقيدة الربح، الربح فقط. فكل القيم بما فيها القيم الأخلاقية والإنسانية التي تعيق تحقيق الربح هي قيم متخلفة تتعارض مع التقدم وتنتمي إلى الماضي، حسب هذا النظام ، لذلك لا مجال لأن نفسر الأزمة بغياب الأخلاق لأن هذا البناء الرأسمالي لم يترك أي غرفة ولوصغيرة لها .



            أتباع المركزية الغربية في بلدنا حائرون مرتبكون لا يعرفون بما يتحدثون، فهم ينتظرون " أمر اليوم الصباحي الغربي " الذي تأخر، حالهم كحال الجندي الياباني ليسوا على استعداد أن يلقوا سلاحهم إن لم يأتهم الأمر من ضابطهم الغربي. وللأسف فإن قسماً من هؤلاء ينحدر من أوساط يسارية وسبق أن نقلوا البندقية من الكتف الأيسر إلى الكتف الأيمن بعد انهيار الإتحاد السوفيتي. وهؤلاء عاشوا تجربة مشابهة عندما كان "أمر اليوم الصباحي" يأتيهم من الشرق، فعندما بدأ الإتحاد السوفيتي بالانهيار ظلوا يتحدثون عن الاشتراكية المنتصرة، ولم يقرؤوا بالبيروستريكا التي أعلنها غورباتشوف علامة إفلاس ايديولوجي بل اعتبروها تجديدا للفكر لذلك دعوا لنقلها إلى العالم العربي، فنظموا ندوات وأصدروا كتباً عنها وقبل أن يرجع صدى صوتهم في هذه الندوات، أويجف مداد الحبر دخل الإتحاد السوفيتي مرحلة الموت السريري لكنهم ظلوا يتحدثون عن أزمة الرأسمالية وعن انتصار الشيوعية في دولة العمال والفلاحين ! ولم يقتنعوا بوفاة التجربة حتى أتاهم أمر اليوم الصباحي من موسكوطالباً منهم الاستسلام. عندها نقل قسم منهم البندقية إلى الكتف الأخرى، فبدأ يتحدث عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني، وبقية القصة معروفة.



            وهاهم اليوم ينتظرون "أمر اليوم الصباحي الغربي" الذي يدعوهم للاستسلام. وأشك أنهم سيجدون كتفاً جديدة ينقلون البندقية إليه لأن البشرية تدخل مرحلة تاريخية جديدة لا مكان فيها لتلاميذ المركزية الغربية.




            التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 23-10-2008, 05:06.

            تعليق

            • يسري راغب
              أديب وكاتب
              • 22-07-2008
              • 6247

              #7
              الاستاذ والمحلل السياسي
              ابوصالح
              تحياتي وتقديري
              وعبر صفحة الروضة الزاهره املي
              تبحر بنا كعادتك بالوثائق وتلم بجوانب القضيه من اطرافها او ابعادها الاربعه
              حيث تاخذنا الى اروع ما كتب من قصص عن الحرب العالميه الثانيه وانتج سينمائيا شاهدته فيلما وقراته روايه
              وتذكرني بهذا الذي لم يزل يرفع تحية العلم للامبراطورالياباني
              بصورة اخرى قيل فيها عبارة مشهوره / ما كو اوامر
              وضاعت فلسطين وبعد ضياعها بسنوات ما كو اوامر
              وهناك حالة ذلك النظام الذي لايرد الا في الوقت المناسب ومنذ خمسه وثلاثون عام لم يات الوقت المناسب وربما ننتظر خمس وثلاثون عام اخرى
              اين الحل
              وما هو العلاج
              ام نستمر في الاتكاليه
              وانتظار اخر الزمان
              وظهور المهدي المنتظر
              لا امل في حكامنا
              فهل هناك امل في مثقفينا
              نحتاج الكثير من الاصلاح
              نحتاج استعادة الثقه بالذات دون انتحار
              وتقبل مني كل الموده والتقدير
              وللاستاذه املي الشكر الجزيل لحسن الاستقبال بموضوعها الهام

              تعليق

              • أبو صالح
                أديب وكاتب
                • 22-02-2008
                • 3090

                #8

                عزيزي يسري في الحقيقة أنا متفائل بما ستؤول إليه أحوالنا في المستقبل القريب جدا، وأن أحببت أن أضع لك في مداخلة أخرى سبب تفائلي أنا حاضر بالإضافة إلى ما أوردته في المداخلات السابقة، أريد هذه المداخلة لتوضيح كيف أن مثقفي سايكس بيكو هم سبب غالبية ما وصل إليه حالنا الآن، ومن يُرد الخير لأمته يجب عليه أن يتجاوز هذه السلبيات، فأظن أنني حصرتها في المناقشات في المواضيع التالية



                ظاهرة المتفرعن على الشابكة (الإنترنت) ما هي رؤيتك لما لها أو عليها



                أيها المثقفون العرب .. تعالوا إلى كلمة سواء



                مصر على مأدبة الضباع... حسام الدين مصطفى



                دراسة نقديه /لحوار مع متطرف/علاء آل رشي

                دراسة نقديه /لحوار مع متطرف السلام عليكم اولا اشكر الاستاذ علاء الدين آل رشي لهديته لي تلك من خلال معرض الكتاب في دمشق وعرفانا بجميله وعدته برؤيه نقديه للكتاب فلست مختصه تماما, وقد لفت نظري العنوان بحق. الكتاب لغلافه الفاخر الحديث يفتح الشهيه للقراءة. وقد طرحت اسئله على غلافه: كيف يفكر؟ وماذا يريد؟ ولم َ يمارس العنف باسم


                صباح الخير (129)مفهوم الجهاد




                أرجو دراسة هذا النص وإبداء الرأي : عبد الرحيم محمود



                بغـــــداد

                الصولجان لكم والوصل لى بغداد تقتلنى بسيف الموصل حتى متى.. تلد الجبال نعامة ويموت سيف على؟ إنى هنا أشتاق للأحلام للأرض المهانة للطفولة للحكايات الجميلة اقرئى الفنجان يا ميرال أو لا تقرئى فكلامك الباكى يعيد إلى أوجاعى القديمة إنى هنا أحتاج عينيك أسافر فيهما حتى الثمالة أحتاج أحضان الشقاوة قبلة وقت الصباح


                كنت أحسبه بيتنا



                أليس في حذف أي موضوع إهانة لكل من شارك به؟



                ثورة الأثداء

                رغم الهجوم الأخير الذي تعرضتُ له من قبل الكثيرين بسبب تعليق أحد المتخصصين بالفقه على بعض القصائد التي نشرتها وحشر أنفه بغير تخصصه وتحريضه الدولة على محاكمتي وتعزيري سأظل أكتب : ثوري على أرضِ العروبة كلّها=وتخلّصي من بُؤرة الأوباءِ ثوري على كلّ التقاليد التي=حفلتْ بكل مصيبةٍ وبلاءِ ثوري على كلّ القبائل إنهّا=قد


                .. العسل يا تين!

                عَمِّ يْشِرّْ مِنْ بِخْشُه لْعَسَلْ يا تِينْ* على هامش الحديث في نص ما، دار نقاش حاد بين الكاتب ومجموعة من الكتاب والكاتبات. ما لفت نظري في ذلك النقاش الحاد، خمسة أشياء: 1. قيمة النص الأدبية واحتواؤه على ألفاظ غير مناسبة؛ 2. مديح بعض الأعضاء للنص وذم بعضهم الآخر له؛ 3. حدة الردود وشخصنة النقاش؛ 4. التمترس وراء


                عندما يكون العذر أقبح من الذنب..بقلم سلوى فريمان



                هل أصبح النقد اغتيالاً- اعتصاراً- ذبحاً- مصّ دماء؟؟ مثال (مشنقة) ق.ق.ج



                الظلاميون



                هزلت



                صدام حسين قالها ، فماذا تقولون ؟



                هل الصنم ضروري في حياة العرب ؟؟ بقلم : عبد الرحيم محمود



                الدكتور يوسف القرضاوي يحذر من المد الشيعي ....



                حرب تدمير المواقع بيتن متعصبي السنة والشيعة

                بدأت الحرب الكلامية بين السنة والشيعة تدخل منعطفا خطيرا و تغيرا نوعيا في المواجهة الفكرية بين السنة والشيعة .. حيث بدأت بعض المواقع السنية معركة تحطيم وتدمير العديد من المواقع الشيعية .. ومن ثم تم استنفار لهاكرز الشيعي للرد على ذلك .. حيث قاموا أخيرا بتدمير العديد من المواقع الوهابية التي تشن حربا عليهم .. وفي أعتقادي الخاص أن


                القول الفصل فى إذكاء فتنة السنة والشيعة - المفكر الاسلامى طارق البشرى



                أخطأتَ يا مولانا – فهمي هويدي



                كي لا يخدعوكم بالخطر الشيعي كما خدعوكم بالشيوعية



                المد الشيعي في سوريا



                أدب الحوار

                أدب الحوار الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: لقد قيض الله لهذا الدين أنصارا من أمم وشعوب شتى ينافحون عنه ، ويدعون إليه ، ويبينونه للناس ، فعلى من اختاره الله لهذه المهمة النبيلة أن يكون لبقا ، حكيما في دعوته ، وأمره ونهيه ، واضعا نصب عينيه قول الحق ـ تبارك


                90% من المصريات لا يصلن إلى "الرجفة"

                قالت أستاذة جامعية مصرية إن دراسة أجرتها كشفت أن 90% من المصريات لا يصلن إلى "الرجفة" التي تمثل ذروة النشوة الجنسية على فراش الزوجية المعروفة علميا باسم "Orgasm" وأن ذلك أحد الأسباب القوية لارتفاع نسبة الخلافات الزوجية في السنوات الأخيرة وحالات الطلاق وأوضحت الدكتورة سلوى عبد الباقي -أستاذ علم النفس بكلية


                العرب أذكى شعب في العالم



                مفتي السعودية يحذّر من تكفير كتّاب الرأي والمقالات الصحافية





                واستطيع القول أن 90% من السلبيّات يمكن تجاوزها لأنها في متناول اليد وذلك لو فكّر كل واحد فينا قبل نشر أي مداخلة بتركيز في كل ما هو أمامه مما سطرّه من رأي قبل نشره، وهل له علاقة بما قرأه أمامه وأحبّ التعليق عليه أم لا، فحقيقة من المحزن أن يكتب لك عيسى في موضوع المد الشيعي في سوريا على أساس أنه تحليل علمي أو محمد في موضوع حتى لا يخدعوكم كتقييم سياسي إلى درجة إصدار أحكام وهما أصلا لم يستوعب أيّا منهما ما ورد أمامه من تعليقات، حيث أن الأحكام التي أصدروها ليس لها علاقة بما ورد في المناقشات لا من قريب ولا من بعيد، على سبيل المثال

                ومادام المادة العلمية أمامك عزيزي يسري ما رأيك بجمعها وإخراجها بأسلوبك الرائع في كتاب؟ لتعم الفائدة؟

                ويكون باكورة ما ناديت به في الموضوع التالي

                كتاب لكل شهر نصدره مما ينشر في الموقع؟!!



                ما رأيكم دام فضلكم؟
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 29-10-2008, 05:41.

                تعليق

                يعمل...
                X