اخي الكريم علي جاسم
لا انكر اني متاثرة الى ابعد حد بمدرسة نزار قباني
واني اقرا له منذ عرفت اناملي القلم
فمن الطبيعي ان تجد بصمته في مكان ما من كتاباتي
وهذا امر يسعدني كما اسعدتي زيارتك الرقيقة
فشكرا لك
اختك رشيدة فقري

تستهل الكاتبة خاطرتها بتحديد المكان:"في أرض"،الأرض التي تنتمي إليها الكاتبة،وبالمفهوم السياسي البلد أو الوطن. ثم تتطرق إلى وضع إجتماعي سائد في هذا البلد،يُسمى العُرف الذي يُحرم على المرأة ما يحلله على الرجل،مجتمع تظهر فيه ثنائية الذكورة والنوثة وبينهما فروق في الحقوق .
ماذا تفعل هذه الأرض؟
إنها تمارس الحظر على عواطف النساء..
وهل الأرض كجماد بمقدورها أن تفعل هذا؟بالطبع الكاتبة تعني الناس تعني السكان تعني الأهل والعشيرة والقبيلة ،فهم من يمارس المنع،منع المرأة من البوح يقابله السماح للرجل بذلك،وهنا يُحيلنا النص على مفهوم في علم الإجتماع:" المجتمع الأبوي" الذي تعيش فيه الكاتبة،فما يفعله الأب /الرجل وما هو مسموح له به ،يختلف عنا تفعله المرأة/الأم.
العاطفة الأصل فيها أنها تكون جياشة،يعني أنها لا يمكن حبسها أو كبتها،والمجتمع الأبوي يُبيح لنفسه ذلك.
فقط لو توقفت الكاتبة عند حدود كلمة العاطفة لكانت أوصلت الرسالة البليغة،فالعاطفة تعني الكثير:تعني الحب ،والكره،تعني الحنو والرأفة،تعني التسامح تعني البغض،تعني البكاء تعني الفرح...والقائمة طويلة طول المنع المفروض على المرأة في المجتمع الأبوي.
تسترسل الكاتبة في ذكر تفاصيل المنع:
وأعلنت عن عذابها.. وانكساراتها.. وآمالها ..وأحلامها..
كل هذه العواطف ممنوع على المرأة أن تُظهرها،حتى الحلم ممنوعة منه،أن تتمنى ولو في الخيال،أليست هذه قمة الظلم والإنحطاط الإجتماعي؟
وتسترسل الكاتبة في ذكر المعاناة اليومية،بأسلوب جد راقٍ يجعل القاريء يتعاطف معها منذ الوهلة الأولى.
وبما أن المجتمع لن يفهمها ولن يستمع لأنَّاتها وزفراتها،فقد قررت التمرد بطريقتها،ففكرت في الحل :الإبتعاد عن أناس لا يزنون الأمور بمنطق المساواة،الإبتعاد لغرض واحد هو أن تمارس حقها في التعبير عن عاطفتها.
التيمة التي تتحكم النص منذ البداية هي العاطفة،والكاتبة تقترح حلا يُناسبها ألا وهو الثورة على الجاهز من الحياة،على التقليد الذي يُجرد المرأة من حقها في ممارسة التعبير الحر عن عواطفها المُفرحة والمُبكية والصامتة والناطقة.
النص يصور لنا مدى الألم الذي تتألمه المرأة بمنعها التعبير،فهي بهذا المنع تحس أنها سجينة بل وأمة أو قينة تتحكمها سلطة الأمير/الحاكم/الملك/الإمبراطور/الرجل،لذلك فهي تقترح:
غدا سأقيم للحب مملكة..
للخروج من مملكةٍ تحسب أنها بضاعة فيها ،إلى مملكة تصنعها هي لتحس بأنها تملك شيئاً،وهنا يظهر وجه آخر للمرأة:حب التملك،وهو إحساسٌ نابع من القهر الذي يُمارس عليها إلى درجة أنها تريد التملك لتتمرد وتُزيح عن ذاتها ضعف الخضوع.
لا يحكمها غيري..
مملكة تكون فيها هي الحاكمة لتطلق العنان لسُحُبِ عاطفتها كي تنتشر.ولماذا المملكة؟لأنها تريد أن تُعيد الصاع صاعين فلا تتملك بعد اليوم بل هي صاحبة القرار وسيدة نفسها والحاكمة بأمرها،تريد أن تُحرر عواطفها لتبكي بحرية ،فهي كانت تبكي دوما ولكن لم يكن لديها الحق أن تمارس فعل البكاء علانية.
نص مُثير حقا يفتح النفس لإستجلاء كوامنه،ويُزيح الستار عما يختلج النفس الأنثوية من قهر بسبب العرف الذي يُمارس ضغطه عليها.

الحركة في النص تستقيم على خط طولي، تبدأ بفعل الماضي مرورا بالمضارع فالمستقبل،لترسم لنا السار الذي تتبعه الكاتبة لتُعبر عن وجودها.
موضوع مثير حقا ،وهو أيضا يدخل بحق في خانة الأدب النسائي بامتياز.
تحية لك أيتها المتمردة حتى النخاع،كوني الألق الذي يعبر المدى كي تستنير بوهجه كل نساء العالم الأبوي،كوني الحلم الذي عز في زمن كتم الأنفاس،فالأوان آن لجر البساط عن شهامات زائفة ،لتتعرى وتعرف قدرها الآن وهنا بالدات.
ألف أقحوانة لقلمك.

اخي العزيز عبد العلي
كم كنت صادقا في وصفك
فالدموع قد تكون ابلغ الف مرة من الكلام
والمراة بطبيعتها اقرب للتعبير عن دواخلها بالدموع
حين الياس
وحين الضعف
وحين العجز
وما انا الا واحدة منهن اخي الكريم
ودموعي مهما حاولت منعها تسبقني من اول هزة
وانا في نصي قررت ان انال حقي الشرعي في البكاء
عزيزي
زيارتك اثلجت صدري واسعدتني
فكن دائمافي الجوار
اختك وابنتك
رشيدة فقري

اخي الكريم السيد الحنفي
زيارتك لوحدها كفيلة بان تجعل من نصي مفخرة
اعتز بها وازهو
لانه حظي بقراءة من الكاتب الكبير المرهف الحس
المتمكن من كل ادواته الاديب السيد الحنفي الغالي
فشكرا اخي ودمت مميزا في نصوصك وردودك
اختك رشيدة فقري

غاليتي انين
زيارتك الكريمة اسعدتني
ومرورك العطر ابهج حروفي
وطرحك اثرى الموضوع
واضفى عليه مصداقية اكثر
فشكرا لك يا غالية لكل ما اهديتني
لك خالص الود وعميق التقدير
اختك رشيدة فقري

العزيز عبد الرحيم هري
اتعلم يا سيدي اني اصبحت انتظر قراءتك الواعية
مع كل نص انزله
ليقيني انك تقراني تطلع على مكامن نفسي
وتضع اصبعك على موطن النزف
بكل يسر
وما ردودك المميزة الا ضمادات تلف هذا الجرح الغائر
فتكسبني قوة ورغبة في مواصلة المسير
فشكرا لك ايها الاخ الكريم
لا حرمت مرورك المتفرد
لك من الود اصدقه
ومن الورد اعطره
اختك رشيدة فقري