إلى حبيبتي في يوم مولدها.... حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    إلى حبيبتي في يوم مولدها.... حسام الدين مصطفى

    [align=center]

    مليكة قلبي....
    ويأتي يومُ مولدك ... تعلو ساعاته طاقات زهر وتيجان، تزفها العنادل مغردة برقة وحنان .. وأريج العشق يلفها بسلام وأمان ... والسماء بساط يتهادى عليه ويَخطُر فوق شعاع شمس مذهب، والضياء ينثر فيضه ويَسكُب، والأماني تفتح بوابات الأقدار فتضحي الحياة أوسع وأرحب، وأُمَةُ الأيام منتظرة تترقب، مقدم يوم مولدك فتنحني له وبه تُرَحِب..
    وصدى أنشودةُ ليله تحمله نسائم دجاه، تتمايل مع ضياء نجم لم يغب سناه، أسمعه في فجر مولدك يهتف وافرحتاه، وإشراقة بسمة البهجة تخضب شفتاه، يفاخر بين أسلافه أنه كان تقدمة لمن وهبت نهاره الحياه، وينادي أي حفظة الأيام هيا اسطروا أني رسول عيدها وما مكرمة لي لولاه...
    إلى يوم مولدك تحج الأيام وتجعل صبحه قِبلَةً ومزار، فتُهلِلُ لياليها ويهتف النهار، وتتراقص شموسها على غناء الأقمار..... ويأتي يوم مولدك يخطو مَهِِلاً بكل تُؤدة ووقار، كأن أيام الدنيا مراكب تائهة وهو لها الدليل والفنار، يغمر بحر العمر بضوء أبيض لا لهب له ولا نار..
    في يوم مولدك يصطف الوجود ومعه صحبه وآله، يرسم في سماء العشق كرنفالاً تضيئه ألف هالة، وكل شيء يجثو بين يديك يحمل قرباناً ورسالة، ويطوفون حول ردائك يقبلون طرفه وأذياله، وأنت بينهم المتوجة مليكتي صاحبة الجلالة ... فاسمعي همسهم وكل يأتي بحجته ومقاله...

    أنا يوم مولدها... أنا مَن وهبتني الحياة والحرية، ورَسَمتِ من دقائقي لوحة جمال عبقرية، شَهِد إخواني من ليال وأنهر ميلاد آدمي أو بشرية، أما أنا .. وحدي أنا... من شهد ميلاد حورية...
    وأنا شعاع شمس... بها القسم وضحاها، تَزَاورتُ على أنفس البشر في صبحها ومساها، كم قرأت في صفحات الوجوه كلمة الميلاد رمادية مبهمة لُغَاها، وأوشكت روح ضوئي أن تخفت فجاء مولدك فأحياها، وأينعت زهوري الذهبية بِنَدى مولدك الذي رواها، وتِهت في الفضا طرباً لا حد لي في الأرض ولا سماها، وأشرقت بالمحبة فأنى لي أن لا أذكر تلك الساعة أو أنساها ...
    وأنا نسمة الفرح..... حملت البشارة إلى كل روح ناعسة، أهزها في رفق وأتغنى باسمها وادعة هامسة، وطرت ليال على بساط البحر وطنافس اليابسة، وطفقت أرتفع من سهل إلى هضاب وجبال حتى بلغت السحاب وكدت أن ألامسه، فخذوني بين وفدكم لافرق عندي إن قدمتموني أو كنت رابعة أو خامسة..
    وأنا الليل ......كنت لنهار مولدها تابعه وخادمه، أحمل بين يدي طرف عباءته أحتضنه وألثمه، وأنهل من رحيق الهناءة حين تصافح شفتي مبسمه، من قال أني قد أخفي بهجتي أو الفرح أكتمه، صحيح أني خادمه ولكن أروع بليل يهبه يوم مولدها العطية والمكرمة، ولولاي ما نثرت على أهل الحرف وحيي وما وجد شاعر ما يلهمه...
    أنا الليل أخو نهارها كم غرقت في حزني وأناتي، يردد الكون نحيبي وآهاتي، كم أهرقت من دمعي دقائق وساعات، ورميت عمري في بحر الملذات، أحسب الهناءة غفوة وأظن التيه كنز المسرات، وحين علمت أن يوم مولدها سيأتي بششت لمن هو آت، وأفقت من سكرة الأنجم وهلكت عني خيالاتي، ونفضت عني حزني وأطحت كل الصفحات، ومددت يدي فصافحت أمان كن عني بعيدات نائيات، أنا صريع الآلام أحياني يوم مولدها فبرأت من سقم وطول سبات...

    وأنا الروض..... ما أحسب أني تعوزني حجة من كلم أو حرف، فهاكم أزاهيري وأطياري لا يحد جمالها رسم أو وصف، أنا مَن هرعت إلى رُبَاها أقتبس بعض السنا وأختطف، ولا تلوموني أَنَ فِتنتي منها وبذا أقر وأعترف، هذا ربيعي والفصول أتيت بها في موكب مولدها تنحني وتصطف، وهذي فراشات بساتيني أمضت تنتظر هذا اليوم في لهف...
    وأنا الجمال.... بروعتي شهد كل أهل الغرب والمشرق،أشعلت في قلب العاشقين كل وَجدٍ مُحرِق، فكيف لا تسير خصالي في موكب مولدها وتلحق، أأحتاج وأنا وليد حسنها إلى قول ومنطق، أنا نهر من نبعها أنساب مترقرق، ومائي بكل الألوان أبيض، زهري، خمري، ذهبي وازرق، ولولا عذب بسمتها ما جرى مائي يسبح فيه العشق ويغرق.... أنا الجمال... لولا ميلادها لظَلَت جفوني مسهدة تَتَأَرَق، ومكثت أنعي شباب به الأيام لم تترفق، هي وحدها من وهبتني الحياة من فيض روح يتدفق، لولاها ما كان مني جميل ولا كان حسنُُُُُُُُ يتألق وهذا قولي ما عندي غيره وأنا الأمين الأصدق... دعوني أفتح أبواب الفردوس لها ودون غيرها توصد كل الأبواب وتغلق...

    وأنا الخلود ... قَدِمت يوم مولدها أنثر الزنابق والورود، أنا لولاها ما خفق جناحي في هذا الوجود، وما ذهب الفناء وصار كل شيء إلى عدم منكود، أنا هبة للكون أهداها الواحد المعبود، لو لم يأت يوم مولدها لبقيت حبيس طلسم مرصود، لكن قدري أني خُلِقت بيوم مولدها وعلى قولي شهود، فمن يتقدم موكبها إن لم أكن أنا المقصود؟! ...
    أنا الخلود .... بقيت رهين محبسي دهور وقرون، ما عرفت الحياة يوما وما أبصرتني عيون،و بالحب جِئت فارتَحلت الأحزان والشجون، أنا وريقات عمرها وعمرها هو الغصون، فكيف تلوموا علي مطلبي أيا أشقائي كلنا منها كأهداب بالعيون،

    فأجيبهم ... أما أنا...
    أنا عاشقها وبحبها مفتون ... كنت قبلها بِثَرى الأيام ميت مدفون، كان قلبي قبلها قصر بالحزن مسكون، تعاوده سكرات شجن بأيام وسنون، وكم ساءلت نفسي قبلها هل لي قلب؟ أم أني بدون؟!! ما كنت أحسب أن حبها هناك في سويداء القلب مكنون، بعيد عن كل حشا في الصدر مطعون، وجاءني حبها فأقام مقصوم ظهر عرجون، ولملم من شظايا الروح كل مبعثر مطحون، وخلع عني رداء شيخوخة عمر ضعيف موهون، وكساني حبها غلالة شباب نضر كحدائق نخل وزيتون ... أنا طيفها وحبيبها وأنا ما أدركتم وما لا تعرفون... فيا كون، ويا جمال، ويا وجود، ويا خلود، ويا روض ويا كل شيء مهما تقولون .... فلا تعذلوني فأنا الأولى بها منكم ولا تلومون.... وأنا وحدي أعرف من هي ومن تكون...
    [/align]
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    #2
    [align=center]رسالة ،مر على وجودها عامان شبه كاملين .

    أعيدها للحياة لحين عودة . [/align]


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

    تعليق

    • رنا خطيب
      أديب وكاتب
      • 03-11-2008
      • 4025

      #3
      الأخت الفاضلة نجية يوسف

      دخلت لأشكرك على هذا الجهد الملحوط في الإرتقاء بقسم الرسائل الأدبية...

      و هذه رسالة أديبنا الفاضل حسام الدين مصطفى من رسائل العشق التي تخصص برسمها.
      فقد أخذ عليه لقب الحب و الرومانسية فكيف لا يتم تحديثها ..

      و هذه الرسالة مكتوبة منذ عامين و لم تلامسها الأقلام و كونك أخرجت هذه الرسالة المكنوزة منذ عامين فهذا يدل على إجتهادك و التزامك في إدارة القسم..

      ليت جميع المشرفين يشمرون على سواعدهم لتنشيط كافة المواضيع..فهناك الكثير من الدرر المدفونة في أرشيف الملتقى تحتاج إلى محاورتنا.

      دمت بود
      رنا خطيب

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
        [align=center]رسالة ،مر على وجودها عامان شبه كاملين . [/align][align=center]

        أعيدها للحياة لحين عودة . [/align]


        أختي الغالية نجية
        اسمحي لي أن أقدّم لكم قراءتي المتواضعة كقارئة متذوقة لهذه الرسالة الأدبية التي كتبها
        أستاذنا الفاضل حسام الدين مصطفى

        المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة



        اسمح لي من خلال قراءتي المتواضعة لهذا النص البديع أن أقف أمام بعض النقاط التي أوحت لي الرسالة بها ذلك من خلال معانيها ، وحركة موسيقاها المتناغمة بصفتي قارئة متذوقة ..


        - أستطيع بداية أن أضع هذه الرسالة الأدبية في معانيها ضمن إطار التفسير الإنساني المتزامنة بعباراتها المتصوّفة مع التفسير الوجداني المزدان بأعلى حالات درجات العشق والهيام والذوبان الذي يأبى صاحبها إلا أن يسبح في عالم أسمى وأرقى مما يعيشه عامة الناس ، مما يوحي إلينا إلى أنه يعشق ويميل لمجالسة المتصوفين ، وحبه لزيارتهم والقرب منهم ...
        - الرسالة الأدبية الجميلة من بدايتها تجاذبت مع مقاطعها المتماوجة ما بين مفردات الألم والكلمات الدالة على الحزن والوجع ، وما بين مفردات روح الحياة وسعادتها بما فيها من حركات وإيحاءات مزدانة بأجمل اصطياد لألوان البديع ، والصور البيانية ، وموسيقى الألفاظ التي جاءت وكأنها مزدانة بصور ربيعية جميلة فياضة بالحياة والحب ، ونشوة الفرح والأمل في أجمل تعابيرها وحسن ألفاظها لتربط بعض بعضها وهي تروي لنا حالة من الحالات وصل إليها صاحبها ليعلن في نهاية الرسالة أنه الوحيد الذي يمكن أن يعرف مليكة قلبه التي أصبحت وكأنها بضعة منه ، ولا يمكن أن تنفصل عن عمر قلبه بعد أن عرف بأن يوم مولدها تزامن مع يوم مولده ..


        - أما المتذوق لفنون البلاغة وجمالها يلاحظ بأن الكاتب قد أبدع في اختياره للألفاظ ،
        وأتقن أسرار الحروف ، وعرف بدقة متناهية وامتياز مواطن استخدامه لها ليجيد صنعة رسالته التي أتقنت وصف مواطن الجمال ، وقدرتها في التأثير على مستمعها وقد أبدعت أنامله في العزف على أوتار سمفونيتها ، وصياغة عذوبة لحنها ...


        - وفي العودة إلى جمالية البلاغة في هذه الرسالة الأدبية نلاحظ بأن الكاتب قد تعمّد عن قصد استخدام النكرة أغلب الأحيان ، وأكثر من مفرداتها منها مثلا :


        زهر وتيجان ، برق وحنان ، بسلام وأمان ، قبلة ومزار ، قربانا ورسالة ، وادعة هامسة ، وجد محرق ، قول ومنطق ، أنساب مترقرق ، ظهر عرجون .....

        وباستخدامه للنكرة كأنما أراد أن يوحي للقارئ حركة موسيقى الحروف وتناسقها ببراعة من أولها لآخرها ليتوّجها بزينة بديعية ، وحلية كلامية لينقلنا إلى :
        براعة استخدامه لتجنيس المعنى واللفظ معا وكأنه من أصول تفكيره ، وإنسانية تعبيره ليعلن لنا من أول الرسالة لنهايتها بأن مليكة قلبه أوحت له بهذه الصور الحركية واللوحة الجمالية التي نقلته من حال الحزن والوجع إلى جمالية الحياة وعشقها وفرحها ..

        -كما أنه لا يمكن لنا أن نغفل عن جمالية الرسالة هذه التي أضافت لنا لونا أدبيا في نوعيته من خلال ائتلاف اللفظ مع الوزن ، وائتلاف المعنى مع اللفظ حينما أتقن لنا الكاتب استخدامه لحروف السجع ببراعة متميّزة ومتألقة ....

        وفي النهاية أعود وأقول لم تكن قراءتي لهذه الرسالة الأدبية عن تخصص في علم النقد ودراسته بل مجرد قارئة متذوقة أتمنى أن أكون قد أحسنت في التعليق عليها ، وأن أكون دائما عند حسن ظن أساتذتي الأفاضل بي ...

        وأسأل الله العلي القدير أن تكون بأحسن حال ، وأن تعود إلينا كما عهدناك دائما مكللا بروائع الأدب والفكر
        ودمت بألف خير

        [align=center]وكانت على هذا الرابط[/align]





        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        يعمل...
        X