قراءة نقدية لرسائل الأديب حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    قراءة نقدية لرسائل الأديب حسام الدين مصطفى

    المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
    [align=center]

    مليكة قلبي....
    ويأتي يومُ مولدك ... تعلو ساعاته طاقات زهر وتيجان، تزفها العنادل مغردة برقة وحنان .. وأريج العشق يلفها بسلام وأمان ... والسماء بساط يتهادى عليه ويَخطُر فوق شعاع شمس مذهب، والضياء ينثر فيضه ويَسكُب، والأماني تفتح بوابات الأقدار فتضحي الحياة أوسع وأرحب، وأُمَةُ الأيام منتظرة تترقب، مقدم يوم مولدك فتنحني له وبه تُرَحِب..
    وصدى أنشودةُ ليله تحمله نسائم دجاه، تتمايل مع ضياء نجم لم يغب سناه، أسمعه في فجر مولدك يهتف وافرحتاه، وإشراقة بسمة البهجة تخضب شفتاه، يفاخر بين أسلافه أنه كان تقدمة لمن وهبت نهاره الحياه، وينادي أي حفظة الأيام هيا اسطروا أني رسول عيدها وما مكرمة لي لولاه...
    إلى يوم مولدك تحج الأيام وتجعل صبحه قِبلَةً ومزار، فتُهلِلُ لياليها ويهتف النهار، وتتراقص شموسها على غناء الأقمار..... ويأتي يوم مولدك يخطو مَهِِلاً بكل تُؤدة ووقار، كأن أيام الدنيا مراكب تائهة وهو لها الدليل والفنار، يغمر بحر العمر بضوء أبيض لا لهب له ولا نار..
    في يوم مولدك يصطف الوجود ومعه صحبه وآله، يرسم في سماء العشق كرنفالاً تضيئه ألف هالة، وكل شيء يجثو بين يديك يحمل قرباناً ورسالة، ويطوفون حول ردائك يقبلون طرفه وأذياله، وأنت بينهم المتوجة مليكتي صاحبة الجلالة ... فاسمعي همسهم وكل يأتي بحجته ومقاله...

    أنا يوم مولدها... أنا مَن وهبتني الحياة والحرية، ورَسَمتِ من دقائقي لوحة جمال عبقرية، شَهِد إخواني من ليال وأنهر ميلاد آدمي أو بشرية، أما أنا .. وحدي أنا... من شهد ميلاد حورية...
    وأنا شعاع شمس... بها القسم وضحاها، تَزَاورتُ على أنفس البشر في صبحها ومساها، كم قرأت في صفحات الوجوه كلمة الميلاد رمادية مبهمة لُغَاها، وأوشكت روح ضوئي أن تخفت فجاء مولدك فأحياها، وأينعت زهوري الذهبية بِنَدى مولدك الذي رواها، وتِهت في الفضا طرباً لا حد لي في الأرض ولا سماها، وأشرقت بالمحبة فأنى لي أن لا أذكر تلك الساعة أو أنساها ...
    وأنا نسمة الفرح..... حملت البشارة إلى كل روح ناعسة، أهزها في رفق وأتغنى باسمها وادعة هامسة، وطرت ليال على بساط البحر وطنافس اليابسة، وطفقت أرتفع من سهل إلى هضاب وجبال حتى بلغت السحاب وكدت أن ألامسه، فخذوني بين وفدكم لافرق عندي إن قدمتموني أو كنت رابعة أو خامسة..
    وأنا الليل ......كنت لنهار مولدها تابعه وخادمه، أحمل بين يدي طرف عباءته أحتضنه وألثمه، وأنهل من رحيق الهناءة حين تصافح شفتي مبسمه، من قال أني قد أخفي بهجتي أو الفرح أكتمه، صحيح أني خادمه ولكن أروع بليل يهبه يوم مولدها العطية والمكرمة، ولولاي ما نثرت على أهل الحرف وحيي وما وجد شاعر ما يلهمه...
    أنا الليل أخو نهارها كم غرقت في حزني وأناتي، يردد الكون نحيبي وآهاتي، كم أهرقت من دمعي دقائق وساعات، ورميت عمري في بحر الملذات، أحسب الهناءة غفوة وأظن التيه كنز المسرات، وحين علمت أن يوم مولدها سيأتي بششت لمن هو آت، وأفقت من سكرة الأنجم وهلكت عني خيالاتي، ونفضت عني حزني وأطحت كل الصفحات، ومددت يدي فصافحت أمان كن عني بعيدات نائيات، أنا صريع الآلام أحياني يوم مولدها فبرأت من سقم وطول سبات...

    وأنا الروض..... ما أحسب أني تعوزني حجة من كلم أو حرف، فهاكم أزاهيري وأطياري لا يحد جمالها رسم أو وصف، أنا مَن هرعت إلى رُبَاها أقتبس بعض السنا وأختطف، ولا تلوموني أَنَ فِتنتي منها وبذا أقر وأعترف، هذا ربيعي والفصول أتيت بها في موكب مولدها تنحني وتصطف، وهذي فراشات بساتيني أمضت تنتظر هذا اليوم في لهف...
    وأنا الجمال.... بروعتي شهد كل أهل الغرب والمشرق،أشعلت في قلب العاشقين كل وَجدٍ مُحرِق، فكيف لا تسير خصالي في موكب مولدها وتلحق، أأحتاج وأنا وليد حسنها إلى قول ومنطق، أنا نهر من نبعها أنساب مترقرق، ومائي بكل الألوان أبيض، زهري، خمري، ذهبي وازرق، ولولا عذب بسمتها ما جرى مائي يسبح فيه العشق ويغرق.... أنا الجمال... لولا ميلادها لظَلَت جفوني مسهدة تَتَأَرَق، ومكثت أنعي شباب به الأيام لم تترفق، هي وحدها من وهبتني الحياة من فيض روح يتدفق، لولاها ما كان مني جميل ولا كان حسنُُُُُُُُ يتألق وهذا قولي ما عندي غيره وأنا الأمين الأصدق... دعوني أفتح أبواب الفردوس لها ودون غيرها توصد كل الأبواب وتغلق...

    وأنا الخلود ... قَدِمت يوم مولدها أنثر الزنابق والورود، أنا لولاها ما خفق جناحي في هذا الوجود، وما ذهب الفناء وصار كل شيء إلى عدم منكود، أنا هبة للكون أهداها الواحد المعبود، لو لم يأت يوم مولدها لبقيت حبيس طلسم مرصود، لكن قدري أني خُلِقت بيوم مولدها وعلى قولي شهود، فمن يتقدم موكبها إن لم أكن أنا المقصود؟! ...
    أنا الخلود .... بقيت رهين محبسي دهور وقرون، ما عرفت الحياة يوما وما أبصرتني عيون،و بالحب جِئت فارتَحلت الأحزان والشجون، أنا وريقات عمرها وعمرها هو الغصون، فكيف تلوموا علي مطلبي أيا أشقائي كلنا منها كأهداب بالعيون،

    فأجيبهم ... أما أنا...
    أنا عاشقها وبحبها مفتون ... كنت قبلها بِثَرى الأيام ميت مدفون، كان قلبي قبلها قصر بالحزن مسكون، تعاوده سكرات شجن بأيام وسنون، وكم ساءلت نفسي قبلها هل لي قلب؟ أم أني بدون؟!! ما كنت أحسب أن حبها هناك في سويداء القلب مكنون، بعيد عن كل حشا في الصدر مطعون، وجاءني حبها فأقام مقصوم ظهر عرجون، ولملم من شظايا الروح كل مبعثر مطحون، وخلع عني رداء شيخوخة عمر ضعيف موهون، وكساني حبها غلالة شباب نضر كحدائق نخل وزيتون ... أنا طيفها وحبيبها وأنا ما أدركتم وما لا تعرفون... فيا كون، ويا جمال، ويا وجود، ويا خلود، ويا روض ويا كل شيء مهما تقولون .... فلا تعذلوني فأنا الأولى بها منكم ولا تلومون.... وأنا وحدي أعرف من هي ومن تكون...
    [/align]


    على هذا الرابط :

    مليكة قلبي.... ويأتي يومُ مولدك ... تعلو ساعاته طاقات زهر وتيجان، تزفها العنادل مغردة برقة وحنان .. وأريج العشق يلفها بسلام وأمان ... والسماء بساط يتهادى عليه ويَخطُر فوق شعاع شمس مذهب، والضياء ينثر فيضه ويَسكُب، والأماني تفتح بوابات الأقدار فتضحي الحياة أوسع وأرحب، وأُمَةُ الأيام منتظرة تترقب، مقدم يوم مولدك فتنحني له وبه




    اسمح لي من خلال قراءتي المتواضعة لهذا النص البديع أن أقف أمام بعض النقاط التي أوحت لي الرسالة بها ذلك من خلال معانيها ، وحركة موسيقاها المتناغمة بصفتي قارئة متذوقة ..

    - أستطيع بداية أن أضع هذه الرسالة الأدبية في معانيها ضمن إطار التفسير الإنساني المتزامنة بعباراتها المتصوّفة مع التفسير الوجداني المزدان بأعلى حالات درجات العشق والهيام والذوبان الذي يأبى صاحبها إلا أن يسبح في عالم أسمى وأرقى مما يعيشه عامة الناس ، مما يوحي إلينا إلى أنه يعشق ويميل لمجالسة المتصوفين ، وحبه لزيارتهم والقرب منهم ...
    - الرسالة الأدبية الجميلة من بدايتها تجاذبت مع مقاطعها المتماوجة ما بين مفردات الألم والكلمات الدالة على الحزن والوجع ، وما بين مفردات روح الحياة وسعادتها بما فيها من حركات وإيحاءات مزدانة بأجمل اصطياد لألوان البديع ، والصور البيانية ، وموسيقى الألفاظ التي جاءت وكأنها مزدانة بصور ربيعية جميلة فياضة بالحياة والحب ، ونشوة الفرح والأمل في أجمل تعابيرها وحسن ألفاظها لتربط بعض بعضها وهي تروي لنا حالة من الحالات وصل إليها صاحبها ليعلن في نهاية الرسالة أنه الوحيد الذي يمكن أن يعرف مليكة قلبه التي أصبحت وكأنها بضعة منه ، ولا يمكن أن تنفصل عن عمر قلبه بعد أن عرف بأن يوم مولدها تزامن مع يوم مولده ..

    - أما المتذوق لفنون البلاغة وجمالها يلاحظ بأن الكاتب قد أبدع في اختياره للألفاظ ،
    وأتقن أسرار الحروف
    ، وعرف بدقة متناهية وامتياز مواطن استخدامه لها ليجيد صنعة رسالته التي أتقنت وصف مواطن الجمال ، وقدرتها في التأثير على مستمعها وقد أبدعت أنامله في العزف على أوتار سمفونيتها ، وصياغة عذوبة لحنها ...

    - وفي العودة إلى جمالية البلاغة في هذه الرسالة الأدبية نلاحظ بأن الكاتب قد تعمّد عن قصد استخدام النكرة أغلب الأحيان ، وأكثر من مفرداتها منها مثلا :

    زهر وتيجان ، برق وحنان ، بسلام وأمان ، قبلة ومزار ، قربانا ورسالة ، وادعة هامسة ، وجد محرق ، قول ومنطق ، أنساب مترقرق ، ظهر عرجون .....

    وباستخدامه للنكرة كأنما أراد أن يوحي للقارئ حركة موسيقى الحروف وتناسقها ببراعة من أولها لآخرها ليتوّجها بزينة بديعية ، وحلية كلامية لينقلنا إلى :
    براعة استخدامه لتجنيس المعنى واللفظ
    معا وكأنه من أصول تفكيره ، وإنسانية تعبيره ليعلن لنا من أول الرسالة لنهايتها بأن مليكة قلبه أوحت له بهذه الصور الحركية واللوحة الجمالية التي نقلته من حال الحزن والوجع إلى جمالية الحياة وعشقها وفرحها ..

    -كما أنه لا يمكن لنا أن نغفل عن جمالية الرسالة هذه التي أضافت لنا لونا أدبيا في نوعيته من خلال ائتلاف اللفظ مع الوزن ، وائتلاف المعنى مع اللفظ حينما أتقن لنا الكاتب استخدامه لحروف السجع ببراعة متميّزة ومتألقة ....

    وفي النهاية أعود وأقول لم تكن قراءتي لهذه الرسالة الأدبية عن تخصص في علم النقد ودراسته بل مجرد قارئة متذوقة أتمنى أن أكون قد أحسنت في التعليق عليها ، وأن أكون دائما عند حسن ظن أساتذتي الأفاضل بي ...

    وأسأل الله العلي القدير أن تكون بأحسن حال ، وأن تعود إلينا كما عهدناك دائما مكللا بروائع الأدب والفكر
    ودمت بألف خير

    [/COLOR]

    أمينة أحمد خشفة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    في العودة إلى قسم الرسائل الأدبية بصفتي قارئة متذوقة وجدت بأن أستاذنا الفاضل الأديب المتميّز
    حسام الدين مصطفى
    قد


    تصدر بلا منازع أميرا عليها ، وإنني
    آمل من أساتذتنا الأفاضل النقاد في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب أن نستفيد من خبراتهم وتجاربهم في تحليل النصوص الأدبية .


    كما أنني أعرض أمام أساتذتنا الأفاضل هذه الرسالة الأدبية البديعة

    المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
    [align=justify]



    أيا زهرتي الندِيَة...
    عليك من روحي السلام وإليك من قلبي التحية
    أوحشتني عينيك يتهادى بصرهما على سطح "بردى" فيهز مراكب عشق شراعية، وبسمتك تُطِلُ من خلف وِشَاحَك كوجه النور خلف مشربية.... فهل خَضَبَ جبينك ضوء الشمس أم أن الشمس أنت أيتها الحورية....
    أتذَكَرُ جبينك الوضاء والجبهة الأبية تحت سماها تشرق بسمتك الرشيقة الشقية... فتتفتح أزاهير الوجنتين بأزهار وورود موسمية، وتكب على غصنك غلالات ضوء قزحية، وأريجك يلف الكون بعطور عبقرية، وعلى غصن خصرك استقرت يد من مرمر وكف مخملية، وحول خطاك تجثو كل ربات الرومان والآلهة الإغريقية، فدونك جميعهم يا بلقيس الشام شقيقة السبأية، ظبية في خطاك حرة وفي الشدو همسة مخفية، بريئة القلب النبل منك وأنت الصفو لكل نية.. بأرضك صنعوا أحد السيوف وما أخبرونا عن رماحك الهدبية، فيا ابنة دمشق ترفقي فعلى رماحك تضرجت روح قاهرية...
    كم حِرتُ فيكِ يا امرأتي الكونية ... فدُونًكِ كُل بنات الغرب وما رأيت مثلك مشرقية ؟! و أنت الآداب وأنت الفنون وأنت العلوم يا درتي الموسوعية... أيا أفروديت الضياء ... ربة عشقي فداك روحي فالروح مغنما لك وسبية، سافرت إلى كنفك وكانت دونك بعيدة مقصية ...

    وجودك يا حب عمري أدفأ حياتي وكنت أصطلي في حياة شتوية... أحسب كل أيامي راحت جليداً وأخشى كل جديد تأتي به البقية ، كم عشت موقناً أن الشقاء لي زنزانة سرمدية، وأن رجاءاتي للقدر قد ذهبت أو حفظت منسية، فأتاني هواك وأحياني وأعطاني اسماً جديداً وعمراً وهوية، وأعدت لي روحي بعد أن تاهت في عالم الشقاء طريدة منفية، وأعتقتني من أغلال وحدتي وشعرت معك بالأنس والحرية...
    الآن أَبسَمُ من قول صحبي والندامى .... أنني إن سرت في درب العشق فإن نهايتي حتمية، يهتفون بي أن أَحذَرَ وأن قصائد عشقي سترويها أنهار جراح فياضة الجريان أبدية ... وأن أتقي الهوى في قلبي ... فقلت: وأين أنا من هذه الملائكية؟؟!! ... إِليكُمُ عني فأنا طريد من جنة الحياة وهي رسول عناية إلهية .. أيا مُنذِري بالردى في معبد العشق ...أمَا علمت كم أمضيت في شقوتي ودنياي الضلالية ..... تقولون أن اتَقِي !!!! فبرب السماء كيف أتقي عشق تقية؟!!!
    وقالوا بأني قد أسلو !! فأجبتهم ..وأنى لي بسلوى هواها ذلك الخالد في سويداء القلب وكل حشية..
    وكيف لي بالصبر مرٌ علقمٌ وبين يدَي غدير عشقها مياهه عذبة وشهية… أقسمت أني لا أحب غيرها ولم أحب فهي مدى الدهر حبيبتي الأبدية.
    قبلك كانت حياتي جرداء وبك اخضرت يا واحتي السرمدية، يوم تَلَمَسني همسك بأنامل رقيقة يمشط جدائل شعر روحي الغجرية. لا عدمتك يوماً يا من أرسلك لي الرحمن هداية وهدية... فأرشدتني إلى صراط عشق مستقيم فآمنت بك وقبلك كم أضعت عمراً في جاهلية.
    آه يا مليكتي بحُبك عَلَي جُدتِي وكنت سخية طائية، ودونك كل طموحاتي وسعيي فما الهدف إن لم تكوني أنت القضية ...
    كلما أضناني شوقي إليك .. تطير إليك الروح في رحلة سماوية، وإن غِبتِ عني أموت... ويصبح قولهم تفنى رفاتي على ضفاف النيل و تجثو روحي عند فرات الدمشقية ... فمهما حييت فعشقي لكِ باق وفي دنيا الخلود سيشدو حرفي إن وافتني المنية
    يا كل الدنيا ...اعلمي أن حبي لابنة الفيحاء كَدِمَشقِها أقدم حاضرة بشرية
    عليك سلام الله يا مُنيَة الروح كل صبح وعَشية .... أُوصيك يا زهرتي أن تظلي بدوحة عشقي وأشدد على الوصية،،، ولا تجعلي جواد قلبي للأسى والأحزان موطئاً ومطية... فيا من تقدس عشقك بقلبي فأنقَذتِنِي من ضلالة وغوية، عشت قبلك حياة بربرية ... أصولُ، أجولُ وأنا الجهول جامح دون روية ... بك وحدك عرفت الحضارة والفنون وتبرأت من الفوضوية... لك مني كل الولاء فلولاك ما عرفت معنى الوطن أو الوطنية، فأنت المليكة وحبي وقلبي وعمري وحرفي هم الرعية ..
    كم سَجَل الزمانُ من قصص العشق .. كم منها منقوش وكم سمعها الناس مروية ؟.... فمهما قرؤوا ومهما سمعوا فكلها مرت وقليل تلك الغير منسية، وأما قصة حبنا فستبقى خالدة متجددة باقية أبدية
    وإن كان غيري تغنى بعشق فيكفيني اسمك هو عزفي والأغنية، أشدو بحروفه مبعثرة في كل صباح وألملمها في كل أمسية، تعلو فوق رُبَا "قاسيون" تعانق الأنجم الماسية...
    ذكر التاريخ أن قيساً جُنَ بالعامرية، وسيكتب أني برأت من جنوني على يد دمشقية
    المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
    [/align]
    على هذا الرابط :


    (http://www.rwafee.com/up) أيا زهرتي الندِيَة... عليك من روحي السلام وإليك من قلبي التحية أوحشتني عينيك يتهادى بصرهما على سطح "بردى" فيهز مراكب عشق شراعية، وبسمتك تُطِلُ من خلف وِشَاحَك كوجه النور خلف مشربية.... فهل خَضَبَ جبينك ضوء الشمس أم أن الشمس أنت أيتها الحورية.... أتذَكَرُ جبينك الوضاء والجبهة الأبية تحت


    للأديب الأستاذ حسام الدين مصطفى
    وبصفتي قارئة متذوقة لفن الرسائل الأدبية رأيت أن أسلوبها كان غاية في الإحكام ؛ وقد أبدع الكاتب بمجموع رسالته ليبين لنا صدق المشاعر والأحاسيس بلغة ذاتية أجاد معها استخدام كثيرا من أنواع المجاز والتعابير بهدف أن يأخذ القارئ ويحلق معه في سماء الخيال والواقع معا ...
    بالإضافة إلى أن هناك كثيرا من الإشارات المبهمة والواضحة قد كان لها صدى قوّيا ؛ وكأنها سيمفونية موسيقية أحكمت أنامله في العزف على أوتارها لتعلو تارة وتهدأ تارة أخرى فيبحر القارئ مع تموّج محكم ألفاظها ، ويطرب لحركات مشاعرها وانفعالاتها ..
    وقد كان ردي عليها



    المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
    الأستاذ حسام الدين مصطفى

    إن ما قرأته هنا أحسست وكأنه ملحمة تاريخية قد ازدانت بأجمل المعاني الإنسانية , وأرق العواطف البشرية وقد صدحت موسيقاها الموزونة لما بلغت إليه من مستوى أدبي رفيع هذه الرسالة الأدبية استطاع من خلالها الكاتب أن ينقلنا إلى أصداء الأدب العربي القديم لنسمع معه صوت جلجلة الحروف ،وببراعة استطاعت أن تشتبك مع تناحر السيوف بمعانيها اللغوية ، ودلالتها المجازية لتأتي وكأنها صورة حيّة نابضة إن لم يعرفها القارئ بأسمائها فإنه سيعرفها بموسيقى أجراسها ، وهو يرسم لنا الغاية الحقيقية التي دعته إلى أن ينثر لنا رويته التي أخذت بمجامع قلبه وروحه وفكره ...
    الكاتب كان بارعا في رسالته ذلك باستخدامه لهذه الرموز التاريخية التي استطاع من خلالها أن يحافظ على نغمة الأوزان بما فيها من مفردات ملحونة ، ومعان موغلة في الخفاء أحيانا ، وأحيانا أخرى تأتي معان مفهومة يرسمه لنا مداد حبره بألوان مطرّزة بقوس قزح ليعيدنا لصورة امرؤ القيس ، وعنترة بن شداد ، وقيس بن الملوح ، وابن زيدون فيقرّب لنا الزمان والمكان بصوره التاريخية الحيّة ...
    وبهذا نرى أن الكاتب استطاع أن يجمع في رسالته إليها بين الوجهين وجه الماضي والحاضر ، والقريب والبعيد في صور نابضة امتزجت بعراقة بلقيس الشام وقاهرة العزّ ، وجبل قاسيون والهرم ...وهو يحدثنا عن تجربته الذاتية لتكون مقياسا لمعنى الوفاء والودّ الذي جمع بينهما
    ولكن نسي الكاتب أن يذكر بأن رفاته ستجثو عند بردى الدمشقية ، وليس فرات الدمشقية ، أو ربما كان هناك معنى لم يستبن لنا بعد ! ......

    وأعتذر منك يا أديبنا المتألق الأستاذ حسام الدين مصطفى
    من القراءة المتواضعة لهذه الرسالة الأدبية الرائعة التي أحببت من خلالها أن أضع للنص تحليلا كما فهمته واستوعبته ....و أعترف بأنني لا أجيد فنون النقد الأدبي ولا دراسته وأصوله ومبادئه ،لكن هي محاولة بسيطة مني ، وآمل من الله أن أكون دائما عند حسن الظن ...

    ودمت بألف خير

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    يعمل...
    X