المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى
مشاهدة المشاركة
على هذا الرابط :
اسمح لي من خلال قراءتي المتواضعة لهذا النص البديع أن أقف أمام بعض النقاط التي أوحت لي الرسالة بها ذلك من خلال معانيها ، وحركة موسيقاها المتناغمة بصفتي قارئة متذوقة ..
- أستطيع بداية أن أضع هذه الرسالة الأدبية في معانيها ضمن إطار التفسير الإنساني المتزامنة بعباراتها المتصوّفة مع التفسير الوجداني المزدان بأعلى حالات درجات العشق والهيام والذوبان الذي يأبى صاحبها إلا أن يسبح في عالم أسمى وأرقى مما يعيشه عامة الناس ، مما يوحي إلينا إلى أنه يعشق ويميل لمجالسة المتصوفين ، وحبه لزيارتهم والقرب منهم ...
- الرسالة الأدبية الجميلة من بدايتها تجاذبت مع مقاطعها المتماوجة ما بين مفردات الألم والكلمات الدالة على الحزن والوجع ، وما بين مفردات روح الحياة وسعادتها بما فيها من حركات وإيحاءات مزدانة بأجمل اصطياد لألوان البديع ، والصور البيانية ، وموسيقى الألفاظ التي جاءت وكأنها مزدانة بصور ربيعية جميلة فياضة بالحياة والحب ، ونشوة الفرح والأمل في أجمل تعابيرها وحسن ألفاظها لتربط بعض بعضها وهي تروي لنا حالة من الحالات وصل إليها صاحبها ليعلن في نهاية الرسالة أنه الوحيد الذي يمكن أن يعرف مليكة قلبه التي أصبحت وكأنها بضعة منه ، ولا يمكن أن تنفصل عن عمر قلبه بعد أن عرف بأن يوم مولدها تزامن مع يوم مولده ..
- أما المتذوق لفنون البلاغة وجمالها يلاحظ بأن الكاتب قد أبدع في اختياره للألفاظ ،
وأتقن أسرار الحروف ، وعرف بدقة متناهية وامتياز مواطن استخدامه لها ليجيد صنعة رسالته التي أتقنت وصف مواطن الجمال ، وقدرتها في التأثير على مستمعها وقد أبدعت أنامله في العزف على أوتار سمفونيتها ، وصياغة عذوبة لحنها ...
- وفي العودة إلى جمالية البلاغة في هذه الرسالة الأدبية نلاحظ بأن الكاتب قد تعمّد عن قصد استخدام النكرة أغلب الأحيان ، وأكثر من مفرداتها منها مثلا :
زهر وتيجان ، برق وحنان ، بسلام وأمان ، قبلة ومزار ، قربانا ورسالة ، وادعة هامسة ، وجد محرق ، قول ومنطق ، أنساب مترقرق ، ظهر عرجون .....
وباستخدامه للنكرة كأنما أراد أن يوحي للقارئ حركة موسيقى الحروف وتناسقها ببراعة من أولها لآخرها ليتوّجها بزينة بديعية ، وحلية كلامية لينقلنا إلى :
براعة استخدامه لتجنيس المعنى واللفظ معا وكأنه من أصول تفكيره ، وإنسانية تعبيره ليعلن لنا من أول الرسالة لنهايتها بأن مليكة قلبه أوحت له بهذه الصور الحركية واللوحة الجمالية التي نقلته من حال الحزن والوجع إلى جمالية الحياة وعشقها وفرحها ..
-كما أنه لا يمكن لنا أن نغفل عن جمالية الرسالة هذه التي أضافت لنا لونا أدبيا في نوعيته من خلال ائتلاف اللفظ مع الوزن ، وائتلاف المعنى مع اللفظ حينما أتقن لنا الكاتب استخدامه لحروف السجع ببراعة متميّزة ومتألقة ....
وفي النهاية أعود وأقول لم تكن قراءتي لهذه الرسالة الأدبية عن تخصص في علم النقد ودراسته بل مجرد قارئة متذوقة أتمنى أن أكون قد أحسنت في التعليق عليها ، وأن أكون دائما عند حسن ظن أساتذتي الأفاضل بي ...
وأسأل الله العلي القدير أن تكون بأحسن حال ، وأن تعود إلينا كما عهدناك دائما مكللا بروائع الأدب والفكر
ودمت بألف خير
تعليق