اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

    كتب مصطفى بونيف

    اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!



    أتذكر أن أول درس ديني أخذته في حياتي كان في كتاتيب زاوية الهامل عندما كنت في سن الخامسة من عمري ، كان الشيخ سي رابح رحمة الله عليه يعلمني الحروف الأبجدية ليس من أجل أن أتعلم كتابة رسالة أو قصيدة أو رواية ، ولكنه علمني الحروف الأبجدية حتى أقرأ كتاب الله وأحفظه . فقرأت القرآن الكريم ...وأنا مقتنع بأنه لا خير فيمن لم يبدأ تعليمه بكتاب الله ، بل وإنني من أشد الداعين إلى ضرورة أن تبدأ المراحل التعليمية الأولى لأطفالنا بتلقينهم سور القرآن الكريم التي تفتح أذهانهم وتعدها لتلقي العلوم والمعارف ، فلا لغة ولا بلاغة أسمى من آيات الكتاب الكريم .
    وليس صدفة بأن كبار الأدباء والمفكرين العرب تعلموا في الكتاتيب ، لتصبح كتبهم ودراساتهم مراجعا تعد بها رسائل الدكتوراه في جامعات العالم . فهذا الأديب الكبير عباس محمود العقاد والذي لم ينل قسطا كبيرا من التعليم الأكاديمي أصبح فيما بعد الهرم الأكبر في الأدب والفكر العربي . ، وكذلك عميد الأدب الدكتور طه حسين الذي بدأ حياته بتلاوة وتدريس القرآن الكريم في كتاتيب الصعيد المصري .
    أتساءل أين اختفت الكتاتيب التي كانت تفتتح بعد صلاة الفجر إلى غاية الساعة الثامنة صباحا ؟...ومن الذي اختفى بالضبط ...هل هم معلمو القرآن الكريم ، أم الأطفال الذين يرغبهم أهلهم في حفظ كتاب الله ، أم أن الغائب هو القرآن الكريم ؟ .
    لم نعد نجد في مساجدنا ذلك الشيخ الوقور الذي يجلس بين الأطفال وفي يده العصا ، فيعلم هذا سورة العلق ، وذاك سورة الأضحى ، وتلك سورة النور ، ويضرب المتأخر الفلقة على قدميه ، فيخرج لنا جيلا يحمل كلام الله بين جوانحه ، يخرج لنا جيلا وقد نقشت في جمجمته آيات بينات من الذكر الحكيم .
    لم يعد المسجد سوى مصلى يقيم فيه الناس صلواتهم ، ويقفلون بابه آخر صلاة العشاء ، وبهذا لم يعد للمسجد دور في تربية وتكوين الفرد المسلم ، فلا نكاد نجد مسجدا ينعم بمكتبة زاخرة بأمهات الكتب في التفسير والبلاغة ، ولا نكاد نجد مسجدا يفيد الناس بدورات لتعليم الفقه المبسط ، وفتاوى النساء ، وإن حدث وأن وجدنا حلقة في مسجد نجدها حكرا على جماعات حزبية في أساسها ، وجمعيات ينفر منها المواطن البسيط . فالكارثة الكبرى أن تنقطع الثقة بين المسلم والمسجد ، وهنا يجب أن تتدخل وزارة الشؤون الدينية في سبيل رأب الصدع بين الناس والجامع ، وأن لا تترك بيوت الله حكرا على جماعات معينة تسعى لنشر مذهب بذاته ، وحزب بعينه . فلا يجدر أن تدخل أدران السياسة وأوساخها بيوت الله التي أمرنا أن يرفع فيها ذكره .
    أما مفصل الثاني لتحريك الأمة هو الإعلام …خاصة وأن العالم يعيش ثورة جديدة وهي ثورة الاتصالات ، فلقد أصبح الفضاء مفتوحا ، وانتشرت الأقنية الفضائية بتنوعها ، وأخص بالذكر الفضائيات الدينية التي أصبحت تلقى رواجا وانتشارا واسعا في البيوت ، وهو أمر على قدر فائدته ونفعه هو مثير للمخاوف ، ويفتح القوس على جملة من المحذورات والمهالك ، ولعل المتابع للبرامج التي تبث على هاته الفضائيات يجد أنها بالأساس تعتمد على المحاضرات والدروس التي يقدمها مشايخ يختلفون جذريا عن أولئك تعودنا على قراءة كتبهم ونظرياتهم ، وشربنا من فكرهم ونبعهم الصافي النقي من أمثال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله صاحب كتاب جدد حياتك ، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ، وسيد سابق ، والسيدة زينب الغزالي رحمها الله ، والشيخ القرضاوي ، والشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان يتلهف الناس على كتبه ومقالاته ومحاضراته في تفسير كتاب الله ، ويسافرون للقائه ويقطعون المسافات الطويلة ليحظوا بشرف الجلوس في حلقاته ، وهكذا تلقى المشايخ الكبار علومهم ، بالسفر والكد والبحث والقراءة ، فأخرج لنا أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه من حلقاته من أسسوا مدراس فقهية كبرى في تاريخ العقل البشري .
    لم يعد المسلم يكلف نفسه عناء القراءة والمطالعة والبحث ، بل يفضل التمدد على الأريكة ويتجول من شيخ إلى شيخ بواسطة الريموت كنترول ، وما أكثر دعاة الفضائيات وما أشد سحرهم وتأثيرهم وهم تحت الأضواء ، والمؤثرات السمعية البصرية .
    إن أشد من يضيق على نفسي هم المثقفون الذين أصبحوا يفتون ، فيحللون ويحرمون ، ليخبروك بأن مصدرهم في ذلك هو الشيخ الفلاني الذي يقدم برنامجا في الفضائية الفلانية ، فأي خير نترقبه من مثقف هجر الكتاب والقراءة ليتفرغ للفضائيات والمواقع الالكترونية والأقراص المضغوطة ، بل إنني أجد أن إخوتي من الشباب قد تفرقوا بين الشيوخ والدعاة .
    حدث وأن دخلت مع أحدهم في مناقشة حول مسألة دينية ، فقال لي سأتصل بالشيخ الفلاني الذي يقدم برنامجا في الفضائية وسأسأله …فقلت له معاتبا المكتبات تعج بكتب الفقه وحتما ستجد الإجابة في متونها ، فلماذا تكلف نفسك ثمن مكالمة دولية باهضة ، ليصعقني صاحبي بأن قال " وهل هناك وقت للقراءة ؟" .
    إنه ليس من الصدفة أن يأتي أمر الله الأول إلى هاته الأمة المصطفاة "اقرأ …" .
    فالفضائيات هي وسيلة من وسائل العولمة …ولا أظن بأن الذين يمسكون بزمامها كانوا سيسمحون بأولئك الدعاة لو علموا بأن فيهم الخير لأمتنا وديننا ، بينما نجد هم يحاربون الكتب ويمنعون نشرها وتداولها ، مثلما أصبح يحدث مع مؤلفات سيد قطب و حسن البنا ، بل إن بعض الدعاة ولأسباب سياسية أصبحوا ينظرون لتكفيرهم وعزلهم عن المجتمع .
    ولا أظن بأن المسلمين قد انقسموا وتشرذموا في تاريخهم كله أكثر من هاته الفترة من الزمن ، وتعجبت كثيرا حينما سمعت من أحد تلاميذي بالثانوية وهو يقول " إن الشيخ الغزالي كان خطرا على الإسلام ، وبأن الشيخ الشعراوي قبوري وصوفي مبتدع وليس لأمثاله إلا جهنم .." …. ويقول لي آخر بأنه لا حل للقضية الفلسطينية سوى أن يترك الفلسطينيون أرضهم ويعدوا جيشا في الخارج يغزون به أرضهم ويحررونها من الصهاينة … هذه النظرية ينادي بها أحد النجوم المشايخ في الفضائيات ، فحسب وجهة نظره بأن يقتدي الفلسطينيون بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي هاجر من مكة وكون جيشا قويا في المدينة …ليعود فاتحا بعد ذلك .
    وهنا يأتي دور الأدب الساخر الذي تعوده القراء مني …تخيلوا معي هذا الجيش وهو يدخل مدينة القدس …فينادي مناد " من دخل المسجد الأقصى فهو آمن ، ومن دخل بيته وأغلق الباب فهو آمن ، ومن دخل دار أبي...فهو آمن …".
    ...


    وللحديث بقية ...

    مصطفى بونيف
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 21-09-2009, 20:10.
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون
  • كنزة نور
    عضو الملتقى
    • 27-07-2008
    • 67

    #2
    حتى أنا أتذكر أول درس ديني أخذته في حياتي كان في كتاتيب (إقرعدلون)منطقة في القبائل .
    كانت أجمل مرحلة في حياتي و أتذكرها جيدا ...و أتذكر جيدا الفلقة
    الأن تغير كل شيء...
    شكرا أخي مصطفى ولك أجمل تحية
    [color=#FF0000]فالحب ليس مسرحا نعرض فيه آخر الازياء
    وأغرب الأزياء
    لكنه الشمس التي تضيء في أرواحنا
    والنبل والرقي والعطاء
    فأبحث عن الشمس التي خبأتها في داخلي
    ان كنت حقا تعرف النساء[/color]

    [

    تعليق

    • زهار محمد
      أديب وكاتب
      • 21-09-2008
      • 1539

      #3
      الأخ مصطفى
      هل التكلم في الدين
      عيب
      أم حياء
      ليس ذا أو ذاك
      ولكن الماضي
      والتعلم في المدارس القرآنية
      والتفقه عند المشايخ رحمهم الله تعالى
      أفضل من اليوم
      زمن الفضائيات
      زمن الأنترنت
      زمن كل شيئ جاهز
      تكلم في الدين وعن الدين
      وجزاك الله خيرا
      حين ذكرتنا بزاوية الهامل
      وشيوخها الأجلاء
      [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
      حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
      عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
      فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
      تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

      تعليق

      • مهنا أبو سلطان
        عضو الملتقى
        • 03-07-2009
        • 274

        #4
        رد: اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

        أخي " موس " ..
        من الذي اختفى بالضبط ...هل هم معلمو القرآن الكريم ، أم الأطفال الذين يرغبهم أهلهم في حفظ كتاب الله ، أم أن الغائب هو القرآن الكريم ؟ .
        --------------------------------
        الذي اختفى هو الإنسان ..

        تعليق

        • مكي النزال
          إعلامي وشاعر
          • 17-09-2009
          • 1612

          #5
          رد: اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

          أخي الكريم

          الموضوع متشعب كثيرًا ولو ان رابطه الروحي موجود وهدفه واضح وهو موضوع جميل.
          لكن باختصار
          *لا بأس من علم الفضائيات على أن يكون الشيخ محل ثقة لا جمال البنا مثلاً
          *جيش تحرير القدس قد ياتي من خارجها أو هكذا تقول النبوءات!
          * الحديث في القبورية والشعوذة واسع (مع احترامي الكبير لشيخنا الشعراوي رحمه الله). ويكون الحديث مقارنة بين مدرستين: السلفية والصوفية.
          * المساجد عامرة بالمصلين لكن السياسة تمنع جعلها مراكز تجمع (سياسة)!!!

          شفت خدتنا فين يا راجل يا طيب؟!!!!!!!!

          تحية كبيرة

          واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            رد: اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

            أخي مصطفى بونيف، حفظك الله؛

            حينما ندخل الملتقى الإسلامي لا بد لنا من التحلي بنوع خاص من الأدب، فمجالسنا تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة، واسمح لي أن أمنع دخول هيفاء وأ...فلا يمكن أن نجمع بين مجونها وبين كلام الله.

            دمت في رحمة الله
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 09-11-2009, 13:33.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              رد: اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

              المشاركة الأصلية بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
              أخي الكريم

              الموضوع متشعب كثيرًا ولو ان رابطه الروحي موجود وهدفه واضح وهو موضوع جميل.
              لكن باختصار
              *لا بأس من علم الفضائيات على أن يكون الشيخ محل ثقة لا جمال البنا مثلاً
              *جيش تحرير القدس قد ياتي من خارجها أو هكذا تقول النبوءات!
              * الحديث في القبورية والشعوذة واسع (مع احترامي الكبير لشيخنا الشعراوي رحمه الله). ويكون الحديث مقارنة بين مدرستين: السلفية والصوفية.
              * المساجد عامرة بالمصلين لكن السياسة تمنع جعلها مراكز تجمع (سياسة)!!!

              شفت خدتنا فين يا راجل يا طيب؟!!!!!!!!

              تحية كبيرة

              الأستاذ مكي نزال،

              كأني أشعر بشيء يتحشرج في حلقك فيما يتعلق بما لونته بالأحمر، أرجوك أفصح، ولا تتغبن، فإني خريج المدرستين، لنناقش سويا ما بدا لك معوجا.
              ويا حبذا لوفتحت متصفحا خاصا.

              دمت في رحمة الله
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • مكي النزال
                إعلامي وشاعر
                • 17-09-2009
                • 1612

                #8
                رد: اسمحوا لي أن أتكلم في الدين ...!!!!

                السلام عليكم ورحمة الله

                في الحقيقة انا لا أميل للنقاش في تعقيدات اراها استهلكت نقاشاً من قبل غير أولي الاختصاص. أحب إبن تيمية وشعراوي وقطب في الله ولي رؤية في توجهاتهم لا يمكن الاعتماد عليها لأني لست مختصاً. ولقد وجدت في المنتديات من يسيؤون لأحبابهم قبل خصومهم ويخوضون في مخاضات مخيفة بل مرعبة ياتي بعدها السباب والشتائم التي تزكم الأنوف أكرمكم الله.
                فآليت على نفسي أن أكون بعيدًا إلا إذا رأيت حاقدًا يطعن في الدين ولا يردّ عليه المختصون.
                أللهمّ أرنا الحق حقاً ووفقنا لاتباعه.
                بارك الله فيكم وجزاكم عن دينه كل خير تستحقون، وعيدكم مبارك.

                واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

                تعليق

                يعمل...
                X