إطلالة أولية على إشكالية النقد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عيسى بن ضيف الله حداد
    أديب ومفكر
    • 11-10-2008
    • 121

    إطلالة أولية على إشكالية النقد

    [align=center]إطلالة أولية على إشكالية النقد
    النص بين المبدع والمتلقي
    النص وسطوة المتلقي

    النظرية جافة يا عزيزي
    وإن الحياة في إخضرار غزير ( غوتة )
    بدا لي أن أضع هذا البيت من الشعر ليكون لي مدخلاً في محاورة المسألة الآتية، الخاصة بإطلالة على إشكالية النقد الأدبي.. ذالك لأن الممارسة قد أضاءت لي – الحقيقة الآتية..
    أن النص يقع في نهاية المطاف تحت سطوة المتلقي..

    لست خبيراً – أو قل إخصائياً – في موضوع النقد الأدبي، بيد أن هذا المجال متاح للجميع.. ولكم من الناس قد قدموا إسهامات مهمة في هذا المجال.. وفي مجال حقول الإبداع عامة – دون أن يحملوا الشارات الرسمية – أو جوازات السفر – التي يعطيها أصحاب النيافة لمن يشاؤون..
    وأرى.. أن المسألة هنا – هي قبل كل شىء- هي مسألة تذوق.. فهي الأصل وهي المؤسسة لقاعدة النقد..
    والتذوق في هذا المجال يتأسس على عاميلن الفطرة، والخبرة..
    الفطرة- من الوضوح بمكان أن الفطرة هي شأن جماعي متاح للجميع.. بالأحرى ملكية عامة.. غير أنها تتظاهر في مستويات مختلفة.. تكون لدى البعض أعلى شأواً من الآخرين.. وهنا يمكن المراوحة حول مسألة السليقة كمظهر متطور للفطرة.. وهذا أمر قائم في مختلف شؤون الحياة..
    الخبرة – هي شأن مكتسب بالتعلم والتدريب والتراكم. تتمتع بها النخبة الممارسة – ذات التخصص..
    والسؤال هنا.. ماذا لو تعارضت رؤى ومواقف مستمدة من عنصر الخبرة مع ما تبديه الفطرة من رؤية في ذات المسألة..
    وأرى، هنا، أن هذا أمر ممكن الحدوث.. لأسباب عدة، من بينها: سيطرة تيار ما على ساحة النقد الأدبي، بحيث يكون هذا التيار قد وقع أسير مغالاة في جانب ما.. وأصبح يجتر مقولاته.. وجعلها سيدة الساحة.. بحيث أنه قد إستطاع جوراً إزاحة تيارات أخرى.. لها ما تقوله في ذات الشأن..
    ومن بينها، السقوط في لجة الغرور لمن أصبح له شأن أو تنطع ليرى له شأناً ما.. إذ من الممكن أن تزين له نفسه.. لسبب ما ( في نفس يعقوب ) أن يتمادى في الإعلان عن نفسه كخبير.. أو بمعنى أدق.. أن يتأستذ.. ( والأستذة مرض شائع في شتى الحقول )..

    ولحل هذه المعضلة، يجب اللجوء.. إلى الفطرة، لتكون هي المرجعية..
    ومن هنا، فأن ما قد أشرت إليه مراراً.. أن النص الإبداعي يقع في النهاية تحت سطوة المتلقي.. التي تنبثق في مادة نشوئها – من الفطرة ذاتها..
    كما لوكان ثمة طيف مغناطيسي يأتي كمؤسس لتلك العلاقة..
    ولعل هذه القاعدة والتمسك بها تصون المبدع وتجنبه من العبور في مسارب الغرور.. وتجعله يتلمس الحقيقة بنسبيتها ورونقها..
    ولعل الشاعر الألماني العظيم – غوته، قد أضاء لنا سبيلاً هنا.. حينما قال..
    جافة هي النظرية يا صديقي
    وإن الحياة في إخضرار غزي[/align]
    ر
    [align=center][/align]
  • فتحى حسان محمد
    أديب وكاتب
    • 25-01-2009
    • 527

    #2
    إن للنقد الأدبى والفنى له أصول ، ومكونات ، وأسس ، وقواعد ، ومعايير ، واهداف ، وشروط ، ونتائج ، ولكن لابد أن يعرفها المؤلف أولا حتى يسير عليها ، ومن ثم تكون معروفة للناقد ، الذى تساعده بعد ذلك على مدى التزام المؤلف بعلم القصة ، سواء كانت قصة قصيرة ، أو قصة روائية ، أو قصة ملحمية ، أو قصة قومية ،مأسملهاة ( محزنة مفرحة ) أو مأساة ( محزنة ) أو ملهاة ( مفرحة )
    ومن الأسس : البداية ، الابتلاء ، الزلة ، العقدة ، الانفراجة ، التعرف ، النهاية 0
    ومن الأصول : الأحداث ، اللغة ، الفكر ، الفكرة 0
    ومن القواعد : ما ، ماذا ، لماذا ، كيف ، أين ، متى 0
    ومن المعايير : الحاجة العظيمة ، الهدف النبيل ، الصراع ، الحبكة ، التغير ، التحول ، الاثارة ، التشويق ، الإتقان ، الصدق 0
    ومن المكونات : الشخصيات ، المكان ، الزمان ، المؤثرات الصوتية 0
    من كتابى : أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم 0
    ونبدأ بتعريف الأدب أولا :
    هو كل قول عظيم متقن حسن البيان بارع التنظيم والترتيب ، بأدوات من حروف وكلمات متقطعة لها معنى ، وموصولة لها معان ، معبرة فصيحة لها وقع جميل ، وجمل موصولة ومقطوعة ، مستفهمة متعجبة ، سائلة محرضة للفكر دالة ومجيبة ، عارفة معرفة ، واضحة جلية ، وبسيطة بارعة ، وقصيرة معبرة وغامضة وموحية ، ومضبوطة بجرس من نصب وجر ورفع ، جازمة مؤدية لمعنى واضح ظاهر ، وآخر دفين يستنبط ، لتؤدى أغراضا شتى ، حسب من يفهمها ويدركها وعبارات تتميز ببلاغة التعبير والدقة فى التصوير والشدة فى التأثير ، دون إسهاب فى الوصف والتعبير0 بلغة فصحى نثرية بليغة سليمة متقنة لها معانيها المعلنة، وفى قلبها دلالات مستترة ، وتخلق حسنها وجمالها وجلاءها من شرف التمسك بها وتجويدها قدر الإمكان ، مبنية على فكر ذهني مشبع من عقيدة سماوية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها0 ومن معتقد فكرى من عقل بشرى يثق فى صدقه وصوابه وصلاحه من مبدعه 0 و بفكرة معبرة عن قضية وجيهة جديدة مبتكرة من فساد البشر وظلمهم وسلوكهم وأخلاقهم بأسلوب شيق جذاب ممتع منمق غاية فى الترتيب والإحسان ، ليوصل الرسالة المطوية إلى حلول معقولة نفعية ، بصدق فى المعاني ، وأمانة فى الكلمة ، ووجاهة فى الجملة ، وإحسان فى الروابط والتقطيعات ؛ لتمتع القارئ وتحقق له متعة ذهنية وتعلمه وتعظه وتطهره وتعالجه من الأدران الداخلية 0 وعظمها يأتى من جمال وروعة إبداعها من الفكر السامي الرازح فى ثباته وفى فكرتها الجديدة المتغيرة دوما التى تغير القيم الفاسدة الباطلة ، والكشف والإرشاد عليها وتعريتها ، ويعلى ويعيد ويظهر من شأن قيم اندثرت و أخذ نجمها فى الأفول0 وإتقانها يصنع من حسن وصدق ونبل رسالتها وفكرتها التى تحسن وتجود وتقوم السلوك المنحرف 0 والفكرة الوجيهة تأتى من قضية مهمة أحدثت خللا فى قيم المجتمع وسلوك أفراده0والهدف خلق طرق جديدة يسلكها الآخرون من الناس لتعينهم على السلوك الحسن القويم ، وتقوى لغتهم ، وتعمق إيمانهم ، وتقوِّم مسالكهم وتنير الطريق أمامهم 0
    التعديل الأخير تم بواسطة فتحى حسان محمد; الساعة 31-01-2009, 19:57.
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

    تعليق

    • فتحى حسان محمد
      أديب وكاتب
      • 25-01-2009
      • 527

      #3
      إلى السادة جميع الأدباء العظام ، أصحاب المنة العظيمة من الله ، الذى استخلفهم ووهبهم المقدرة على الإبداع ، بمحاكاة الحياة وشخوصا ، فيجب أن تحاكيها وتبدعها وتكتبها كما خلقها الله ، وسنعرف علم الأدب أولا ، ثم بعد ذلك ندخل إلى علم القصة بكل أنواعها ، القولية الروائية ، والفعلية الفنية الدرامية 0
      أصل الأدب
      أولا لابد أن نعرف أصل كلمة الأدب ، حيث أصلها من إرجاعها إلى المصدر فتكون أدبا ، وأدب تعنى التأدب أو التأديب وهو الصنيع الحسن الذي يحتم :
      التعليم ؛ ليتحسن التناول والإلقاء ، ويجود السلوك والأخلاق ، ويوسع المدارك ، ويثرى الألفاظ والكلام ، ويعمق اللغة والحوار ، ويجمل الجملة والعبارة ، ويجمل الألفاظ ، ويزيد من البلاغة ، ويؤصل الفكر ، ويعمق الفكرة0
      التهذيب ؛ لتخليص النفس من عيوبها وترويضها لما مآله السير الحسن المحمود، ثم لما هو متناقض فيكون بمثابة فن إدارة المتناقضات ، والتي مبعثها الحاجات والمقاصد والغرائز الطبيعية فى النفس من شهوات الفرج والطعام والشراب والنوم وشهوات أخرى متعددة ، والتهذيب هو الذي يدير ويتحكم فى هذه المتناقضات بفن وحكمة وتواز وتوازن0
      الإصلاح ؛ يأتي دوره لما ينفلت ويتهرب من رقابة التعليم وإدارة التهذيب فيأتي دوره ليمسك بالهارب الفالت ليتمكن منه ؛ لكي يقوّمه ويسيطر عليه ويحوله من منفلت هارب إلى مضبوط مربوط ، ومن فاسد إلى صالح ، ومن غير مروض إلى مروض قابل لتنظيم المقنن ، حسب الأوامر والنواهي بالقوانين الربانية التى تنظم حياة الناس فى دنياهم وأخراهم ، والقوانين التشريعية الدستورية الوضعية الإنسانية التى تنظم حياة الناس فى دنياهم ، وإن لم يقبل ويستكين بالوعد فتلجئه بوعيد لتخيفه وليتحمل التبعات ، ثم بعد ذلك لا يكون له إلا أن يجنى العقاب0
      الأدب يأتى منه الأديب ، والأديب هو من يحسن الحديث ، والحديث هنالك ما هو أحسن منه ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ [الزمر] الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث ، وهو القرآن العظيم متشابهًا في حسنه وإحكامه وعدم اختلافه تثنى فيه القصص والأحكام ومعاني الكلمات والحجج والبينات ، تقشعر من سماعه وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم ؛ تأثرًا بما فيه مِن ترهيب ووعيد ثم تلين جلودهم وقلوبهم ؛ استبشارًا بما فيه من وعد وترغيب ، ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده 0 والله يهدي بالقرآن من يشاء ، ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن لكفره وعناده ، فما له مِن هاد يهديه ويوفقه ، وهو القرآن الكريم الذي لا نستطيع نحن البشر أن نأتي بمثله ، فعلى الأقل نقتدي به ولا نخالفه وقد منحنا التصريح أن نبدع من مثل أحسن الحديث ولا نبتدع ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯶ [الروم ] ولقد بينَّا للناس في هذا القرآن مِن كل مثل ، من أجل إقامة الحجة عليهم وإثبات وحدانية الله جل وعلا0 فى الحديث : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ فَهُوَ آمِنٌ0 وفى حديث آخر : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ وَالنُّورُ الْمُبِينُ ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَنَجَاةُُُُُُُُُُُ لِمَنْ اتَّبَعَهُ ، لا يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ ، وَلا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَلا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وََلام وَمِيمٍ0 [ سنن الدارمى ، من فصل فضائل القرآن برقم : 3181 ] فيظل لنا الحديث الذي نود ونجتهد أن نحسنه ولكي نحسنه نطعمه بذرة من القرآن الذي هو مأدبة الله كما فهمنا من الحديث وهذه الذرة هى ما تساويه قيمة الأدب ، والقرآن اشتمل على التعليم والتهذيب والإصلاح من خلال الشرائع والعقائد والعبادات بما تتضمنه من محاذير مبنية على الترغيب والترهيب والوعد والوعيد ، وكل المثانى ، المثير للخوف لتقشعر منه القلوب والعقول المنفلتة من غير تقنين لمنتجها الهائج0
      هذه الذرة من عظم القرآن هى الأدب ، ولكي يكون الأدب من أحسن الحديث فلابد له من واجد مبدع صانع له ولغة تحوله من مجرد فكر هائم غائم يدور فى رحى عقل المخ إلى شىء مادي محسوس مقروء مرئي من خلال بسطه على الورق 0ولابد له من مكونات أساسية ، فالعقل يحتاج إلى شخصية تحمله وتمده بالغذاء والطاقة والعلم ، إذ لابد للشخصية واللغة من شىء يملأ ويربط وينسق بينهما ، وهما الفكر الذي يبنى عليه ، والفكرة التى هى القضية والموضوع والمادة الباعثة المحرضة للفكر ، والفكرة هى المحرضة للفكر والعقل ، أى المحفزة للشخصية والفكر0 وبالشخصية واللغة يتولد الفكر والفكرة وهى القضية ويظل القلب هو السياق المحدد والمهذب والمحفز والمنظم لهياج العقل المولد للفكرة والفكر ، وعقل المخ هو الأمانة ، وهو النور الروحاني المنبعث من قبل الله - تعالى - الذي منحه كامل الحرية وجعله مسيرا لا مخيرا ، وهو خلاصة المخ ، وهو مناط الحساب لا التكليف لأن التكليف على جميع المخلوقات حتى الجماد مثل الجبال وغيرها – الحساب للإنسان الذي اختار حمل الأمانة دون سواه من الخلائق ولذلك حق عليه التكليف وفرض عليه الحساب نتيجة لهذا العقل الحر الذي قُُُُُيد بعقائد وفروض وعبادات وبهم مناط الحساب إما إلى جنة وإما إلى نار، ولذا استوجب الله عليه الحساب من ثواب وعقاب ، وخلق له رقابة حكم داخلية ذاتية تهديه وهو عقل القلب ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ [الأعراف] ونفهم من ذلك أن للقلب عقلا لا يدرك غير النتائج التى تأتيه من عقل المخ المنوط به التفكير والتدبر والتعقل والإنتاج ولكنه لا يدرك الحكم على ما أنتج ، لذلك يرسل بالنتائج إلى عقل القلب المنوط به الحكم لأن عقل القلب فيه العقيدة والمعتقد فيه نماذج الإجابة الصحيحة ، وعليه – فقط - مضاهاة ما جاءه من إجابة عقل المخ بما عنده من نماذج محفوظة فى القلب ، فلذلك يحق له الحكم ، ولكن حكمه ليس ملزما ، مع أنه من المفروض أنه ملزم ، إذ مهمته الحكم أى التوضيح أن هذا حلال وذلك حرام، هذا حسن وذاك سيئ هذا نافع وذاك ضار ، هذا صالح وهذا فاسد فقط لا غير: ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ [محمد ] كأن القلب عليه قفل وحجاب فليس من المنتظر أن يفهم أو يعقل أو يحكم حتى على منتوج عقل المخ ؛ لأنه فارغ من العقيدة التى بها يحكم ، وليس عنده نموذج للإجابة ، فكيف سيضاهى أو يقارن ؟! لذلك لن يحكم ولن يظهر نتيجة0 تدرك النفس الهدى والعلوم الضرورية والنظرية بعقل القلب وعقل المخ معا من فطرة سليمة وعقيدة سمحة ومعتقد صالح- تدرك الحسن من القبح والكمال من النقصان والخير من الشر، والحلال من الحرام ، والمحامد من المقابح0 العقل - عقل المخ- معمل الإبداع والتفكير والتفريغ بحرية من غير هدى ولا حواجز ولا سدود ولا موانع ، ولكن النتيجة لكل هؤلاء ينتجها ويصدقه عليها -عقل القلب - حيث القلب المرجع السليم للفطرة السليمة والعقائد السماوية الربانية الحقة المؤتمن عليها 0
      إذن ليس كل إبداع أو كلام حسن التناول جميلا بديعا يبدعه العقل ويفور به يكون أدبا ، ولكي يكون أدبا حقا ؛ فلابد له من قوالب تنظمه وتطهره وتنظفه وتخلصه من الشوائب وما يخالف شرائع الله فى كونه وفى خلقه من البشر وما يتعلق به من شطحات خارجة ، أو من شطوحات مخالفة لطبائع البشر وسنن الله وتعاليمه مهما كانت جيدة مبهرة واقعية نظرية علمية خيالية كانت أو واقعية فلسفية أو حتى علمية فبالله عليكم ما فائدة من صنع القنبلة الذرية التى كلفت وتكلف الدول الكثير لإنتاجها؟! وبعد هذه الكلفة الباهظة حجروا استعمالها لأنها مدمرة للعالم وهم الذين حكموا بذلك ، ولكن ما اخترعوه من الذرة فى المجالات الأخرى مثل الطاقة وغيرها المفيدة للإنسان لم يمنعها أحد0 وعليه نضع للأدب تعريفا ومكونات وأسسا وقواعد وقوانين لكي يكون هنالك أدب نافع صالح طيب حسن يحدث التعليم والتطهير والعظة والنصيحة ويكون هنالك أديب على نفس الدرجة من الحسن والمكانة والسمو والمنزلة0
      وتعتمد الشخصية على :
      أ‌- القدرات وهى مكونات رئيسية ولا يمكن أن تكتسب ، و هى ما نطلق عليها الموهبة وهى هبة من الله يمن ويختص بها بعضا من عباده ، وهى مكون أساسى لعقل مخ المبدع ، وهى أداته ومكمن فاعليته0
      ب‌- المعرفة وهى مكونات أساسية تكتسب من القلب والسمع والبصر الذين يعرفون القراءة والاطلاع والتعليم والمعرفة والسمع ومجمل الثقافة ويقدمونها لعقل المخ ومن الخبرة الذاتية والخبرة الحياتية أيضا 0
      ت‌- المهارات وهى مكونات أساسية تكتسب تخص عقل المخ من خلال الخبرة والتعود وطول الممارسة ، ومجابهة الممانعات للكتابة بشتى صنوفها0
      2- الفكر السليم من عقيدة سماوية والسليم الصالح يأتى من عقيدة ومعتقد المؤلف الذي ينثره ويكون عطرا فواحا غير مرئي فى ثنايا فكره منعكسا على فكرته التى يكتب عنها أو منها أو لها ، الفكر هو ذلك المنتوج الذهني الذهبي الذي يعتمل ويختمر فى النفس وينتجه عقل المخ ويوافق عليه عقل القلب ، لكن أى فكر للمؤلف؟ الفكر المشبع بعقيدة سماوية تعرف المعايير الربانية ، فتتوق وتفرق بين الحسن من القبح ، والحرام من الحلال ، والصالح من الفاسد ، الفكر هو البوصلة الموجهة والمهذبة لنوازع ومشارب وأغراض وشهوات المؤلف أولا ، وقبل أى منتوج عقل مخه ، وبصلة ذلك المعمول المنتوج الهائج فى بحر لجي ليس له شطآن تحده ، ولا مقيدات تقيده فى ذلك المكان الرخوي من الجمجمة وهو عقل المخ ، فأنت تكتب بفكر راسخ ثابت من عقيدة فى القلب عن فكرة جديدة متغيرة دوما ، وهى تتمثل فى اختلاف الإبداع للقصص التى تكتب ، إذ كل قصة لها فكرتها لا فكرها ؛ لأن الفكر مفترض ثابت لكن منتوج الفكر كثير الأوجه ، لأن العقيدة ثابتة تامة لا تتغير ، ومفترض أن معتقدك أيضا ثابت ، وإلا لماذا تتخذه معتقدا ، وإن غيرت معتقدك أثبت بنفسك أن معتقدك لا يستحق أن يكون معتقد هذا أولا ، وثانيا أنت بنفسك أثبت بنفسك عدم صحته فلا يصير معتقدا لك بعد ذلك ولا لنا ، لأنك أنت الذي تبدع لنا المعتقد الذي تؤمن بصوابه وصلاحه ، ثم تطرحه علينا لنأخذ به ونثق فى صلاحه ، أليس كذلك ؟
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سنكمل بعد حين حتى لا نطيل عليكم 0
      التعديل الأخير تم بواسطة فتحى حسان محمد; الساعة 31-01-2009, 20:17.
      أسس القصة
      البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

      تعليق

      يعمل...
      X