((أشلاء ذاكرة )) وطن عثمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وطن عثمان
    أديب وكاتب
    • 23-11-2008
    • 495

    ((أشلاء ذاكرة )) وطن عثمان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنا فتاة لا زلت في الثامنة عشر من عمري وأعي تماما أن مشواري الأدبي طويل وشاق .. هذه أول محاولة روائية لي أضعها بين أيديكم .. لنقدكم .. ملاحظاتكم ونصائحكم .. سوف أضعها هنا كحلقات ... أرجو تثبيتها وأرجو أن تنال انتباهكم ..

    وطن عثمان


    الحلقة الأولى

    وحدي بين جدران أحزاني .. وسط طيات ظلامي .. أطرق بوابات وحشتي .. أمسح الغبار عن رفوف الذكريات المكدسه فوق سرير الماضي . جلست هناك أتجرع كؤوس الألم ..
    الجميع حولي ولا أجد أحدا ..
    أحلامي ..! مجرد شائبة في طريق تغطرسهم ؛ فأنا مجرد حجر نرد على رقعة أيامهم ، يلوحون بي في الهواء ، ومن ثم يلقونني على الطاولة الصلبة ، فأرتد معلنة نصرهم من جديد .
    أنا مجرد جندي أعزل في ساحة الحرب على رقعة شطرنج ، أتنقل بين المربعات الوهمية ، فتارة أجلس على مربع أبيض بلون صمتي الأبدي، وأخرى على مربع بلون حزني الأسود العميق .. وعبثا تذهب محاولاتي هباءً في اختراق حصونهم ، والجلوس في ربى حنانهم .
    يا إلهي .. ما هذا الجدار المنيع الذي نصبوه على أعتابي ، لا أستطيع له نبشا ولا اختراقا ..
    جلست على سريري مرة أخرى .. ألملم بقايا جروحي النازفة .. وأشلاء عباراتي ودموعي الحارة .. هذه ليست أول مره أتشح فيها معطف صمتي ولن تكون آخر مره أتكفن فيها بلوني الأبيض ..
    فهذا اللون له بصمة متجذرة في تاريخي .. ماضيّ .. وحاضري !
    فهو لون صمتي .. لون حزني .. لون فرحي .. لون أملي .. ولون ألمي ..وسيكون لون كفني عند موتي !
    أتذكر طفولتي ، وأذرف الآهات على الماضي ، كنت هناك بين ربوع البراءة..ألعب بدميتي أنا وصديقاتي وعندما تلوح الشمس في كبد السماء يحين موعد حفل الشاي نحتسي الشاي من الأكواب الفارغة...ونوزع الحلوى الوهمية وعندما كنا نتنازع على دمية معينه كنّا نغضب ونبكي ولكننا نعود لنقبّل بعضنا بعضا ونكمل مشوار اللعب الأبدي كما كان يتراءى لنا في ذاك الوقت .
    كبرت...
    وتبيّن أن هذه السعادة الأبدية زائلة ، وأن البراءة أصحبت لونا من ألوان الماضي... نعم استمرت معاركنا ، ولكننا لم نعد لنقبّل بعضنا البعض ولم نعد نصفح عن زلاّت احدانا الأخرى فمتلأ الحقد أفئدتنا وأرواحنا وأصبحت الصداقة جوفاء بلا معنى .. أصبحنا نحتسي كؤوس الشاي المليئة بطعم اللؤم والحسد
    حينها أدركت أن الحياة تغيرت وأن دنياي انقلبت رأسا على عقب ....
    كنت في الصف الثامن حينما انضممت إلى صفوف المراهقين واعتليت مسرح الحياة الشاهق المخيف ... بدأت أرى أناسا يعتلون مقدمة المسرح تغمرهم الأضواء الساطعة وآخرين قابعين وراء الكواليس المظلمة ....لكنهم يحرّكون الحياه ...لم أدر ما هو دوري على هذا المسرح الرحب فعمدت فترة جلست فيها على مقاعد المراقبة والتفرج من بعيد بذلك كنت أتعلم درسا فى البشرية الغامضة كغموض الشتاء بالخريف ... فولجت عالما جديدا .. عالما مليئا بالمشاحنات والمصاعب ...
    في المدرسه كنت مثال الطالبة المجدة المجتهدة في دروسها المحافظة على أخلاقها ومبادئها فكنت دائما الأولى في صفي أحصل على أعلى الدرجات وعلى أعظم تقدير من المدرسين والطلبة ...ولكن البيت كان قصة أخرى منبع الظلام في حياتي مركز الصراخ والمشاكل
    عندما نضجت ... أبي تغيّر لم يعد يدللني ..يأخذني معه في مشاويره ولا يجلب لي الهدايا
    أمي ...دائمة الصراخ في وجهي لا يعجبها مني خيرا كان أم شرا تهزأ بي وتقلل من قدري أمام الجميع
    بدات رحلتي مع الأدب ... أدمنت المطالعة وقراءة الكتب والروايات ومن ثم كتابة الخواطر والأشعار القصيرة.. شجعني مدرس اللغه العربيه في مدرستي الاعدادية ومعلمون أخرون دعموني عمليا ومعنويا ، وحينما كنت أحدّث أهلي عن انتصارتي الابداعية تبدأ مسيرة الاستهتار، فتقول أمي بضحكتها الساخرة :
    -"لتكوني مفكرة حالك فدوى طوقان ؟!" .
    ويجيبها أخي :"لع .. لع بدنا انحطها أمير الشعراء بدل أحمد شوقي"
    وكعادتي أجر أذيال الحزن المدقع وأدخل شرنقتي وأغلق على نفسي الباب ..فأسرد حكايا أيامي لدفتر مذكراتي المهترىء فقد كان ملاذ نفسي الوحيد وملجئي من حلكة الضياع !

    نقاط متطايرة هنا وهناك وكأنها عبارات لا تنتهي.. كلمات تخنقها العبرة وسط زحمة المشاعر المتدفقة على ورقة بيضاء أبطال من ورق...وأحلام من رصاص تملأ تلك الصفحات بالحياة الكامنة وراء روح الكلمات...
    وعندما أفرغ شحنات نفسي المكهربة أستسلم لمارد النعاس وأدخل عالم الأحلام الوردية ...
    وفي ذات صباح استيقظت على صوت يرعد الفضاء ويشق صمت السكون "اغيثوا أخوانكم في الضفة وغزة ..اغيثوهم يا مسلمين" تحركت مشاعر الأخوة القابعه في قلبي ... وهويتي المبهمة بدأت تضح أمام عيني !
    "فداك فلسطين "صرخت بأعلى صوتي.. لم أستطع إخماد ذاك الحماس الثوري المشتعل بفؤادي ...وذاك البركان المنفجر من روحي علّقت صوري انتمائي على جدران الغرفة البيضاء ..وذهبت إلى المدرسة وقد غنمت بالعدد الوفير من الأشعار الحماسية الخارجة من صميم القلب

    .........

    اعترتني تلك النظره المبهمه حينما دخلت غرفتي ...فقد رايتها تجردت من صوري المعلقه .... تجردت من ذاك البركان المنفجر ركضت مهرولة نحو المطبخ :
    -"يما..يما مين الي شال الصور من على الحيطان؟!"
    اجابت بغضب لم اجد له معنى في البدايه :
    -"انا الي قمتهن شو انت مش لاقيتيلك شغله ... انت بدك تحبسينا"
    -"بس..بس.."
    -"مبسش اشي!!"
    غصت داخل اعماق صمتي المعتاد ..عدت نحو غرفتي مع كل الوان الخيبة والاسى التي ملأت مهجتي حتى مبادئي اصبحت محرمه...كبت اشعاري وشعاراتي داخل روحي المضطربه ... ونفسي المشتعله ...
    بدات رحلتي الصامته مع الوطن...فقد خططت اسمه بحبر سري على ذاكرة ايامي ..وواعدته سرا داخل قصور احلامي ...على مقاعد الهذيان جلست اجترع كؤوس حبّه ...هو الاول الذي لن يكون له ثانٍ هو دقة قلب محموم بحبه...هو همسه نفس شغوفه للقيا ترابه...هو عرق يوم وعبق زيتون هكذا كانت علاقتي بالوطن ...علاقة محرّمه بين ناقوس زمانٍ احياه سترتها بخرق الصمت الباليه ...
    كتبت كلمات شعاراتي على قصاصات خبأتها في اقصى الدرج المنزوي واحكمت الاقفال عليها
    ومع كل فجر جديد القاه كانت نفسي تزداد تعلقا بهذا الوطن ...بحجارته المفتته المتبعثره في ارجائه .. بلبناته المعتقه التي عددتها لبنه لبنه ...بتشعباته وتعرجاته ... بقلاعه الشامخه ببقايا بيوته المهدمه ... وبمخيماته المتناثره...

    ***************************************




    "هل تعتقد بوجود يوتوبيا؟!"
    سالته من جوف حيرتي وهو يطفئ عقب سجارته التي كان ينفث دخانها قبل قليل في منفضة السجائر الموضوعه على المنضده.. نظر الي بتعجب واجابني بعد هنينهات طويله :
    "دائما تفاجئني تساؤلاتك ولا تخطر لي على بال "
    تجاهلت تعليقه واردفت :
    " ولكن .. احقا لها وجود ؟! "
    اجاب:
    " لا اظن ذلك .. فان هذه المدينه الفاضله من اختلاق مخيلة افلاطون .. ولكن لم هذا السؤال المفاجئ؟!"
    قلت بتردد :
    " اظن انها لو كانت حقيقه لكنت انضممت الى سكانها منذ زمن بعيد بلا تردد .."

    وغصت مرة اخرى داخل اعماق حيرتي .. وعندما افقت من نفسي رايته يرقبني بنظراته الثاقبه فاعتلت الحمرة خداي .. اشاح نظره نحو زجاج النافذه وقد كان رذاذ المطر يتساقط في الخارج .. وغارت عينا ه فيما وراء الافق ..
    كسرت حاجز السكون :
    " لقد انهيت قراءة روايتك .. اخيرا "_
    _" احقا ؟" اجاب واردف .. " وما رايك بها ؟!"
    اجبته بعد اطراق طويل :
    " اظن ان الغموض اكتنفها حتى عندما اتضحت معالم البطله .. وكانك تريد اخفاء بعض الاعترافات وراء الكلمات المترادفه المتراصه !"
    علامة تعجب علت جبهته العريضه .. اجابني ضاحكا بصياغة الاستغراب :
    " ولما ظننت ذلك ؟!!"
    -" لا ادري .. ربما لانك اكثرت من التعبير " ارتدت وشاح صمتها الطويل !" "
    نعم ..! فان هذا التعبير هو احد ابطال الورق لديه ..
    اجابني ساخرا .. ضاحكا .. مدهوشا ..
    " اظن انك خاطئه يا عزيزتي "
    لكني علمت في اعماقي ان هذه البطله الخفيه .. ان هذه التي لا تخرج الا في ليالي الاشتياق على حواف ارصفة المشاعر .. تتشح وشاح الصمت .. هي حتما حقيقه واقعه لكنه لا يريد الاعتراف من تكون .. ولا ان يخبرني قصتها
    غيّر الموضوع سريعا .. فهو خبير بذلك :
    " قولي لي انت .. اين اصبحت في روايتك المزعومه ؟! "
    اجبت :
    " روايتي المزعومه !! .. ارى انني لا اعجبك ؟! "
    اجابني متوترا :

    " لا .. لم اقصد ذلك .. كنت امزح معك والان قولي لي يا " شاعرة العرب " اين اصبحت في روايتك ؟!"
    ضحكنا عاليا وسط المقهى المزدحم .. ويال الاحراج حين نظر بعضهم نحونا ..
    تنحنت ورفعت عيناي نحو السقف خجلا ..اجبته بعد حملقتي الطويله في السكون :
    " لا ادري .. اظن اني اهيم على غير هدى في هذه الروايه .."
    " لماذا ؟!" تسائل
    -" لانها .. لانني . . لا ادري .. ربما لم اجد طريقي للحبكه بعد"
    _" لكنني واثق بانك ستهتدين لذلك الطريق عمّا قريب "
    _" ان شاء الله "
    _" ان شاء الله "

    ***************
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 24-09-2009, 20:18. سبب آخر: خطأ فى العنوان
    كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران
  • جلال فكرى
    أديب وكاتب
    • 11-08-2008
    • 933

    #2
    الاقفال عليها
    [gdwl]ومع كل فجر جديد القاه كانت نفسي تزداد تعلقا بهذا الوطن ...بحجارته المفتته المتبعثره في ارجائه .. بلبناته المعتقه التي عددتها لبنه لبنه ...بتشعباته وتعرجاته ... بقلاعه الشامخه ببقايا بيوته المهدمه ... وبمخيماته المتناثره...[/gdwl]
    المولود العملاق وطن عثمان ابن الغالية فلسطين:
    ما أجمل ما سطرت يمناك.. أنت معجون بحب هذا الوطن الغالى
    وأنا أعشق فلسطين والأمل باق والعزيمة حديدية قريبا لن تكون هناك مخيمات ولاحنايا ستبنى بلادنا على أحدث طراز وستكون قرة أعين للناظرين
    دمت مبدعا ألقا
    بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

    sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3

      الواعده
      وطن عثمان

      قرأت لك وكنت أكثر من جيده
      خطوطك واضحه
      إذا قرأت كثيرا سيكون لك مكانا بين كبار الأدباء والكتاب.. أنا واثقة تماما بأنك ستكونين ذات بصمة خاصه... فقط أقرءي الكثير من الكتب لأدباء تركوا بصمتهم .
      خيالك خصب وطريقك صحيح فقط ارفدي نفسك بالقراءة الكثيره وسترين انك وصلت.
      أتمنى من كل قلبي لك النجاح
      رائع حبك للوطن
      أحييك
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • وطن عثمان
        أديب وكاتب
        • 23-11-2008
        • 495

        #4
        اخي الفاضل .. والاستاذ القدير
        جلال فكري اسعدني مرورك في هذا المصفح البسيط
        واود تعلم الكثير من خبراتك .. مرة اخرى شكرا لك
        ولكن لدي ملاحظه بسيطه انا فتاه يا اخي الكريم ولست برجل

        كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

        تعليق

        • وطن عثمان
          أديب وكاتب
          • 23-11-2008
          • 495

          #5
          اخيتي الفاضله

          عائده محمود نادر ..
          من خطو حرفك نتعلم ..
          اشكر لك هذا المرور الكريم ..واشكر نصائحك ففعلا انا اقرأ الكثير ن الروايات وشتى الكتب المهمه

          دمتي بكل ود
          كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

          تعليق

          • وائل عبد السلام محمد
            عضو أساسي
            • 25-02-2008
            • 688

            #6
            الأخت / وطن
            تحية خاصة لهذه البداية القوية ،، بيد أنى أرى أن وصف الحدث من خلال الجملة التلغرافية القصيره يمكن أن يُثرى تدرج الفكره .
            تحياتى
            وائل عبد السلام محمد

            تعليق

            • وطن عثمان
              أديب وكاتب
              • 23-11-2008
              • 495

              #7
              الاخ والاستاذ الكريم

              وائل عبد السلام محمد

              اشكر لك وفودك في متصفحي البسيط .. وارجو منك متابعة الحلقات القادمه
              فمنك نتعلم الكثير
              كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

              تعليق

              • منى كمال
                أديب وكاتب
                • 22-06-2007
                • 1829

                #8
                أهلا بك وطن بيننا أرى أن لك بداية قوية وسوف تكون لك مكانة كبيرة ان شاء الله لو أخذت برأى من سبقوني بالرد ،الأستاذ جلال و الاستاذة عائدة والاستاذ وائل فأنا معهم في آرائهم ...

                أتمنى لك كل توفيق وسداد

                منى كمال

                مدونتى

                تعليق

                • وطن عثمان
                  أديب وكاتب
                  • 23-11-2008
                  • 495

                  #9
                  اخيتي منى كمال ..

                  اشكر لك مرورك الكريم في متصفحي البسيط ..

                  واسال الله ان يوفقنا واياكي لما يحب ويرضى

                  كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

                  تعليق

                  • وطن عثمان
                    أديب وكاتب
                    • 23-11-2008
                    • 495

                    #10
                    _ الحلقة الثانية _


                    لقد جاء اليوم الذي ارتدت فيه المدرسه الثانويه .. اصبحت في الصف العاشر .. يال هذه الايام الراكضه بلا توقف ..ويال هذه العقارب تتكتك بلا هدوء ولا سكينه !
                    كتبت احلامي على قصاصة ورق قد دسستها بجانب اخواتها بالدرج المنزوي ..
                    جلست على مكتبي بين صفحات كتبي المبعثره .. لكن انى لي ان استذكر دروسي او حتى ان افكر بذلك والتوتر متصاعد من البيت ..الشرار يتقادح والدخان يتصاعد ويطير بعيدا .. وتتطاير معه احلامي ..
                    صاعقة الحقيقه هزتني .. لتسكبني في واقه المّ بي اغلقت كتبي ورميتها جانبا .. تهاوت نفسي المكفهره معها على رصيف الحقيقه العاري تماما ..
                    جلست على السرير المجاور للمكتب .. وحدقت في كفني الواسع ..
                    " يا الهي .. ماذا افعل لا استطيع المذاكره ولا حتى التركيز مع ان هذه هي اهم مرحلة في حياتي .. رب اشرح لي صدري ويسر لي امري"
                    احتدم الصراخ اعلى بكثير هذه المره.. ابي حانقا يوجه اتهاماته لامي :
                    " اولادك بدهم يجننوني مش عارفين يشتغلو صح "
                    احتدم الخطب كثيرا ان عمل ابي يسبب لي الصداع فهو يتدخل في جميع اجزاء حياتنا وبكل ذرات نفس نذرفه ..
                    تاوهت كثيرا ولكن لم يستطع احد ان يسمع اهاتي .. بكيت ولم اجد من يكفكف دموعي وحرقتي .. ولا اجد ركنا دافئا استمد منه قوتي ..ليس لي سوى قلم رصاص وورقه .. بدات اخط على جبينها خطوطا عشوائيه وفجاه بعد اكتمال الخطوط المبهمه انبعثت بهذه الورقه حياة غير عاديه فقد اكتملت معالمها .. واصبحت وطني المصغر .. وطني انا وحدي لا ادري لما اصابني الشعور بالانانيه في ذاك الوقت .. فانا لا اود ان يشاركني احد به هو لي .. لي انا وحدي وطن يحويني بنبضات قلبي .. وبانفاس روحي .. التجات لهذا الوطن المقيد باغلال الاستعمار .. التجات اليه ولكني وجدته يلتجا هو الى نفسي ليعيش فيها ليعشش في عروقي .. حب هذا الوطن اصبح احد جزيئات دمي لا ينفصل عنها بتاتا .. هو عاش بداخلي وانا مشردة على حدوده .. ولكن اين هذا الوطن الذي اعيش انا بداخله ؟!!

                    تدهورت احوالي الدراسيه .. لم اعد تلك الطالبه المجتهده المتفوقه دائما ..
                    فلم اعد قادرة على العيش في الازدواجيه الا يكفيني ما مرّ بي من سنين الانفصام ؟!!

                    **************

                    جلست ارتقب وفوده في مجلسنا المعتاد في ذاك المقهى بجانب الواجهه الزجاجيه المطله على الشارع الرئيسي وقد كان يوما خريفيا مكفهرا .. ولولت فيه الرياح مزمجرة بحنق .. وقد حملت على راحتيها صغار الاشجار المصفّره .. الى المجهول .. نحو الامكان .. اضطربت الدنيا حزنا .. فاتشحت لونا رماديا .. وذرفت الغيوم دموعها ..على مشهد الوداع الاخير !
                    تسللت من مقلتي دمعة عل هذه الفاجعه ... وقد عكست تلك الاوراق الجافه مظهري المتخبط تماما الذي كنت احدثكم عنه في دفتر مذكراتي الرث القديم .. وقد زارني طيف من الماضي ..
                    رشفت رشفة من فنجان القهوه الذي امامي .. واذ به يباغتني :
                    _" السلام عليكم .. "
                    _ " وعليكم الس...."
                    _ " اسف على التاخير .. اعلم انك انتظرتني طويلا لكن هكذا اجواء تعيق حركة السير "
                    اجبته بابتسامة ماكره :
                    _" اتركني ارد السلام اولا "
                    _" اردت الاعتذار .. قبل ان تباغتيني باعتراضاتك ووو .. ولكنك عرفت كيف تجدين منفذا تتلومين منه .. يا لك من ماكره!!"
                    ضحكنا قليلا ..وكان قد خلع معطفه الاسود الطويل الواقي من المطر وجلس على الكرسي مقابلا لي ..بدأنا بتأمل الاجواء بالخارج بصمتنا المعتاد وهو ينفث بدخان سيجارته على الزجاج ... لطالما اعتدت مراقبة قسمات وجهه والتعابير التي يحدثها وهو غارق بافكاره .. ولطالما اعتدت رائحة سجائره الممزوجه برائحة عطره الباهته..
                    "باسم.." ناديته وكأنني اوقظه من وسط سبات الصمت العميق اجابني وهو محدق بعيناي :
                    "نعم.."
                    "هل تظن اننا يوما من الايام نستطيع اختراق المجهول والعبور الى المستقبل ؟!"
                    تجاهل سؤالي :
                    -"اتدرين ..؟! "
                    -"ماذا؟"
                    -"اتدرين انني كلما نظرت الى عينيك اجدك فتاة صغيره لا زالت تتأرجح على ارجوحتها بحديقة تفاح واسعه!"
                    اشاح بنظره من على عيناي وكانه تراجع فيما قال ..لكنني ضحكت كالبلهاء وقلت:
                    -" من؟!..انا..لا اظن ذلك.."
                    -"ولما لا؟"
                    -"لا ادري ربما لانني لم اذق طعم الطفولة كاملة "
                    -"لكن هذا سبب يجعلني مقتنع اكثر بذلك ..هذه حقيقه"
                    -"حقيقه..لا..لا..ارجوك ...انا طفله؟! لا اظن ذلك!"
                    وضحكت ساخرة ..اجابني بضحكة هو الاخر لكنها ضحكة المتشبث برايه حتى اخر رمق!!
                    بادرته:"قل لي..من هي هذه الفتاه المتلثمه في راوايتك"
                    اضطرب وعدل من موضع جلوسه وقال:
                    -"انها ..انها لا احد"
                    -"كيف هي لا احد؟..اولا هي شخصية في روايتك وثانيا هذا وما اريد اكتشافه"
                    اجابني ساخرا:"اولا ..انها فتاة ورقيه..خططتها بقلم رصاص يمكنني ان امسحه ..وثانيا...لا وجود لها "
                    قلت له ببرود:" اعتقد انك لم تستطع ان تمحوها من دفاتر ذاكرتك .. لذلك شغرت هذا الحيز الواسع في الروايه "
                    قال وقد رفع حاجبا وخفض اخر :"دفاتر ذاكرتي؟!..انك واهمه !! ان كل ابطال الورق ليس لهم وجود فلم يكون لهذه الفتاه وجود؟!"
                    اجبته برزانه:"لان كل ابطال الورق لديك لهم وجود "
                    اضاف ضاحكا :"اوليس لي الحق في التغيير من مجرى كتاباتي ؟!"
                    صمت..لم اجب ..امعنت النظر في الورقة البيضاء التي امامي على الطاولة المستديره وتهت في دهاليز الذكريات...

                    ****************


                    جمعت من طاقتي وقوتي ما استطعت لكي استمر في مسيرة التعليم رغما عن الضغوطات والاجواء المشحونه في المنزل وفعلا بدأت اقدم امتحاناتي الوزاريه في الصف الحادي عشر لعلي في ذلك اهرب من براثين الحياه التي مزقتني واتشبث بخيوط الامل ...
                    وفي اوائل سنتي تلك وجدت ركنا صغيره دافئا الجأ اليه في شتاء ايامي البارده ...انها البسمة التي اشرقت على حياتي فملئتها بغطة وسرور .. من بين زيف الصداقه وجدتها صديقة تحمل بين اضلعها قلبا يتسع لقلوب البشر جميعا وتتبقى هناك زاوية فارغه تتسع للمزيد ..
                    علا...كانت الصديقه الوحيده التي تتحلى بمبادء الصادقه الحقيقيه ولا ادري كيف انجرفت سريعا معها بتيار الاخوه والحب في الله..تخالفت بعض افكارنا لكننا وجدنا الكثير من نقاط الالتقاء التي رسمنا بواسطتها صورة تحوينا نحن الاثنتين ..ونحن فقط!..
                    ولاول مرة في حياتي اشارك صورة وطني المصغر مع احد
                    علا..شاركتني حب الوطن والهيام بذرات ترابه .. هكذا بدات بالخروج من قوقعة صمتي وبدا ذاك البركان الموارى في اعماق روحي ينفجر ويسيل رويدا .. رويدا..
                    _"اتعلمين امرا؟" سالتها
                    اجابتني " ماذا؟"
                    _"لاول مرة في حياتي اعيش هكذا صداقه تتحدى حدود الاتكيت المصطنع .. ولاول مرة اتصرف على سجيتي هكذا !"
                    _" اوتدرين ان هذا مطابق لشعوري انا ايضا .. فانت صديقتي الحقيقيه التي وجدتها بعد خيبات امل كبيرة وعديده !"
                    ضحكنا سويا ثم جلسنا نفرغ جرعات الضحك .. قالت علا :
                    _" في حيّه بدها تنتحر .. ليش ؟!"
                    _"ليش؟"
                    _صرلها سبع سنين بتحب فبربيش مي !"

                    قهقهنا عاليا نتحدى اعاصير الحياه هكذا كنا دائما .. او بالاحرى هكذا كنت انا دائما شبه انسان يضحك ! .. مع كل الحطام المتناثر في حياتي تبقى ذرات امل عالقه في جوف الارتقاب .. فعندما كنت اجتمع بعلا كنت انسى همومي واحلق عاليا واياها في فضاء الاحلام .. فنرسم على لوحة الافق احلامنا بريشة امل نسجتها صداقتنا .. ونحيك من الامنا رداء لفجر جديد!...
                    كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

                    تعليق

                    • وطن عثمان
                      أديب وكاتب
                      • 23-11-2008
                      • 495

                      #11
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      ها أنا اضع الحلقه الثانيه من اشلاء ذاكره بين ايديكم ارجو منكم التعليق والنقد .. لاني احتاج لمثل هذه التعليق والنقد في مثل هذه المرحله ..

                      شكرا جزيلا
                      وطن عثمان
                      كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

                      تعليق

                      • وطن عثمان
                        أديب وكاتب
                        • 23-11-2008
                        • 495

                        #12
                        رد: ((اشلاء ذاكره )) وطن عثمان

                        الحلقه الثالثه


                        " امنيه .. "
                        ايقظني صوته المرتقب .. اجبته بعد ان نفضت صور الذاكره من راسي ..
                        " اسفه .. استغرقت في تفكيري"_
                        " لا عليك.. لكنني لاحظت في الاونه الاخيره سرحانك الطويل ..هل هناك شيء؟"_
                        _" لا .. لا يوجد شيء فقط بعض التاملات "
                        _" اه فهمت .. او بعض التجاهل!!"
                        _" سامحك الله ..اتجاهلك؟!!"
                        _"لا ادري ..ربما ضاقت نفسك بي "
                        لكم اردت ان اصرخ وابوح له .. اتدري انك ملجاي الوحيد ؟!! اتدري انك منفذ ضيقي ومتنفسي ؟!!
                        _" انت تظن ذلك !" اجبته
                        ضحك ضحكته الثانيه الخارجه من القلب ..فانه يمتلك عدة ضحكات حفظتها عن ظهر قلب ..
                        اطرق قليلا ثم قال :
                        " امنيه .. هلا تاخذيني معك ؟"
                        اجبته بتعجب :
                        "الى اين ؟!! "
                        قال لي بلا تردد : " الى يوتوبيا .. فاذا وجدتها خذيني معك "
                        ضحكت ضحكة قصيره وقلت له : " لا تقلق فان افلاطون لم يترك خريطة للدخولإليها .."
                        بعد هنيهات صمت دامت كأنها الدهر .. سألته :
                        _ " ولماذا تريد الذهاب إلى يوتوبيا؟"
                        تنهد بعمق ثم أجاب :
                        _" لا ادري ..ربما أريد الهرب من متن ألذاكره !"
                        لطالما أردت أن اعرف حدود ذاكرته ..لطالما أردت أن أتصفحها فهل انتهز هذه الفرصة المؤاتيه وأساله ؟!!
                        لا ادري لم خرج مني تعليق كهذا :" كلنا نريد الهرب من حدود ذاكرتنا !"
                        أجاب وقد امتزجت عيناه بلون الأسى :
                        " أحقا ؟ أحقا كلنا نريد الهرب من حدود الذاكرة .. وذاك الماضي التي خطته الأيام الغابرة.. أكلنا نود تمزيق تلك الصورة العالقة هناك بزاوية الأيام المظلمه .. لقد فاحت رائحة النتانة من هكذا ذاكره حتى متى ستبقى بلا تنظيف ..حتى متى ؟!!"
                        فاجئني جوابه هذا الذي لم أتوقع له قدوم .. ولم يكن بمقدوري سوى أن أعوم داخل أجواء انبهاري الداخلي ..
                        تنهيدة طويله خرجت من صدره وقال :
                        _ " أنا آسف على انفعالي هذا !"
                        أجبته : " لا عليك .. كلنا بحاجه إلى إخراج بنات صدورنا في بعض الأحيان"
                        قال لي وسط تعلقه بمرساة الأمل :
                        " أنا لا ابغض الحياة .. بل ابغض بشرا دنسوا الحياة بشوائبهم حتى أصبحت بقعة سوداء في الكون!"
                        تعانقت أعيننا من جديد لهنيهات قليله ..ويال أكداس الأسرار المخفاه وراء نظرات العيون !
                        يال غرابة البشر .. كل منا له ذاكره مختلفه وكل له عالم آخر .. وكلنا نمتد من وقع الماضي لنعيش بالحاضر .. ونبني المستقبل من فوق عتبات ضباب الأيام .. نسير بلا هدى نتخبط بهذه الدنيا !
                        ************
                        كان يوما صيفيا حارا حينما قررنا أنا وعلا الذهاب لبركة ألسباحه .. وقد كان اليوم المخصص للفتيات ..
                        مذ زقزقة العصافير أفقت لأنهي واجباتي من تنظيف المنزل وترتيبه ومن ثم حضرت حقيبتي وقد دسست فيها ملابس ألسباحه ومنشفه وبعض المأكولات الخفيفه ..
                        وفي تمام الساعة العاشرة وصلت علا هي ووالدها الذي سيقلنا بسيارته .. لكم فرحنا لخروجنا ذاك اليوم وقد كان الحماس يظهر على محيانا فقد كانت هذه احد الطرق للترويح عن النفس في تلك العطلة ألصيفيه الطويلة ..
                        بعد انتظار طويل في الصف أمام باب المتنزه دفعنا رسوم الدخول .. ووقع اختيارنا للجلوس على المقعد الخشبي المقابل لبركة السباحة بجانب شجرة الصفصاف العالية ..
                        ذهبنا لتبديل ملابسنا وجلسنا نتحادث قليلا قبل النزول للبركه .. قلت لعلا :
                        _ " اوليس هذا يوما جميلا للسباحة ؟! "
                        _ " نعم! بالفعل هو يوم من أيام الصيف الرائعة "
                        _ " لكن .. لكن .."
                        _ " لكن ماذا ؟! ماذا هناك ؟! "
                        _ " لكنني لا أجيد السباحه في المياه العميقه "
                        ضحكت بسخريه :
                        _ " معقول .. امنيه صاحبة القدرات الخياليه لا تجيد السباحه "
                        عبست قليلا :
                        _ " لقد وجدتي شيئا تعايرنني به .. آه منك !"
                        _ " لا ..لا والله لا اقصد ذلك .. عندي فكره ! "
                        _ " ما هي؟!"
                        _" ما رايك ان اعلمك انا السباحه ؟!"
                        _ " انت ؟" اجبت بعجب
                        _ " نعم انا ام لا املأ لك عين ؟"
                        _ " لا ..لا اقصد ..ممم انا موافقه "
                        _" حسنا هيا بنا !"
                        لا ادري لما كنت اعاني تلك الرهبه من المياه العميقه .. فبمجرد ان اسمع ان هذه مياه عميقه لا اقترب اليها بتاتا فدائما ما كنت اسبح مع الاطفال .. اداعبهم والعب معهم .. نتراشق بالماء ونلهو .. فلطالما كان من السهل التفاهم معهم !
                        بدأ درس السباحه ..
                        حيث اخذت علا بيدي نحو المياه العميقه بعد جهد جهيد .. قالت : " والله انه لشيء بسيط جدا .. فقط حركي ارجلكي ويديكي وحاولي ان تطيشي فوق الماء "
                        اجبت بسخريه : " بسيط .. بسيط جدا!"
                        وبمحاولتي الأولى استطعت ان اصل نصف المسافه لكني توقفت بالوسط نصف غارقه لا ادري أاتقدم ام اعود ادراجي .. تقدمت علا نحوي واعادتني الى خط البدايه!
                        " تشجعي انت تستطيعين " وبكلماتها التشجيعيه التي ملأتني ثقه استطعت اخيرا السباحه قفزت فرحا " انا استطيع السباحه .. انا استطيع السباحه !"
                        بعد يوم مرهق طويل .. حان موعد الإياب ..جمعنا امتعتنا وخرجنا نحو موقف السيارات وهناك وجدنا والد علا المنتظر .. اعادوني للبيت وكما كنت اتوقع كان المنزل يتقادح.. يغلي ويتبخر .. بعد عراك طويل جلست على الاريكة الطويله وسط بهو المنزل اتفرج على التلفاز وبالتحديد على قناة الجزيره الاخباريه ...
                        واذ بي اراه .. بعينيه المنتفضتا املا .. بسحنته الفلسطينيه .. اراه وقد ارتعش قلبي حينما نظرت لصورته المعلقه بالتلفاز .. يرفع راسه في سماء العز اكبارا .. ارجله تنهب الارض نهبا .. يحتضن الموت بكفيه الصغيرتين .. وببنيته النحيله رفع حجرا عله يزيح به حلكة ايامه فيكون جسرا للعبور الى اودية الحريه .. وجسدا مغروسا على الحدود ..
                        كانت صفعة ذاك الحجر الهاوي على راس جندي دسيس قويه .. فادمته واعمت فؤاده ..
                        انتفض قلبي .. وزأرت روحي حين احتضن ذاك الجسد الصغير رصاصات المدفع .. خارت قواي وانهرت ارضا ابكي دموعا عمياء وارفس الارض الما ..
                        " يا الله .. انه طفل امام دبابه "
                        اين العدل ؟ اين العداله ؟ اين القضاه ؟ اين الحكام ؟ اين زعماء الامه ؟ اين الشرفاء ؟!!
                        " أوقتل الاطفال يحتاج الى عقد اجتماع مغلق يبّت فيه .. اهذا ايضا يحتاج للتصويت والاغلبيه تقرر؟! " صرخت كلماتي تجلجل الفضاء ..
                        عانقت دمه بنبضات قلبي .. واحتضنت انفاسه المتهاويه بروحي ..
                        ارجوك لا تمت وتدعني هنا في هذا العالم القاسي .. واذا كان لا بد من الرحيل خذني معك .. الى جدث اريح به ضميري الحي !
                        اندثرت احزاني في ظلمة الليل .. وازدادت اهاتي آه ..لم تجف مقلتي بتاتا .. وقد ثوت الانسانية صريعة على مقاصل هذا الزمان !
                        كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

                        تعليق

                        • هادي زاهر
                          أديب وكاتب
                          • 30-08-2008
                          • 824

                          #13
                          رد: ((اشلاء ذاكره )) وطن عثمان

                          اختي الكاتبة وطن عثمان
                          استمتعت وتألمت؟!!
                          محبتي
                          هادي زاهر
                          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            رد: ((أشلاء ذاكرة )) وطن عثمان

                            وفي ذات صباح استيقظت على صوت يرعد الفضاء ويشق صمت السكون "اغيثوا أخوانكم في الضفة وغزة ..اغيثوهم يا مسلمين" تحركت مشاعر الأخوة القابعه في قلبي ... وهويتي المبهمة بدأت تضح أمام عيني !
                            "فداك فلسطين "صرخت بأعلى صوتي.. لم أستطع إخماد ذاك الحماس الثوري المشتعل بفؤادي ...وذاك البركان المنفجر من روحي علّقت صوري انتمائي على جدران الغرفة البيضاء ..وذهبت إلى المدرسة وقد غنمت بالعدد الوفير من الأشعار الحماسية الخارجة من صميم القلب !!

                            إلى هنا راجعت وطن
                            لم أستطع بالفعل مواصلة المراجعة ، و التصحيح !!

                            قرأت .. و أرى أنها تجربة مناسبة ، لسنك تماما ، و لا غضاضة فى أن نكتب بين الحين و الآخر شيئا .. لنرى إليما وصلنا فى اللغة ، و فى التفكير ، و فى كيفية التعامل مع معطيات الواقع ، و نسج الخيال .. ونقيس بما نقرأ أو نعرض ما نكتب على الخاصة !!

                            بالطبع تألمت ، من حالة الجهل ، التى تقف حجر عثرة أمام الموهبة ، أينما وجدت فى بلاد العرب ، و الله إلا قلة من الأهل المتفهمين الذين خطوا خطوات فى التحضر و الرقى .. فكم موهبة ماتت لأنها لم تجد من يفتح لها ذراعيه ، وكم من موهبة نضجت ، و أثمرت ، و أتت أكلها كما هو الحال مع الأعلام ، و إن الأمر يستلزم أن نتمسك بالقوة ، و الإصرار ، فى مواجهة الضعف و اللا إنسانى البشع !!

                            الجزء التالى من عملك جاء منفصلا ، و كنت أتمنى لو بدأت به عملك
                            فهو قوى و ناضج عما سبق ، و أقدر على البناء الفنى .. نعم خاصة الحوار مع الآخر ، ومن الممكن اجتزاؤه ، و عرضه كقصة قصيرة ، و لكن يعد المراجعة ، فالأخطاء كثيرة ، و إن كانت اللغة حميمة ، و لها مذاق ، و طعمة !!

                            سوف أتركها هنا بالمنتدى ياوطن ، و لن أحولها إلى منتدى المحاولات القصصية ، على أمل أن أجد تطورا بين هذه و القادم منك !!

                            خالص امتنانى و تقديرى
                            sigpic

                            تعليق

                            • وطن عثمان
                              أديب وكاتب
                              • 23-11-2008
                              • 495

                              #15
                              كم أضحك حين أعود لاقرأ ما كتبت قبل خمس سنوآت أو اكثر
                              آآآه كم كبرنا

                              كونوا بخير اساتذتي

                              د.وطن عثمان
                              كفراشة مكسورة الجناح .. لا تعرف التحليق ولا الطيران

                              تعليق

                              يعمل...
                              X