غباء حمار! (قصة للأطفال الكبار)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    غباء حمار! (قصة للأطفال الكبار)

    غباء حمار (؟!)



    يُحكى فيما مضى من سالف العصر و الزمان و غابر الدهر و الأوان أن حمارا ضاق بهيئته ذرعا فأراد أن يغيرها إلى أخرى تكون أليق بحماريته و لِمَ لا يكون حصانا مثلا؟ لكنه احتار في كيفية تحقيق حلمه ذلك ففكّر، رغم حماريته الغريزية، و قدّر و عبّر ثم نظر و بصر فلم ير إلا حمارا بجواره يرتع في المرج و يمرع فرحا مبتهجا، ماذا يفعل حمار حرٌّ طليق في البراري غير المرح و السرح؟ فقصده حمارُنا المهموم و قصّ عليه مشكلته و طلب منه النصح.
    احتار الثاني فلم يدر بماذا يجيب إذ راودته هو كذلك الفكرة نفسها لكنه كأخيه لم يعرف كيف يحققها، فهُما في الحمارية سواء و على بعضهما بلاء، و حتى لا يبدو الثاني أكثر جهلا من الأول قال له:
    - " اذهب إلى ذلك الحصان فيحكى أنه كان حمارا مثلك (لاحظ أيها القارئ النبيه استعمال ضمير المخاطب دون ضمير المتكلم) فتغير إلى ما تراه!
    فرح حمارنا الطموح بالنصيحة، فمن يدري قد يتحقق له حلمه على يد الحصان أو رجله، و ذهب يجري ملوحا بذيله طربا قاصدا ما يظن أنه حمارٌ مثله، و الذي كان يقضم العشب الندي بوقار، طالبا منه النصح ليصير مثله (لاحظ أخي القارئ الفرق البين بين مثله الأولى و مثله الثانية) فمن فرط حماريته لم يعرف كيف يصوغ سؤاله فقال و بلا تحية و لا مقدمة:
    - " أريد منك النصح يا أخي، قيل لي أنك كنت حمارا مثل صاحبي فكيف أصير حصانا مثلك؟
    تعجب الحصان من جرأة الحمار و وقاحته و رأى في سؤاله سبا له لأنه لا سبة أقذع للحصان من وصفه بالحمار و لا أوجع شتيمة للحمار من وصفه بأنه ليس حصانا
    (*).
    لم يتردد الحصان الغاضب و عالج الحمار الغبي برفسة قوية صائبة :"طب !" أردته قتيلا فلا هو صار حصانا و لا هو حافظ على حماريته!
    ------
    (*) هذه المقولة منقولة من خواطر الدكتور أحمد عروة، رحمه الله تعالى، من كتابه "مثل نوّار الصّبّار"، والتي كتبها باللغة الأعجمية، الفرنسية، وترجمتُ بعضها إلى العربية؛ ينظر الرابط:
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 22-10-2009, 13:13.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    سهام سلوكيه قويمه عبر قصه للاطفال غاية العنايه
    تثبت بكل احترام
    التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 06-12-2008, 16:21.

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      [align=center]أختي الأستاذة ريمة الكريمة، تحياتي الخالصة : سعدت بقراءتك المتميزة و بتقديرك لقصتي للأطفال الكبار، فما الصغار بأحوج للتوجيه من الكبار: نحن.[/align]
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • جلال فكرى
        أديب وكاتب
        • 11-08-2008
        • 933

        #4
        أستاذنا حسين ليشورى :
        جميل ما كتبت يداك الرمز رائع وهى لتعليم الكبار أكثر من الصغار تستحق ألف تثبيت سلمت يداك ويدا أم فراس
        التعديل الأخير تم بواسطة جلال فكرى; الساعة 23-12-2008, 20:09.
        بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

        sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          شكر و تقدير.

          شكرا لك أخي الحبيب جلال.
          ظننتك نسيتني و اشتغلت بعنكبوتك و ملكتك و كل أبطالك، فقلت في نفسي لعل الباشا قد سئم خربشاتي وراح يدور على مبدعين أكفأ مني و ها أنت تعاود الظهور فمرحبا بك و أنا سعيد بقراءتك لـ"قصصي" المتواضعة.
          دمت بخير و عافية و...باشاوية !

          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • رحاب فارس بريك
            عضو الملتقى
            • 29-08-2008
            • 5188

            #6
            هذه النوعية من القصص تشدني بشكل غريب
            أستاذ حسين ليشوري
            سئمنا من القصص المكرره التي تدخل مباشرة إلى طريق الخروج
            من أفكارنا ..
            وآن الأوان أن نحظى بالرمز الذي يكتنف قصص كقصصك
            وهذه الفكره راودتني منذ زمن فرأيت أن أكتبها هنا ..
            تحت رائعتك ...
            كان الحمار يشقى كل نهاره ويعود ليلا ليحدث
            زوجته عن مغامراته , في حمل الشعير .
            وجر العربات , وتوصيل صاحبه لكل مكان ..
            ويفتل شاربيه معتزا بنفسه ..
            هاتي العشاء يا لبؤتي زوجك ليث لا يضاهيه أحد ..
            وتطالبه لبؤته بالمزيد من الحكايا , فيروي لها بكل فخر واعتزاز
            عن قصص جاره الأسد فيقول ...
            ذلك الحمار الذي حدثتك عنه كان يتمختر على رؤوس أقدامه ظانا بأنه أسد ....وينظر إلي بكبرياء ويبعث صوت شهيق مضحك ..
            ألحماره_ ولكن لماذا يا هيثمي الغالي ....
            ألحمار _ ما أغباك يا لبؤتي هل صادفت بحياتك حمارا
            يعترف أو يعرف بأنه حمار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
            - كيف لا يعرف يا زوجي الحبيب بأنه حمار !!!!!!!!!
            ها أنت قد قلتيها بنفسك ( لأنه حمار وسيموت حمار )

            رحاب بريك
            ..................عندما أمسك قلمي ، لا أفكر ماذا سأكتب إنما ، أكتب ما أحس ..

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              شكر و تقدير.

              شكرا لك أختي "رحاب"، كدت أكتب "أخي رحاب" لولا بقية ذاكرة لم تقض عليها الشيخوخة بعد،
              لقد سررت بقراءتك و بإضافتك الممتعة حقا و التي جعلتني أخشى عن "مكانتي" بينكم بالقصص المخصصة للأطفال الكبار.
              دمت على التواصل المثري.
              شكري لك و تقديري.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • زهار محمد
                أديب وكاتب
                • 21-09-2008
                • 1539

                #8
                الأخ حسين
                الحفاظ على الأصل فضيلة
                ومن لم يعجبه شكله
                أو حما ريته
                فالموت له أرحم
                والكثير في عصرنا
                لهم غباء
                يفوق غباء الحمار
                [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
                حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
                عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
                فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
                تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  شكرا لك يا محمد على التفاعل المستمر و أذكر لك هنا قصة الغراب الذي أراد تقليد القطاة (نوع من الحمام البري)، و قد جاءت نظما و كنت أعرفها نثرا.
                  "إن الغــــــــــــــــراب و كان يمشي مشية فيما مضى من سالف الأجيال
                  حسد القطا و أرد يمشي مشيها فـأصابه ضرب من العُقـــــــــــــــــــــــــال
                  فأظل مشيته و أخطأ مشيهـــا فلــذلك كـــنوه أبــا مرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــال"
                  شكرا لك على التفاعل المثمر، دمت على التواصل، مودتي الدائمة.

                  التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 03-01-2009, 16:26.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • ريمه الخاني
                    مستشار أدبي
                    • 16-05-2007
                    • 4807

                    #10
                    مرور ثاني ونص جدير بالمرور مرات
                    تحيتي لك دوما وبانتظار جديدك

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
                      مرور ثان ونص جدير بالمرور مرات
                      تحيتي لك دوما وبانتظار جديدك
                      شكرا لك أختي ريمة الكريمة على هذا التفاعل المشجع.
                      أعاننا الله على ما فيه خير لغتنا الجميلة و الشريفة.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        و أما بنعمة ربك فحدث !

                        [frame="2 98"]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات !
                        دائما و من باب فأما بنعمة ربك فحدث يسرني أن أذكر للقراء الأعزاء
                        أن بعض المواقع تنقل مشكورة بعض كتاباتي دون علمي و لا إذني و أنا ممنون لها !

                        و قد نقلت هذه القصة و غيرها هنا و هناك !



                        و الحمد لله أولا و أخيرا.[/frame]
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          [align=center]
                          ظن الحمار، من غبائه، أنه قد يصير بالفعل حصانا !!!
                          و بعض البشر، من حمقه، يرفض أن يبقى إنسانا !!!
                          [/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 21-10-2009, 19:37.
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • غاده بنت تركي
                            أديب وكاتب
                            • 16-08-2009
                            • 5251

                            #14
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                            بتقديرك لقصتي للأطفال الكبار، فما الصغار بأحوج للتوجيه من الكبار: نحن.

                            و بعض البشر، من حمقه، يرفض أن يبقى إنسانا !!!
                            صدقت يا سيدي الكريم
                            حكمة رائعة هنا قرأتها وتمعنت بها

                            تذكرت المثل القائل : ( ولا أعلم لمَ )

                            إن أنت أكرمت الكريم ملكته
                            وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ،

                            شكراً لكَ
                            نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
                            الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
                            غادة وعن ستين غادة وغادة
                            ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
                            فيها العقل زينه وفيها ركاده
                            ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
                            مثل السَنا والهنا والسعادة
                            ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة غاده بنت تركي مشاهدة المشاركة
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              صدقت يا سيدي الكريم
                              حكمة رائعة هنا قرأتها وتمعنت بها

                              تذكرت المثل القائل : ( ولا أعلم لمَن )

                              إن أنت أكرمت الكريم ملكته
                              وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ،

                              شكراً لكَ
                              [align=center]
                              أهلا بك يا غادة و مساؤك طيب.
                              أشكرك على تعليقك الكريم.
                              المثل للمتنبي و هو من قصيدته :

                              [poem=font="simplified Arabic,6,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=2 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black""]
                              لكل امريء من دهره ما تعودا=وعادة سيف الدولة الطعن في العدى"
                              [/poem]
                              و بعد أبيات يقول :
                              [poem=font="simplified Arabic,6,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black""]
                              "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته=و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا"
                              [/poem]
                              أشكرك يا غادة إذ ذكرتني بالمتنبي و حكمته.
                              طابت ليلتك.
                              [/align]
                              التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 21-10-2009, 20:14.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X