كتبت مرة هذه المقولة أو الخاطرة العابرة:"ظن الحمار، من غبائه، أنه قد يصير بالفعل حصانا، و بعض البشر، من حمقه، يرفض أن يبقى إنسانا!" واليوم وبعد تجربة مرة أدركت أن بعض الكُتَّاب "العرب" لم يحمدوا الله تعالى على ما وهبهم من نعمة القراءة والكتابة فصاروا أحمرة القلم قد ركبهم بعدما بردعهم بالغرور أو هم حمير الأدب العربي ينثرون الشرور.
غباء حمار! (قصة للأطفال الكبار)
تقليص
X
-
sigpic(رسم نور الدين محساس)
(رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)
"القلم المعاند"
(قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
"رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"
(طُوَيْلِب علمٍ باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
ضيف ورأي وضيفنا: الأستاذ حسين ليشوري
لقاء الفرسان مع الصحفي حسين ليشوري
-
-
تذكير بما صار ويصير للحمير.
الحمد لله في البداية الخالق البارئ المصور، سبحانه، له في كل خلقه آية.
ثم أما بعد، هذه القصة الموسومة بـ "غباء حمار" هي أول نص شاركت به في هذا الصرح الأدبي الكبير يوم انتسابي إليه، ومن توفيق الله تعالى، أن فازت هذه القصة بالمرتبة الأولى في مسابقة أدبية هنا في الملتقى كما أنها كانت مثبتة فترة من الزمن، ثبتتها أختي الفاضلة الأستاذة الأديبة ريمة الخاني، كما أعجب بها أخي الأديب الكبير السكندري الأستاذ جلال فكري وغيرهما من الأدباء الأفاضل كما مَرَّ في التعليقات، وهذا ما شجعني على الاستمرار في نشر كتاباتي المتواضعة تباعا حتى صرت مدمنا على النشر والمرابطة هنا مع أنني كنت مشتركا في كثير من المنتديات الأدبية العربية لكنها لم تستهوني كما استهواني هذا المكان.
لست أدري لماذا يُتَّخذ الحمارُ نموذجا للغباوة والبلادة والبلاهة حتى صار رمزا أو "أيقونة" في كثير من الأعمال الأدبية الكبيرة من مثل رواية توفيق الحكيمحمار الحكيم، ورواية مع حمار الحكيم كذلك لأحمد رضا حوحو، وقد كتبتُ أنا شخصيا عنه بعضا من نصوصي الأدبية والتي حازت قسطا من إعجاب القراء بها ولله الحمد والمنة، مع أن للحمار ذكاء خاص به، هو الذكاء الحماري، وله ذاكرة ممتازة بحيث إن دُرِّب على دَرْب بيت صاحبه حفظه واستغنى عمن يقوده إليه فيعود وهو محمل بالأثقال فلا يحيد عن طريقه أبدا.
بيد أن هذا المسكين يضرب مثلا للبشر الذين يتشبهون بالحمير في غبائهم وأصواتهم ومن تشبه بأُمَّة عُدَّ منها، فقد ضرب الله تعالى في القرآن المجيد مثل الحمار لمن لا يستفيد من العلم الذي يحمله رواية وليس دراية كما قال تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الجمعة (5)؛ كما ضرب الله مثل الصوت المستنكر بصوت الحمير في قوله تعالى:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} لقمان (19).
أما الأدباء فإنهم يتخذون الحمار مطية لتمرير السخرية الناقدة لمجتمعاتهم أو لأفراد بعينهم فيوارون بهذا الحيوان المسكين البريء فكم من بريء استُغل وكم من مسكين استُحْمِر في الأدب وإن الأدب ليمنح فرصا لتمرير الرسائل بمختلف الوسائل وهذه إحداها.
sigpic(رسم نور الدين محساس)
(رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)
"القلم المعاند"
(قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
"رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"
(طُوَيْلِب علمٍ باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
ضيف ورأي وضيفنا: الأستاذ حسين ليشوري
لقاء الفرسان مع الصحفي حسين ليشوري
تعليق
-
-
اعترض بعض القراء في بعض المنتديات الليبية على الشبكة العنكبية الدولية (w.w.w)، وقد نقل مدير ذلك الموقع قصتي هذه كما نقل غيرها دون علمي، على قولي في القصة:"(...) فهُما في الحِمارية سواء و على بعضهما بلاء" أن كلمة "حمارية" ليست فصحى وكان يجب علي استعمال "الحميرة" فأجبته بـ "الحمارية مصدر صناعي مشتق من الحمار وهو صفة يصير بها الحمار حمارا، كما أن "الإنسانية" هي ما يصير به الإنسان إنسانا، أما "الحميرة" فلا أعرفها" اهـ بنصه وفصه.
sigpic(رسم نور الدين محساس)
(رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)
"القلم المعاند"
(قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
"رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"
(طُوَيْلِب علمٍ باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
ضيف ورأي وضيفنا: الأستاذ حسين ليشوري
لقاء الفرسان مع الصحفي حسين ليشوري
تعليق
-
-
أهلا بأستاذنا ليشوري
قرأت الحكاية، كانت طفولية في مبناها ومغزاها، ففيها قيم تزرعها في الناشئة "التحية نموذجا" بأسلوب مرح جذّاب، رغم أن فيها أيضا عمقا لفظيا ليس سهلا استيعابه كالحمارية مثلا.
لكون القرابة بين الحمار والحصان محتملة الإمكان فإني قرأت ذات يوم قصّة مفادها أن قطّة صفراء كانت تلعب مع قطط بيضاء، فأصابها نوع من الاغتراب الدّاخلي، وجدت إناء صبغة بيضاء فانغمست فيه فصارت بيضاء، عندما عادت إلى صديقاتها هربن منها وما نالت مرادها، لكن القدر فعل فعلته فأمطرت السماء غاسلة فرو القطّة و عادت القطط تلاعب صديقتها.
المغزى: الاعتزاز بالنفس و قبولها. أو بأسلوب التربويين، تقدير الذّات و تلمس الاختلاف ومعايشته كواقع ومنها نحو تقدير الآخر المختلف أيضا.
الأسلوب المتبع في قصّة القطط: اللعب كساحة تفاعل و كمكان خصب لإثبات الذات عند الأطفال، الصباغة و الألوان كمجال حركية الطفل و تعرفه على الوسط. البداية قلقة والنهاية فيها ألفة، كزرع للأمل بعد التجربة التي قد تبدو مريرة في تحقيق الذات وقبولها و الاعتراف للآخر المختلف بأهميته في جعلك تعي ذاتك وفي جعله أيضا حياتك لها قيمة.
لست أدري إذا دخلت النصّ الماثل أمامي هل سأقف على نفس القيم التي زرعها نصّ القطط.
إن بدأت بالبداية القلقة وصلت إلى نهاية مأساة.
طريقة العرض: اللعب والمرح " ماذا يفعل حمار ....غير المرح والسرح" فعرض المرح في النصّ كعلامة سيئة.
أسلوب التواصل: حمار مع حمار " هما لبعضهما بلاء" ما يعني أن التواصل ليس هو الطريقة الأنسب لإيجاد الحلول .. أيضا الحمار الثاني له نفس رغبة الأول ولا يعرف طريقة للوصول لكن رغم لك قدّم نصيحة لصاحبه انطلاقا من شيء متداول لا يقتنع به هو.
"الحمارـ الحصان"
سوء تعبير الحمار عن مراده، إذ سبّب للحصان انزعاجا.
أما المثل الذي عزّز به النّصّ فليس دقيقا إلاّ في مخيالنا، حيث يظهر الحصان رمز فروسية وبطولة وجمال والحمار رمز غباء وضاعة، وإن كان ذلك مبرّرا في التفكير القبلي وإفرازاته " سباق الخيول مثلا" كاستمرارية للفروسية.
رغم ذلك فإنه يبرر غضب الحصان، لكن ما ليس مبرّرا هو اعتماد الحصان على القوة وحدها في معالجة الموقف وهو رمز البطولة والفروسية والجمال. فإن كانت الفروسية تقتضي القوّة فأين الجانب الجمالي في السّلوك كأخلاق الشهامة، ولو جرح الحمار لقلنا ربما خرج بفائدة ما من مجهوده، لكن الموت شيء ثقيل كنهاية وخاصّة حين تكون ناجمة عن قتل.
وفي الأخير ما الفرق بين الحمار والحصان. إن كان الأول غبيا فالآخر جبار لا أكثر.
أعرف أن الكتابة للأطفال أصعب من الكتابة لغيرهم بأضعاف مضاعفة، كما أعرف أن بعض الأخطاء التي تعتري سلوكاتنا منشؤها آت من بعض تلك القصص و الحكايات الشعبية التي نتداولها.
لذلك من الأفيد دوما أن نفكّك بناءها ونعيد صياغتها وفق ما يساهم في رقي تفاعلنا مع ذاتنا و مع الآخر.
ما يجعلني أقيّم من هذا النّص هو تركيزه على أن التفكير لا يصل بك إلى نتيجة وأن الاستشارة ....
و إذا علمنا أنّنا نطلق لقب الحمار على أطفالنا عند خطأ بسيط، نعرف فداحة جعله يؤمن بأن غباءه لا دواء له.
تقبل مروري أستاذ الكريم و أنا على يقين بصفاء قصدك في هذا النّصّ و أن فيه أيضا بعض جوانب إيجابية.التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين لعوطار; الساعة 15-08-2017, 15:23.
تعليق
-
-
أهلا بك أخي الأديب اللبيب والناقد الأريب أستاذنا نور الدين لعوطار وسهلا ومرحبا.
سرتني جدا قراءتك المحللة لقصتي المتواضعة حقيقة وليس ادعاء، وإن القراءة الواعية لتوري الكاتب من نصه ما لا يراه، وهذه إحدى فوائد النقد البناء الذي يغني النص وصاحبه ولا يلغي أحدهما أو كليهما، فشكرا لك.
ثم أما بعد، القصة، رغم تواضعها، قصة مغرضة بامتياز وهي للأطفال الكبار، في سننا نحن، وليست للناشئة الصغار، وهي، إن شئت، "سياسية" بعض الشيء، ولم أقصد بها الكتابة في أدب الأطفال الصعب والخطير، وقد بنيتها على خاطرة بالفرنسية من خواطر الطبيب أحمد عروة، رحمه الله تعالى، كما بينته في هامشها (وانظر، إن شئت: من خواطر الطبيب الأديب أحمد عروة، رحمه الله تعالى "شتيمتان متضادتان")؛ لم أوظف رمزية "الحمار" ولا "الحصان" وما يمثلانه من أخلاق وسجايا وإنما كان تركيزي على خطورة سوء اختيار الكلام في الطلب وما قد ينتج عنه من عواقب وخيمة قد تكون مهلكة.
أشكر لك أخي نور الدين مرورك الكريم وتعليقك الحكيم فدمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي.
تحيتي إليك وتقديري لك.
sigpic(رسم نور الدين محساس)
(رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)
"القلم المعاند"
(قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
"رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"
(طُوَيْلِب علمٍ باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
ضيف ورأي وضيفنا: الأستاذ حسين ليشوري
لقاء الفرسان مع الصحفي حسين ليشوري
تعليق
-
-
sigpic(رسم نور الدين محساس)
(رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)
"القلم المعاند"
(قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
"رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"
(طُوَيْلِب علمٍ باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
ضيف ورأي وضيفنا: الأستاذ حسين ليشوري
لقاء الفرسان مع الصحفي حسين ليشوري
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 64998. الأعضاء 9 والزوار 64989.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 551,206, 15-05-2025 الساعة 03:23.
تعليق