مؤتمر حوار الأديان
بقلم أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل –
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
وقفت نملة على مؤخرة فيل ساعات طويلة ، كان الفيل يشارك في مؤتمر حوار الأديان مع مجموعة كبيرة من أنصار سوبر ستار ، ومن محبيه ومؤيديه ، وكان من بين الحضور كل من فخامة الحمار الوحشي ، وجلالة الثعلب ، وسيادة الذئب ، ودولة الضبع ، ومعالي الجاموس ، وسماحة الخنزير ، وعدد كبير وكبير وكبير من القرود والزواحف ، التي امتطت أعالي الأشجار ومعها التيوس والأغنام ، مصفقة ومهللة ومسبحة .
كانت النملة تعتبر نفسها جزءا عضويا مُهما بين الحاضرين ، وهي تجلس متكئة على مؤخرة الفيل لا تعبأ برائحة ولا ريحاً ، فلا بعراً يؤرقها ولا عيرا يخيفها .
بدأ الجميع ينشدون ويعزفون على كل الألحان والأوتار ، وفجأة وعلى ذمة الناطق الرسمي لمؤتمر حوار الأديان فخامة الحمار الوحشي ، وثب سماحة الخنزير طالبا ودّ ثعبان مرّ فجأة من هنا وعن غير قصد .
وبعد أن انتهى الحوار والنقاش ، وانصرف كل إلى مثواه الأخير ، صرخت النملة بأعلى صوتها من فوق مؤخرة الفيل قائلة : إنني هنا ، وعلى الجميع أن يدرك سماحة معتقدي وديني وديدني ، فأجابها الفيل قائلا : صحيح أنك على مؤخرتي لكنك مش على بال ...........
نظرت النملة من حولها فرأت في مكان الجمع الكريم رجلا مسنا ، يبدو على ظاهره الوقار والاحترام ، يرفع بِعِِرق شجرة ذيل كلبة جميلة ليضاجعها ، صرخت النملة على الرجل وقالت : لم ترفع ذيل الكلبة بعرق الشجرة ؟ فقال لها الرجل : لكي أبتعد عن الرجس والقذارة .
عندما شعر الرجل أن النملة رأته هرب من المكان مسرعا ، وأصرّ أن يسكن في مدينة نائية ، وبعد أن وصل الرجل إلى المدينة النائية ، واستأجر بيتا ، نظر من النافذة ، ورأى جنازة ميت محمولة على الرؤوس ، ثم مرت جنازة أخرى يحملون الميت على أصابع الأيدي ، ثم مرت جنازة ثالثة يحملون الميت على ظهورهم . سأل الرجل : لماذا يحملون الميت بتلك الطرق المختلفة ؟ أجابوه قائلين : أما الجنازة الأولى فكان الميت يعمل حلاقا ، يحلق جميع رؤوس سكان المدينة ، ولذلك حملناه على الرؤوس إكراما له ، وأما الجنازة الثانية فكان الميت يعمل عازفا ، يعزف لسكان المدينة ، ولذلك حملناه على أصابعنا تقديرا له ، وأما الجنازة الثالثة التي حملناها على الظهور، فكانت لرجل يعمل في العتالة ( أي شيالا ) ولذلك حملناه على ظهورنا تعظيما له .
قال الرجل : وأنا مهنتي ختان الأطفال ، ولن أرحل من مدينتكم لكي تحملونني على (............ ) . وهذا هو مؤتمر حوار الأديان ، ولو كان حوارا بين بكم وعمي وطرشان لربما كان أهون بكثير ، نعم إنها أمة ضحت من جهلها الأمم .
يا أمتي جرح القَذَى عيني فعيب واستحي
عظّم الله أجركم وشكر سعيكم وغفر لموتاكم
زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء
بقلم أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل –
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
وقفت نملة على مؤخرة فيل ساعات طويلة ، كان الفيل يشارك في مؤتمر حوار الأديان مع مجموعة كبيرة من أنصار سوبر ستار ، ومن محبيه ومؤيديه ، وكان من بين الحضور كل من فخامة الحمار الوحشي ، وجلالة الثعلب ، وسيادة الذئب ، ودولة الضبع ، ومعالي الجاموس ، وسماحة الخنزير ، وعدد كبير وكبير وكبير من القرود والزواحف ، التي امتطت أعالي الأشجار ومعها التيوس والأغنام ، مصفقة ومهللة ومسبحة .
كانت النملة تعتبر نفسها جزءا عضويا مُهما بين الحاضرين ، وهي تجلس متكئة على مؤخرة الفيل لا تعبأ برائحة ولا ريحاً ، فلا بعراً يؤرقها ولا عيرا يخيفها .
بدأ الجميع ينشدون ويعزفون على كل الألحان والأوتار ، وفجأة وعلى ذمة الناطق الرسمي لمؤتمر حوار الأديان فخامة الحمار الوحشي ، وثب سماحة الخنزير طالبا ودّ ثعبان مرّ فجأة من هنا وعن غير قصد .
وبعد أن انتهى الحوار والنقاش ، وانصرف كل إلى مثواه الأخير ، صرخت النملة بأعلى صوتها من فوق مؤخرة الفيل قائلة : إنني هنا ، وعلى الجميع أن يدرك سماحة معتقدي وديني وديدني ، فأجابها الفيل قائلا : صحيح أنك على مؤخرتي لكنك مش على بال ...........
نظرت النملة من حولها فرأت في مكان الجمع الكريم رجلا مسنا ، يبدو على ظاهره الوقار والاحترام ، يرفع بِعِِرق شجرة ذيل كلبة جميلة ليضاجعها ، صرخت النملة على الرجل وقالت : لم ترفع ذيل الكلبة بعرق الشجرة ؟ فقال لها الرجل : لكي أبتعد عن الرجس والقذارة .
عندما شعر الرجل أن النملة رأته هرب من المكان مسرعا ، وأصرّ أن يسكن في مدينة نائية ، وبعد أن وصل الرجل إلى المدينة النائية ، واستأجر بيتا ، نظر من النافذة ، ورأى جنازة ميت محمولة على الرؤوس ، ثم مرت جنازة أخرى يحملون الميت على أصابع الأيدي ، ثم مرت جنازة ثالثة يحملون الميت على ظهورهم . سأل الرجل : لماذا يحملون الميت بتلك الطرق المختلفة ؟ أجابوه قائلين : أما الجنازة الأولى فكان الميت يعمل حلاقا ، يحلق جميع رؤوس سكان المدينة ، ولذلك حملناه على الرؤوس إكراما له ، وأما الجنازة الثانية فكان الميت يعمل عازفا ، يعزف لسكان المدينة ، ولذلك حملناه على أصابعنا تقديرا له ، وأما الجنازة الثالثة التي حملناها على الظهور، فكانت لرجل يعمل في العتالة ( أي شيالا ) ولذلك حملناه على ظهورنا تعظيما له .
قال الرجل : وأنا مهنتي ختان الأطفال ، ولن أرحل من مدينتكم لكي تحملونني على (............ ) . وهذا هو مؤتمر حوار الأديان ، ولو كان حوارا بين بكم وعمي وطرشان لربما كان أهون بكثير ، نعم إنها أمة ضحت من جهلها الأمم .
يا أمتي جرح القَذَى عيني فعيب واستحي
عظّم الله أجركم وشكر سعيكم وغفر لموتاكم
زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء
تعليق