مع عنكبوت الباشا: الخلاصُ(*)
بقلم حسين ليشوري.
أسلم جثته المُتعبة إلى أرض القبر يائسا بائسا و استرخى منتظرا الموت، و بدأ شريط حياته يمُرُّ أمام عينيه المُغمضتين و تذكر مُغامراته في الحديقة و في المطبخ حيث انتهى.
شعر كأنه لم يعش مطلقا، كم قصيرة هي الحياة ! ليته بقي في الحديقة حيث الحرية: يذهب أين يشاء، يأكل ما يشتهي، يسكن حيث يختار، و يفعل ما يريد بلا حدٍّ و لا عدٍّ و لا رقيب ! آ آ آ هْ ! يا لها من حياة جميلة سعيدة هنيئة و بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيدة ! لكنه لجهله و ظلمه و جشعه اختار الدخول إلى المطبخ لعله يظفر بشيء لم يعتد عليه هُنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك ! فها هو هنا مسجون في علبة الكبريت، قبره الضيق رغم سعته !
و فجأة التصق بطنه بأرض القبر، بل التصق هو كله، ثم ارتج القبر به رجة قوية جعلته يلتطم بالجدران، ثم ضوء قوي عشتْ منه عيناه فصرخة مدوية : آ آ آ !!! و راح يحلق في السماء مع بقايا النملتين و ذرة الخبز و عود الثقاب و علبة الكبريت ! و انتهى به الأمر في زاوية بعيدة.
جاءت "سُكيْنة" إلى المطبخ لتحمي الحليب لفطورها قبل الذهاب إلى المدرسة، رفعت علبة الكبريت فوجدتها خفيفة، هزتها لتطمئن إن كان فيها عود أو عودان، فتحت العلبة و رأت، و يا لهول ما رأت: عنكبــــــوت ! ماما ! عنكبـــــــــوت !!! و رمت الكل بعيدا و صعدت على كرسي تبحث في الخزانة عن مبيد الحشرات:
- فسْتْ ! فسْتْ ! فسْسْسْسْتْ !!!
(البُليْدة، يوم الخميس 13/12/1429 الموافق 11/12/2008 صباحا)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(*) ملاحظةٌ مهمة: تنظر قصة "سقوط العنكبوت" للأستاذ جلال فكري، الباشا.
إقتراح للأستاذ جلال فكري (الباشا): ليتنا نواصل الكتابة في "مُغامرات عنكبوت الباشا" و لتكن سلسلة مسلية هادفة.
تعليق